تشانيول

1.7K 146 1
                                        

لم اره اليوم منذ اوصلني للعمل.. ظننته سيمر على عملي.. حسنا ليس لدي حق في انتظار ذلك وهي ليست عادته المرور بي يوميا في العمل بل كل فترة يقوم بالأمر فمن الطبيعي ألا يأتي اليوم ولكنني اريده ان يأتي.. فقط هكذا
انتهى دوامي.. وعلي المغادرة لما مازلت انتظر!
بعد دخولها المنزل وقفت قليلا مستندة على الباب لتفكر لما لم يأتي.. بل لما تنتظره ليأتي!! زفرت لتهم بالذهاب لغرفتها ولكنها لاحظت أنها لم تخرج القمامة منذ فترة
-لنخرج القمامة ثم نرتاح قليلا.. لديكي غدا دراسة مسائية لذلك يجب عليكِ أن ترتاحي في نومك
خاطبت نفسها لترتدي معطفها الذي قد خلعته فور
دخولها المنزل وتحمل القمامة وتنزل.. انهت الأدراج لتتفاجئ به مستند على الحائط
-تشانيول
نادته ليلتفت لها بهدوء.. كم أحب ندائها له باسمه.. إنها المره الأولى له أن يسمع اسمه خارجا من بين شفتيها
-ماذا تفعل.. لماذا تقف هنا
-أتيت لأخبركِ أنني لن أستطيع إيصالكِ غدا للمدرسة لذلك هناك سيارة ستأتي لاصطحابك غدا في الرابعة مساءا
-لماذا
-غدا هناك حفلة عليّ حضورها
-هكذا اذا.. فهمت
أومأ لها ليهم ذاهبا
-تشانيول
اوقفته ليستدير
-هل لا بأس إن سألتك ما المناسبة؟
-يوم ميلادي
-يوم ميلادك غدًا!
اومأ لها مرة أخرى ليتقدم لسيارته
-تشانيول
نادته مره أخرى ليغمض عينيه ويبتسم إثر تكرارها لإيقافه.. استدار ناظرا لها وكأنه لم يبتسم منذ قليل فقد عاد وجهه طبيعي وقت استدارته
-لما..
قطعت الجملة قبل أن تتشجع وتكمل
-لما لم تَدْعُني
-المكان لا يناسبك.. انه ملهى ليلي ثم من فيه لا أريدكي الاحتكاك بهم
-حسنا اذا
قالتها لتتقدم هي تلك المرة فتتخطاه لتذهب لإلقاء القمامة
-أين تذهبين في تلك الساعة
قالها بنبرة منفعلة
-لإلقاء القمامة
-ألا يمكنكي فعل ذلك في وقت أبكر
-لم ألاحظ أنها كثُرت سوا الآن وأريد أن أرتاح في النوم اليوم لا أن أستيقظ قبل المدرسة لألقيها
نظرت إليه قليلا ثم همت بالذهاب.. خطوة.. اثنتان.. ثلاثة.. حتى وجدت خيالا أطول من خاصتها يساير خطواتها.. لا يمشي بجانبها وانما ورائها.. توقفت لتستدير
-ماذا
-الا يمكنكي السير فحسب أشعر بالبرد
-لماذا لا تعود الي السيارة سألقي القمامة وأعود للمنزل
-خيالك
-ماذا؟
-أنا أريد أن أمشي ورائه هل لديكِ مشكلة؟
قالها بحدة لترمقه بغضب وتكمل السير.. انهت ما نزلت من أجله ثم عادت وورائها ذلك الشبح الذي يستمتع باستفزازها.. الى ان وصلت للمنزل.. حاولت ألا تلتفت اليه ولكنها فشلت
-كيف عرفت اسمي.. هل سألت المديرة؟
-حمقاء.. تعلقين شارة عليها اسمك بالخط العريض كل يوم من أجل المدرسة ولا تعلمين كيف عرفت اسمك
قالها باستهزاء ليبتسم نصف ابتسامة
-ألا يمكنك التحدث بشكل أفضل
-ولما عليّ التحدث من الأساس
قالها ليلتفت فيركب سيارته ويقودها سريعا.. ففي ثوانٍ كانت قد اختفت سيارته
-ماذا بهِ الآن.. كيف تغير هكذا

إلى أن نلتقي ؛مجدداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن