على وجلٍ اُدير بطرفي اليك
وأعلم أنك لن تردني خائبا ، لأنك الله
( ١٨ )
رؤى: أووه، غسق هل تحدثينه؟
غسق بعدم إهتمام ترسل: أجل وأصمتي فأنا في نقاش مهم معه
رؤى: أووه هههههه حسناً حسناً سأترككِ وحدكِ
غسق ببرود وهي تكلم نفسها : هذا أفضل
علي : هل أنت معي؟
غسق: نعم معك ، إسمع إن كونك قد أثبت لي بأن نظرية داروين غير صحيحة لا يعني هذا أن ربك موجود ولا يعني أن هنالك خالق أو إله حسب ما تزعم فربك لا يُرى ونحن لا نؤمن بالشيء الذي لا نراه!.
علي: هل تذكرين كلامنا قبل مدة حينما أثبت لكِ إستحالة وجود الشيء بدون صانع حتى بعد توفر الأدوات اللازمة والظروف المناسبة مالم تحركه يدٌ قادرة تُكوّن هذا الشيء؟
غسق: أريد أن تثبت لي كلامك عملياً
علي: من يُشيد الشِقق أو المدارس والبيوت وغيرها؟
غسق : بالطبع إنه المهندس!، وهل هذا سؤال ؟
علي: والكون ألم يشيده أحد برأيك ؟ ألم نثبت بأن نظرية داروين غير صحيحة ؟ إذن لا شك بإن له مهندساً قادراً قام بتشييده أولست ُ على حق؟
غسق : إذا كان كلامك صحيحاً فأين هذا المهندس ، إذا كان موجوداً لماذا لا نراه !
علي: أوتصدقين بإن هذا الكون العظيم قد خلقه شخص عادي ، مجرد إنسان أو مخلوق مِثلنا ؟
غسق: لا فليس له القدرة على خلقه.
علي: أنتِ قُلتِها بنفسك ليس له القدرة ، فاذاً خالق هذا الكون عظيم جداً وليس بمقدور الإنسان الوضيع أن يرى أو يُدرك مدى عظمة هذا الإله ، فالعين التي تبصر فقط في وجود الضوء ولا ترى في الظلام ليس لها القدرة أن تبصر ما هو اعظم وأكبر من كل هذه المخلوقات والموجودات،ولابد لهذا الخالق أن يتصف بكل صفات الكمال من القدرة والحياة والارادة وغيرها لكي يهبها لمخلوقاته ففاقد الشيء لايعطيه.
لقد تمكن مني وأقنعني بوجود خالق لهذا الكون!
علي قد جعلني أبصر أخيراً أن لكل شيء خالق وهو من أوجده ، ولكن قلبي الملوث لم ينقَ بعد إذ أنه ما زال مُحملاً بغبار الذنوب وفيه ألف سؤال وسؤال ما زُلت أريد أن أطرحه وأنا لا أعلم لما لا أتجاهل كل شيء كما أفعل دائماً !
ولِمَ أستمر في مراسلته رغم أن عقيدتي وافكاري أصبحت بخطر! ربما لأنني أحببت أن أتعرف أكثر عن ذلك المهندس الذي أوجدني !
علي: زهراء هل ما زلتِ معي ؟
غسق: اجل انا معك
علي: جيد اعتقدت بٲنكِ هربتِ كما تفعلين دائماً
غسق : هل تعلم انا حقاً لا اعرف لما لا افعل ! اشعر بأنني اريد ان اتعرف على هذا المهندس اكثر ؟
علي : ومن لا يحب أن يتعرف عليه؟ أوليس هو العطوف الذي خلقنا وخلق كل شيء ؟ لا شك بأنه يريدك أن تري نوره وتبصري حبه...
غسق: يريدني أنا ؟؟؟
علي: بلى وربي لو لم يكن يريدكِ لما كنت الآن تبحثين عنه.
غسق: أخبرني لِمَ يريدني ان أبحث عنه؟ أولست أنا من لا اؤمن بوجوده بل أنكره من الأساس!
علي: لا شك بٲن هنالك عمل صالح قد تسبب بما أنتِ فيه الآن إذ أنه أوصلك لبداية سُلم الحقيقة والوصول إلى الغاية.
غسق: لا أعلم عن ماذا تتحدث لا أفهم حديثك!
علي: هذا طبيعي فما زلتِ في بداية طريقك.
غسق: دعنا من هذا الكلام الآن وأخبرني إذا كان الله عادلاً كما تقول وعالماً بذنوبنا وعصياننا فلمَ لا يعذبنا نحن العاصين الذين نتجبر على حكومته ؟ ولِمَ لا يعطف على من يعبدونه ويخلصون له؟ أوليس هذا خلاف العدل إذ إنه لا يعذب جاحديه بل يعذب محبيه؟
علي: حاشا لله أن يكون غير عادل ، بل هو العادل الذي لا يظلم بحكمهِ أحد وهو ليس يغافل عن أعداءه بل يمدهم في طغيانهم إذ يقول في كتابه المنزل بسم الله الرحمن الرحيم { اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُون} البقرة 15 ، فهو يعلم بانهم سيزدادون ظلماً وجوراً في الارض لذا يمدهم بطغيانهم وسينالون العذاب الأكبر بيوم عظيم وهو يوم القيامة وأيضاً هنالك سبب آخر وهو لٲنه رحيم بعباده فمهما ظلموا وطغوا فهو ينتظر منهم التوبة والرجوع إليه ولبابه الذي لا يغلق أبداً، أما قولكِ بٲنه يظلم محبيه فهذا ليس صحيحاً بل إنه مجرد اختبار لصبرهم وإيمانهم إذ يختبر مدى حبهم له وسوف يكافئهم يوم القيامة بالسعادة الأبدية كما قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ .الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} البقرة 155 .
لماذا أشعـر بإن كلامه صحيح وبلا أي خطٲ ؟ هل بدأت أحب هذا النوع من النقاشات ؟ هل حقاً أنا احادثه الآن لأنني أهتم بما يقول؟ هل أدركت عظمة هذا الكلام أم ما زلت غافلة؟ أم أنني اصبحت أحب الحديث معه فقط ولا أعلم لماذا !
لقد جعلني كلامه أرغب بالحديث معه أكثر فأكثر ! كلامه يبهرني ،يأخذني لعالم آخر!
لم أعلم بٲن السبب هو نور إيمانه ونور كل حرف يخطه بيده هو الذي جذبني إليه ويشدني لِما يقوله ، وإنما في تلك اللحظة وسواس قلبي أخذني لتفكير آخر ومشاعر خاطئة وأفكار غير صحيحه بعيداً جداً عن ما كان يريدني أن أصل إليه!
أنت تقرأ
رسائلك غيرت حياتي (مكتملة)
General Fictionلقد وافق على طلب الصداقة ! اهذا معقول؟ هل ساستطيع الوصول الى معتقداتك وتغيرك بهذه السهوله ؟ بٳبتسامةٍ واثقه نطقت ولما لا انت من اليوم فريستي ساريك من انا .