ماذا فعلت

1.6K 150 1
                                    

كنتُ أستطيع تبرير تلك الأمور التي ذكرَتْها واقناعها تماما بما أريد فأنفي لها حقيقة ما تقتنع به الآن هو أنني أعرفها مسبقا.. ذكرها أنني أستغفلها أشعرني أنني حقير ولا أفكر سوا في نفسي.. تسائلت لحظتها هل عليّ أن أخبرها الحقيقة فقط؟ أجل كارما أعرفكي.. هكذا؟ لكنها ذكرتني بما أشعل نارا لو خرجت من عقلي لأحرقت المكان.. تخبرني أن بيكهيون أشعرها بالأمان ولولاه لكانت قد تبكي في أجواء الحفل.. أعادت لي ما شعرت به منذ قليل حين رأيتهما يتشبثان ببعضهما ولم يكن لأحد الطرفين مانع!! أنساني ذلك ما كانت تتحدث هي فيه وما كنتُ أحادث نفسي به.. وزاد غضبي حين فكرت أن سببي الرئيسي في القدوم هو ذكرى وفاة أمي.. اعتقدت ان بتقربي من كارما سيمر اليوم بشكل أخف لكن هذا ما القاه منها الآن فقد شعرت أن الأمر يصعب علي أكثر..

-حقا ماذا كنت أعتقد
هتف تشانيول بغضب رافعا شعره لاعلى بقوة
-ماذا تعني
-افكرتي للحظة في سبب مجيئي؟
-انت تمر بي كل فترة هنا لماذا قد أسأل
-تنظرين للأمور من جهتك انتِ فقط
-ماهذا الهراء الذي تتحدث به انت!!
-انها ذكرى وفاة امي.. التي اردت ان اجعلها تمضي ولا افكر فيها مليا بالبقاء معكي.. لكن ماذا قابلت انا!! فيما كنت افكر!!
تصنمت تماما حين استمعت الى حديثه.. على الرغم انها لم تكن تعلم وان الخطأ منه اذ لم يخبرها منذ قدومه.. هي نوعا ما كانت متجهزة لما ستقوله لذلك تسرعت لكن كيف في النهاية يمكنها ان تخمن الأمر.. ولكنها شعرت بانها تمقت نفسها اذ في وقت كهذا زادت الامر عليه صعوبة
-انا.. انا لم اكن
-انا المخطئ هنا كان علي امضاء تلك الليلة اللعينة في حجرتها اشرب حد الثمالة ككل عام لا ان اتى هنا
خرج صافعا الباب ورائه لتشعر ان الصفعه كانت لها.. جلست على الارض لتحني رأسها للأسفل
-أنا ماذا فعلت!!
......................................................................
-كارما!!
استمرت في النظر بدهشة كانها مصعوقة برؤيتها له.. انه ذلك البيكهيون الذي كان هو وزوجته أفضل أصدقائها قبل سفرهما وانقطاع التواصل بهما..
تقدم منها كاد يحتضنها حتى وضعت يدها حائلا لتنبهه بوجود سكرتير السيد بارك الذي ينظر للموقف باستغراب
-اوه هذا انا فقط كنت متفاجئا.. سيد كيم هل يمكنك تركنا قليلا؟
انحنى له ليتنحى مكملا نظره لهما باستغراب حتى اختفى
فور رؤيته لذهابه اسرع لها ليحتضنها لتبتسم هي من ردات فعله التي لم تتغير حتى بعد مرور سنين مازال كطفل صغير رغم فارق السن بينهما
-يااا ايتها الصغيرة متى اصبحتي سيدة اعمال
اخذ يعبث بشعرها ويصدر ضحكاته التي مازالت تدخل البهجة عليها.. ابعدته بعد مجهود لتعدل من خصلاتها
-لا اصدق انني قبلت بعمل عندك
-اذا قمت بالتحرش بكي في فترة العمل لن تبلغي عني صحيح؟
-من الافضل ان تحذر انت حتى لا تتعرض للتحرش مني فانا لا اقاوم الفتيان المثيرين
-واا لقد تغيرتي كثيرا
لم يستطع كلاهما كتم ضحكاتهم على ما يقولانه
-لكن هل حقا ستوافقين على العمل هنا انا لا انصحكي بذلك
-ماذا تعني.. لما؟
-هل وقعتي العقد
-لا ليس بعد
-هل رايته حتى؟
-ولا ذلك ايضا
-هناك شرط احتكار في عقود العمل هنا
-ماذا!!
-حتى يضمنوا الا تتسرب معلومات الشركة خارجا يقومون بوضع شرط احتكار
-ليس كل الشركات تضمن عدم تسرب المعلومات بالاحتكار بل يضعون شرط عدم تسريب المعلومات تمضي عليه مقابل انك اذا لم تنفذ يتم مقاضاتك
-انا كنت اعمل في فرع الشركة في الخارج لذلك لم اكن محتكا بالعمل هنا.. لكن على حد علمي الشركة هنا ليست بالشركة الصالحة ابدا خلافا للفرع الذي عملت به مدة سفري.. لا املك معلومات كثيرة.. لكن يمكنكي طلب الاطلاع على العقد قبل توقيعه وتأملي كل شروطه ثم خذي اكبر وقت في التفكير
عملت كارما بنصيحة بيكهيون فقد ارسله القدر لها في ذلك الوقت حتى لا تتورط فعند اطلاعها للعقد وجدت فعلا شرط احتكار لا يُدفع حتى بشرط جزائي.. خرجت من الشركة قائلة انها مازالت تحتاج وقتا للتفكير بعد محاولاتها لازالة ذلك الشرط مع نائب السيد بارك الذي لم تهبط ابتسامته المصطنعه طوال حديثهما
كانت قد نسيت تماما انتظار سيهون لها فمرت بجانب سيارته ناظرة للاسفل بهم فقد فقدت الامل بعد حصولها عليه بدقائق
-كارما
انتبهت للمنادي
-اسفه لقد نسيت تماما انتظارك هنا.. لقد تأخرت كثيرا كان عليك الذهاب فحسب
خاطبته كارما بعد تذكرها ايصاله لها واخبارها انه سينتظرها
-ما بكي؟ ماذا حدث
-لم اوقع العقد
زفر في راحة وقد ظهرت ابتسامته
-هل غيرتي رأيكي عن العمل اذا
-لا ليس هذا فقط اردت وقتا لأفكر
-لما
-هناك شرط احتكار في العقد
-هذا لا يحتاج الى تفكير عليكي الرفض فحسب
لحظتها قد تذكرت اخر ما قاله لها "لا بأس إن أردتي العودة وعدم إجراء المقابلة أيضا " ايضا قد سألها ان كانت متأكدة من العمل في الشركة.. ربطت بسرعة ذلك بتكرار سؤاله لها عن سبب رغبتها في الذهاب للحفل و العمل في تلك الشركة
-كارما هل سمعتي ما قلته الان؟
-انت تعرف شيئا عن هذه الشركة صحيح؟

إلى أن نلتقي ؛مجدداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن