20|غير متوقع- حظٌ عاثر|

2.7K 202 104
                                    

دقت الساعة معلنةً موعد الرقص، واجتمع الشباب من العائلات النبيلة الذين تعارفوا بينهم، تقابل الثنائيات ودارت بين البقية العروض التي قبل منها البعض ورفض منها البعض، وخلال دقائق، كان الشباب المتحمسين يقفون في منتصف المكان، حيث تم تجهيزه للثنائيات، لكن الأعين كلها كانت حيث أريج التي استقامت بهدوء وكفيها على بعضهما أمام أسفل صدرها، تحاول أن لا تضمهما لبعضهما لشدة توترها وهي تحاول أن لا تدير عينيها بحثًا عن تيم كي تطمئن لمرة أخيرة لعدم وجوده، وبعد ثوان انحنت برفق ثم تحدثت بصوتها الناعم وابتسامة خافتة تعلو وجهها «أتمنى أن تستمتعوا»

في زاوية بعيدة، لم يقف فيها سوى سواد وإلياس في غير نية للمشاركة واختيار الثنائيات همس بهاء ثالثهما لإلياس بجانبه متهكمًا وساخطًا «أين ذاك الأحمق؟»

كان يقصد تيم المختف، ولم يقابله من أخضر العينين سوى تحديقات قلقة ومتوترة وهو يهمس يزيد من ضم ذراعيه لصدره «لا أعلم!»

أما سواد فكان يراقب تصاعد الهمسات والإستنكارات الخافتة ما يحدث بهدوء شديد كأن الأمر برمته لا يعنيه، الهمسات التي تصاعدت تجعل أريج تدرك أن الجميع كانوا يعلمون بأمرها وتيم، ربما نشر الدون الشائعات بأنها ستراقص ابنه في أول ظهور لها كي لا تستطيع أريج رفض تيم على الملأ، لكن انقلب السحر على الساحر الآن، فابنه اختفى في أهم لحظة.

ابتسامة علت شفتيها وهي تراقب ما يحدث، ولن تنكر أنها تشعر بنشوة الانتصار حتى أنها تريد الضحك بملئ فمها، وما إن جلست بدأت جولة من الرقص الكلاسيكي وهي تشاهدهم بابتسامة هادئة على شفتيها، حتى ظهر صوتٌ هادئٌ من جانبها بعد بضع دقائق «كيف سار الأمر؟»

كيف لها أن لا تميزه! وهذا ظهر عليها حين ابتسمت قبل أن تلتفت له، ثم وقعت عينيها الباسمتين عليه لتراه يقف متطلعًا للحضور بهدوء، فسألته برفق «لقد تخلصنا منه حقًّا! ماذا فعلتَ، أخبرني؟»

«إنه سر» أجابها أصفر العينين يلتفت لها وهو يبتسم ابتسامة صغيرة، فرفعت حاجبًا باستنكار وعليها ابتسامة بالكاد حاولت كبحها من أن لا تملأ وجهها، ثم مازحته «سرٌّ ها! كان ذلك واضحًا، المهم أن تشكر تلك الفتاة عوضًا عني»

ابتسم عزام باتساع ضاحكًا بخفة لكلامها ثم أومأ لها برضى قبل أن يلحظ محمد يقترب منه محمد هامسًا بأذنه، فنبس بخفوت بعد أن ابتعد «قادم»

ثم أومأ لأريج بخفة وابتعد، تشيعه عينيها دون أن ترتفعا للحظة.

***

قبل موعد الرقص بعشر دقائق..

الأشجار تمايلت مع هبات ريح ليل ديرينا البارد والمنعش، تحركت الأوراق وأصدرت حفيفًا ترافق مع صوت النسيم الهادئ واللطيف، والنسمات العليلة صافحت وجوه القلة الذين كانوا يتجولون خارج القصر، تشعرهم بالإسترخاء والسكون الداخلي، لكنها لم تكن لعدوين لدودين يمشيان بخطوات بطيئة في الجهة الجانبية للحديقة، يتجادلان بكلمات سرية لا يعلم مدى عمقها سواهما، حرب باردة تدور بينهما في الخفاء، يجهلها كل من انخدع بالظاهر وترك تفسير الباطن مدعيًا أنه لا يغني ولا يسمن، جاهلًا أنه محركه ومصيره، كما كان مصيرًا لكثير من قبله ممن اغترو بالبرائة الظاهرة.

||خذلان : سقوط نجم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن