55|عناد- ذبول|

1.5K 150 284
                                    

قد يكون الجهل عين العقل وقلب المعرفة أحيانًا،
أحيانًا من الأفضل ألا تعلم.

***

يدير الخاتم المحبوس في طرف سبابته بإبهامه والأفكار تروح وتجيء في عقله، يفكر بالمجهول الذي مر أسبوع منذ لقاءه به، أفكاره تلتهمه، الأحداث ترتبط بعقله والشكوك تلعب برأسه.

أعطى نظرة جانبية للورقة المفتوحة والتي تعلو منضدته بجانب السرير، نظرة ساخطة كأنه يحقد عليها.

ربما لأنه لم يفهم ما المقصد منها، أو ربما لأنها عرقلته عن اللحاق بالغامض.

فيها عدة أسماء يعرفها، تجار وباشوات وذو مناصب في البلاط الملكي وغيرهم، لكن ما يثير الإستغراب هو الخطوط الحمراء التي تطمس أغلبها.

لم يكن بينهم رابط مشترك، بعضهم ولائه للدون، والأغلبية ليسو كذلك.

لا.. ربما هناك رابط، أنهم لا يتبعون عائلة مورين.

وصوله لهذه النقطة جعله يشعر أن خللًا سيصيب عقله إذا تعمق في التفكير أكثر.

ما الذي سيعنيه كل هذا! هو لا يعلم.

ضرب رأسه من الخلف بعارضة سريره مرارًا، ثم ودون وعي بدأ يتمتم مرددًا باسم يوسف.

لو كان ما زال حيًّا لبثه بعضًا مما يعتلجه، أو ربما يقوم بحل لغزه له.

تنهد بتعب وهو يتوقف عن ضرب رأسه، ثم أغمض عينيه وسمع صوت الطرق على بابه ككل يوم في هذا الوقت بعد الظهيرة.

«عزام الوغد! »

جاءه صوتها متذمرًا ككل مرة، فتنهد مجددًا وهو يتجاهل ندائها وطرقها الذي لن ينقطع سوى بعد مدة.

لم يتحدث معها منذ ذلك اليوم، سيرين التي يريد ياسين حصاره بها.

كريمان لم تنفذ نصيحة ياسين بتبديل الأجنحة، وهذا الأخير لم يخض معه نقاش آخر.

باختصار، حبس نفسه في غرفته منذ ذلك اليوم.

حتى طعامه تضعه ليلى في صالة جناحه، ثم تخرج، ويخرج هو حين يسمع صوت إقفال الباب.

يقفل باب الجناح من الداخل، يتناول طعامه، ثم يفتح الباب ويعود لغرفته مقفلًا عليه.

وكأن ما قاله المجهول الملتحف بالسواد كان الدفعة الصغيرة ليعتزلهم جميعًا منفردًا بألمه والخطر المجهول المحدق به.

للحظات كان يفكر بالذهاب والحديث مع عبد داوود، ماهر، ذاك الذي ارتمى أمام السهم ليحميه، لكن تفكيره بأن ذلك قد يكون مجرد حظ يجعله يتردد ويُحْجم.

||خذلان : سقوط نجم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن