في أجواء يغلب عليها طابع الرسمية يجتمع بعض رجال الأعمال، ملاك الشركات، ممثلي الأقسام من الجامعة كما حضر رئيس الجامعة برفقة بروفيسور واحد.. موسيقي تناسب الوضع في جزء من الشركة خصص للمناسبة.. تمت دعوة الطلاب للبدء في كلماتهم القصيرة تجاه الجامعة وأهدافهم.. من منهم لا يحلم بالعمل هنا؟ فتقريبا كل التخصصات لها مكان في الشركة حتى أن الشركة تحتوي على قسم للأطباء يشرفون على طلاب المدارس والجامعات التي أشرفت على بنائها شركة السيد بارك من حيث التطعيمات والفحوصات اللازمة للطلاب كما أنهم الذين يكونون متواجدون أولا اذا حصل انهيار مبنى مدرسي او جامعي قبل حضور سيارات الإسعاف حتى.. يحصلون على مرتبات مرتفعة ولا يمكن منافستها.. كما باستمرار تعمل الشركة على ضم محامين جديرين بالثقة ومتخصصين في أعمال القرصنة الإلكترونية.. فقط من يفكر قليلا في لماذا تحتاج الشركة التي مهمتها الإشراف على البناء ضم تخصصات كتلك أكثر حتى من ضم مهندسين ومشرفين بناء ؟.. لن يرغب بالعمل في شركة كتلك.. لكن الشباب يريد فقط الحصول على مرتب مناسب وعيش حياة تُحتمل.. فلماذا قد يفكر؟
دخل ممثل المعيدين بهيئته الحادة بعد مُضي ساعة تقريبا من بدء الحفل.. لتتأمله الفتيات
-عن إذنك
استأذن رئيس الجامعة لي من السيد بارك فور رؤيته لسيهون ليومأ له السيد بارك فيتقدم من سيهون بغضب
-لما تأخرت
خاطب الأستاذ لي بصوت منخفض سيهون الذي تقدم نحو المشروبات وأخذ مشروباً هادئا
-لقد قلت أنني سأحضر الحفل لم أقل أبدا أنني سأحضر في موعد الحفل
رد سيهون ببرود موجها نظره نحو كأسه وهو يقلب الثلج بإصبعه ليزفر الأستاذ لي قبل أن يمسك ذراعه
-حسنا هيا لتلقي التحية على السيد بارك لقد كنت أتحدث معه عن اجتهادك في الجامعة
نصف ابتسامة ظهرت على وجه سيهون ليتوجه بنظره الى السيد بارك الذي يتحادث مع بعض رجال الأعمال
-شكرا على مجهودك
-كف عن تلك التصرفات.. هيا
تقدم سيهون مع الأستاذ لي في اتجاه السيد بارك الذي انهى توا حديثه
-سيد بارك هذا المعيد أوه سيهون الذي حادثتك عنه
نظر له السيد بارك لتهبط ابتسامته ببطئ ثم يعيدها سريعا ليمد يده كي يصافح سيهون
-اه لقد حادثني الاستاذ لي عنك لابد انه يحبك كثيرا
ضحك السيد بارك بتكلف ومعه الاستاذ لي.. اكتفى سيهون بشبح ابتسامة ليمد يده بعد مرور بعض الوقت ويصافح السيد بارك
-ممثلة قسم إدارة الأعمال هي طالبة السنة الرابعة كيم كارما.. تفضلي لإلقاء كلمتك
قالها نائب السيد بارك الذي يقدم الطلاب بعد انتهاء ممثل قسم الحقوق والمحاماه لينتبه الحضور لصاحبة النداء كما يفعلون مع الجميع حتى يقوموا بإلقاء كلمتهم فتظهر كلمات تقليدية ومعها يبدأ كل شخص بإكمال ما كان يفعله
أدار الثلاثي سيهون والسيد بارك والأستاذ لي وجوههم لينظروا للفتاة المدعوة فيظهر على وجه السيد بارك أول إعجاب.. أما سيهون فقد تخدر تماما من المتقدمة
تطل بفستانها الأسود الذي رغم احتشامه كان يظهرها فاتنة.. حقا لا علاقة الأثواب بالأمر هي فقط جميلة..
