حمرة الشفق كانت تزين المكان بطريقة مهيبة، منظر يوحي بالجمال والإبداع الأخاذ، خصوصًا مع قطرات المطر الخفيفة التي توقفت عن التساقط منذ لحظات.
«هيا، لقد توقف!» قالت أريج الواقفة عند الباب الموارب ملتفتةً لسيرين وسيلين اللتين تقضيان بعض الوقت مع فرسيهما، فأسرعت الأخيرة نحوها هاتفةً وقد خف عنها توترها «أخيرًا! ظننت أن الظلام سيحل ونحن هنا!» انتبهت لعدم وجود رد، فالتفتت للخلف منادية «سيرين! هيا! سنغادر!»
انتبهت المعنية من شرودها فجأة، ثم مسدت على ناصية فرسها لمرة أخيرة وهي تمنحها ابتسامة هادئة قائلة «وداعًا رين، سأعود لاحقًا، أعدك»
ثم خرجت من القمرة لتغلقها خلفها وتتحرك خلف أختها وابنة عمها، وبعد دقائق تراءى لهما القصر، فزفرت سيلين براحة راسمةً ابتسامة ثم التفتت لأختها تهمّ بالحديث لولا انعقاد حاجبيها فجأة تناديها باستغراب «سيرين!»
انتبهت الأخيرة، فسألت أريج «شاردة! أليس كذلك؟»
أومأت الأخرى باستهجان، فتأففت سيرين ثم علقت متذمرة «دعاني وشأني»
«ألم تستمتعي بالنزهة؟» تساءلت أريج، فأومأت سيرين بتململ تسمع تعليق أختها المستخف «أجل، وأنتِ شاردة!»
زفرت للمرة الثانية، ثم اندفعت تصعد سلالم مدخل القصر مسرعة متجاهلةً الاثنتان، وارتقت السلالم بسرعة ثم اتجهت نحو غرفتها وما إن أغلقت باب غرفتها خلفها حتى زفرت براحة، ثم شردت للحظات قصيرة قبل أن تهمس بعدم تصديق «هذا جنون!»
تحركت حركات متوترة بين سريرها والباب وهي تتخصر بإحدى ذراعيها، وتضع كفها الآخر على صدغها، ثم توقفت لوهلة محدقةً عبر الشرفة بشرود.
تحركت مقلتاها بارتجاف ثم غطت وجهها بكفيها وزفرت بثقل، وتوجهت نحو الشرفة، فتحتها لتقابلها رياح تنذر بأمطار قد تدوم لساعات، ثم اتكأت بكتفها على الباب مفكرةً بما رأته اليوم.
طريقة علاء بالتصويب.. كانت جنونية فقط!
من يستطيع التصويب نحو هدفٍ لا يدل عليه سوى صوته من بعد عشرين مترًا! حتى إن كان يراه! كان ذلك كثيرٌ جدًا!
هي تعرف علاء والبقية منذ صغرهم، لكنها أول مرة تراه يستخدم القوس، ومهارته صدمتها.
«دقة تصويب لا تصدق وحدة نظر كالصقور!» تمتمت بخفوت مراجعةً ما قرأت في الكتابين، ثم تمتمت مرة أخرى «حدة النظر والسهم الذي لا يخطئ!»
أنت تقرأ
||خذلان : سقوط نجم||
Mystery / Thrillerانقلبت حياة عزام، الفتى اليافع ذو الرابعة عشر عامًا فجأة بعد أن تم بيعه كعبد لعائلة من الطبقة النبيلة، تم تفريقه قسرًا عن والدته وقتل والده أمام عينيه، ظن أنه لن يتجاوز ما حدث لكنه لم يدرك أن لديه عقلية متكيفة ومتغيرة.. ياسين الابن الوحيد للعائلة، ا...