50|متعب- ما الذي سَيَهون!|

1.7K 165 148
                                    

يقول أصدقائي أنّي نجوت..
لذلك اجلس فوق كومة كل هذه الذكريات كناجٍ وحيد.

اقتباس
____

لقد كُنتَ جزءاً لا يتجزأ مني..
جزءاً حين أردتُ استئصاله وجدتُ ألمه في قلبي.

_________

أنين خافت غادر شفتيه بغته، وعيه ععود له رويدًا وشعورٌ مألوف برائحة ودفء المكان جعله يفتح عينيه ببطء، لكن سرعان ما داهمه الألم بهما ليغلقهما بهدوء.

«عزام! لقد استيقظ! هل تسمعني؟»

سمع صوتها هامسًا متلهفًا باعثًا للراحة كعادتها، فعاد يقاوم ليفتح عينيه وتظهر صورتها أمامه، بنظرات عينيها الدافئتين المملوئتين بالدموع وابتسامتها الواسعة التي تحتل وجهها.

«ليلى!»

همسَ بضعف، وحشرجة زارت صدره.

«هنا! هنا بجانبك! أنت في أمان، لا تقلق!»

قالت بلهفة وكفها تمسح برفق على شعره، ليطلق تنهيدةً عميقة مُثقَلَة لا يعلم كم حُبسَت في صدره.

كانت محض أيام، شعر بها كدهر.

ارتجف فيها خوفًا، هلعًا وحزنًا حتى غرق في غياهب الظلام والأسى.

  دموعٌ ملأت عينيه وهو يعاود إغماضهما بتعب، ثم استكان تنفسه وانتظم رويدًا.

«لا بأس، لا بأس، كل شيء سيكون بخير..» تمتمت ليلى بحزن وأسى، والتوت شفتيها بحزن وهي تقطع كلامها ويدها تمسد ببطء على شعر الذي عاد لنومه وانتظمت أنفاسه أمامها، ثم تابعت هامسة وعبراتها تتسابق بالنزول «كل شيء سيكون بخير، حتى وإن أخذوا محمد، وإن غاب يوسف، وإن اختفت ضحكة علاء، حتى وإن غطى وجه مراد ومحمود الهادئين التراب، وإن غاب دفء نظراتهما، حتى وإن غاب الود والإهتمام بغياب عيسى، حتى وإن غابوا فسيكون كل شيء بخير.. ستكون بخير»

كادت تجهش باكية إثر الكلمات التي باحت بها من أعماقها، لولا كف وضعت على كتفها لتلتفت لخلفها وترى ابتسامة سيرين الهادئة.

«هل استيقظ؟»

همسَت السمراء، لتومئ الأخرى تحبس عبراتها وتجيب «فتح عينيه لوهلة فقط»

«لا بأس، هذا يبشر بخير أيضًا»

تبادلتا الهمس، وعادت ليلى تسمح شعره وعيناها المكسوتان بالدموع تحدقان به بهدوء قبل أن تسمع صوت انغلاق الباب برفق، فتتمتم «عزام! كن قويًا. أنا أنتظرك»

||خذلان : سقوط نجم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن