لا أذكرْ أنّني أحْببتُ شيئاً في هذا العالم المرتبِك أكثرَ مِن شعور الطمئنية الذي شعرتُ به في حضرتِك
.....................................................................
تودع الشمس السماء لتتخافت أشعتها في ذهاب .. بعضها يدخل من ذاك الزجاج الطويل في صالة المنزل الذي مازال يجلس على أريكته ثنائي أذابهما الشوق.. فمضى وقت طويل وهو لا يزال واضعا رأسه على صدرها غالقا عينيه في راحة محاوطا خصرها بذراعيه .. هي مازالت مرتبكة فلا تبدي ردة فعل فقد مضت سنوات وهي تفكر في كيفية توجيه الضربات له حين تلتقيه على الرغم من أن حجت بعاده قوية حين فسرها ولا داعي لها لأخذ أي رد فعل معادي إلا أنها مازالت تشعر بشيء من الغضب .. لكن ما فائدة كل هذا الآن فهي تشعر بتآكل في قلبها منذ معرفتها أن والدها لم يمت مرتاحا بل قتل .. مستسلمة تماما في جلستها لا تفعل شيئا بينما ذاك الطفل الضخم يأخذ نصيبه من حضنها
إستقام بعد مضي وقت أكثر لينظر لها وهي شاردة ..
-أنا آسف .. كان علي توضيح الأمر أراهن أنكي كنتي ترغبين في ذلك ففعلت إلا أنني كنت أفضل إنهاء الأمر بدون جرحكي بتلك الحقيقة
ظلت تنظر له بدون رد
-كارما لا تظلي صامته هكذا .. صمتكي هذا يقتلني بطيئا .. قومي بضربي أفرغي كل ما شعرتي به طوال تلك السنوات عليّ
قالت و عَبرَتُها مخلوطةٌ بدمٍ يجري ، و أنفاسُها مرفوعةٌ صعدا
-لا تطلب النطقَ منّي بالسلامِ حتى فما أبقى فراقُك لي روحًا و لا جسدا
إستدارت لتهم بالوقوف فيسرع بإمساك يدها لتتوسع عينيه من شدة برودها
-كارما ما خطبكي لماذا أنتِ كقطعة الثلج !
-لقد كنتُ هكذا دائما منذ مغادرتك .. فقط لأنك كنتَ هنا إستطعت الشعور بالدفء.. لكن حتى مع أنك بقربي الآن إلا أن نفسي مازالت غير راضية وجسدي يُبرز الأمر .. صدقني أنا لا ألومك على شيء فقد وضحت لي أسبابك على الرغم من أنني أعتقد أنني في الماضي كان يحق لي المعرفة قبل أن تتصرف فيما يخصني إلا أنني أيضا في الماضي أخفيت أمر مرض شقيقتك عنك .. كلانا عمل لمصلحة الآخر وهذا كان ما يشغل تفكيرنا .. ربما لم نقم بالأمر بدون أي خسائر إلا أننا على الأقل كنا نفكر فيما نظنه خيرا لكلانا .. تشانيول لا أستطيع .. لا أستطيع تقبل وجودك الآن بتلك السهولة
إنسحبت بعد ثوانٍ وقد تجمد هو تماما في جلسته لا يعلم ماذا يفعل الآن ماذا يقول قد أسكتته تماما لكن ماذا تعني بآخر قولها ؟ أهي تأبى العودة له .. ذلك فقط ما حركه لينهض بعنف ممسكا إياها من ذراعها ليديرها له
-أنتِ ماذا تحاولين أن تقولي ! ماذا تقصدين بعدم إستطاعتكي تقبل وجودي الآن أنتِ لا تتحدثين عن إنفصال صحيح
-ألم نفعل ذلك بعد ؟
-لا لم نفعل
أعلى نبرة صوته في آخر جملاته ليكمل
-لقد أخبرتكي آخر يوم لنا أنني سأعود لم أذكر أبدا أننا ننفصل عن بعضنا لذا لا يمكنكي فعل هذا الآن
ظل يتحدث بنبرة متوترة سريعة الوتيرة لأول مره هي تراه بتلك الحالة كأنه مذعور .. ظلت تنظر له وهو يتأرجح بالكلمات لتقف على أطراف أصابعها داخل حذائها فتصل بقدر الإمكان إلى كتفيه فتأخذه في حضنها ليهدأ .. دموع تجري في عينيها لتهمس له بأن يتوقف عن الحديث
-لن ننفصل لن نفعل فقط سنهدأ .. سنجمع شتات أنفسنا حتى نعود بإبتسامة صافية وقلب راضي
ربتت على كتفه لتقف بشكل طبيعي أخيرا تبتسم له وتهم بالذهاب .. ظل واقفا لا يتحرك .. ينظر إلى الفراغ من حوله بينما هي خرجت من المنزل .. يتسائل كم نضَجَت لتخلق هذا الحوار .. لتجعل عقله فارغا هكذا ..
تتوجه إلى منزلها بينما إقتحم الليل وإحتل ظلامه الشوارع .. تترك دموعها تسيل على وجهها .. كم تشعر أن لا شيء حقيقة .. والدها قتل ! وقاتله يملك الشركة التي تعمل بها .. مرتبها مختلط بدماء والدها هذا ما تراه .. لكن ما العمل لقد تورطت بالفعل
أنت تقرأ
إلى أن نلتقي ؛مجددا
Fiksi Penggemarبين ذكرى تمقتُها وذكرى تعشقُها هناك ذكرى نسيتَها.. وأنا بين الثلاثة وجدتُ ذكرى جديدة.. لا هي تُمقت ولا هي تُعشق ولا هى تُنسى.. بل هي تتملكني وأعيش عليها.. أخطتُها في قلبي وعقلي وأضلعي.. جعلتُها تحتل جسدي وروحي.. كل لحظة أحطْتَ فيها جسدي.. كنتَ فيها...