بقي أقل من ساعتان على موعد مقابلتها في شركة السيد بارك.. لن تحضر أي محاضرة رغم وجودها في حرم الجامعة فقد أخذت إذنا من الشركة التي تعمل بها حاليا حتى تستطيع الذهاب للمقابلة.. أو بالأحرى تأتي إلى الجامعة بحثا عن الفتاة التي تحادثت معها من قبل عن شركة بارك وكادت تخبرها عن اسم ابنه ولكن اللعنة على النسيان الذي افقد كارما فرصة الراحة اخيرا.. لعنت نفسها تكرارا على عدم مبادرتها بطرح اسمه امامها فماذا كان سيحدث؟ هل كانت ستظنها كاذبة؟ماذا في ذلك اذا هما ليسا صديقتين كان موقفا وسيمر ..لذلك وبعد تورطها في العمل لدى شركة لا تعلم شيئا عنها ورفضها الذهاب سيظهرها فتاة مجنونة اذ ذهابها الحفل امام الجميع كان لتحاول كسب فرصة عمل وبالطبع اختيارها قد ضيع الفرصة على زميل اخر او زميلة فكيف لا تذهب! قررت ايجاد تلك الفتاة وطرح اسم تشانيول امامها لكن المصيبة ان تكون نسيت الاسم تماما بسبب عدم اعارة اهتمام للموضوع.. تدري جيدا أن أول محاضرة هي محاضرة سيهون لكنها ليس لديها أي طاقة له
......................................................................
-اذا البحث المطلوب يجب ان يسلّم يوم الخميس
تعالت التذمرات اعتراضا على المدة فمن يستطيع ان ينهي بحثا طلبه المحاضر اوه سيهون في اربعة ايام
-كفى تذمرا هذا البحث هو شرط دخولكم امتحان نهاية العام الخاص بي.. عدم تسليمه يعتبر رسوبا في مادتي.. مما يعني حرمان مؤقت من التخرج الذي بقي عليه اقل من شهر
انهى جملته الاخيرة بعدم اهتمام لاصوات الطلاب المعترضة.. وجه نظره تجاه المكان الذي تجلس فيه كارما عادة فهو يعلم انها لم تحضر هو فقط لا يعلم اكان هذا صحيحا ان يعلن الأمر في الوقت الذي تغيب فيه فهي ان لم تسلم البحث لن يستطيع فعل شئ حيال الأمر وسيقوم بحرمانها من دخول الامتحان.. لكنه اطمأن لوجود صديقتها مين يونج فقد ضمن وصول الأمر لها.. لم يعلم كيف تشعر مين يونج تجاه كارما بسببه
......................................................................
-الهي بقي اقل من ساعة على المقابلة كيف سأجد تلك الفتاة!! لا اعرف اسمها او قسمها او حتى اسم الفتاة التي كانت تجلس معها
-أنتِ الطالبة التي كانت تطلب معلومات عن شركة بارك!
خاطبها صوت مألوف بعد جلوسها على أحد سلالم قسم رياض الأطفال تمسك رأسها بقوة.. استادرت للصوت لتتوسع عينيها
-أنتِ هي التي أمدتني بالمعلومات الهي شكرا لك لقد كنت ابحث عنكي
-لقد سألتني عن اسم صاحب الشركة.. حقا لا ادري كيف ولكنني تذكرت صدفة حين مررت بلوحة عليها عضو في فرقة ما يحمل نفس الاسم.. لا اعرف كيف هذا فانا املك اسوأ ذاكرة لكنني تذكرتكي وبحثت عنكي في الأيام الماضية..
لم تعتقد ان الرعب سيدب في قلبها حين تخبرها تلك الفتاة باسم ابن السيد بارك ماذا لو لم يكن تشانيول؟ ماذا لو اخبرتها ان اسمه ليس تشانيول بل اسم اخر!!
- ان اسمه هو..
فور اخبارها بالاسم خرجت كارما من الجامعة وهي منهارة تماما من كثرة البكاء لا ترى امامها شئ وتستمر بالتقدم وهي تبكي بهستيرية
......................................................................
بدأ يوم عملها في المطعم منذ عدة ساعات تتحرك بعنف وهي تقوم بعملها وجهها عابس للغاية.. الليل هو اخطر الاوقات مطلقا ففيه تحصل على استنتاجات لم تكن لتجدها في النهار.. فكرت منذ استيقاظها فجرا بلا سبب وبدأت بربط عدة أمور جعلتها ترى من نفسها فتاة حمقاء.. فكيف لم تعر تلك المواقف اهتماما اكبر عند حدوثها؟ كيف استنتجت الأمر متاخرا!
فُتح باب المطعم مزامنة مع صوت الجرس المعلق الذي يصدر صوتا حين يُفتح الباب لتستدير وتحاول رسم ابتسامة مزيفة تحيي بها الزبون فمديرها ليس هنا لاستقبال الزبائن.. هبطت ابتسامتها مع صدمة فلم تتوقع ابدا رؤيته
-وااه كأن قدمي كانت تعرف أين سألقاكي
-بيكهيون-شي ماذا تفعل هنا
-يا يا ماذا قلنا عن تلك ال"شي" في النهاية! ازيليها
-لقد نسيت الأمر عذرا
-لا عليكي.. هل أجلس؟
-بالطبع تفضل
جلس ليصدر تنهيدة تنُم عن تعب
-لكن كيف عرفت أنني أعمل هنا؟
-هل ستصدقين أنني لم أعرف ذلك
-ماذا اذا
-فقط أتيت الى المنطقة لأنني أعلم أنكي تسكنين بها قد يبدو ذلك حمقا ولكنني كنت واثقا من أنني سأقابلك في مكان ما في ذلك الحي وقد تعبت من المشي منذ انني تركت السيارة أمام المنزل الذي تسكنين فيه وقررت المشي قليلا لكنني لم اعلم انني كبرت في السن هكذا رأيت المطعم فأخبرت نفسي أن أدخل وأرتاح قليلا وها نحن ذا
ابتسمت على حديثه قبل أن تتحدث
-هل جربت طرق بابي؟
-في الواقع لم أعلم أي شقة في ذلك المنزل هي خاصتكي فلم أرى أين دخلتي يوم أوصلتكي
-ماذا هناك اذا لماذا اتيت لتراني
-لا اعلم لكن حين شعرت بالهم لم افكر سوا فيكي
جلست امامه لتبدأ في الاستماع لقصته فلا بد من وجود سبب كبير لكي يشعر كتلة اللطافة ذاك بالهم
-تحدث اذا
-انها جينا
-ماذا بها! هل هي مريضة
-ولادتها ستكون عسيرة.. لقد اخبرني الطبيب حتى
اخفض رأسه قليلا قبل أن يكمل..
-قد لا تستطيع النجاة
قالها بصوت متقطع يظهر عليه انه صوت باكي
شهقت كارما لتتقدم سريعا نحوه وتبدأ في التربيت على كتفه
-لا باس لا بأس لن يحدث ذلك
-لا أستطيع فقدها لا أستطيع
-لن يحدث ذلك بيكهيون لابد من وجود حل
-الحل الوحيد ان تقوم الان بعملية قيصرية لاخراج الطفل منها ووضعه في الحضانة لكن منذ انها في الشهر السادس وحالة الطفل ليست جيدة لا توجد نسبة كبيرة لبقائه حي
-هذا الحل الوحيد؟
-الوحيد
-وهي بالطبع لا تريده
-لا تريد التضحية بطفلنا مقابل حياتها.. تقول انه ليس لديه ذنب لننهي حياته بهذه الطريقة
-لكن قد يعيش حتى مع وجود نسبة بسيطة قد تحصل المعجزة
-حاولت اقناعها بذلك لكن لا أمل
-أحاولت أن تأخذها خارج البلاد.. من الممكن ان يوجد حل خارج كوريا
-لقد راست طبيبا من المانيا واخرا من فرنسا ارسلت لهما كافة الفحوصات والاشاعات أخبراني الأمر ذاته.. كارما اسدي لي معروفا
قالها ممسكا يديها بقوة
-كيف افعل
-تعالي لزيارتها يوما وحاولي اقناعها.. الامر سيعني لي كثيرا هل تفعلين
-سافعل بيكهيون سأحادث مديري واحصل على اجازة فقط اترك لي العنوان
-انتِ هي الافضل شكرا لكِ
نهض ليحتضنها وسط ابتسامة بعيون دامعة حتى قاطعهم صوت الجرس
-حقا؟
قالها تشانيول فور اقتحامه المكان متفاجئا من المشهد أمامه قد لا يظهر الأمر عليه بوضوح لكنه يستشيط غضبا
ابعد بيكهيون وجهه حتى يستطيع مسح تلك الدموع التي تحتل عينيه ويحاول العودة الى طبيعته فلا يريد من تشانيول معرفة الامر استنتجت كارما الامر بسرعة فوقفت امامه
-ماذا هناك
-لما لا تذهبي وتري عملكي ام ان الاحضان جزء من ذلك العمل
تحولت ملامحها لرؤيتها انه عاد لذلك الجزء الذي تكرهه استدارت لتحادث بيكهيون
-ماذا احضر لك ؟
-لا شئ انا ذاهب
صوت جرس مرة اخرى يعلن عن دخول المدير
-ماهذا كارما لم تنتهي من التنظيف ولم تحضري لاي الزبونين شئ ما بكي!
كان تشانيول سيتحدث لكن بيكيهون بادر
-اذا انت مديرها مرحبا
انحنى له ليفعل الاخر
-انا قمت بتعطيل كارما بعض الوقت انا اسف لذلك
تقدم من المدير ليخرج من محفظته بعض المال ويضعه في يده
-اوه لا بأس ايها الشاب
-من فضلك اعتني بها جيدا من اجلي
-بالطبع
استدار بيكهيون ليواجه كارما وارسل لها غمزة قبل خروجه جعلتها تبتسم وغيرها يشاهد ذلك المشهد والنار تأكله
مضت ساعات اخرى و تشانيول فقط يتابع تحركات كارما ويرى بوضوح انها تتجنب تماما النظر اليه
-كارما انا ذاهب اغلقي المطعم فور ذهاب السيد
-حسنا سيدي
خرج المدير لتكمل كارما مسح الارض
-ماذا الان
حادثها لتتجاهل
-ماذا فعلت انا لتتصرفي بذلك الشكل
-تتحدث معي ام مع خيالي؟
-كارما
ناداها بغضب فردت بلا مبالاة
-ماذا
-ظننت ان الامر انتهى بعد لقائنا امس
-ربما انتهى لك لكن ليس لي
-ماذا تعنين؟
-تشانيول لماذا لم تطلب مني رقم هاتفي؟
-حقا!! لان ليس لديكي واحد
ابتسم بسخرية فور سماعه جملتها ظنا منه انها تخبره بسبب غضبها منه
-بالفعل تشانيول.. كيف عرفت هذا!
-استنتجت الامر انتِ لا تخرجين هاتفا امامي ثم حالتكي المادية..
لم يكمل اذ وصل اليها المعنى
-ليس سببا يجعلك تعرف الامر فليس لانني لم اخرج هاتفا امامك يجعلني لا امتلك واحدا ايضا ليس كل الفقراء لا يحملون هاتفا.. فاذا لم تكن متأكدا لن يجعلك عقلك ترضى باستنتاجك.. ماهو رقم هاتفك؟ او حتى هل لديكي هاتف؟ ذلك النوع من الأسئلة يخرج عادة من الشخص الذي يشك لكن المتأكد لا يسأل بل يمضي من خلال فهمه للأمر
-ما الذي تحاولين الوصول اليه؟
-اول يوم اوصلتني فيه الى المدرسة.. لم تسالني عن اسمها او الطريق فقط مضيت في طريقك كانك تعرف انها هي مدرستي.. حتى وان كان عقلك فولاذي جعلك تستنتج انها الاقرب لمنزلي.. ليس استنتاجا يجعلك تمضي في طريقك على الاقل كنت لتسالني هل مدرسة جيون الثانوية هي خاصتك؟ حتى انك حين أوصلتني لم تنظر الي بشك لتتأكد انك استنتجت الاستنتاج الصحيح.. قبل يوم الحفل اخبرتني ان المكان لا يناسبني منذ ان تخمينات سو هيون كانت خاطئة حول قولك ذلك لي لانك تراني طفلة ولا تنظر لي كامراة وتراني اتفه من نساء ذلك المكان وقد وضحت لي تماما امس ان ذلك لم يكن المقصد.. لقد فكرت لم اصل الا الى انك تعرف انني لا استطيع التعامل في الاماكن التي يختلط فيها الجنسين بنسبة مائة في المائة كالملاهي الليلية ولا استطيع التصرف فيها.. وهذا صحيح فقد كدت ابكي في هذا المكان لولا ان بيكهيون استطاع ان ينسيني كل شئ وشعرت نوعا ما بالأمان.. انت تعرف الكثير عني وتحاول عدم اظهار ذلك لذلك اخبرتني ان المكان لا يناسبني لانك تعرف طبعي ولكن كيف تعرفني؟.. كيف تقوم باستغفالي بهذا الشكل!!..بحق الله انت كنت حتى متأكد منذ لقائنا الأول أنني طالبة ثانوية سألتني عن الأمر بصيغة التأكد لا الإستفهام واول يوم اوصلتني فيه كنت تعرف جيدا انني انزل ابكر بكثير من الطلاب العاديين فوقفت امام منزلي منذ الخامسة فجرا..كيف ذلك كيف كل هذا؟!!
-بالحديث عن بيكهيون
-ماذا!!
-تقومين باحتضانه.. الابتسام كلما رأيته.. في ذلك الحفل اللعين كنتي ترقصين معه وكنتما تلتصقان.. ما الذي تحاولين فعله!!
-انت تتجاهل حديثي بشكل مثير للشفقة
-دعيني اجعل الامر واضحا.. هذا النوع من الأمور لا تقومي به مع رجل غيري..
تقدم خطوة مع كل كلمة حتى وقف امامها
-لماذا قد افعل ذلك.. انا لا تربطني بك علاقة
-اذا لن تربطكي علاقة باي احد في هذا العالم كيم كارما
-انا ملك نفسي تشانيول اقوم بما اريد فعله
-ليس صحيح.. انتِ ملكي انا
أنت تقرأ
إلى أن نلتقي ؛مجددا
Fanfictionبين ذكرى تمقتُها وذكرى تعشقُها هناك ذكرى نسيتَها.. وأنا بين الثلاثة وجدتُ ذكرى جديدة.. لا هي تُمقت ولا هي تُعشق ولا هى تُنسى.. بل هي تتملكني وأعيش عليها.. أخطتُها في قلبي وعقلي وأضلعي.. جعلتُها تحتل جسدي وروحي.. كل لحظة أحطْتَ فيها جسدي.. كنتَ فيها...