أستطيع فعل ذلك وحدي

1.6K 149 3
                                    

يجلس في المقهى الذي يقع أمام الجامعة ذلك الذي قالت عنه كارما في الحفل أنه مقهاها المفضل.. يحتسي بعضا من قهوته فيما ينظر من الزجاج بجانبه ليتفاجئ بها تتخبط بكل من يمر بجانبها وجهها تغمره الدموع
-اللعنة إنها كارما
زفر بها سيهون قبل أن يلقي نقودا على طاولته لم يعدها حتى اذ اسرع في الخروج من المقهى ليهرول نحوها.. وصل اليها فأمسك كلا كتفيها وانحنى الى مستواها
-كارما اهدئي ماذا بكِ!!
نظرت اليه وهي تتنهد من كثرة البكاء بوجه محمر لا تستطيع التحدث حتى.. ليربت على كتفيها ثم ذراعيها
-لا بأس لا بأس انتِ بخير
جذبها نحوه قليلا ليسير بها باتجاه سيارته.. اجلسها في المقعد ليستأذنها في دقيقة.. اسرع فيها نحو أقرب متجر.. عاد لها مجددا حاملا زجاجة ماء وبعض المناديل.. جلس في المقعد بجانبها ليجدها ممسكة برأسها كأنها تعاني من ألمِ بها
-أتشعرين بالصداع؟ أجلب لكي مسكنا؟
-لا لا بأس.. هل يمكنك إيصالي إلى مجموعة بارك؟ تعرف مكان الشركة صحيح
قدم لها زجاجة الماء وانتظرها لتنتهي من الشرب ليقدم لها المناديل
-ستذهبين في تلك الحالة؟
سألها قلقا ولم يرد أن يشاركها الآن في الحديث عن مشاكل تلك الشركة
-عليّ ذلك فالمقابلة اليوم إن ضيعتها ضيعت معها فرصة عملي هناك
أراد مناقشتها أكثر لكنها وضعت كلتا يديها على رأسها فلم يرد انهاكها وبادر بتشغيل السيارة
بعد أقل من نصف ساعة كانا قد وصلا إلى  مقر الشركة
-شكرا لك على إيصالي
-تريدينني أن أصعد معكِ؟
نظرت له باستغراب فلم تعهده شخصا يقلق عليها..
-لا بأس أستطيع فعل ذلك وحدي..
ابتسمت له ابتسامة متعبة منحنية له.. ثم خرجت من السيارة.. بعد اغلاقها الباب سمعت صوت اغلاق اخر صادر من خروجه من السيارة.. استدارت له
-متأكدة من أمر عملكي هنا؟
نظرت له قليلا قبل ان تبتسم متذكرة ما حدث منذ قليل
-اسمه هو تشانيول بارك تشانيول
كيف لا تصعد الان وتقبل بالعمل وهو طريقها اخيرا للوصول له.. الامر الذي جعلها تنهار من البكاء لمعرفتها ان تعب تلك الفترة اخيرا جاء بنتيجة فقد كاد قلبها يخرج من صدرها حين وقفت امام تلك الفتاة وكان من المحتمل ان تخبرها انه ليس تشانيول.. ذلك الاحساس حين تفقد الامل في النجاح في مادة ما لانك تعرف جيدا انك تركت ورقة الامتحان فارغة.. فترى في نتيجتك انك ناجح فلو رأيت راسب ماكنت لتتفاجئ لانك تعرف بالفعل لكن كلمة ناجح قد تصيبك بسكتة قلبية..
اومات له ليرد بعد ان تنهد
-اذا انا سأنتظركي هنا حتى تنهين لأوصلكي.. لا تتوتري كثيرا لا بأس إن أردتي العودة وعدم إجراء المقابلة أيضا
لم تكن تمتلك الطاقة لاخباره لا بأس يمكنك الذهاب ساخذ سيارة اجرة وهذا النوع من الحديث فهي بالكاد تستطيع السير انحنت له ولم تفكر كثيرا في اخر جملة قالها وتقدمت من السلالم لينتهى بها الحال بعد قليل واقفه مع سكرتير السيد بارك او مدير اعماله بمعنى اصح
-اذا يمكنكي كتابة المواعيد المناسبة للعمل هنا كحد ادنى للايام يوم واحد.. وللساعات ساعتين.. يمكنكي ايضا اختيار فترة مسائية او صباحية بحسب مواعيد محاضراتك
-عذرا انت تطلب مني ان احدد انا عدد الايام والساعات بحسب مواعيد فراغي! اليس ذلك ترفيها مبالغا فيه
-السيد بارك يقدر تماما وضع الطلاب خاصة هؤلاء الذين يمثلون جامعة اشرفت على بناءها شركتنا.. لذلك مصلحة الطالب هي الاولويه هنا
-لكن ذلك قد يحدث تقصيرا في العمل
-لذلك نضم اكثر من طالب وعامل كل عام لنضمن التكامل في كافة الاقسام
اومأت له قبل ان تبدا في كتابة مواعيدها.. اختارت ثلاثة ايام كفترة مسائية ويوم كفترة صباحية منذ انها ستتخرج بعد عدة اسابيع فلا داعي للتدلل واختيار يوم واحد مثلا فبعد التخرج بالتأكيد ستعيش في ملل يأكل جسدها
-عذرا لكن ماذا سيكون دوري هنا نحن تحدثنا عن الراتب وايام العمل ومازلت لا اعرف ما طبيعة عملي
-السيد بارك ارادكي سكرتيرة خاصة به ولكن منذ انني اعمل في هذا الدور فستعملين بشكل مؤقت سكرتيرة لرئيس مجلس الادارة ونائبة له حتى يناقش السيد بارك طردي واحلالكي بدلا عني
-ماهذا الابتسامة لا تهبط عنه مع انه يتحدث عن طرده وان اكون انا بديلته اهو انسان الي!!
خاطبت نفسها قبل ان تستفيق مزامنة مع اخر كلماته
-بالطبع لا تعرفين الكثير عن الشركة ذلك حال جميع الطلاب المستجدين في العمل ستستطيعين التعرف اكثر عليها بعد بدء العمل
اعتلته نصف ابتسامة مزامنة مع اخر كلامه
-اذا من يكون رئيس مجلس الادارة
-انه السيد بيون بيكهيون
- بيون ماذا!!!
-اه سيد بيكهيون كيف كانت رحلتك؟ بالمناسبة هذه سكرتيرتك الجديدة
استدارت كارما للمخاطب لتتوسع عينيها
-كارما!!!

إلى أن نلتقي ؛مجدداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن