23|أداة - شمعة بنكهة الياسمين|

2.4K 183 219
                                    

مظهرٌ لا مُبالي، ولكن القيامه تقوم بداخله..
اقتباس

***

يقف متكئًا على الجدار المنقوش خلفه، أزارير قميصه الأبيض الثلاثة العلوية مفتوحة لتظهر منها سلسلة وقلادة ذهبية متدلية من رقبته السمراء، ينظر لراحة كفه الأيمن بشرود وأصابعه الخمسة تحيطها خواتم ذهبية منحوتة، في حين يلوي قدمًا حول الأخرى وكفه الآخر في جيب بنطاله.

«صباح الخير»

قاطع شروده صوت هادئ فنظر لأمامه حيث سواد يرتقي السلالم ليصل إليه، فأجابه مللًا «صباح النور، أهلًا سواد»

كان يبدو وبطريقة ما، أن شجارهما السابق قد هدأ وانفض.

«يبدو أن والدك أتى مبكرًا هذه المرة!»

تحدث سواد، فهز كتفيه بعدم اهتمام ثم علق «اجتماع سخيف آخر، لا أدري ما الهدف منه!» صمت قليلًا ثم تابع مبتسمًا بخفة ابتسامته الساخرة المعتادة «أخبرني أنت! ألم تعين قائدًا للحرس الملكي! ظننا أننا لن نراك بعدها!»

كان بهاء هو بهاء، لا يترك تعليقاته، ولم يبد  أن ذلك أزعج الآخر الذي صمت للحظات ثم رفع كفه متكئًا بها على حزامه الأسود وهز كتفيه قائلًا «يبدو أن ابن عمي ما زال مهووسًا بجري خلفه إلى كل مكان»

«إعطاء أمر لقائد الحرس بالذهاب وتعيين نائبه بدلًا منه، في حين أنه ما زال في بداية خدمته! أرجح أنهم لا يثقون بك بتاتًا!» علق بلاتيني الشعر بهدوء فالتفت له سواد ليرى ابتسامته الجانبية الساخرة، لكنه لم تؤثر فيه مطلقًا.

في الحقيقة كان مدركًا تمامًا أن هذا اللعوب أمامه لا يسخر منه تمامًا بل يسخر ممن عينوه، لذا لم يعر لنبرته اهتمامًا وهو يجيب «لا أعلم حقًّا»

«صباح الخير!»

صوت صدح ذو سحنة عميقة يرافقها بعض الشحوب من جانب الممر يقطع حديثهما، فالتفتا لمصدره، لترتسم ابتسامة خفيفة على وجه سواد مرحبًا «إلياس! أهلًا يا رجل»

تصافحت ذراعيهما بقوة فيم تحدث أخضر العينين مازحًا «ماذا! هل فقد الكبار ثقتهم فيمن حولهم! لم يمر على تنصيبك أسبوع حتى!»

تنهد سواد بيأس وضحك بهاء معلقًا «نتشارك الفكرة ذاتها على الأقل!»

هز إلياس كتفيه بمرح ثم علق «لن أصافحك أنت، أخاف أن تقطع يدي!»

«كنت سأفعل ذلك حتمًا» رد الآخر ضاحكًا، فأتى صوت هادئ وخفيف من الجهة الأخرى محييًا باقتضاب «مرحبًا»

||خذلان : سقوط نجم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن