-اراكما على خير
خاطبت الثنائي في المطار قبل توجههما للطائرة لتتقدم منها جينا تحتضنها بقوة بينما بوادر البكاء ظهرت على كارما لم تستطع كتم دموعها عندما احتضنها بيكهيون اخيرا لا تصدق انها بعد ان راتهما ووجدتهما بعد تلك السنوات سيبتعدان الان مجددا
-لا تفعلوا بي كالسابق انا احذركما ساتي واقوم بتمزيق اذنيكما
ابتسما على حديثها ليأكدا لها انهما لن يفعلا ذلك مجددا وسيبقون على اتصال وسيزورانها كلما اتيحت لهما الفرصة
-اوه لقد ظننت انني لن القاكما قبل سفري
خاطبت جينا المتقدمان نحوهم .. عرفت كارما لمن الخطاب انه تشانيول وسيهون لتهتز داخليا وتنظر ارضا حين تقدم الاخوان من شقيقتهما ليقوما بتلك الامور الاخوية فتنسحب هي ببطئ ناظرة لبيكهيون لتبتسم موصلة له انها ستغادر الان فابتسم واوما لها .. همت بالذهاب وقد لاحظ الامر احدهم فتوجه ورائها حتى دخلت المرحاض لتجهش في البكاء بالداخل وهو يقف خارجا بانتظارها.. خرجت وهي تزيح اثر البكاء من وجهها فتتفاجئ بالواقف بجانب الباب كعادته
-لنذهب
لم تجب لتتقدم هامة في الذهاب فتُمسَك من معصمها لتستدير بغضب
-اعتقد ان السنوات الماضية انسكتي امورا عني اولها انكي لا يمكنكي تجاهلي
-لكنني اعتقد انني يمكنني
-لنرى
قام بجذبها من يدها ولا يابى بضرباتها وصوتها الذي جعل الكثيرين ينظرون .. ادخلها السيارة وهم بربط حزام الامان ليقوم بتعقيده حتى لا تستطيع فكه والمغادرة وقد نجح فحتى دخل السيارة لم تستطع التحرر
انطلق بها وهي غير راضية عن الوضع لكنه قرر ولن يغير رايه .. انه اليوم .. عليه ان ينهي كل شيء .. يكشف كل الاوراق .. يصحح كل الاخطاء ..
لفتت نظرها بوابة تعرفها جيدا فقد دخلت منها من قبل كيف لا تذكرها وهي نفسها التي كانت بوابة دخولها الجنة منذ سنوات وعندما خرجت منها كانت تواجه الجحيم
قام بركن السيارة امام نفس المنزل الذي عاشت به اجمل ايام حياتها لتلتهي في النظر حولها.. وهو يهم بفك حزام الامان لتلتفت له محاولة مخاطبته لتبتلع الحروف مع غصتها وهي ترى وجهه مقترب منها بشكل كبير فقد تقدم منها ليستطيع فك ما قام بتعقيده .. لاحظ الامر ليتوقف للحظات فيرفع راسه ناظرا لها وجسده يتآكل مما يشعر به .. هل يقوم فقط بما يخاطب قلبه به عقله الان ؟
التفتت سريعا لتتوتر وهو لم يخفض راسه بعد .. فعل ذلك بعد لحظات لينهي فك عقدة الحزام لتستدير مجددا
-هذا المنزل .. الم يكن مباعا من قبل !! كيف استرددته
-لم ابعه ابدا
-ماذا تعني لقد طرقته كثيرا ومن فيه .. لقد اخبروني انه لهم -هل يمكننا الحديث بهدوء الان
صمتت ليفتح بابه ثم بابها لتخرج وتتبعه وهو يتقدم نحو باب الشقة فقام بفتحه ليدخل ثم توقف عندما راها لا تدخل .. التفت لها ليجدها متصنمة تماما امامه تتمسك بحزام حقيبتها بقوة كانها تصارع شيئا داخلها .. انتبهت للناظر لها لتحرك اول قدم فتتبعها الاخرى ..
جلسا على الاريكة لتنظر حولها بتمعن .. لم يتغير ابدا
ثبتت نظرها على الجالس امامها تنتظره ليتحدث
-كارما.. قبل ان ابدا بشرح كل شيء .. عديني بامر ما
-ماهو
-ان تصدقي انني لم انعم لحظة في بعدي عنكي .. وانني احبكي مهما بدى الامر لكي
ظلت تنظر له بدون رد
-عديني ان تصدقي كارما
-اعتقد انني قد افعل حين تشرح لي .. لماذا فعلت هذا .. لماذا ابتعدت هكذا
-كارما.. لقد اخبرتني مسبقا انكي تعتقدين انني اعلمكي مسبقا ولم يكن لقائي بكي الاول في تلك الحانة.. في ذلك الوقت ترددت كثيرا هل علي اخبركي انكي محقة ام لا .. فقط اردت ان احظى بعلاقة جيدة معكي نشعر فيها بالراحة بدون ضغوط او مشاكل .. لكنني كنت مخطئا
كارما لقد كنتي محقة .. انا اعرفكي من وقت طويل .. طويل للغاية .. وكانت معرفتي تلك سببها والدكي
-والدي !
-انا اسف كارما لكن .. كيف وصل لكي امر وفاته
ظلت تنظر بعدم فهم لما والدها يظهر في حديثه الان .. الى ان همت بالاجابة
-هذا.. لقد أُرسل لي ظرف بان والدي توفى في حادث سير بسيارة الشركة وهو ثمل وعلي ان اذهب للمشفى لاراه للمره الاخيره قبل دفنه وان الشركة التي يعمل بها تقدر وضعي لذلك ستتحمل كافة التكاليف ولن تحاسبني على السيارة التي تحطمت اثر خطأ والدي
-الم تحاولي التحقق من صدق الامر ؟
-لم اصدق ان ابي قاد ثملا لسيارة ليست ملكه انما تابعه للشركة فابي ليس هذا الشخص ابدا لكنني كنت صغيرة للغاية لم اعلم ماذا علي ان افعل للتاكد حتى انني اذكر ذهابي لاحد اقسام الشرطة لاسال عن الاجراءات الا انهم ظلوا يتضاحكون من حولي ظنا منهم انني طفلة اقوم باختراع قصة ما.. عندما عملت في مطعم صديق والدي اخبرته انني اريد التحقق من الامر اخبرني انني ساقوم بصرف الكثير وان الامر لا يستحق وان علي ان اتقبل الامر ولا اجعل الصدمة تحركني .. يئست من الامر وصمت عنه .. تشانيول ماذا هناك لماذا تتحدث عن هذا الان !!
-اخبرتكي من قبل ان في ذكرى وفاة والدتي اشرب حد الثمالة في غرفتها .. منذ سنوات قمت بالامر لكن ليس في غرفتها بل في الملهى الليلي .. حدث امر مشابه للموقف منذ ايام عندما ابيت ان اغادر الملهى فاتيتي لاخذي .. في ذلك الوقت خاطب مدير الملهى السيد كيم سكرتير والدي فارسل سائقا تابعا للشركة لاصطحابي .. في ذلك اليوم كنت ثملا حد عدم الرؤية فقمت بتقليل الاحترام من ذلك الاچاشي حتى انني تلفظت بالفاظ غير لائقة .. في اليوم التالي عندما استيقظت تذكرت ما فعلته معه وقد كان اكبر مني لذلك شعرت بالذنب لما قمت به وانا ثمل وذهبت للشركة لاسال عنه واقوم بالاعتذار منه بشكل لائق .. كان يقوم بعمل ما وفور قدومه للشركة كنت هناك لاستقباله اعتذرت له وانحنيت الا انه تضاحك معي وقال لي لا باس وانه يعرف انني كنت ثملا فحسب .. كلما كنت اذهب للشركة لاي سبب من الاسباب كنت ابحث عنه لاسلم عليه.. كان كاب لي عاملني بعاطفة لم اجدها في ابي البيولوجي .. حتى اننا تصاحبنا وقد اخبرني عن طفلته الوحيدة التي تعتني به وتقوم بتذكيره بمواعيد دوائه وكونها وحيدة لا اخوة لها .. اخبرني ان والدتها انفصلت عنه لكن بدون تفاصيل.. وكم طفلته هي جميلة ورقيقة .. جعلني ارغب في رؤيتها كثيرة .. انا ايضا شاركته امور كثيرة
سافرت لعام خارج البلاد لاخذ خبرة اكبر في مجال التطريز والازياء عندما عدت وذهبت لمنزلي وجدت بريدا بتاريخ قديم به رسالة تقول "اعتني بابنتي من فضلك" وفي ظهر الورقة هناك عنوان.. لم افهم في البداية الا انني بالطبع عرفت من صاحب الرسالة انه ذلك السائق الذي كنت مدينا له كثيرا بسبب تفهمه وحبه لي لذلك اسرعت للشركة لاسال عنه.. لكنهم اخبروني هناك انه توفى من شهرين تقريبا سالت عن السبب لكن لا احد اعطاني اجابة مرضية.. كنت في حالة لا يحسدني عليها احد فقد دب البؤس في قلبي وشعرت بفراغ في صدري .. لم افكر كثيرا فذهبت الى العنوان المكتوب لاحقق وصيته ..
لم يخفى على كارما كون تشانيول يتحدث عنها وعن والدها وعينيها تدمعان ولا تستطيع ان ترمش حتى
-يومها .. رايت ابنته .. كانت كأميرة تتحرك كالطيف .. لم اعلم كيف اتحدث معها هل اخبرها فقط انني اتيت لاساعدها لكن ماذا لو ظنت انني اعطف عليها فلم تقبل ؟ لا ماذا ان كانت قد عادت لوالدتها مثلا او ان حالتها جيدة فتنظر لي نظرة مشفق ؟فقد وصلت متاخرا بالفعل ولم اتابع حالتها من البداية ..قررت ان اتمهل قليلا لاعلم عن حالتها ووضعها الان .. كنت اعلم انها طالبة لذلك قررت انتظارها صباحا لاعلم عن مدرستها وهل هناك من يقوم بايصالها او توديعها صباحا مثلا .. لكنني كنت اقف مبكرا في موعد الطلاب الطبيعي ولا اجدها تخرج .. قررت تقديم الموعد اكثر فاكثر حتى وجدتها تخرج بعد الفجر بقليل لكن لا احد يقوم بتوصيلها او توديعها من النافذة وما شابه .. الاغرب انها تخرج مبكرا جدا .. ظللت اقود خلفها حتى محطة الحافلة الا انها لم تستقلها .. ركنت سيارتي لاسير خلفها حتى وصلت لمدرستها .. ظللت هكذا لايام .. لم استطع التواجد وقت خروجها من المدرسة الا ايام قليلة وقد تفاوتت مواعيد الخروج ..
اراقبها من آن لآن .. اراها وهي تخرج لتلقي القمامة احيانا .. اسير خلفها وهي ذاهبة للمدرسة لاتامل خصلات شعرها التي تتطاير ورائها .. كدت انسى هدفي من الامر واصبح الامر كعادة لي حتى انني حين اشعر بالسوء من شيء ما اذهب لاركن سيارتي تحت منزلها اراقب نافذتها .. احيانا تظهر منها فيكون اسعد اوقاتي واحيانا لا فامضي بخيبة امل .. كنت اقع لها ولم امنع نفسي لم افعل ..
مضيت وراء حقيقة وفاة والدها حتى اخبرني سكرتير ابي "ارح نفسك تشانيول لقد راح ضحية معلومات عرفها خطئا هذه الشركة هي ذلك النوع من الشركات" فهمت وقتها ان وفاته كانت بسبب عمي الذي كان يستحوذ على الشركة في ذلك الوقت
-تشانيول تمهل.. فقط توقف .. عن ماذا تتحدث ! ابي لم يعمل ابدا في شركتكم .. لم يكن يعمل في شركة بارك كانت الشركة تسمى ..
-يون سونج .. كان اسمها قديما منسوب للابن الاكبر لبارك .. بارك يون سونج
صفعتها جملة لم تتأخر أكثر " الا ان الابن الاصغر يعمل صوريا.. هو يحاول اصلاح الامور فاعاد الشركة باسم بارك بعدما كان الابن الاكبر قد جعلها باسمه.." انها كلمات سيهون لها عندما كان يحدثها عن تاريخ الشركة التي كان يحاول منعها عن العمل بها رغم كونها شركة عائلته
احنت راسها لتسقط دموعها بدون بكاء .. لا تعلم ماذا تفعل ماذا تقول ! هي الان تعمل في الشركة التي قتلت والدها
-كارما لقد قررت الاقتصاص له ولكي .. لكنني عندما تبعتكي ليلة راس السنة ودخلتي تلك الحانة فشعرت باشتعال نار الغضب في جسدي كونكي في ذلك المكان الذي لا يليق ببرائتكي حتى انني اظهرت غضبي عليكي وقتها حين عاملتكي بقناع بارد وقررت من يومها الالتصاق بكي والاعتناء بكي بشكل غير مباشر .. حتى ارتباطنا شعرت انني عليّ فقط ان احصل على علاقة هادئة معكي وان اجعلكي تحصلين على حياة جميلة اعوضكي فيها عما مررتي به.. قررت ابعادكي عن البشر السيئين فاخبرتكي الا تحضري يوم ميلادي خوفا من ان ياخذ احدهم الفضول لمعرفة من انتِ فيصل الى كونكي ابنة السائق الذي تسبب في قتلة المسئول عن شركة بارك فيعتقد عمي انكي ارتبطي بي لانكي عرفتي ان والدكي قتل ولم يمت بسبب المعلومات التي سمعها خلال ايصاله له فتريدين ان تنتقمي وستستخدمينني فياذيكي لكنكي ظهرتي للجميع لكن لم اجد حولنا شيئا مقلقا ولكنني كنت اعمى في ذلك الوقت فالسائق الخاص بي ما كان الا جاسوسا يحركه عمي ليرى ماذا افعل في حياتي لان اقترابي او محاولتي للحصول على منصب في الشركة سيضره خاصة ان ابي قد اصبح يدير الشركة في ذلك الوقت شكليا فوجود ولده سيقويه .. حذرني السكرتير كيم من البقاء بجانبكي لان ذلك سيضركي فلو عرف عمي بامركي لن يطول صمته فقررت قطع شكوكه والابتعاد عنكي والسفر خارجا حتى يعتقد من يراقبني انكي كنتي علاقة عابرة لم تدم ولم تؤثر في حياتي بشيء وقد قررت تعلم كل شيء يخص ادارة الاعمال والشركات في الفترة التي قضيتها خارجا فاخطط جيدا لتدمير كل من يقف في طريقنا وكل من تسبب في قتل والدكي .. سآخذ حق سنوات الابتعاد عندي ودماري في بعدكي .. وحق تيتمكي في سن صغير ومواجهة تلك الحياة التي لا تليق بطفلتي الصغيرة .. حق والدكي الذي لم انسى يوما نظرة الحنان التي كانت في عينيه تجاهي .. سآخذ حق الدموع التي ذرفتها عيونكي الملائكية تلك ..
انهى كلامه بدفعه صغيرة لها من ظهرها فتلتحم شفتيهما في قبلة دامعة يسودها مشاعر الغضب والالم .. الشوق والرغبة..
كانت بين يديه تبكي بحسرة على كل شيء لا تستطيع فعل شيء سوى البكاء .. لكنه يستطيع فهو بالفعل سيفعل الكثير
أنت تقرأ
إلى أن نلتقي ؛مجددا
Fanfictionبين ذكرى تمقتُها وذكرى تعشقُها هناك ذكرى نسيتَها.. وأنا بين الثلاثة وجدتُ ذكرى جديدة.. لا هي تُمقت ولا هي تُعشق ولا هى تُنسى.. بل هي تتملكني وأعيش عليها.. أخطتُها في قلبي وعقلي وأضلعي.. جعلتُها تحتل جسدي وروحي.. كل لحظة أحطْتَ فيها جسدي.. كنتَ فيها...