ذلك الرجل

1.9K 158 1
                                    

ذلك الإحتياج لمن أسرك ليأتي ويفك قيدك.. تعيش في قفصه على ما تبقى من طعامك وشرابك.. ما تبقى من روحك التى ضاعت فى الخوف والألم.. تنتظر في ظلام القفص الذي أَسركَ فيه صاحبه أن يأتي فيحررك لكن ماذا لو.. لو أتى فلم يفك أسرك ولكن قام بتعذيبك وتركك من جديد.. ذاك النوع من الأسئلة الذي ينهش فيما تبقى منك.. إنه شعورُ قاتل
......................................................................
-كيم كارما إلى مكتب البروفيسور
هتف بها المعيد ذو الطباع الحادة حين مرّت مع صديقتيها من جانبه.. قال عبارته دون النظر إليها حتى وأكمل طريقه
-يا له من متواضع.. البروفيسور يعتبر رسميا ترك له ذمام الأمور ومكتبه أصبح له بالفعل ومازال يقول عليه مكتب البروفيسور
-مين يونج هل هذا ما يلفت نظركِ حقًا!!
-ماذا تعنين
-عينيكِ تتطاير منها القلوب وأنا على وشك أن أفقد كرامتى
-لا تقلقي كارما إنه.. طيب
-مين يونج بحق الله أتعتقدين أنه استدعاني ليتصدق عليّ!! بالتأكيد لأن درجتي في امتحان تقييمه الفولاذيّ بشعة لذلك قام بطلب حضوري ليقوم بتوبيخي.. لا أعلم حقًا لما يقوم بفعل هذا معي
-أعتقد أنه معجب بكِ
-ما.. ماذا تقصدين سو هيون!!
هتفت بها مين يونج التي ذعرت من جملتها..
-ألا تشاهدن الدراما؟ عندما يقوم رجل بالتركيز مع فتاة واحدة ويقوم بتوبيخها طوال الوقت وطرح أسئلة عليها يعلم أنها لن تستطيع الإجابة عليها يكون معجب بها
-كفّي سو
-لماذا قام باستدعائك أنتِ؟ معظمنا لم يجتاز امتحانه.. أنا قد أعطاني ثلاث درجات.. لماذا لم يستدعيني؟
-أنا سأذهب إلى دورة المياة اراكما لاحقا
همت مين يونج بالذهاب وعلى وجهها ملامح الغضب
-لماذا قلتي ذلك سو هيون؟ تعلمين أن مين يونج معجبة بهِ
-ماذا فعلت أنا!! لقد قلت الحقيقة
-أيّ حقيقة!! تعلمين أنه ليس معجبا بي
-سترين
-كفّي سو.. أنا ذاهبة لمكتبهِ لا اريد ان ازيد من فرصة قتلى.. اذهبى وراء مين يونج فلقد بدت منزعجة
-حسنًا اذًا.. كوني قوية.. لا أضمن ان تخرجي سليمة من مكتبه.. احمي شفتيكِ جيدًا
هتفت سو هيون بجملتها الأخيرة بصوت منخفض قبل أن تتلقي ضربة من كارما التي نعتتها بالمنحرفة واتجهت الى مكتبه وهي تتوقع أسوء الأسوء.. قامت بالنقر على الباب عله لا يسمع فتهم بالذهاب وان سالها فيما بعد تخبره أنه لم ياذن لها بالدخول.. لكنها تفاجئت به يفتح لها الباب بنفسه
-هذا رائع
هتفت داخليا بسخرية قبل ان يبدأ سيهون باللعب معها
-هذا أنتِ.. اعتقدت أن هناك جرذا ينقر الباب
-لقد طلبت مني الحضور إلى المكتب
-لستُ فاقدًا للذاكرة
قالها ليترك الباب ويهم للجلوس على المكتب وورائه كتلة من اللهب تضرب الهواء
اقتربت من مكتبه بعدما رأته قد جلس بالفعل.. وضع نظارته التي تزيده حده وإثارة
-لماذا تريدين الذهاب للحفل؟
-ماذا!
-أي جزء في سؤالي لم تفهميه؟
-حسنا هذا.. هذا لأن رئيس الشركة قد يعجب بطالب ما فيقوم بتعيينه في الشركة وهذه فرصة جيدة لي
-هكذا إذًا
-أجل
قالتها مبتسمة وهي تعتقد أن هذا سبب استدعائه لها .. كانت سترتاح نوعا ما حتى أتتها الصاعقة
-تعلمين أنكي حصلتي على خمسة في امتحان التقييم.. بخصم درجات غيابك ونومك في محاضراتي.. وبالطبع الأخطاء التي لا يخطؤها طفل صغير في إمتحان كهذا
-آسفة سأقوم بتحسين درجاتي
قالتها وبداخلها قول آخر.. "هل حقًا يرى أن الإمتحان الذي لا يستطيع حلّه غير آينشتاين هذا يبدو سهلاً" وقد هبطت ابتسامتها بالفعل اثر معرفتها مقدار حماقتها لظنها الأمر توقف عند سؤاله
-وبالنسبة لغيابك المتكرر عن محاضرتي لن أقوم بتفويته مره أخرى ولن يتوقف الأمر عن انقاص درجاتك.. من الأفضل لكِ الإلتزام إذا لم تريدي ان تطردي من الجامعة بالكامل
-عذرًا!!
-طالبة تكون في الجامعة ولكنها تفوت محاضرتها هذا سلوك يمكن أن يصل عقابه للطرد
وصلت لأعلى درجة من الشعور بالإستفزاز الذي أعماها فبدأت بإخراج كل ما أتى في بالها
-هل تظننى لا أحضر لأنني أريد ذلك!! أنا أكره محاضرتك
-ماذا
-أنتَ من قام بجعلي أكره المادة والمحاضرة.. ألا يكفي أنني أذاكر مادتك؟ لماذا عليّ حضور محاضرة أكرهها وأكره المسئول عنها
قام من على كرسيه ليظهر فارق الطول الشاسع بينهما لتبتعد قليلا حين قام بخلع نظارته ورمقها
-إذًا.. تغيبين عن محاضرتي.. وعند حضورك تنامين بها.. درجاتك سيئة.. والآن تحادثينني بلا تهذيب.. أربع جرائم متكاملة كيم كارما أليس كذلك؟
ماذا!! هذه الجملة.. لقد سمعتها من قبل.. " -صرختى فى وجهى.. قمتى بالكذب عليّ.. ثم سبّي.. ثلاث جرائم متكاملة اليس كذلك" إنها كلمات تشانيول.. كيف يبدوان متشابهان حتى في كلماتهما..
للحظة كانت كارما قد نسيت الموقف الذي تقف فيه ولكنها سرعان ما استيقظت مع آخر كلماته التي يبدو أن كان قبلها كلام آخر لم تسمعه
-لذلك واحتراما لأننا في الجامعة سأكتفي بإجراءات من صلاحيتي.. إلي قاعة المحاضرات
......................................................................
أنا الفتاة التي تشاهدونها في الدرامات يتم التنمر عليها.. ولكن لأن الدراما لا تنقل الواقع دائما بصورته الحقيقية قامت بجعل الفتاة المتنمر عليها فتاة ضعيفة لن تستطيع الرد أو القيام بردة فعل.. لكن في الواقع اللذين يتنمرون لا يحبون ذلك النوع من الأشخاص.. يفضلون التنمر على أمثالي.. الفتاة التي تستطيع إيقاف الأمر لكنها تشعر بالكسل فتتغاضى عن ما يحدث.. الفتاة التي لا يهمها ما يحدث حولها فقط تأتي للمدرسة لأن عليها ذلك.. التي تقوم بردة فعل كل فترة
-إذاً هناك من يقوم بإيصالكي.. هل هو شخص تعملين عنده؟ ماذا خادمة؟
صوت ضحكاتهن تعالت مزامنةً مع إدارة كارما وجهها علي مكتبها لتستطيع إختطاف بعض الدقائق للنوم
-أنتِ.. هل تتجاهلين كلامي؟ أستطيع أن أبلغ المديرة أن هناك فتاة تقوم بأفعال تتنافى مع أخلاق المدرسة وتحضر رجلا لإيصالها
رفعت رأسها لتعتدل في جلستها مبتسمة
-ذلك الرجل
قالتها هامسة لترد عليها احداهن
-ماذا؟
-ذلك الرجل.. ان سمعكن سيقتلع رؤوسكن
-ماذا قلتي؟ هل قمتي بتهديدنا الآن!!
انهت جملتها لتقوم بجذب كارما من شعرها فحاولت التحرر من يدها لينتهي بها الأمر تسقط أرضا لترتطم رأسها بالمكتب
-ماذا تفعلن .. كل إلى مقعده لستن أطفال
صرخ بهن المعلم الذي تجاهل وجود طفلة يتم التنمر عليها وهم ببدأ الدرس فور دخوله

مع موعد انتهاء اليوم الدراسي خرجت كارما التي مازال أثر الدماء على وجهها وشعرها مبعثر.. متجاهلة بغضب من يقف أمام سيارته ينتظرها
-ماذا تظنين أنكي تفعلين
-أريد أن أذهب للمنزل وحدي اليوم
-لن يحدث
-من فضلك
قالتها وقد ظهر على صوتها بوادر البكاء ليقوم بإدارتها وينظر ما بها
-ما هذا على وجهك!! لماذا تنزفين.. لما وجهك هكذا
-لا شئ
ضغط على يدها وأنزل وجهه إلى مستواها
-أجيبي
-هل يمكنك فقط أن تكف عن إحضاري للمدرسة وإيصالي للمنزل.. بدأت أتعرض للمشاكل بسبب ذلك
-إذًا قام أحدهم بفعل ذلك لكي.. أدخلي السيارة
نظرت إليه بمقت لتلتف وتهم بالذهاب.. قبل أن تشعر بجسدها يرتفع من على الأرض وتكتشف أن جسدها بأكمله بين ذراعيه الآن وسط عيون الجميع.. وضعها في السيارة ليتجه إلى بابه ويدير السيارة.. هم بالذهاب فأسندت رأسها على النافذة وأغمضت عينها قليلا حتى فتحتهما إثر توقف السيارة..
-نحن لم نصل للمنزل.. لماذا توقفنا
-انتظري هنا
نزل من السيارة لتتابعه بعينها فرأته متجه للصيدلية لم يمضي الكثير حتى اقتحم السيارة مقربا وجهها إليه ليبدأ برفع شعرها للبحث عن مصدر النزيف فيقوم بتطهير الجرح لتتأوه قليلا فيحاول بشكل أخف..
تركز هي في ملامحه التي اتقربت منها مسافة ليست بالهينة.. تتأمل ملامحه المهتمه.. كأنه يقوم بعملية جراحية فهو يقوم بكل حركة بحذر شديد..
قام بوضع آخر لمسة على الجرح ثم أخذ يتفحص كامل جسدها ليتأكد من عدم وجود جرح آخر
نظر إليها حيث وجدها تحلم بالفعل فهي لا تنزل عينيها من على وجهه كأنها لا تنتبه لأي شئ
-أتحبين المثلجات؟
-ماذا
-المثلجات.. تحبينها؟

إلى أن نلتقي ؛مجدداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن