إنّها امرأتِي

1.9K 154 8
                                    

نجلس منذ نصف ساعة تقريبا.. اخترتُ مثلجاتي أن تكون بنكهة الڤانيليا.. تتخللها قطع فراولة.. بينما اختار هو نكهة الشوكولا.. تتخللها المكسرات.. المكان هو حديقة صغيرة هادئة أعتقد أنني مررت بها أكثر من مرة عندما كنتُ أذهب مشيًا إلى المدرسة لكن لم أفكر في الذهاب والجلوس فيها.. فقط بعض الأطفال يلعبون وأولياء أمور يتابعونهم.. جلسنا أرضا ليفرد هو قدميه أمامه ويستند بكوعيه على الأرض بينما يرفع كل آن وآن مثلجاته ليذيبها بين شفتيه.. بينما أنا أجلس ضامة قدمي إلي..
-متى سنذهب؟
-تشعرين بالملل؟
-لا ليس ذلك هو الأمر.. بل أحببت الجو هنا.. لكن لقد تأخرت على عملي كثيرًا
-لا بأس ليس عليكي العمل اليوم
-لكن مديري..
لم تكمل إذ قاطعها كأنه يعرف باقي الجملة
-سأهتم بالأمر لا تقلقي.. حتى عندما نعود لن تذهبى للعمل اليوم فقط ارتاحي في المنزل
يتحدث وهو مغمض العينين مرجعا رأسه للخلف استطاعت أن تأخذ نصيبا كبيرا من النظر إليه.. ملامحه جذابة بشكل ساحر.. ترددت قليلا قبل ان تسأله لكنها تحدثت لا إراديا بعد تأملها وجهه
-ما اسمك
فتح عينيه ببطئ .. ونظر أمامه قليلا قبل ان يجيب.. لقد توقعت أن يقوم بالاستهزاء او فعل شئ يستفزها فندمت قليلا داخليا على مبادرته.. همت بالنظر أمامها بعدما تأخر عنها في الرد
-تشانيول
اعادت نظرها إليه مره أخرى
-أتعرف معنى اسمك؟
-لا لم أهتم
-الفاكهة الطازجة.. إنه جميل
نظر إليها فأطال النظر بدون ردة فعل.. فتصنمت الأخرى قبل أن تصفع نفسها داخليا لتكف عن النظر
-المثلجات تذوب
لم يزل نظره من عليها حتى بعدما قطعت هي نظراتها
-أريد التذوق
-مثلجاتي؟ لقد قلت لك أنها أجمل من نكهتك..
قالتها وهي تمد له مثلجاتها بثقة ليتناول البعض.. كانت أبرئ من ان تتوقع خطوته التالية..
تقدم منها بخفة ليقبل ما بجانب شفتيها.. فيختطف بعض اثار الڤانيليا التي احتلت شفتيها وما بوجهها بجانبهما.. أطال قبلته التي كانت قريبة من شفتيها بشكل كبير إذ لا يفصل بين شفتيها ومكان القبلة شئ.. فقط إن أخطأ التقدير لكانت شفتيه على خاصتها الآن.. فصل قبلته التي كانت بحجة تذوق المثلجات بعد فترة ليست بطويلة ولكنها ليست بالقصيرة أيضا.. بينما كانت مثلجاتهما تذوب كان هناك شخص آخر يذوب معها.. إنها كارما التي كانت ستقع مغشيا عليها لو طال الأمر ثانية واحدة أكثر
-لم اتوقع أنها ستكون لذيذة بهذا الشكل..
قالها بإعجاب وكأنه يتلذذ بما التهمه..
-هل نذهب؟
اومأت وهي في صدمة تغنيها عن الحديث
لم يمضي الكثير من الوقت حتى وصلا الى منزلها فهمت بفتح باب السيارة حتى أمسك ذراعها لتستدير إليه
-سيحصل شئ ما غدا.. اريدك ان تكوني واثقة ولا تترددي
-ماذا تعني!
-ستعرفين غدًا.. ارتاحي اليوم
نزلت من السيارة ومازالت لم تفهم مخذى كلامه.. ولكن منذ متى تفهم شيئا يخصه حتى هي لا تفهم سبب وجوده في حياتها..
مضى الليل ليزهر الصباح وهناك من لم تنم من كثرة التفكير.. لماذا بدى حنونا ليلة امس؟ هل سيتغير اليوم!! لماذا قام بتقبيلها .. وماذا كان يعني في آخر حديث دار بينهما
نهضت حين رؤيتها أنها السادسة وثلاثة وأربعون دقيقة.. يأتى لها هو في السابعة.. كانت معتادة أن تكون في هذا الوقت تمشى لتصل إلى المدرسة.. لكن منذ ان هناك من يوصلها تستطيع الآن الذهاب في موعد الطلاب الطبيعي
بعدما انهت امورها نظرت من النافذة لترى ان كان قد وصل.. انها السابعة وخمس دقائق.. يقف أمام سيارته مستندا عليها.. يحترم مواعيده جيدا
-تشانيول.. اذا هو تشانيول
قالتها وهي تناظره من النافذة لتأكد على نفسها أنها عرفت اسمه.. اتجهت اليه حين بادلها النظر
-صباح الخير
قالتها لتدخل إلى السيارة بعدما أومأ لها بدون رد
-ماذا حدث مع مديري
-أعطيته مالاً
نظرت باتجاه النافذة قبل أن تتذكر شيئا آخر
-ماذا كنت تعني بأن هناك ما سيحدث اليوم وعلي أن أكون واثقة
لم يرد عليها ليكمل القيادة.. زفرت لتدير رأسها اتجاه النافذة مرة أخرى
مرت الحصص الأولى لتأتي الاستراحة فانضمت اليها صديقتها سو هيون
-أنتِ بخير؟
-أجل لما
-ما حدث أمس.. آسفة لم أستطع فعل شئ
-ذاك أفضل كانت الأمور ستكبر
-هل مازال يوصلكي
-أجل
-هل أخبرته أن ذلك يسبب لكي مشاكل
-فعلت لكنه لن يتوقف.. وأنا أصبحت لا أريده أن يفعل
-ماذا تعنين
-أنا فقط لا أهتم بعد الآن بسبب وجوده في حياتي.. حياتي بمجملها ليست منطقية فلما العجب؟ هو يقوم بحمايتي وايصالي.. من الممكن أن الحياة تريد أن تتصالح معي
-أنتِ.. ماذا حدث لتغيري رأيكي بهذا الشكل
-ماذا تعنين
غمزت لها صديقتها لتقترب منها أكثر وتهمس
-هل فقدتيها!!
-أيتها المنحرفة ما هذا
-أحفضي صوتكِ.. اذا ماذا حدث
-لا شئ فقط.. فقط تناولنا مثلجات
-ثم؟
-ثم لا شئ
-حقا! انه رجل بطئ
-ماذا
-ما هذا يطعمكي مثلجات فقط هل هو ضعيف ام ماذا
-لا هو ليس كذلك لقد قام بتقبيلي
ابتسمت سو هيون بخبث لكونها أوقعت صديقتها
-أعليّ فعل ذلك كي تعترفي؟ كيف قام بالأمر
-حسنا هذا.. هي لم تكن قبلة بمعنى قبلة.. لقد قام فقط بلمس وجهي ليتذوق المثلجات
صرخت صديقتها لتضع كارما كلتا يديها على فمها حتى لا تفضحها
-هل جننتي توقفي
زامن ذلك دخول بعض الطلاب ورائهم المعلم ليعلن ذلك عن انتهاء الاستراحة وبدأ الدرس
-سنتحادث في موعد الخروج.. اياكي والهرب
جلست سو هيون في مقعدها بينما مرت الفتاة التي اسقطت كارما اليوم السابق.. فقامت برمي أكياس حلوى فارغة على مكتب كارما لتنظر لها بسخرية بينما الأخرى ناظرتها بغضب
-إذا سنتحدث اليوم عن..
-عذرا أيها المعلم قبل أن تتحدث سأفعل أنا
قاطع المعلم صوت ليس مألوفا للجميع عدا تلك الفتاة التي تصنمت حين سمعته.. صوت الشخص الذي أصبح أكثر ما تسمعه تلك الأيام.. ذلك الشخص الذي اصبح جزءا من يومها بل حياتها ولم تعرف اسمه الا امس فقط..
-من انت لتقتحم حصتى هكذا
-لا بأس معلم سونج انه ابن السيد بارك
قالتها مديرة المدرسة التي تعلم خطورة ذلك الشخص والآن أصبح يعرفها المعلم الذي انحنى له
-كارما.. انهضى
قالها لتنظر له بقلق فأومأ لها وعينيه ترسل لها اشارة لتطبيق ما طلبه منها ليلة امس.. فهمت هي المراد فنهضت
-أشيرى على من سبب لكي الجرح في رأسك ومن أهانكي بالكلمات
نظرت اليه قليلا قبل أن تشير بإصبعها على ثلاثة فتيات يجلسن وراء بعضهن بدأ العرق يتسرب من جبينهن
-ومن كان المعلم المسئول في ذلك الوقت
-إنه.. المعلم هان
تقدم تشانيول من احدى الفتيات الاتي أشارت عليهن كارما ليقف امامها ووراء ظهره تقف كارما
-إنها امرأتي ان قامت احداكن بلمس خصلة شعر منها سأقوم بتمزيقها..
قالها بصوت منخفض ثم أعلاه قائلا
-سأترك الأمر الآن لمديرة المدرسة لتتخذ اجراءات نحوكن ونحو المعلم الذي ترك طالبة في فصله تنزف ولم يفعل شئ لكن المرة القادمة سأكون أنا من سيتصرف
أدار ظهره ليواجه كارما فيقوما بتواصل بصري سريع قبل أن يهم بالخروج
-أنتن.. اتبعنني
قالتها المديرة في غضب لتخرج وورائها الثلاثة اللاتي ارتعشن من الخوف منذ قليل.. جلست كارما وهي تبتسم بقوة
-ماذا الآن!! أأصبح عندي من يقوم بأخذ حقي

إلى أن نلتقي ؛مجدداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن