"هل يمكنني الدخول الآن ؟ ، أعلم أنكِ مستيقظه " طُرِقَ الباب لتغمض عيناها محاولةً تجاهل الباب الذي فُتِح لتوه والعودة للنوم لكن الكوابيس تبّدأ عندما تستيقظ.
"هل بإمكانكِ على الاقل إخباري بأن الباب مفتوح!"
"إنني أموت لأستمع لكلمةٍ منكِ " همست والدتها وهي تجلس بقرب ابنتها المستلقيه التي تحدق بالفراغ "إنني مستيقظةٌ أمي ، أحاول النوم "
النومُ ليس مجرد نومٍ بعد الآن بالنسبة لها ، إنه منفذٌ للهروب.
لا أحد موضَع ثقةٍ عندها عائلتها لا تفَهم شيئاً و اصَدقاؤها لا ترُيد مُضايقتهم بهَذه الامور ، لا اصدقَاء حقيقيين عندها.
حتى لو كان لديها اي نوعٍ من الحَميمية مع احدهم ، على مسَتوىٍ عادي فلن يكونوا على النحَو الذي تفهم به الحمَيمية.
فُتح الباب ليتبعه حديث شقيقها المبتسم "مرحباً ، لقد احضرت الإفطار المفضل لديكِ"
"هيا عزيزتي ، زاك وانا سننتظر خارجاً" تمتمت والدتها بإبتسامةٍ مطمئنه وهي تنهض.
حاولت بكسل سحب قدماها خارج السير ، لتنهض وتغسل وجهها صحيحٌ ان الاكتئابُ يعيش في جسمٍ يُحارب للنجاة مع عقل يحاول المَوت.
هذا ليس حزنًا لأن الحزن يسيل وهذا الشعور متيبّس، جافٌ وحاد الأطراف يجرحك إن لمسته ، ليس حزناً.
ﻻ تفهم ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ بداخلها ، إﻧﻪ ﺷﻲﺀ ﻏﺎﻣﺾ ﻟﺪﺭﺟﺔ أنها ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً تفكر انها ﺷﺨﺼان ! ﺷﺨﺺٌ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻭ ﺃﺧﺮ ﻳﺸﺪ ﺍﻷﺻﻔﺎﺩ ﻋﻠﻰ يديها.
كيف يُمكن أن تشرح لوالدتها والجميع انها ماعادت تصلُح للأحاديث اليومية السطحية، وأنها مُستنزفةٌ لدرجة أنها تحتاج فُسحةً من الوحدة كي تُرمم ما دمرتهُ الحرب في داخلها ، كيفَ يُمكن للهم أن يحترمُوا أنها ما عادتَ قادرةً على الإجابة عن سؤال عادي أو روتيني أو تجاذُب أطراف حديث طبيعي أو تافه، إنَّ جُلّ ما تحتاج اليه هو فُسحةْ سكينة.
"ستبقى شقيقتك هنا لئلا تهرب مجدداً زاك ، وسنزوها" سمعت همس والدتها التي غيرت الموضوع فور انضمامها لهم.
أنت تقرأ
Acquainted || L.P
Fanfictionﻷن الحُب وحده قادرٌ على إحداث المُعجزات، كانت تردّد لي معلّمة التاريخ :" ادرسوا بحُب".