لقد اختارت فستانها بناءا على فهمها المخذى من الحفل إذ انه ليس حفلا يخص يوم ميلاد أو تخرج انه حفل عمل نوعا ما فلم ترتدي فستانا صاخبا بالالوان أو عاري.. الأمر الذي لم تفكر فيه فتيات الحفل ففور سماعهن كلمة حفل تترجم لهن عقولهن أن الأمر يحتاج فساتين ترقص بسبب الالوان ومستحضرات تجميل تزيد الأمر صخابة.. حتى أنها عند دخولها الحفل اعتقدت انها أخطأت في اختيار ثوبها وندمت قليلا على عدم ارتدائها الفستان الذي أرسلته والدتها لها منذ سنوات نفسه الذي حضرت به يوم ميلاد تشانيول لكن بعيدا عن زيادة عقدتها منه إلا أنها رأته لا يناسب ذلك النوع من الحفلات فاستأجرت فستانا أكثر إحتشاما.. وبمساعدة سو هيون وضعت مستحضرات تجميل هادئة لا تضيف جديدا على ملامحها وإنها تظهر جمالهم.. مع حذاء أبيض يرفعها عن الأرض قليلا..
تقدمت من المنصة الصغير لتغلق عينها وتفتحها بسرعة وتهم في بدأ الحديث وسط العيون المراقبة.. منهم عين تشجعها كثيرا وتقول لها تستطيعين فعلها لا تتوتري.. كلمات خفيت وراء قناع حاد بارد
-مساء الخير.. في البداية أعتقد ان الطلاب من قبلي أنهوا كل الكلام الجيد عن الجامعة.. الكلام الذي لم أكن لأستطيع قوله إذ انني لم أرى أبدا ما قالوه
اخذ الجميع بالضحك كان أولهم سيهون الذي نادرا ما يظهر ضحكته أمام الناس
-حسنا هذا ليس لأنني اعتقد ان جامعتي سيئة.. انا فقط لا احتك بها كثيرا إذ انني اذهب للتدرب في شركة معظم أيام الاسبوع.. الشئ الوحيد الجيد الذي يمكنني قوله عن الجامعة بالنسبة لي هو أنها تقع أمام مقهاي المفضل
ضحك الحضور للمرة الثانية علي حديثها الذي جذبهم كما لم يحدث منذ بداية الحفل
-لقد اخترت قسم ادارة الأعمال بناءا على سبب شخصي لن أذكره .. لم أدخله اهتماما بنوع الدراسة أو أن الامر كان ملهما بالنسبة لي.. لكنني بدأت التدرب منذ سنتي الاولى في شركات لأنني أحتاج المال
ضحكات وابتسامات تتداول في المكان لتكمل بعد ان ضحكت هي على قولها
-فبعد اختلاطي بالشركات بدأ ينتابني الفضول عن ذلك النوع من العمل.. بدأت اركز من حولي أكثر وأدون ما استطعت تعلمه خارج الجامعة والمناهج التي أدرسها.. أصبحت علاقتي بالكتب التي آخذها من الجامعة عبارة عن فضول أريد إشباعه لا مناهج علي حفظها لأحصل على تقدير عالي.. أنا حتى لا أهتم بأمور التقدير والدرجات إذ المهم عندي هو ان اخرج بشئ جديد من كل معلومة تراها عيني.. لذلك هدفي هو ان اكمل فقط ما أفعله وأظل أختلط بالشركات وأشبع فضولي.. شكرا على استماعكم لحديثي.. اتمنى ان تستمتعوا بالحفل
انحنت للحضور ليقوموا بالتصفيق لها كانت أقصر كلمة قيلت وأكثر كلمة أخذت اعجاب الحضور
-لقد اخترت الممثل الصحيح لذلك القسم استاذ لي
-شكرا لك سيد بارك
ابتعد سيهون عنهم ليتقدم نحو كارما التي همت بالخروج الى الحديقة المقابلة للشركة لتهدأ من نفسها ظلت تتحدث مع نفسها في ضعف
-لماذا لم يظهر.. مضى أكثر من ساعة بالفعل على بدء الحفل كيف لابن صاحب الشركة ألا يظهر في تلك المناسبة.. لقد قالت لي تلك الفتاة أنها سمعت أنه عاد من الخارج.. هل يمكن أن ذلك لم يكن تشانيول!! هل يمكن أن تلك الشركة ليست لوالده.. أن هذا الرجل ليس السيد بارك والد تشانيول وانما بارك آخر!!
-أنتِ بخير؟
خاطبها سيهون وهي منحنية للأمام مستندة على احد المقاعد.. أدارت وجهها له لترى انه المعيد اوه سيهون هو الذي قاطع حديثها مع نفسها
-لقد ظللت كاتمة لتوتري لذلك اعتقد ان ذلك يؤثر على جسدي الان
-انتِ ترتعدين!
-لا بأس سأكون بخير
خلع معطفه ليضعه على كتفيها بعد أن أدارت جسدها عنه.. لتستدير وتعيده له
-قلت سأكون بخير
قالتها بنبرة غاضبة
-اذا انتِ ما زلتِ غاضبة مما دار في آخر محاضرة
-حقا؟ أتعرف ماذا قمت بهِ؟ ناهيك عن إحراجي أمام جميع الطلاب.. هم يتداولون فيما بينهم أنني أحوم حولك أو ما شابه لا أعرف كيف تأتي الآن وتقوم بالابتسام في وجهي واعطائي معطفك
-أنا أفصل أمور الجامعة عن الأمور الحياتية العامة.. أعني إن قمت بالشجار مع شخص أعرفه داخل جدران الجامعة الأمر الذي لن أقوم بفعله بالطبع لكنني إن رأيته خارج الجامعة سأنحني له وأسأله عن حاله ربما
-ماذا!!
-قد تجدين الأمر غريبا لكنه مريح بالنسبة لي.. أحب فصل كل شئ عن الآخر
-استمتع بذلك اذا.. عن اذنك
قالتها لتهم بالمغادرة الا انها استدارت من جديد لتواجهه
-انا لا افهم لماذا فعلت ذلك تلك المرة
-لم اكن لافوت ما فعلتِه في مكتب البروفيسور
-لم أقصد ذلك.. أقصد الذي جعلني أفعل ذلك
-ماذا تعنين
-أعني استدعائك لي لمكتب البروفيسور ومعاتبتك لي على درجتي .. لم أكن الوحيدة التي حصلت على درجة بشعة في امتحانك الفولاذي وبالتفكير في الأمر لستُ أيضا الطالبة الوحيدة التي تفوت بعض المحاضرات.. حسنا بمعنى أدق لماذا تستمر في مراقبة ما اقوم بفعله ثم تقوم باستفزازي الأمر الذي يجعلني أقع في خطأٍ ما فتقوم بمعاقبتي؟
-أكان ذلك واضحا
قالها مبتسمها بسخرية على حاله
-ماذا تعني
-لماذا تعتقدين أنني أفعل ذلك
-حسنا لابد أنك تمقتني بشكل كبير لكنني لا أعرف لماذا
-لقد كنت أريد أن أوصل لكي ذلك ولكن لماذا أشعر بالسوء؟
قالها خافتا مديرا وجهه عنها
-حسنا يمكنكي أخذ الأمر على أي محمل تريدين هذا لا يهم
-هذا كثير
-ماذا تعنين
-أنت تشبهه بشكل مبالغ ليس فقط في طباعه وإنما في الكلمات أيضا
-من ذلك
-هل بالصدفة تعرف شخصا يدعى .. حسنا لا عليك
أنهت حديثها لتنحني وتبتعد عنه تاركةً اياه في حيرة من أمره.. دخلت مرة أخرى مكان الحفل لتقترب من ساحة المشروبات وتجلس
-آنسة كيم كارما
خاطبها صوت لم تنتبه له إذ انها شاردة تماما حتى نقر على كتفها لتنتبه وتستدير لتجده نائب السيد بارك
-مبارك لكي السيد بارك يريدكي في الشركة
-م.. ماذا تقصد؟
-يمكنكي الحضور غدا في الحادية عشر إلى الشركة سنتحدث فيما أقصد.. اذا
انحنى لها لتبادله الإنحناء
-هل يعني ذلك أنني سأعمل هنا!! إلهي ليس قبل أن أتأكد أن تلك الشركة تخص تشانيول
وضعت رأسها بين يديها قبل أن تنهض وتهم بمغادرة الحفل
......................................................................
-لنذهب
-إلى أين
-موعد
أنت تقرأ
إلى أن نلتقي ؛مجددا
Фанфикبين ذكرى تمقتُها وذكرى تعشقُها هناك ذكرى نسيتَها.. وأنا بين الثلاثة وجدتُ ذكرى جديدة.. لا هي تُمقت ولا هي تُعشق ولا هى تُنسى.. بل هي تتملكني وأعيش عليها.. أخطتُها في قلبي وعقلي وأضلعي.. جعلتُها تحتل جسدي وروحي.. كل لحظة أحطْتَ فيها جسدي.. كنتَ فيها...