[ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ]

1.2K 128 28
                                    

وَجِه قَلبك لِناحية النور .
سَتصُل في نهايةِ الأمر ما دام اللّه ربّك.

(٢٠)

مَر ما يقارب الشهر ولم يرسل علي أيَّ رسالة اخرى

هذا الأمر حطمني ، جعلني منهارة أصرخ وأغضب لأتفه الأسباب وكانت والدتي هي الضحية دائماً فهي كانت الوحيدة التي استطيع ان أصرخ بها وأهينها بدون أن تَرد علي بكلمةِ!

حاولت عدت مرات أن أُرسل رسالة لِعلي ولكِنني لم أستطُع فماذا أقولُ له وأنا من كنت أُحاججه ، هل أقول له أكمل حديثكَ معي من فضلك فأنا أريد أتعرف على ربك أكثر؟.

في يوم من الأيام عـدت من الجامعة منهارة بسبب سماعي كلام أحد الفتيات وهي تسخر مني بسبب أن عمر قد تركني وهرب ، لم أنزعج من هذا الأمر بل انزعجت لأنني فكرت كم أنا سيئة الحظ !

لا أعلم ماذا أفعـل فكل شيء حولي أصبح معقداً..

لِم تعلقتُ بِعلي بعد تجربتي مع عمر ؟ لا أعلـم ! كل ما أعرفه إنني أنجذب إليه بشكل غريب! أريد أن أحادثهُ بٲي طريقةٍ كانت ، سأرسل لهُ رسالة غداً وعليه أن يجيب فأنا لن أتركه أبداً حتى لو أراد هو ذلك فهو من أوقع نفسه معي وعليه أن يتحمل ما أوقع نفسه به! قلتهـا داخلي وقد خلدت إلى نوم عميق .

كان مكاناً مختلفاً قبة ذهبية جميلة جداً واثنان من الأعمدة بجنب القبة وكانتا عاليتين كأنهما تريدان منافسة الغيوم !

هواء عليل وشعور مختلف وذاك الشاب الذي يقف هناك يبدو مألوفاً !

أنّهُ علي وبرفقته طفلة جميلة وشخص على كرسي متحرك ؟ لم أعلم مَن يكون وما دخلهُ بعلي..

كان علي يسير إلى داخل ذلك الباب الكبير الى أن أوصل الكرسي المتحرك لمكان معين وتركه بقربه وأراد الرحيل

إنتِظر لا ترحل!

صرخت بها بقوه و أنا أحاول أن الحق به ولكن نيراناً عظيمة قد اشتعلت أمامي فكانت حائلاً بيني وبينه !

ماذا تريدين ؟ أولم يكفك إن الله قد أرسلني اليكِ ولكنكِ رغم ذلك ما زلت تعصينه! أذهبي فأنا لست مثلك ولن تريني ما دمتِ على حالك هذا ،أذا أردت أن تجديني فعليكِ أن تجدي نفسك أولاً حينها سيتغير كل شيء

قالها علي وهو يرحل ويدخل في ذلك الباب الذي يشع نوراً بينما تركني و قد أحاطت بي النيران من كل جانب فرحت أصرخ وأستغيثُ به بدون اي فائدة تذكر..

لاااا!

صـرختُ بها بقوة وفزع وأنا أستيقظ من النوم ، نظرت حولي لأجد نفسي في غرفتي وعلى سريري والساعة ترن معلنة أن الوقت الان هو التاسعة صباحاً ! ما هذا الحلم الغريب؟ وأين كنت ! من كان ذلك الشخص على الكرسي ؟ ومن تلك الطفلة ! لا بل ما كان ذلك المكان الجميل الذي كنت فيه مع علي ولِمَ لم أستطع ان أصل إليه بسبب النيران التي فتكت بي؟!!.

رسائلك غيرت حياتي (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن