مَن أنت

7.8K 255 13
                                    

تشانيول أهذا أنت!!
لماذا تعتقدين أنه سيعود؟
لقد وعدَنى
ماذا إن أخلف؟
لن يفعل
وإن فعل؟
......................................................................
فى فجر التاسع من ديسمبر.. مع إقتراب نهاية الخريف الذى كان باردا كأنه الشتاء.. جلست تتأمل من شرفتها ذلك الشارع المظلم.. تمر سيارة واحدة كل بضع دقائق.. تتابع نورها حتى تختفي.. حتى استمعت إلى ذلك الصوت.. صوت مألوف نوعا ما لها.. صوت سيارة سائقها يقودها بتهور شديد.. يُسمع صوت إحتكاك إطاراتها السريع بالأرض من مسافة لا هي ببعيدة ولا هي بقريبة .. إرتعد جسدها لذلك الهواء البارد الذى زامن صوت السيارة التى أخذت تمر أمام عينيها بسرعة كبيرة.. أغمضت عينيها لتلك الذكرى التى مرت على قلبها قبل عقلها.. ذلك الرجل الذى خطف قلبها كسرعة سيارته.. ذلك الرجل الذى كانت إذا جلست بجانبه ف سيارته تلت ما يمكن تلاوته قبل الموت.. فقد كان يصل إلى المكان المنشود مهما كان بعده فى دقائق تعد على أصابع اليد.. إبتسمت وبدأت تفتح عينيها بضعف هامسة
-ذلك الأبله.. كيف إختفى كأنه لم يكن موجود..
لتغمض عينيها مجددا فاتحة الباب لذاكرتها كي تخونها مرة أخرى وتذكرها بالذى مضى..
منذ أربع سنوات.. في ليلة رأس السنة حين ذهبت مع أصدقائها إلى حانة صغيرة بعيدة عن الحي الذى تسكن به للإحتفال بالسنة الجديدة.. كانت أول مرة تذهب إلى حانة إذ أنها ما زالت فى السنة الأخيرة من الثانوية بالإضافة إلى خجلها المفرط الذى منعها من فعل ذلك طوال ذلك الوقت.. كان الجو خانق بعض الشئ لها إذ الرجال مخمورين ينظرون إلى جسد كل فتاة تمر أمامهم كأنها قطعة لحم .. بدأ الجو يتوتر حولها حين علت الموسيقى وأصبحت صاخبة وقامت صديقتها وصديقها للرقص.. جلست وحدها حيث أنها أخجل من أن تقوم وترقص مع أحد لا تعرفه.. أو تعرفه
-بحق الله.. مهما حاولت أنا لن أستطيع التعامل مع تلك الأجواء.. لنذهب كارما أنتِ لن تتغيرى
حادثت نفسها ثم نظرت لأصدقائها لتلوح لهم حتى تخبرهم أنها ذاهبة ولكن لا حياة لمن تنادى
زفرت بخيبة أمل وأخذت حقيبتها ومعطفها وهمت بالذهاب حتى أوقفها ذلك الرجل الذى كان نظرها يصل إلى صدره لا أكثر حاولت الوصول لوجهه ويا ليتها لم تفعل إذ إنتفضت من شكله الذي بدى لها كمنحرف يريد إلتهامها.. فنظراته لكل إنش فى جسدها كانت كفيلة بالحديث
-عذرا أيها الأچاشى دعنى أمر
-لنستمتع يا صغيرة
-من فضلك إبتعد
-ماذا أتمثلين دور صعبة المنال؟
-بحق الله قلت دعنى أمر
صرخت به ليضحك على صرختها الطفولية
-لا أظنكي شرسة لكنكي إذا حاولتي أصبحتي مثيرة
قبل أن تحاول الرد أوقفها ذلك الصوت بجانبها
-ألا أستطيع أن أشرب كأسا دون إزعاج!! ألا يكفي تلك الموسيقى اللعينة التى تكاد تفقدنى صوابى..
نظرت له بترجي كأنها تطلب المساعدة
