فقط لحظة ضعف قد تكلفك حياتك..
...................................................................... إستيقظَت مفزوعة إثر منبهها الذى أخذ يصدر أصوات الضجيج كي تستيقظ فهو موعد ذهابها للجامعة.. لم يكن منامها مريحا حيث عانت من ذلك الحلم الذى انقلب بشكل غريب في نهايته.. فقد كانت تحلم بتلك الأمور التي تعطى طابع التخريف يصدرها عقلها الباطن ولا تفهم مخذاها ولا تفكر فيها حتى إلي أن رأت نفسها جالسة في غرفة مظلمة تحتضن جسدها فوضع أحدهم يده علي كتفها
-تشانيول أهذا أنت!!
قالتها مديرة وجهها إلي الخلف مبتسمة إلي ان هبطت ابتسامتها بعدما سمعته
-لماذا تعتقدين أنه سيعود
قالها لترد بسرعة بشبه ثقة
-لقد وعدَني
-ماذا إن أخلف
-لن يفعل
-وإن فعل
-تشانيول.. تشانيول انه ليس ذلك الشخص الذي يختفي بدون سبب.. حتما سيعود كما وعدني ليلة اختفائه ليوضح لي الأمور
-أنتِ لا تعرفين شئ.. لا شئ
أخذ يدفعها من كتفها ذهابا وإيابا حتي استيقظت
-إلهى أهو حلمٌ أم كابوس!! لما وتيرة تنفسى سريعة للغاية كأننى كنتُ أركض لأيام وقلبى ينبض بسرعة كأنني كنتُ في بيت الأشباح!!
اندهاشها لم يكن نتيجة حلمها بشئ عن تشانيول فليست مرتها الاولى منذ انه يحضر احلامها بانتظام.. ولكن من الشخص الذى كان يحادثها فيه.. لم تعلم ما مناسبة اقتحامه أحلامها وفي حلم يخص تشانيول!!
لقد كان المدعو أوه سيهون المحاضر الذي طردها المحاضرة السابقة وهددها بمنعها من دخول الإمتحان.. لم تكن مرته الأولي في طردها أو فعل شئ ضدها.. وهي لم تفكر به دقيقتين علي بعضٍ حتى لكي يحضر في أحلامها
أوه سيهون هو معيد أعطاه بروفيسور المادة دوره منذ أنه سافر إلى الولايات المتحدة .. إنه حاد الطباع بشكل مبالغ.. نوعا ما يذكرها بتشانيول ولكن من خلال تعاملها مع تشانيول فهي تعرف جيدا أن تلك الوجوه الباردة الغاضبة الحادة تخفي ورائها حقيقة طفل صغير سرعان ما يظهر أمام من يعشق
-أيا يكن.. منذ متى الأحلام منطقية!!
وضعت خصلات شعرها وراء أذنها قبل ان تقتحم خزانة ملابسها لترتدي أي شئ يظهر أمامها وتسرع للجامعة كي تلحق بالمدير فقد سألت يوم معرفتها بأمر الحفل في شركة السيد بارك وعرفت أنه لا يمضي في الجامعة أكثر من ساعتين تصادفان محاضرة اوه سيهون لذلك ستقوم بتضييع المحاضرة وتذهب لإقناعه لتحضر تلك الحفلة كطالبة ممثلة لقسم إدارة الأعمال
-لنفعلها كارما.. كوني قوية
....................................................................
ترجلت من سيارته لتسقط فتفرغ كل ما في معدتها اثر أسلوب قيادته التي كانت أبرع أسلوب في الإنتقام.. شعرت بدوار شديد وبمشاعر غضب تحتل جميع جسدها لم تكن قادرة على التعبير عنها بالكلمات أو الصراخ لن تفعل ذلك الآن فقد استولى على عقلها بالفعل مصيبة أخرى
-ال.. المطعم!! لا ..كم الساعة
نظرت ايه هاتفة بصوت مبحوح لينظر لها بعدم فهم
-سألتك كم الساعة كم هي!!
-الخامسة وعشر دقائق
-لا مستحيل سيقوم بطردى.. ماذا سأفعل
-أنتِ .. عن ماذا تتحدثين
نظرت إليه وقد وجدت دموعها نصيبها بين أعينها لتناظره بغضب
-ان فقدت هذا العمل اعلم انك السبب.. أنا.. لن أسامحك أبدا
-ماذا؟ عمل.. أنتِ تعملين.. ألستِ تحت السن القانوني للعمل
تجاهلته لتهم بالذهاب إلى المطعم فهو مجاور لمنزلها ليمسكها من ذراعها ويجذبها تجاهه
-لا تتجاهلي حديثي.. أجيبي.. أي عمل هذا
قالها بنبرة قلق واهتمام لم تفهمها وانما تأوهت قليلا إثر يده التي ضغطت بقوة على ذراعها فأرخاها قليلا
-هل يمكن أن نتناقش فيما بعد فالشخص الذي أعمل معه لا يمزح و يتحجج كي لا يعطيني راتبي ويهددني ليل نهار بطردي .. لقد تأخرت أكثر من ساعة بالفعل لا أستطيع التأخر أكثر وإلا خسرت عملي ولن أستطيع الحصول على غيره
-أين هو ذلك المكان
أشارت بإصبعها تجاه المطعم بجانب منزلها
-إتبعينى
هتف بها لتنظر إليه بعدم فهم حتى تقدم فتبعته بعد دقائق دخلت المطعم ليصيح بها مالكه
-أيتها الشقية الحمقاء! أتعتقدين أنكي تستطيعين الحضور والذهاب في أي وقت تشائين
رفع يده التي بها أحد الأطباق لتدير وجهها مغمضة العينين حتى سمعته يئن
-ماذا تفعل أيها الشاب اترك يدى
-لولا أنها ستُضر لكنت حطمت ذلك المكان القذر على رأسك أيها الخرف
-أيها السيد إهدأ لقد كنت أمزح أقسم
-تلك الفتاة كانت معي ذلك الوقت الذي تأخرته سأقوم بتعويض المكان عن ساعة التأخير تلك
أنهى كلامه تاركا يد الرجل بقوة
-كيف.. كيف ذلك
هتف الرجل ممسكا يده ونبرته متألمة
-حضّر لي كل أصناف الطعام التي في ذلك المكان
-ما.. ماذا؟
-لا.. تترك.. صنفا.. واحدا
اقترب منه قائلا كل كلمة على حدة.. ملامحه لم تكن بمزحة
-ح.. حالا سيدي فقط ارتاح قليلا.. كارما عزيزتي يمكنكي أخذ اليوم كراحة حسنا؟ لا تتعبي نفسكي
-لا سيدي سأعمل اليوم لا بأس
لقد كانت طوال الدقائق السابقة لا تفعل شيئا غير النظر بذهول لما يحدث.. لأول مرة تشعر أن لها أحدا يدافع عنها.. و يحاول حمايتها
ذهبت إلى دورة المياة لتبدل ملابسها لثياب العمل.. ثم همت إلى التنظيف وهناك عينا تراقبها.. تنظر إليها بتمعن وتستمتع برؤية تحركاتها أمامها
مضت ساعة تقريبا إلى أن جاء ذلك الرجل ليضم طاولتين أمام طاولة تشانيول ليضع كل ما حضره
-لقد أعددت ما طلبت سي..
لم يكمل فقد قاطعه تشانيول رافعا أمام وجهه كومة من النقود التي كان سيسيل لعابه إثر رؤيته إياها ولم يُنزل تشانيول عينيه من على كارما التي وقفت لتنظر إلي مايفعله فتبادله النظرات هي الأخرى.. نظراته كانت دافئة ناجمة عن وجه شبه باسم نحوها بادلته بنظرات متسائلة مستفهمه تغمرها الحيرة والإستغراب
أخذ الرجل النقود بسرعة ليقوم بعدها لينظر له تشانيول أخيرا باستهزاء ثم يتقدم نحو كارما لينظر إليها بتمعن مره أخرى ثم يمر بجانبها ليتجه نحو الباب
-ألن.. تتناول طعامك!!
سألته مسرعة ليقف للحظة ثم يلتفت اليها بنصف جسده
-لقد أفرغتي ما في بطنك اليوم لذلك تناولي الطعام وما يتبقي..
التفت اليها بجميع جسده مكملا ببرود
-يمكنكم رميه أو إطعامه للكلاب مثلا
هم بالخروج من المطعم ومازالت هي تنظر تجاه المكان الذي كان فيه علي وجهها علامات عدم الفهم
-إنّه.. حقا غريب
أنت تقرأ
إلى أن نلتقي ؛مجددا
Fanfictionبين ذكرى تمقتُها وذكرى تعشقُها هناك ذكرى نسيتَها.. وأنا بين الثلاثة وجدتُ ذكرى جديدة.. لا هي تُمقت ولا هي تُعشق ولا هى تُنسى.. بل هي تتملكني وأعيش عليها.. أخطتُها في قلبي وعقلي وأضلعي.. جعلتُها تحتل جسدي وروحي.. كل لحظة أحطْتَ فيها جسدي.. كنتَ فيها...
