إلهي لا اُريـد شيئاً مـن هذه الدنيا
لا مالٌ ولا أحباء ،لا جاهٌ ولا سُلطة، تركتها لأهلها وأتيتك خالياً من كل شيء ،لأنني اُحبك .
(٤)
علـي : الله هــو من خـلقكِ وخلقنـي وأوجد هـذا الفلك العـظيم ولاشك بأن مـن خلق كل هذه العظمة هـو وحـده من يستحق كل التبجيل والعبـودية ، لأن الإنســان رغــم ذكائه وقـدرته الكبيـرة على الإبتكار لم يستطع للأن الـوصول إلى حقـائق وجـود كوكب الارض وهو جزء صغير من الكون إذًا فكيف بهذا الكون العظيم أوليس له خالق؟ الله هو من إذا أصابني الغم ذكرت اسمه شعرت بالسكينة ، كلما تذكرت كم هو عظيم هدء قلبي ، وأصحـبت لا أ طلـب رضا أحـدٌ غيره ، إخذته معشوقاً لنفسي ومحبوباً لروحي ، هـو فقط كان حيث لم يكن أحـد غيره ،هـذا هو الله.
غسـق بنبـرة ساخرة: كلامك يبقـى محضُ فكرة بـدون دليل يا أيهـا العاشق، أما عـن كيف وجـد هـذا الكون وزعمك بأن الإنسـان لم يصـل للآن لحقـيقة وجـود الارض فيبـدو إنك لـم تطلـع كثيراً ولا تعلم الى أين وصل العلم يا مُتخلف ،لقـد أثبت العلمـاء بأن الارض تكونت مـن إنفجار في الفضـاء أوجدته المادة.
أراد عـلي أن يتحـدث رادّاً على كلام غسق ولكن قطـع حـديثه صـوت الأذان وهـو يصـدح مـن هاتفـه(أستغـفرُ الله) نــطقهـا وقـد قرر أن يُنهي النقاش لأن هذه الفتاة تحتاج مزيد من الوقت ولا تكفيها دقائقٌ قليلة، ثم إن الصـلاة لا تنتظر وليس لديها لحجة لتأخيرها! رغـم إنه أراد وبشدة أن يـرد على تلك الفتاة ويهديها للحق لكن الأمر لم يجري مثلما أراد...
عـلي : سـوف أنصـرفُ الآن فلقـد حان وقـت الصلاة وهو وقـت اللقاء بمعشوقي ذاك الذي تقولين عنه أنه ليس موجودا ، أما أنتـم عـودوا لمنازلكم إذا لم يكن للصـلاة ولكن للنجاة فالشرطة ستُلقي القبض عليكم ،هذا المكان مملوء بكاميرات المـراقبة وصديقي سيٲتي بعد قليل ليستلم واجبه ولا أعدكم بانه سيكون لطيفاً معكم ، إذا مـا احـدثتم أي جلبة سيتم سجنكم لا مُحـال.
عسـى ولعل لـنا لقاء آخر أستطيع فيه أن أثبت لكِ مـا هو حق.
نطقهـا علي بينه وبين نفسه وتركهم راحـلاً، أما غسق فلقـد استفزتها طـريقة علي وحقيقـة أنه ترك الحـديث والنقـاش معهـا من أجـل الصـلاة وهـي تلك المدللـة التي لم يعصى لهـا أمر ولم يتجاهلها أحد طوال حياتها، أخذت تصرخ وراءه بدون فائدة وهي تقول:
غـسق بغضب: أنت عـُد إلى هنـا ،لا تتجـاهل حـديثي و قـل بأنك لا تـعرف الإجـابة لذلك هـربت!
رؤى : هدئي من روعك ياغـسق ما هو إلا شخـص تافه لا يستحـق غضبك ، لقد هرب منكِ لأنه لم يستطيع أن يجد جواباً مُقنعا لكلامك.
غسـق : أولم تري كيف تجاهلني ؟حتـى إنه لم ينظـر إلي ! كان كل الوقت يتكلم وهـو خافضٌ رأسه وأيضاً كل كلماته كان ينطقها بـثقة عالية وكأنه ملك الدنيا بيديه! ، من يعتقد نفسـه؟ ما هو إلا شرطي فقير لا يملك لا منصباً ولا جاهاً ، تباً أتمنـى لو أستطيع أن أعـرف مكان سكنه أو أي شيء عـنه لكُنت قد حطمـت له حياته وأريـته من تكون غـسق وكيف يتعامل معها!
ياسـر: غسق دعك منه الآن ، علينا أن نرحـل من هنـا فكما قال ذلك الوقح المكان مـراقب ولا يجب أن نبقى هنا.
رؤى :للأسف لن نستطيـع أن نلهو أو نستمتع اليـوم.
غـسق :هيـا بنا فأنا أشعـر بأنني لـست بخير ،أعتقـد بأنني شـربت كثيراً.
فـي تلك الغـرفة الصغيــرة المظلمة المتواضعة في بسـاطتها لاح ضـوءٌ خفيف مـن قرب محـراب علــي
كان قـد إ فترش سجـادته ينادي محبوبه ويـطلب منه ما يريد بصيغةِ العبد المطيع الذي يطلب بأدب من مولاه فهــو الغني الـذي يمنح عبــده ما يشاء وبلا أي ثمن
يا رب إذا كان عفوك يمحو الذنوب فكيف ودك ّ؟ ،
وإذا كان ودك يضيءُ القلوب فكيف حبك ؟! ،
وإذا كان حبك يدهش العقول فكيف قربك ؟ ،
وإذا كان قربك يزيل الهموم فكيف النظر إلى وجهك ؟!يا الله انت الـذي خـلقت كل شيء ، وخضعت لعظمتك كل شيء ، أسألك بكل شيء أن تـهـدي تلك الفتاة بقـدرتك وتريها كم أنت جميـل لدرجـة أنك تُرشـد من هـم أمثالها وتعيدهـم إليك بقـدرتك!
أنت تقرأ
رسائلك غيرت حياتي (مكتملة)
Fiction généraleلقد وافق على طلب الصداقة ! اهذا معقول؟ هل ساستطيع الوصول الى معتقداتك وتغيرك بهذه السهوله ؟ بٳبتسامةٍ واثقه نطقت ولما لا انت من اليوم فريستي ساريك من انا .