إبحث عن الله في كل شيء ، في الخلق وفي الابتكارات ، في الصنع وفي الطبيعة ،إبحث عنه في كل مكان وزمان ، ولأتنسى أن تبحث عنه في قلبك ،متى ما أدركت بأنك بحاجته خاطبه بلغة الحبيب فهو معك ويسمعك وهو من سيتكفل قلبك.
(١١)
خرجـت غسـق وهي بكامل أناقتها وزينتها من باب غرفتهـا وهي تتكلم مع من تسميهم أصدقاء ،مجموعة مختلطة من الشباب وقد إتفقت معهم على القاء بعد الساعة السادسة مساءاً لأن والدها لن يعود هذه الليلة، وهذه فرصة ذهبية لن تتكرر لتفعل ما يحلو لها من المعاصي ! ، رغم إن والدها يشبهها تماماً لا يهتم بدين ولا بعقيده ولا بأي إختلاط فجل همه الاموال واللهو والشرب إلا أنه يمنع خروجها ليلاً من المنزل وذلك لأنه يعرف أنوع الرجال في هذا الزمان !
فتحت باب المنزل وهي تهمهم بكلمات أغنية أجنبية وتتفاعل معها بكل جوارحها ، أوقفها صوت متعب وحزين، صوت لطالما ظلم واُحتقر في هذا المنزل فقط لأنه أحب الله وخافه.
مريم : إلى أين تذهبين في هذا الوقت المتأخر !
غسق بعدم مبالاة : لدي موعد مع أصدقائي
مريم بحدة : في هذا الليل وبملابسكِ الخليعة هذه !
غسق : أووه عُدنا لنفس الروتين الممل من جديد ، متى ستفهمين بأنني لست مثلك يا والدتي العزيزة ؟ أنا لست مثلك ولا أؤمن لا بدينك ولا بعقيدتك بل لا أؤمن بربك وأفعل ما يحلو لي ، أخرج مع اصدقائي ،الهو وأشرب وارتدي ما أريد من الثياب فأنا حره.
مريم بشفقة : أنا أشك بأنكِ حرة ، ما أنتِ إلا سجينة شهواتكِ وغفلتك ، تتمردين على الجبار وتتفاخرين بذلك وتقولين بأنكِ حرة ! أنا لن أسمح لكِ بالخروج من هذا المنزل فلو كنتِ تريدين أن ترمي بنفسكِ بالتهلكة وتوقعيها بقعر جهنم أنا لست مستعدة لأن اخسركِ واترككِ تغرقين بذنوبك ومعاصيكِ ، لن تخرجي من باب المنزل ابداً
غسق تصرخ بعصبية وتشير بأصبعها نحو مريم : إسمعي جيداً كونكِ والدتي لا يعطيك الحق بان تمنعيني من ما أود القيام به ،أنا سأفعل ما أريد ولن يمنعني أحد لا أنتِ ولا غيرك ولا ربكِ افهمت.
مريم ببكاء : الويل لكِ الويل لكِ أو تتحدين الله ياغسق ! من أنتِ حتى تتحديه؟ إنك ِ كائن ضعيف ذليل لا يقوى على شيء ، أنتِ من تقتلكِ شهقة واحده ! أوتسمعين شهقة واحدة تكفي لتجعلكِ تُدفنين تحت التراب يلتهمك الدود ولا يبقى منكِ شيء ياغسق !
غسق بصوت غاضب وصراخ : اُسكتي ،موت موت، الله الله ، ما أنتم إلا مجانين نسج لكم خيالكم إلهاً خيالياً تعبدونه وأصبحتم تُحرمون وتحللون ما يحلوا لكم ، ليس لي قابلية أن اسمع المزيد من هذه التُراهات سأخارج الآن ولتعلمي بأنني لن أعود إلا بعد منتصف الليل وإذا تجرأت واتصلت بوالدي أو نطقتِ بكلمة واحدة اقسم إنني سأخبره بأمر إسلامك وأنكِ تُخالفين أوامره،وأنكِ ترتدين غطاء الرأس عند خروجكِ من المنزل ،سأحطم حياتك فقط جربي ذلك!
مريم ببكاء: إذهبي الآن يا ابنتي فأن الله يرى ويسمع كلامك هذا وأنا متأكدة بأنه يعد لكِ مالم تتوقعيه وتتخيليه طوال حياتك فهو من قال (يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
خرجت من المنزل غاضبة وفي قلبها إحساس غريب، إحساس بالخوف والرهبة من تلك الآية التي تلتها والدتها على مسامعها ، كان عقلها يقول ماذا لو كان ذلك الإله موجوداً حقاً ؟ وماذا لوكان يُعد العدة ليعاقبها على أعمالها السيئة وتطاولها عليه!
ماذا لو كانت حقاً لا تستطيع أن ترد امراً سيقدره لها ربهم ذاك؟ ماذا وماذا ...
كانت اسئلة غسق الباطنية تشغل بالها طوال تلك الليلة ، حتى إنها لم تكن على عادتها ونشاطها المعتاد فلم تشارك اصدقائها الرقص ولعب القمار ! وإكتفت بالجلوس في زاوية منفصلة تشرب وهي شاردة ، أتى عمر ومعه افكاره السوداء وجلس بجانبها مُقدماً لها كأس آخر من الخمر وهو يقول بتصنع
عمر: غسق أين انتِ؟
غسق بتنهد: أنا هنا
عمر: أشك بأنكِ هنا فجسدكِ وحده هنا وليس عقلك ، ما هذا الأمر الذي يشغل تفكيرك؟
غسق: أخبرني يا عمر أنت من أصل عائلة مسلمة أليس كذلك؟
عمر يشرب: بلى ، وأنا اكره كوني كذلك بشدة
غسق: لماذا ؟
عمر: هههههه الأمر واضح ، لأنني لست مثلهم فأنا لا أؤمن بوجود الله ولا أعتقد بان هنالك إله فلو كان ما يدعونه صحيحاً فأين هو ومن هو ؟ بل لِمَ لا نراه ، او لنقل لِمَ لا يرونه هم فهم عبيده المخلصون كما يدعون؟ ولِمَ لا يكافئهم برؤيتهم إياه ، ولمَ لا تربطهم به صلة مباشرة ؟
غسق بشرود: ولكن أحدهم أخبرني بأن ذلك الإله أعظم من أن يراه الانسان لأنه أعظم من أن تدركه الحواس البشرية
عمر : ماهي إلا حُجة واهية فهم يقولون الكلام بدون دليل أو برهان فاذا ما جزمنا من أن كلامهم صحيح وبإنهم على حق وإن ذلك الإله موجود اذاً لِم لا يعاقبنا ؟ أولسنا العصاة على حد قولهم ،ولمَ لا ينصرهم وهم الضعفاء ونحن الأقوياء أوليسوا عبيده المخلصون ؟
غسق: معك حق ، وأنا أتفق معك
..
شكراً لهذا الرقم 313
أنت تقرأ
رسائلك غيرت حياتي (مكتملة)
General Fictionلقد وافق على طلب الصداقة ! اهذا معقول؟ هل ساستطيع الوصول الى معتقداتك وتغيرك بهذه السهوله ؟ بٳبتسامةٍ واثقه نطقت ولما لا انت من اليوم فريستي ساريك من انا .