فقط ليوم واحد

1.9K 147 3
                                    

يعلن منبهها أنها الثانية عصرا.. فقط كل فترة قد تصل لأكثر من شهر تستطيع أن تنام يومًا أكبر قسط ممكن مما يصل لعشر ساعات.. إذ المدرسة في نهاية الفصل تكون مسائية كما لحسن الحظ يصادف ذلك إغلاق مدير المطعم له لسبب ما واعطائها أجازة يوما كاملا تنامه بأكمله حتى موعد المدرسة بقليل كأنها تعوض تعب شهور في ذلك اليوم..
-إلهي ألا أستطيع الراحة هكذا طوال حياتي
قالتها لتفرد جسدها بقوة وتتنهد إثر ارتخاء جسدها المفاجئ.. زفرت لتلملم خصلات شعرها بأصابعها
-ماذا كان يعني بهذا المكان لا يناسبكْ..
أزاحت عن رأسها التفكير فيه لتنهض وتتحضر للذهاب فاليوم ليس تشانيول من سيأتي
انتهت بكسل لتضع حقيبتها على ظهرها وتنظر من النافذة تنتظر السائق كي يصل
-لماذا أشعر بالحزن لانه ليس هو من سيوصلني.. هو أو غيره المهم أن اصل وحسب..
نظرت الى الساعة من خلفها.. الرابعة وعشر دقائق
-بالطبع فهو ليس تشانيول لكي يلتزم في موعده.. الهي توقفي ايتها الحمقاء توقفي
لم يمضي وقت اكثر حتى توقفت سيارة سوداء تنبعث منها رائحة الغنا.. ليخرج منها رجل يرتدي بدلة سوداء وقف برسمية بجانب الباب الخلفي
-اعتقد انه هو.. هل حقا سأذهب إلى المدرسة بتلك السيارة الفخمة.. ألا تكفي سيارة تشانيول التي تشعرني أنني أجلس في قصر..
ابتسمت لتضرب الأرض بقدمها في حماسة.. اخذت نفسا عميقا
-حسنا حسنا لنذهب الان
-مساء الخير
-مساء الخير سيدتي.. تفضلي
ماذا سيدتي.. الا يمكن ان يصفعني احد لاستفيق.. منذ متى أُعامل هكذا
قالت لنفسها قبل ان تنتبه أنّه قد فتح لها الباب بالفعل وينتظرها لتدخل.. دخلت ليغلق بابها ويتقدم لمقعد السائق
-أتعلم أين مدرستي؟
-بالطبع سيدتي.. السيد الصغير أعلمني بوجهتكِ
همهمت متفهمة لتنظر من النافذة
-السيد الصغير.. هل يقولها قياسا على أن أبوه هو السيد الكبير.. أم له اخ أكبر منه
تسائلت داخليا ولكن وجدت من التطفل أن تسأله
-سأكون في انتظاركِ في الخارج
قالها بعد وصولهما الى المدرسة ونزولها
-ماذا.. ستبقى كل هذا الوقت هنا يمكنك الذهاب ثم القدوم في السابعة
-السيد تشانيول أمرني بالانتظار
اومأت لتتقدم نحو المدرسة
-الجو بارد حقا كيف سيبقى كل ذلك الوقت في الخارج
قالتها لتعيد النظر اليه مره اخرى ثم تكمل طريقها

