[ عرضت له نفسي فأبى واستعصم ]

1.1K 129 23
                                    

"( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) " يوسُف 23


( ٢٣ )

كلامه أدخلني في نوبة من الجنون كيف له أن يكون هكذا؟ لا يوجد هذا النوع من البشر! وهو مجرد شخص كاذب فقط يريد أن يتخلص مني ويبرر موقفه .

هكذا أوهمت نفسي كي أهرب من حقيقة أدركتها متأخرة وهو أن علي أنقى وأطهر من أن تفسده نفس وضيعة كنفسي !

نوبة جنوني زادت أفكاري السوداء فَبدأت أستعد لتطبيق خطة رؤى!

نظرت لنفسي في المرأة بكامل زينتي وأفضح ثيابي !

"لا تفعلي ذلك بنفسكِ يا غسق ستخسرين علي هكذا !"

هذا ما كان يرددهُ ذلك الصوت في داخلي أما الجانب الآخر كان يقول لي:

"كم أنتِ جميلة أنتِ فاتنة صدقي ، ما أن يراكِ حتى يفتن فيكِ ويتغير ! هيا ماذا تنتظرين هيا أرسلي له المقطع وستحصلين على مرادكِ"

واخيراً حسمت قراري وغرتني نفسي..

عرضت له نفسي فأبى واستعصم وزجرني وقال عني بأن شيطاني قد غلبني وردد تلك الآية التي جعلتني أبكِ من ويح نفسي( مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )

سقط هاتفي مني ورحت أبكي وأبكي وأبكي

ماذا فعلتِ بنفسك يا غسق ؟ لقد خسرتِ علي بفعلتكِ تلك ! بعتِ نفسك ولم تجني إلا الرفض منه!

أولم تعلمي أنه طاهر ونقي ؟ ألم تشعري من خلال مراسلتكِ له ورؤيته في ذلك اليوم أنه مخلوق نوراني فأين أنتِ منه ؟

بينما كنت منخرطة ببكاء مرير لمحت هاتفي والرسالة الاخيرة التي لم اقرأها من علي

أمسكتُ به بصعوبة بسبب الرجفة التي أصابت جسدي حينها قرأت الرسالة التي أعادت لي صوابي

[ الآية التي ذكرتها لكِ قبل قليل كانت تخص نبينا يوسف (عليه السلام )فلقد كان شاباً جميلاً وجذاب لدرجة أن أغلب النساء كانت تفتن بجماله حتى المرأة التي ربتهُ في بيتها من صغره وهي من أجمل النساء في عصرها ،لقد راودته عن نفسه فأعرض وأستغفر وقال ما قال في الآية ،أتعلمين لماذا ؟ لأنه كان يرى الجمال الالهي الأزلي فلم يشغله جمال تلك المرأة ولا غيرها ، كنت اعتقد بأنكِ افقتِ من غيوبة الشرك والعصيان ورحتِ تعشقين المحبوب الازلي ،كنت اعتقد أن ذاك الاصرار الذي كنتِ تظهرينه ما هو الا حب لمعرفة الله كنت اعتقد بأن نور الايمان قد شع في قلبك اخيراً ولكنني كنت مخطئاً يبدو بإنني كُنت غافلا عن مسألة الاختلاط بين الجنسين فمهما فعلنا فلا بد أن يكون للشيطان مكان ما دمتِ أجنبية ومُحرمة عليّ ، يبدو بأن نفسك قد أدمنت المعاصي وأصبحت للشيطان قريناً لكنني متأكدة بأنه مازال هنالك أمل ،أنت ِ ألان أصبحت على إدراك تام بشتى الأمور العقائدية فكفاكِ تجاهلاً وتكذيب للحقيقة ، أرجعي يا زهراء إلى الحبيب الأوحد بقلب مكسور متذلل واطلبي منه أن يسامحك ويرحمك ويغفر لكِ ما فات ،حينما ترجعين إليه ستُفتح لكِ أبواب النور ،من ألان وصاعداً أنت ِ لستِ بحاجة إلى مساعدتي بل أنت ِ وحدكِ من تستطيعين مساعدة نفسك لذا سأترك لكِ التفكير في هلاكك وعذابك في الدنيا والآخرة أو العيش بسعادة مع المحبوب الأزلي الله ، وداعاً وفي حفظ الرحمن عسى ولعلكِ تعودين اليه ،أخوكِ عبد الله علي. ]

رسائلك غيرت حياتي (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن