إلى أن نلتقي ؛مجددا

مبارك جينا

ذهبت الى مستشفى قريبة من حيها القديم لشعورها بصداع يصفع رأسها يكاد يجعلها لا تستطيع الوقوف على قدميها .. اتجهت لغرفة الطبيب فعندما دخلت الغرفة وجدتها طبيبة لتعرض لها ما تشعر به وانها تحتاج مسكن الام قوي يعفيها من هذا .. فاقترحت الطبيبة اعطائها حقنة لتزيل الالم بسرعه لكنها ستجعلها تحصل على نزيف انفي لن يستمر كثيرا فوافقت كارما بدلا من اخذ اقراص مسكنة قد لا تعمل معها فوجهتها الى سرير الكشف وهمت باعطائها الحقنة بعد ثوانٍ نزف انفها فوضعت بعض القطن على مصدر النزيف ووجهتها الطبيبة للجلسة الصحيحة
-اذا كيف حالكي ؟
-انا بخير النزيف توقف
-لا ..اتحدث عامة
-عذرا لكن هل نعرف بعضنا ؟
-لا تذكرينني صحيح ؟ عادة ما اتعامل مع حبيبكي ليس انتِ لكن الامر يكون عنكي دائما
-عفوا انا لا افهم شيئا
-الا تذكرين انكي من بضعة سنوات اغشي عليكي في العمل ونقلتي الى المستشفى ؟
-اذكر ذلك
-كنت انا طبيبة التغذية التي قامت بالكشف عليكي وفحصتكي لاطمئن على عدم اصابتكي بسرطان ثدي فكان صديقكي تشانيول يتابع حالتكي معكي حتى اطمئننا
-عذرا اتخبرينني ان تشانيول كان يعتقد انني مصابة بسرطان الثدي وتابع حالتي معكي!
-لم تكوني تعرفين !! يبدو انني قمت بامر خاطئ
قالتها الطبيبة في حرج من كشف ما اخفى تشانيول لكنها لم تقصد فهي لم تعرف انه يخفي الامر عنها
-لا باس انه ليس بالامر الكبير لا تقلقي .. لكن ايمكنكي اطلاعي بالمزيد فانا لم افهم جيدا
-حسنا هذا .. في ذلك الوقت عندما استفقتي عند قدومكي المشفى وقبل ان اعطيكي الحقنة التي سكنت الالام كنتي تتالمين كثيرا من تلك المنطقة .. وعندما فحصتكي وجدت علامات توحي بعدم سريان الدم بشكل طبيعي
كنت قد شخصتها بالفعل انها احدى تاثيرات تلك الفترة تعلمين ان الامر يختلف من فتاة لاخرى فهناك من يقتصر الامر عندها على الشعور بالام في البطن .. غيرها في الظهر .. وغيرها قد لا تشعر بشيء .. من علامات تلك الفترة ايضا لبعض الفتيات الام الصدر لكنني عندما قمت بتحليل للدم وجدتكي مصابة بفقر دم .. كما مناعتكي كانت ضعيفة جدا لذلك اردت الاطمئنان عليكي تماما فيما يخص عدم اصابتكي بسرطان الثدي وقد اخبرت تشانيول الامر في ذلك الوقت وتابع معي الامر حتى اطمئننا ولكنني نبهته على الاهتمام بغذائكي ونومكي فقد كنتي ضعيفة حقا
-لهاذا كان يطعمني اللحم والطعام الذي لا احبه غصبا
ابتسمت عندما تذكرت
-لكن الى متى استمرت متابعته معكي وهل رأيته مؤخرا ؟
-منذ رجوعكما من الاجازة حتى بضعة اسابيع .. لكنني كنت القاه مؤخرا في المشفى هنا فهو يزور طبيبا صديقه .. انه الطبيب كيم چون ميون
-شكرا لكي ايتها الطبيبة
استاذنت لتهم بالذهاب وفور نزولها اخرجت هاتفها لترسل رسالة لسيهون
-لقد قابلته .. شكرا لك
بعد دقائق جائها رد
-لنتقابل .. في المقهى نفسه ونتحدث
-حسنا اذا انا قادمة
توجهت كارما لتلقى سيهون الذي كان قد سبقها بالحضور فهو يعمل فى الجامعة امام المقهى والمسافة اقل
سلما على بعضهما لتجلس امامه
-اذا ماذا حدث
قطع سيهون الصمت لترفع راسها وتتذكر فتبدا شفاهها بالحديث
......................................................................
-ايها الوغد السيء
قالتها للقامع امامها بدون ان ترى وجهه لتتفاجئ تلك الفتاة الجالسة امامه بما قالته كارما
-هل انتِ مجنونة ماذا تقولين !!
لم تعطي لها كارما اي انتباه واكملت مع الدموع التي اخذت تسيل
-الهذا تركتني !! كم انت احمق وكم انا اكثر حمقا لتعلقي بك في ذلك الوقت .. ايها النذل
صرخت به وهو لا زال لا يستدير لتهم الفتاة امامه بطلب الحراس الذين اسرعوا بالدخول واقتربوا من كارما .. فقط في ذلك الوقت اعلن ذو الهيئة الطويلة الوقوف .. واستدار لها ليتوجه مباشرة بالنظر الى ذلك الحارس الذي ينوي جذبها من احدى يديها
-فقط قم بلمسها وساجعلك طعاما للكلاب
ابتعد الحارس قليلا منحنيا له .. ليثبت الان واخيرا نظره على الناظرة له بمقت والدموع لا تتوقف .. لحظة صمت لنظراته التي تتخللها من قريب ..
هم بجذبها واخراجها وهي تصرخ بين يديه ليتركها ..
-كم كبرت تلك الطفلة .. وكم حام حولكي رجال ارادوا اخذكي
قالها وهو يبتسم بقوة ويقوم بتفحصها جيدا وهو يلمس شعرها وكتفيها لا يصدق انها امامه الان .. قامت بصفع يده
-لقد حام حولي الكثير واستجبت للكثير ايضا حتى اني شاركت البعض الفراش
قالتها بنبرة استفزازية وعلى الرغم من كونه يعلم ان ما قالته ليس حقيقة الا ان مجرد التخيل اغضبه فاغلق عينيه بقوة ..
-ما تقومين به الان ليس بالامر الجيد
-وما قمت به انت هل كان امرا جيدا .. حقا اشعر انني فاقدة القدرة على التعبير .. كم ابغضك
جذبها اليه بالقوة ليقوم باحتضانها وهي تتحرك بعنف بين ذراعيه لتخرج منهما وهو يابى ان يخرجها
-انا اسف .. لم يكن لدي حل اخر
خرجت من ذراعيه اخيرا لتمسح بيدها دموعها بقوة ..
-لقد كنت دائما ارغب برؤيتك فقط لتوضح لي اسبابك .. لا اعلم لما لكن بعد رؤيتك ما عدت اريد منك توضيحا ولا اسبابا
خاطبته بنبرة تشعره فيها بكرهه حتى اوقفت سيارة اجرة لتتوجه للمنزل حتى شعرت بصداع يحتل راسها واصبح يتحكم بجسدها الان لتغير وجهة السائق الى اقرب مشفى بينما هو يضع يديه على خصره ويرفع راسه مغمض العينين في هيئة الشخص الذي ياكله الغضب
......................................................................
اكملت لتصل الى ذهابها المشفى وما اخبرته بها الطبيبة .. ثم ابدت انها تعتقد انه تركها لانه فقط اراد ان يتسلى مع فتاة اخرى
-اعلم جيدا ان تشانيول ليس ذلك الشخص الذي اذا اراد ان يتسلى بفتاة سيختفى من حياتها هو فقط سيخبرها اذهبي للجحيم فانا لا اريدكي .. لذلك هو لم يفعل ذلك لاجل ما تظنينه..
-لا اجد مبررا اخر
-اذا ماذا ستفعلين
-لا اعلم فقط لا اعلم لا استطيع التفكير في شيء

دخلت المنزل ليركض نحوها جروها كوازين الذي اخذ يدور حولها فنزلت لمستواه حاملة اياه
-صغيري هل استيقظت الان فقط ؟ اتعرف انني كنت ابكي كثيرا امس واليوم لقيت يوما سيئا لكنك لم تكن تواسيني.. هل انت جائع ؟ ايها السمين
ظلت تتضاحك وهي تحركه بين يديها وهو يتحرك بشكل لطيف .. اطعمته وتوجهت لتغير ملابسها بينما تتذكر ما حدث اليوم وهي مازالت لا تصدق انها راته .. تشعر ان الامر خيالي
وهي تخرج ملابسها توقفت للحظه تبتسم .. هل اختفى شعور الغضب !! فهي تفكر كم كان وسيما وجذابا وهو يقف امامها بفرق الطول .. بقميصه الاسود ذاك
ازاحت الافكار عن راسها وهي تلوح بها .. لتستقيم حاملة ملابسها فاليوم عملها في الشركة مسائي ويوجد اجتماع مهم يعتمد على حضور رئيس مجلس الادارة الذي هو بيكهيون .. ولكن ما العمل ؟ فلا احد يجده
ظل العاملون يتصلون به ويبحثون عنه .. وكارما تتحرك في ارجاء الشركة بعنف تبحث عنه فاكثر من شخص يقول انهم راوه يدخل الشركة والامن يخبرهم انهم لم يروه يخرج اذا فهو بالشركة ..
اعلن هاتفها عن اهتزازة توحي بان احدهم ارسل لها رسالة
-انا على السطح تعالي بهدوء ولا تخبري احدا
توقفت قليلا تتامل رسالة بيكهيون الغير مفهومه فاسرعت الى المصعد تتمنى عدم ملاقاة احد ففتح المصعد ولا احد به زفرت براحة لتصعد الى الدور الاخير ثم تصعد سلالم السطح .. وجدته جالس بعيدا مقتربا من الهاوية بجانبه زجاجة مشروب قوي .. تقدمت منه بهدوء لتجلس بجانبه
-ما به كتلة اللطافة خاصتي
-كتلة اللطافة خاصتكي لا يابه بالحياة بعد الان .. فكر بالقفز من هنا لكن هناك من لن تسامح نفسها وستتالم اذا فعل لذلك تراجع
استدارته له كارما بسرعة
-ماذا تقول !! هل تفكر في الانتحار
-اريدها .. اشتاق اليها .. كثيرا
احنى راسه لتعلن عينيه عن نزول الدموع التي اختفت من قبل وراء ابتسامته
-كم اريد عناقها.. اريدها ان تلمس شعري وانا نائم بحضنها كما كانت تفعل .. اللعنة اريد الشعور بها حولي .. لماذا لا استطيع !!
دموعها بدات تلمع في عينيها لتربت على كتفيه
-لا بأس عليك ستعودان
-هذا تماما ما كنت اكذب على نفسي به .. لكنها الان وفي هذا الوقت تتحضر لخطبتها .. اردت ان انهي ما اشعر به وانهي حياتي لكنها ستتألم
نظرت امامها بغضب يغرس في قلبها .. لتبستم في سخرية
-ما خطب تلك العائلة حقا
انزلت بيكهيون ليحضر الاجتماع بينما اخذت اذنا لساعة .. حصلت على عنوان المنزل الذي سيقام فيه ذاك الحفل الصغير الخاص بخطبة جينا .. توجهت بقميصها وبنطالها اللذان لا يليقان على ذاك الحفل .. رنت الجرس ليفتح نادل الباب فتدخل غير مبالية له .. تتقدم لا تابى بالناظرين .. حتى ان تشانيول وسيهون يقفان معا وقد لاحظوها لتظهر على كليهما ملامح مضطربة .. لاحظتهما لكنها لم تنظر فهدفها ليس احد منهما
وقفت امام الكرسيين الذي تجلس على احدهما جينا والاخر من سيخطبها .. لتنظر لها جينا بفزع
-كارما !!
ظلت تنظر لها كارما بهدوء لثوانٍ قبل ان تغمض عينيها فتفتحهما بنظرة مختلفة
-مبارك جينا على الرغم من انني لم تتم دعوتي .. واعلم السبب .. اعلم تماما السبب انه نفسه الذي يقضي على شخص ما في مكان بعيد ولكن ما العمل فانتِ لا تبالين ..