لا تَستصغرني ولن أستصغرك ، فمن أنت ومن أنا؟
ما نحنُ إلا أشخاص نؤدي اختبارا في هذه الحياة ، وكلٌ منا ينتظرُ الحصول على النتيجة.
(٥)
عادت غسـق إلى منزلهـا فوجـدت الهدوء قـد خيم على أنحـاء المنزل ، يبدو بأن جميع الضيوف قد ذهبوا إلى منازلهم، أما والدهـا فقـد غط في نوم عميق ، فكرت أن اليـوم كان سيئاً جـداً بالنسبة ليوم مولدها ، تركت المرح واللهو لمرح لأجل متعة أكبر ولكنها لم تلقَ إلا شخص تافه أفسد عليها كلُ شيء ، دخلت غرفتهـا الفخمة التي تدل على ثراء صاحب المنزل وتوسـدت فراشهـا وأخـذت كلمات علي تتدفق إلى عقلهـا:
( هو من إذا أصابني الغم ذكرت إسمه شعرت بالسكينة ، كلما تذكرت كم هو عظيم هدء قلبي فأصحـبت لا أطلـب رضا أحـدً غيره، إتخـذت منه معشوقاً لنفسي ومحبوباً لروحي ، هـو فقط كان حيث لم يكن أحـد غيره ،هـذا هو الله ]
هزت رأسها بقوة لتطرد تلك الكلمات التي تتردد في ذهنها لِتنطق بعدها قائلة: كم هو كاذب! مجـرد شخص مجنون يجيـد إلقاء الخطـابات التافهة ، إذا كان الله مـوجدا كما يـزعم هؤلاء المجانين إذًا لمَ يتـرُكُنا نحن مـن نعصي أمره على
قيـد الحيـاة ؟ بل لِمَ أوجـدنا من الأسـاس! وإذا كان يعـلم كل شيء إذًا لِمَ لَم يعـلم باننا سنعصي أوامره ونتـجبر في الارض التي خلقها ؟ أوليس هـو القـادر حسـب ما يزعمـون ؟ إذًا لمَ يُبقي مـن يضـدُ ملكه ويقف ضـد قدرته!وإذا كان هـو من خلق كل شيء كيف وجـد هـو ومـن خلقـه ؟
إذًا لاشك بأنه غيـر مـوجود مـن الأسـاس ، لأنه لـو كان له أيُ وجـود لَما كان هنـالك مـن لا يعبـده ، فحسـب زعمهم أنه القـادر وليس من المعقول أن يكون قـادراً ويترك أعدائه أحرارا طُلقاء يعبـدون غيـره ويكفرون به!وأخيـراً غفت على افكارها السوداء التي كانت بداية كل شيء، بداية لنور سيُوقَدُ في قلبها بعد مدة ليست بطويلة على يد من وصفته بالمجنـون.
في اليـوم التالي إستيقظت على صـوت هاتفهـا وهـو يرن فأجابت وهي مغمضة العينين:
عمر : صباح الخير يا حبيبتي
غسـق : صباح الخير ، ما الـذي تريده منـذ الصباح يا عمـر؟
عمــر : أي صـباح يا حلـوتي إنهـا السـاعة الـثالثة مساءاً وأنتِ تقولين صبـاح؟
غسـق : لـم أنم الليلة الماضية إلا في الساعة الـخامسة فجـراً وتريـد مني أن أستيقظ مبكراً ؟
عمره : أها وتتركيني وتنامين ؟
غسق : أووه عمر دعك من هذا وقل لي ماذا تريـد أريد العـودة للنوم فأنا لا أكاد أستطيع فتح عيناي.
عمـر : ما الـذي أريده ؟! لقـد دعوتني لحفل عيـد ميلادك ليلة البـارحة وعنـدما وصـلت لم أجـدكِ هناك، ثم أتصلتِ بي وقـلتِ لي إلحـق بي لنادي الغناء الـذي أغلقـوه قبل مـدة، عنـدما ذهبت هناك لم أجدكِ ايضاً لا بل وجدت الشـرطة تحاصر المكان !كنت محظوظاً جـداً إذ إنهم لم يروني فلو رآني أحدهم في تلك اللحظة لكنت الآن خلف قطبان السجن.
غـسق : آسفة يا حبيبي الحق معك سامحني.
عمـر : لا بأس لقد سامحتك ولكن أريد أن نلتقي كي أعطيكِ هدية عيد ميلادك، ثم إنني اشتقت لكِ فلم أراكِ منذ ثلاثة أيام، لنلتقي الليلة وحـدنا ما رأيك ِ ؟
غسـق : لا يمكن أنت تعلـم أن والـدي يرفض خـروجي ليلاً أما ليلة البـارحة فلقد كانت ليلة خـاصة ،هو لم يعلم للآن بخروجي من المنزل لأنه كان ثملاً ، وأنت تعلـم بأنني حتى لو قبلت دعوتك لن أتي لوحدي.
عـمر : أولا تثقين بي ! لقـد خيبتِ ظني بك أنتِ تعلمين بأنني أحبكِ حقاً ياغسـق، لماذا لا تثقين بي !
غسـق : لا تخف أنا أثق بك وأعلم بأنك مختلف عـن ياسر وغيره من الشباب ولهـذا أنا أحبك ولكن رغم هذا لا أستطيع الذهاب معك إلا إذا كنا مع أصـدقائنا ، ففي نهاية الأمر أنا أخاف من أن يحدث شيء خارج إرادتك ،خاصةً وأنتَ ثمل.
أنت تقرأ
رسائلك غيرت حياتي (مكتملة)
General Fictionلقد وافق على طلب الصداقة ! اهذا معقول؟ هل ساستطيع الوصول الى معتقداتك وتغيرك بهذه السهوله ؟ بٳبتسامةٍ واثقه نطقت ولما لا انت من اليوم فريستي ساريك من انا .