-إذا هو لم يطلب منكِ أن تذهبي معه للاحتفال بيوم مولده.. متحججا بأن المكان لا يناسبكْ
قالتها صديقتها بخفوت لألاّ يسمعها معلم الفصل
-لم أفهم ماذا كان يعني بالمكان لا يناسبني
ضربتها صديقتها بخفة على رأسها ونظرت بسرعة للمعلم لتتأكد أنه لا يلاحظهما
-يا بلهاء.. إنه يراكي طفلة.. يظن أنكي مجرد فتاة صغيرة لا يقتنع بكي كامرأة
-أحقا هذا
قالتها بحزن منزلة رأسها للأسفل قليلا.. لتتذكر كلامه معها سابقا إذ اخبرها مرة أنها مجرد طفله
-عليكي أن تثبتي له العكس
-ماذا تقصدين.. ماذا افعل؟
قالتها كارما لتختلس النظر لمعلم الفصل وتتأكد من أن نظره ليس عليهما
-اذهبي الى الحفل
شهقت كارما لتضع يدها بسرعة على فمها وتلتفت للمعلم إذ انتبه للصوت ولكن لم يعلم من مصدره.. لحظات وثبت المعلم نظره للسُّبورة أمامه
-كدتي تفضحيننا
-هل جننتي!! أخبركِ أنه طلب مني ألا أذهب.. وأنه يستشيط غضبا إن ذهبت الى مكان او فعلت شيئا لم أخبره به.. وأنتِ تقولين اذهبي الى الحفل
-ألا ينتابكِ الفضول عن من ستكون معه!
-ستكون؟
-بالطبع يا حمقاء ستكون هناك فتاة تحوم حوله إن لم تكن أكثر من واحدة.. من الممكن أنه مرتبط أيضا.. عليكي التأكد.. ثم يجب أن تثبتي له أنكي لستي طفلة .. أنتِ فتاة ناضجة.. من الممكن أن يكون ذلك صعب الإثبات إذا كانت الفتاة واحدة غيرك في نفس عمرنا لكن أنتِ تمتلكين صفات الجمال.. وجسدكي ايضا
وضعت كارما يدها على فم صديقتها لتوقفها قبل أن تكمل.. فأزاحت يدها عنها
-صدقيني لا تحتاجين أي شئ سوا بعض اللمسات الخفيفة لتثبتي أنوثتكْ
أعادت النظر للمعلم إذ بدأ ينظر للطلاب بعد انتهائه من الكتابة وأخذ يطرح بعض الأسئلة
بعد انتهاء الفترة الأولى وبدأ الاستراحة أكملتا الفتاتان حديثهما
-فلنفترض أنّي ينتابني الفضول وأريد الذهاب.. أنا لا أعرف أين مكان الحفل هو فقط أخبرني أنه ملهى ليلي.. ثم ليس لدي ثوب مناسب للذهاب.. وان افترضنا انني استطعت استئجار واحد.. لا أملك حذاء.. حقيبة.. مساحيق تجميل.. لا شئ.. أنا  فقط سأقوم بإحراجه عند ذهابي
قالتها لتجلس أرضا مستندة على حائط الفصل لتجلس صديقتها بجانبها
-لديكي فستان كارما
نظرت إليها كارما بعدم فهم
-ذلك الذى أرسلته أمك لكي كي ترتديه في حفل زفافها
نهضت كارما مسرعة
-هل جننتي!! تعرفين أنني أقسمت أنني لن أرتديه.. تعرفين عقدتي منه!!
نهضت الأخرى لتمسك كتفيها
-كارما كفى تصرفات طفولية.. إنه فستان كان من أكثر العلامات التجارية شهرة في ذلك الوقت.. لونه رائع وزوقه يناسبكِ تماما.. كأنه صنع لأجلك.. ماذا ستستفيدين من رميه هكذا!! أنتِ عاقبتها بالفعل حين رفضتى الذهاب لحفلها.. على الأرجح لقد نسيت أمر ذلك الفستان فلما تحرمين نفسك من ارتدائه.. ربما كان سبب ارساله الحقيقي لكي هو أن ترتديه ليوم كهذا لا يوم زفاف والدتك
نظرت لها كارما مقتنعة بكلامها لكنها ترفض حقيقة اقتناعها.. امتلأت الدموع في عينها
-كارما اسمحي لنفسك أن تشعري بأنكِ فتاة جميلة لا عاملة في مطعم أو طالبة يتم التنمر عليها.. فقط ليوم واحد
أخفضت رأسها قليلا للحظات ومسحت ما استطاع النزول من دموعها..
-ماذا عن الحذاء
-يمكننا البحث في أحذيتي من الممكن أن نجد ما يليق.. أو نشتري واحدا..
نظرت إليها كارما باستهزاء تخبرها بنظرتها جملة تحتوي على "حقا كأنكِ لا تعلمين"
-حسنا هذا.. نضع ما تدخرينه على ما أدخره ونرى كم نملك ومن الممكن أن نشتريه
-هل جننتي!! أنا لا أعمل طوال الليل لأضع مالي في حذاء.. ثم لماذا تضيعين ما تدخرينه بتلك الطريقة.. إن علمت أمك ستقتلكي
-نستأجره!!
صرخت بها سو هيون لتضحك كارما على طريقتها
-ومكان الحفل؟
-نسأل السائق
-وااه سو هيون لديكي حل لكل شئ
غمزت لها سو هيون بمرح
-لن أستطيع أن أسئله سو هيون
-انا سأفعل.. اطلبي منه فقط ان يوصلني

إلى أن نلتقي ؛مجدداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن