-هل أستسلم فحسب؟ هل أفعل؟
-لقد خضتى طريقًا طويلاً لا تعودي
......................................................................
تقف في ممر مكتب رئيس الجامعة منذ فترة لم تعد دقائقها فقد كثرت..
-ماذا كنت أنتظر حقا من رئيس جامعة يأتي ساعتين كل بضعة أيام.. أن يأتي في معاده مثلاً؟
أنتهت جملتها بالتزامن مع صوت الباب الذي أغلق ليدل علي دخول شخص.. إنه رئيس الجامعة
تحمحمت لتتقدم عدة خطوات تقترب من مكتبه.. تعلم أنها لو وقفت أمام بابه ثانية واحدة ستمضي الساعتين مترددة أتقرع الباب أم لا لذلك قررت مفاجئة نفسها وقرع الباب عند الوصول على الفور..
-تفضل
سمعت الصوت ليقشعر جسدها .. ولكن سرعان ما حفزت نفسها ثم فتحت الباب بحرص لتتقدم من مكتبه.. وقفت أمامه قليلا حتى نظر إليها.. نظرته بدأت من الأسفل ثم علت لتصل إلى وجهها
-كيف أساعد؟
-أستاذ لي أنا كيم كارما طالبة في السنة الأخيرة من قسم إدارة الأعمال
-إذا!؟
-حسنا أنا عرفت مؤخرا أن هناك حفل في شركة السيد بارك وطلب من كل قسم ترشيح طلاب لتمثيل الأقسام ولم يتقدم أحد من قسمي
أكمل النظر إليها دون رد لتكمل.. لقد علم ماذا تريد من كلامها ولكنه أراد اللعب بأعصابها قليلا
-أستاذ لي أريد التقدم لتمثيل قسم إدارة الأعمال
-وأين كنتي وقت التقديم؟ لقد تم وانتهى بالفعل
قالها ليخفض نظره فيواجه الأوراق التي بين يديه
-أنا متدربة في شركات منذ سنتي الأولي وقد أحضرت شهادة من الشركة التي أعمل بها الآن تفيد رفع غيابي الأيام التي أتدرب بها .. فوقت الإعلان عن التقدم وإتمامه حدث في أيام تدربي لذلك لم أعلم به سوا الآن.. سيدي الأمر يعني لي حقا لذلك ألا يمكنك الموافقة؟
-الأمر حدث بحضور مدير أعمال السيد بارك نفسه ليختار المتقدمين لا أستطيع أن أقوم بأمر كذلك
-قسم إدارة الأعمال هو القسم الأهم والأحق بالتمثيل أمام الشركات فخرجين هذا القسم هم مستقبل شركات أولئك الذين سيحضرون الحفل.. كيف يكون القسم الوحيد بدون ممثل؟
قالت بإصرار لينظر إليها بإعجاب من جرائتها .. فقد أمسكته من اليد التي تؤلم كما يقال .. وكأنه كان ينتظر أن تلعب على هذا الوتر حتى يتأكد أنها التي ستمثل القسم بالفعل على الرغم من تأخرها.. فمدير اعمال السيد بارك قد أوصاه بإيجاد طالب جيد لتمثيل ادارة الأعمال فهو القسم الأهم في ذلك الحفل.. وقد تفاجئ لعدم تقدم احد الطلاب لذلك طلب اختيار أحدهم حتى وإن كان إجباريا
-كيف تريدين تمثيل القسم وأنتِ تتغيبين عن إمتحان التقييم؟
جاء صوت اقترب مع كل كلمة حتي وصلت الكلمة الأخيرة لأذنها بوضوح..
-لقد انتهى أمري!!
......................................................................
-إنه الأسبوع الثاني.. الذي يوصلني فيه إلى المدرسة.. يمر على عملي ليتأكد أن مديري لا يقوم بتوبيخي أو مضايقتي .. تلك حدوده إلى الآن.. أليس عجيبا أنني أقابله يوميا ولا أعرف اسمه؟ وهو أيضا لم يبادر ليسألني.. لقد سئمت حقا من سؤاله لماذا يفعل ذلك .. لا يبدو كمعجب أبدا فهو يعاملني بجفاف كأنه يمقتني.. ولكن على جانب آخر أشعر أنه يحب ما يفعله تجاهي ويريد رعايتي
-لماذا لم تسألني إلى الآن عن إسمى؟
-لأنني لا أحتاجه فقد أطلقت عليكي اسما بالفعل
-ما هو؟
-فتاة الحانة
-ماذا؟
لم يجب وأكمل القيادة ناظرا إلى الأمام كأنه لم يقل شئ
-هل عليّ أن آخذها بمحمل يحتمل قليلا واعتقد أنك تقصد أنك قابلتني في هذا المكان لذلك أسميتنى به .. أم أنك تقصد حقا أنني فتاة حانة بمعنى الكلمة؟
-خذيها بأي المحملين فالأمر ليس بالمهم
-أنزلني
-ماذا؟
-أوقف السيارة وأنزلني
رمقها قليلا ثم عاد ليركز فيما يفعله
-هل أنت أصم
-تلك الفتاة حقا
-إذا هل علي النزول وهي تسير؟ حسنا إذا
قامت بفك حزام الأمان لتهم بفتح قفل الباب قبل أن يمسك يدها
-ماذا تظنين أنكي فاعلة!
ناظرته بمقت ونهر من الدموع يسيل من عينيها
-أنت بغيض.. أنا أكرهك.. أنزلني
صدم لرؤيته تأثرها بكلمته التي جعلتها تبكي وتغضب بهذا الشكل.. أوقف السيارة ليمسكها من كلتا ذراعيها بقوة
-لا تكوني طفلة .. ما بكِ
-لا تلمسني أنا أكرهك.. انا لست فتاة حانة.. أنا لست عاهرة.. أنا كنت أستطيع ألا اقاوم ان أكون كذلك.. كنت أستطيع ان أصير عاهرة بالفعل عندما كنت على وشك الموت جائعة.. لكنني .. انا قاومت كثيرا ولم استسلم.. لا تقلل مما فعلته بظنك بي انني كذلك.. كأن كل ما قمت به ليس بشئ.. أنت هو العاهر ابتعد عني
صرخت به كأنها تئن من الألم .. لينتبه أخيرا أن ما كانت تفعله ليست بتصرفات طفولية.. وإنما تصرفات فتاة قام أحدهم بلمس أبغض جزء من ذاكرتها لتسقط متألمة
-لماذا تفعل ذلك معي!! لماذا توصلني كل يوم وتجعلني اظن أنك مهتم بي مع أنك تظنني عاهرة ولست فتاة جيدة لماذا تفعل ذلك لي
-هذا لأنكِ أنتِ
صرخ بها لتناظره بعدم فهم
-كونكِ أنتِ.. فقط كونكِ أنتِ يجعلني أريد الحفاظ عليكي وحمايتك.. أنا لا أظن أنكي عاهرة أيتها الحمقاء.. بل طفلة طاهرة تركها في الحياة يعد خطيئة.. الجميع يريد تدنيس طفلتي ولكن انا لن اسمح بذلك.. سأكسر عظام من يقترب منكي
لم تستطع إنزال جفن لتغمض به عينها قليلا منذ بدأ الحديث بنبرته القلقة المهتمة التي تقوم بتبرأته.. ماذا.. طفلتي؟ ماهذا .. ماذا يعني!! ما هذا الوضع الآن
ابتلعت غصتها حين أشاح بوجهه ليهدئ من روعه قليلا ليعود بنظرة مختلفة تماما عن السابقة
-لا تريدين أن تكتبي غائبة في كشف الغياب صحيح؟
ناظرته بلا رد فعل
-هل أقود الآن أم ستصرخي بي لأتوقف في منتصف الشارع
أكملت النظر إليه باستغراب ثم أدارت رأسها لتستند علي النافذة وتدع عقلها يسبح في تحليل ما حدث منذ ثانيتين.. لتتفاجئ بوجهه الذي اقترب مسافة صادمة
-ما.. ماذا!!
قام بربط حزام الأمان الخاص بها دون النظر إليه فهو يتجسس الآن على ملامحها المضطربة
-انا اكرهك.. لا تحاولي قولها مرة اخري.. هل الأمر واضح
رمشت اكثر من مرة دون إجابة
-هل الأمر واضح؟
اومأت حين شعرت ان نبرته خطيرة.. فعاد إلي وضع القيادة غير مبالي لتلك المتجمدة التي لا تشيح نظرها من عليه
...................................................................... -إنتهى أمرى
هتفت بها حين استطاعت تمييز المتحدث.. إنه المعيد المسئول عن مادة نظم معلومات إدارية الذي اخترق حلمها صباحا
-آه معيدنا المرعب أوه سيهون
-آسف سيد لي لقد كان الباب مفتوحا
-لا بأس ماذا هناك
-عذرا قبل أن أجيب أريد أن أعرف من الآنسة كيم كارما كيف تهرب من الإمتحان بهذا الشكل
نظر لها مبتسما ابتسامة جانبية
-عذرا أستاذ سيهون أنا لم اتهرب انا فقط اتيت لأرى رئيس الجامعة ويصادف مواعيد تواجده موعد محاضرتك وأنتَ تأتي على ميعاد المحاضرة لذلك لم استطع الإستئذان
-حقا وماذا عن محاضرة أمس التي قمتي بتضييعها رغم وجودك في الجامعة؟
-هذا.. حسنا هذا
-اليس من المحرج أن تقوم طالبة تنام في محاضرة وتضيع أخرى وتتهرب من امتحان التقييم أن تمثل قسمنا؟
-آنسة كيم اذهبي الي امتحانك الآن سأفكر في الأمر
انحنت لكلاهما بعد سماعها كلام رئيس الجامعة وهي تسب وتلعن بين أسنانها ذلك الذي أفسد كل شئ لتدير جسدها بصعوبة إثر الإحراج التي تشعر به ليراقبها ذو الملامح الحادة حتى خرجت
-إذا ماذا هناك سيهون
-البروفيسور سيمضي وقتا أطول في الولايات المتحدة لذلك يريد التنسيق معك بخصوص أجازته لكنه لا يستطيع الوصول إليك فهاتفك مغلق
-حسنا سأحادثه.. هل فكرت في أمر حضور الحفل؟
-مازلت أفكر.. اذا
انحنى له وهم مغادرا ليبتسم حين تذكر وجه كارما الذي كان يشتعل وتتطاير من عينيها ألسنت اللهب.. عادت ملامحه إلى حدتها من جديد
-لماذا تريد الذهاب إلى الحفل بهذا الشكل.. لا أريدها أن تحتك بشركته.. هل علي قبول الذهاب لأرى إلى ما ستئول إليه الأمور!
أنت تقرأ
إلى أن نلتقي ؛مجددا
Fanficبين ذكرى تمقتُها وذكرى تعشقُها هناك ذكرى نسيتَها.. وأنا بين الثلاثة وجدتُ ذكرى جديدة.. لا هي تُمقت ولا هي تُعشق ولا هى تُنسى.. بل هي تتملكني وأعيش عليها.. أخطتُها في قلبي وعقلي وأضلعي.. جعلتُها تحتل جسدي وروحي.. كل لحظة أحطْتَ فيها جسدي.. كنتَ فيها...