-ماذا؟ أتريدين منى أن أقوم بضربه؟ أن أبعده عن طريقك؟ لماذا؟ لأنكي لا تريدين منه أن يقوم بالإعتداء عليكي؟ إذا لما جئتي إلى هذا المكان من الأساس!! أتعتقدين أنكي بالغة وأصبحتي إمرأة لتأتي إلى مكان كهذا؟ لما بحق الله جميع الفتيات تعتقدن أنهن بمجرد نضوج جسدهن أصبحن نساءا يردن من الرجال أن يلهثوا أمامهن!! ثم تمثلن أن الحصول عليكن صعب!!
من بداية حديثه هي فقط لا تفعل شيئا غير النظر بتعجب وإستغراب وجميع أنواع عدم الفهم
-عذرا سيدي هل أنت احمق؟ عن ماذا تتحدث؟
-يا صغيرة لنذهب ونستمتع قليلا ونترك ذلك الذى يهذي وشأنه لابد أنه إكتشف أن حبيبته عاهرة وتخونه
أنهى جملته وهو يجذبها من معصمها وهي تحاول الإفلات
-أتركنى .. قلت أتركنى هل أنت أصم
لحظات من جره لها وهي تحاول أن تنادي على أصدقائها الذين إختفوا من على ساحة الرقص حتى رأت رأس الذى كان يجرها ينفجر منها الدم كأنها حمة بركانية تفور منها النار لتستنتج أنه قد ضرب بزجاجة ما لتصرخ مفزوعة من المنظر أمامها ثم أحست بيد أخرى تجذبها وتجد نفسها بعد قليل خارج تلك الحانة
رفعت وجهها لترمق الذى أمامها فوجدته ذلك الذى كان يهذى بكلام لم تفهمه منذ قليل ثم قامت بإخفاض وجهها بسرعة وبدأت دموعها بالنزول سريعا.. كانت لا تعلم حقا ما هذا الوضع
-أنظرى إلي
هتف لترتعد من نبرته الغير مفهومه وما زالت لا ترفع رأسها
-لقد قلت أنظرى إلي هل أنتِ صماء
صرخ بها لينتفض جسدها وترفع رأسها قليلا لتنظر إليه
-ماذا تحاولين أن تفعلى فى مكان كهذا؟ ألا تعلمين لمن هذا المكان؟ من يأتى إليه ؟أيتها الحمقاء لما تحاولين تدنيس نفسك فى سنك هذا!
صرخ بها لتنظر له بذهول
-عذرا سيدي أنت تحت تأثير الكحول.. أنا لا أفهم لماذا تتحدث معي هكذا.. أنت حتى لا تعلم من أنا
ضحك بقوة ثم عاد لينظر لها بحدة
-أتعتقدين أننى تحت تأثير الكحول؟ إذا ماذا عنكِ؟ تحت تأثير ماذا لتحاولى بيع جسدك فى مكان كهذا!
-بحق الله أأنت أحمق أم تتظاهر بذلك!! هل لأننى أحاول الإحتفال برأس السنة التى بدت واضحة من بدايتها أصبحت فتاة تحاول بيع جسدها.. من أنت لتحكم علي ؟
صرخت به لتشهق بقوة وتحاول المتابعة
-أنا فقط أردت أن أثبت لأصدقائي أننى لست فتاة منطوية وأستطيع الخروج والإحتفال وأقنعت نفسى أننى أستطيع الإستمتاع بوقتي بدلا من حبس نفسي في منزلي البارد ككل عام لذلك جئت معهم ولكني لم أعلم أن الأمور ستؤول إلى ذلك.. وها أنا ذا أقف أمام مخبول يتهمني بأننى عاهرة أقص عليه قصة حياتي.. بحق الله ما تلك الحياة
توقفت بصعوبة عن البكاء وأدارت له ظهرها لتخطوا عدة خطوات محاولةً الإبتعاد لتعود تلك الخطوات بسرعة لترتطم بشيء صلب دافئ إثر يد ذلك الرجل التى جرتها إلى صدره ..
-أنا آسف
-مَن.. مَن أنت!!

فتحت عينيها بعد سماع صوت صاخب.. حيث منبهها يعلن عن موعد إستيقاظها للذهاب للجامعة لكن أي إستيقاظ وهى لم تنم!!

إلى أن نلتقي ؛مجدداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن