صديق واحد حقيقي يُعيدك مجددًا للحياة حين تشعر بأن قلبك قريب للإنكسار.اقتباس
***
حدق سكوار بالجالس أمام مكتبه بغضب وكفيه متشابكتان أمام وجهه، يراه ينهي كلامه والضيق يحتل وجهه حاد الملامح.
«أتدرك ما وضعتَنا فيه بسبب تهورك؟»
تحدث يحاول كبح غضبه وغيظه، فلوى الآخر شفتيه بضيق، يجعل الدون يهتف به بحدة «سكوار!»
ولا رد مجددًا من المعني سوى أن لعق الآخر شفتيه ينظر للناحية الأخرى حيث يقبع الباب ذو اللون الأسود، فهتف الآخر فاقدًا رباطة جأشه «كيف يُفلتُ منك بهذه السهولة! هل أنتَ أحمق؟»
وهذه المرة تمتم أسود الشعر والعينين بغيظ وهو يلتفت له «ليس وكأن ما حدث يرضيني، حضرة الدون!»
«لو وضعت حراسة جيدة لما استطاع الهرب! كيف يهرب ممن أرسلتَهم لملاحقته بعدها؟ ليس له أحد، ولا يعلم بأمر وجوده سوانا ومقاتليك الحمقى!»
لعق الآخر شفتيه مدركاٌ أنه لم يخبره الدون بأن من أرسلهم قد تم تصفيتهم من قِبل مجهولين، ثم انتبه لصوت الآخر الغاضب «كيف سيخرج دون أن يلاحظه أحد يا سكوار؟»
«وهذا ما يؤرقني! كيف هرب؟» تمتم متكتفًا ومتجاهلًا أفكاره، في حين أصبح الدون واقفًا على بعد أمتار منه بجانب طاولة خموره المعتقة، وصوت انفتاح قارورة جلبا حواسه لوهلة.
«ما زلتَ تتحدث عن الحراسة المهينة التي وضعتَها، لو لم تقتل رفيقيه لما استطاع التحرك لشبر واحد خارج القصر» تمتم الدون بسخط وهو يملأ كوبًا زجاجيًا شفافًا ويعلو صوت انسكاب قطرات شيفاز الذهبية في الهدوء، فلوى سكوار شفتيه بامتعاض من آخر كلامه الذي لم يجد ردًّا عليه، ثم شرد لوهلة يفكر بالحراسة التي فرضها قبل أن يتحدث «لقد وكلتُ المهمة لمقاتلي الظل»
«إذًا حقق معهم!»
«فعلتُ» قال ثم قطع كلامه، لعق شفتيه وتعلقت أنظار الدون عليه ليسترسل يبوح بجزء من الحقيقة «جميع من كانوا يحرسون الممرات أصيبوا بالإغماء»
لوهلة مُحي الغضب عن وجه الدون ويده التي كادت ترفع كوبه تجمدت مكانها، ثبتت ملامحه وعينيه لا تفارقان وجه سكوار الذي صمت لوهلة مديرًا خاتم خنصره الفضي قبل أن يردف «يبدو أن هناك من ساعده من داخل القصر، شخصٌ أو ربما أكثر، يعلمون بهويته»
احتد فك الدون، عيناه ابتعدتا عن سكوار يحدق بنقطة وهمية على زاوية الجدار يمينه، ثم وضع كأسه الذي لم يشرب منه على الطاولة وهو يشعر أن مزاجه لفعل ذلك تغير ثم تحرك نحو كرسي مكتبه الضخم وسكوار ما زال يتحدث «لو حققتُ مع الجميع سأجلب لنا الأنظار، ضياء باشا ويعقوب باشا وجيرمان، قد ينتبه أحدهم ويكتشف أمر الفتى..»
أنت تقرأ
||خذلان : سقوط نجم||
Mystery / Thrillerانقلبت حياة عزام، الفتى اليافع ذو الرابعة عشر عامًا فجأة بعد أن تم بيعه كعبد لعائلة من الطبقة النبيلة، تم تفريقه قسرًا عن والدته وقتل والده أمام عينيه، ظن أنه لن يتجاوز ما حدث لكنه لم يدرك أن لديه عقلية متكيفة ومتغيرة.. ياسين الابن الوحيد للعائلة، ا...