إنها أمامك

1.8K 146 6
                                    

-كيم كارما
هتف بها المحاضر فور دخوله قاعة المحاضرات لتنتبه إليه بفزع وتقف
-إلى الخارج
قالها ناظرا إلى الكتاب أمامه
-عفوا؟
-أعتقد أن جملتي كانت واضحة
-عذرا ما السبب.. لم أقم بشئ لتقوم بطردي
-أنتِ تقومين بتضييع وقت محاضرتي لما لا تخرجي بهدوء؟
موقفها لا تحسد عليه إذ جميع من في القاعة ينظر إليها
-أستاذ سيهون إذا خرجت من هنا سأتوجه مباشرة لأتقدم بشكوى ضدك.. فأنت تقوم بطردي بدون سبب ومن في القاعة يرون ذلك بوضوح
قالتها بعد أن استشاطت غضبا ليرفع رأسه فيلاقيها بابتسامة ساخرة
-حقا؟ اذا قومي بذلك فعليّ على أية حال أن أخبر المدير بما قمتي به في مكتبي
اخذ كل من في القاعة ماعدا القليل بالتهامس.. غالبيتهم وصل لهم الأمر بشكل خاطئ
-أتعرفين أنه يمكن طردكي؟
نظرات غضب جامح تتطاير منها.. لم تلبس قليلا حتى لملمت أشيائها ونزلت من مدرجها لتخرج من القاعة ثم من الجامعة بأكملها.. اعتادت بين المحاضرة والأخرى أن تجلس في مقهى أمام الجامعة لكن اليوم ستجلس به مدة محاضرة بأكملها..  يُمَكّنُها ذلك من الاستماع للموسيقى التي تشتاق اليها بين الحين والآخر.. تستطيع الاستمتاع برائحة القهوة قبل مذاقها.. من يعلمها جيدا سيقلق من وضعها الآن.. تجلس هادئة بملامح خالية من أي تعبير.. تنظر بجانبها قليلا ثم تنظر لفنجان قهوتها لتمسكه لحظات ثم ترتشف أقل قدر وتضعه مره أخرى وتعاود النظر للنافذة بجانبها.. مرت ساعتان تقريبا ليحين موعد محاضرتها التالية.. اخذت أشيائها لتدفع ثمن قهوتها وتهم بالذهاب..
تمشي في ممر يوصلها لقاعتها صامتة ناظرة أمامها بحدة.. التقت بالذي طردها منذ ساعات محدثا لها احراجا لن تنساه حتى تُقبر.. يبدو انه خرج من القاعة الآن فقط
-اذا تعرفين ماذا يحدث اذا عبثتي مع محاضرِك..
خاطبها بعدما كانت تقدمت أمامه بخطوتان تقريبا.. وقفت لتلتفت بهدوء
-هل يمكنك ألا تتحدث معي؟ فقط لا تفعل.. لا أطيق النظر إليك حتى ولا أريد من ذلك أن يجعلني أفقد دراستي هنا
تفاجئ قليلا من حديثها حيث شعر أنها تعاني مما قام به لدرجة أنها قد تكون كرهته.. أو هي فعلت فعلا.. لم يستطع الرد عليها لتنظر اليه اخر نظراتها الخاوية وتتركه متقدمة من قاعتها
-ماذا أفعل.. اعتقدت أن بتصرفاتي سأمنع نفسي من الوقوع لكي.. لكنني غارق بالفعل
......................................................................
-اذا سيدة البوابة تجلس وحدها
خاطبها أحدهم إثر ملاحظته لها.. تجلس منذ ساعة تقريبا تنظر إلى تشانيول الذي عاملها كأنها ليست موجودة.. يضحك هنا وهناك.. يجلس مع عدة أشخاص منهم الكثير من النساء.. مازالت تلتصق به تلك الفتاة منذ ذلك الوقت.. لا ينظر الى كارما حتى كأنه لا يبالي بوجودها.. عاتبت نفسها كثيرا لقدومها إذ انها لم تشاركه أي دقيقة من وقته حتى الآن
انتبهت للمتكلم لتجده الشخص الذي بفضله استطاعت ان تدخل.. تقول في نفسها الآن.. "ليتك لم تفعل"
-أوه أنت السيد الذي أدخلني
-اذا ماذا تفعل الأميرة وحدها.. هل الأمير يمثل دور صعب المنال؟
ضحكت على نبرته المبهجة ليجلس بدون استئذان
-شكرا لك على مساعدتي
-ماذا ستقدمين لي
خاطبها بنبرة لطيفة خارجة من ملامح ألطف
-أنت مبهج للغاية.. حقا لم أتعامل معك لكنك تبدو كذلك
-قلبي يخفق بشدة.. إلهي هل أُصاب بإغماء
مثل أنه يسقط لتعلو ضحكاتها التي استطاع تشانيول تمييزها رغم الضوضاء حوله.. نظر لمجلسها ليستشيط في مكانه.. بيكهيون صديقه وهو يعرف أنه متزوج وأنه يحب أن يمزح في الأرجاء لا أكثر لكن مجرد تقرب شخص منها يشعره بالغليان
-أوه أميرتي جاءت
قالها بيكهيون ناظرا لزوجته التي تقدمت نحوه مبتسمة بعد فترة من حديثه مع كارما إذ اخبرها عن زوجته وشاركها حسه الفكاهي الذي اضحكها حد الدموع
نهض ليساعدها منذ انها حامل.. نهضت كارما لتنحني لها
-مرحبا انا كيم كارما.. اخبرني بيكهيون عنكي تبدين جميلة حقا
قالتها كارما مندهشة من جمال زوجته الذي لم يطغى عليه بطنها المنتفخ
-انتِ هي الجميلة.. خطفتي أنظار كل الحضور اراهن ان جميع الرجال يريدون التهامك
-إلا أنا
خاطبها بيكهيون بحماس.. لينظر لكارما
-حسنا قليلا
ضحك بيكهيون في نهاية حديثة لتضربه زوجته بخفة وتضحك هي وكارما
-أتسمحين لي بتلك الرقصة سيدتي؟
خاطب بيكهيون زوجته
-عزيزي أنا حقا متعبة.. يبدو ان ولدك سيكون مثلك تماما فهو لا يهدأ أبدا.. لما لا تراقص كارما؟
التفت بيكهيون لكارما ليغمز لها ويمد لها يده.. ضحكت كارما على تصرفه لتنهض معه وتنحني له كأنها أميرة سترقص مع الأمير..
يتضاحكان منذ بداية الرقصة.. لقد غير بيكهيون مزاج كارما حتى أنه كاد ينسيها تشانيول
تقدم تشانيول ناحية زوجة بيكهيون التي تكون أخته
-ألا يمكنكي ربط زوجكِ بجانبك قليلا
-ماذا أهو جرو!
نظر لها كأنه يقول "حقا"
-حسنا انه جرو قليلا.. لكنني احبه هكذا
-حقا الا تتضايقين من تصرفاته جينا
-بالطبع لا.. انه حنون يحب تلطيف الجو على من يعرفه ومن لا يعرفه.. ايضا حين يرى فتاة جميلة هو يقدر جمالها وهذا لا يضايقني فهو بسيط يظهر ما في نفسه.. أعلم أنني التي تحتل قلبه.. أظن أنه ابني
قالتها لتضحك قليلا ناظرة للأسفل ثم تعاود النظر بتشانيول
-ماذا أهي تخصك؟
لم يرد أو ينظر لها إذ انه ينظر لملكته التي تتراقص بخفة وتبتسم بقوة ليبتسم هو الآخر.. لاحظت اخته الامر بوضوح
-انت.. اذهب لترقص معها
نظر لاخته لتعاود الحديث
-اذهب وخذها منه.. هيا
دفعته قليلا.. ليتقدم من ساحة الرقص حتى وصل لهما
-اذهب لزوجتك
قالها تشانيول لبيكهيون الذي لم يتوقف عن الرقص
-لما لقد استأذنتها بالفعل
-ألا يمكنك أن تنفذ وحسب
قالها تشانيول ليتوقف بيكهيون وينظر لزوجته التي اشارت اليه ليذهب لها
-حسنا كارما انا سأذهب لها
اومأت له بابتسامة متفهمة.. تقدم تشانيول منها لتهبط ابتسامتها
-ماذا اتشعرين بالكآبة حين يتعلق الأمر بي
قالها ليتقدم أكثر منها ويضع يديه على خصرها مقربا اياها منه حتى التصقت تقريبا بصدره.. رفعت وجهها له بدون ردة فعل.. ليرفع هو كفيها ويضعهما على صدره.. بدأ يميلها ويتمايل معها مع بدء الرقصة
-لماذا أتيتي كارما أخبرتك أن المكان لا يناسبكِ
-لأنني لا أظن أنه لا يناسبني.. أتيت لأخبرك يوم ميلاد سعيد.. فقط
نظر لها متأملا كل تفاصيل ملامحها.. ليغمض عينيه بقوة
-استمعي الى ما اقوله لكي كارما
-لا أريد

لم ألاحظ دخولها حتى تقدم مني صديق لي ليخبرني أن هناك من تتقدم نحوي وهو لا يعرفها فمن تلك.. حين نظرت وجدت من أردت أن أترك ذلك الحفل الصاخب المثير للاستفزاز وان اذهب اليها لاقضي اليوم بين ذراعيها.. أهي تعاقبني لأنني قللت منها من قبل.. لما عقابها صعب هكذا!.. انا اسف حقا هل يمكنكي التخفيف من ذلك العقاب اعتقد انني لن اتحمله.. لقد كان ذلك ما دار في عقلي لحظة وقوع عيني عليها بطلتها التي صفعتي بها.. ليست امرأة؟ هذا تخريف..

توقفت الموسيقى ليصفق الجميع داعين تشانيول للتقدم لتمني أمنية واطفاء الشموع..
-حتى الكعكة مبالغ فيها
قالتها كارما وهي واقفة بجانب بيكهيون وزوجته ليضحكا على جملتها.. كانوا يقفون بعيدا عن موضع التجمع قليلا ليطفأ تشانيول الشمع فتتقدم تلك الفتاة التي التصقت به منذ بداية الحفل وكانت ستأكل كارما حين رقصت معه لتحتضنه بقوة فينظر هو لكارما كأنه يقول لا تتأثري بذلك من فضلك هي لا تعني لي.. اخفضت كارما رأسها لتخاطبها جينا
-انها فتاة كالصمغ حقا لا يعطي لها تشانيول اي اعتبار وهي تلتصق به.. كارما ليس عليكي ان تتضايقي حسنا
ابتسمت لها كارما لتومأ..
ابتعد تشانيول عن الذين ظلوا يهنئونه بسنته الجديدة وتقدم من كارما لتدفع جينا بيكهيون ليبتعدا عنهما

-تشعرين بالغيرة
-اجل افعل
نظر لها تشانيول باستغراب فلم يتوقع هذا الرد..
-لم احظى باحتفال بيوم ميلادي منذ السادسة هذا ما اغير منه هو انني لا امتلك عائلة او اصدقاء ليحتفلوا بي .. لكنني اشفق عليك لان هذا هو الاحتفال الذي تحظى به
-ماذا تعنين
-هدايا قيمتها مال لا اكثر لا روح فيها.. اصدقاء لا يُشعرون بالأمان كل ما يفعلون لأجل يوم ميلادك هو صرف النقود.. فتيات تلتصقن برجال الحفل بشكل مثير للشفقة..  وما كل تلك الخمور بحق الله.. الأمر مقزز
ابتسم لحديثها كأنه يصدقها القول
-اذا ماذا عنكي
-ماذا تعني
-أين هديتكي
-انها امامك
-اين
-ألا يمكن أن أكون هديتك
نظر اليها ليطيل النظر حتى اخفض نظره بسرعة.. كأنه احتله الغضب
-انتِ لا تعرفين ماذا تفعلين.. لا تعرفين شيئا
قالها ليتركها ويتقدم ممسكا كأسا رآه أمامه أخذ يسير حتى اختفى
-ماذا حدث.. هل ما قلته خاطئ! لقد قلت ما أخبرتني به سو.. هل اوقعتني في ورطة!!

إلى أن نلتقي ؛مجدداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن