أترى ذلك النـور الذي انعكس الآن على قلبك؟ هـو محض نور ذو اشعة قليلة ولكن هذا النور القليل يصبح قوياً إذ ما وضعنا أمامه مرأة ، مُد يدك و اقتبس منه وأجعله أقوى بمرأتك و إملئ روحك به ، اشتعل حُباً وأحترق بنار حُبك لله .
(٨)
كانت أفكار غسـق في ذلك اليوم كلها تـدور عن كيف تستـطيع أن توقـع بذلك المتعـجرف وكيف تستطيع أن تزلزل إيمانه بالله وتثنيه عن معتقداته الواهية !
إن وسـاوس الشيـطان ليست بالقـوية ولكن الإنسـان هـو من يفسح لها المجال بنفسه ، فنفسه الأمـارة بالسـوء هي من تدفعه بارتكاب المعاصي ، وهـكذا كانت نفس غسـق الأمارة بالسـوء تجرها نحو الهـاوية .
هـي كانت في غفــلة عـن حقيقة وجود كل شيء ووجـود الله ولأن ذاتها تَكفرُ به بغرورها فهي لا تريد أن يوجد من يخالف معتقداتها ولهذا بدأت تحيك تلك المكائد لعلي.
أخذت تفكر إنّ هنالك عدة طـرق للإيقاع به، الأولـى هي أن تتكلم معـه بصفة فتاةٍ مـؤمنة ثم تستدرجه وتغير معتقـداته ، والثانيـة هي أن تواجههُ مـنذ الوهلة الأولــى وتدخل في حـرب معه ، وأما الخيار الثالث هـو استدرجـه من خـلال عـواطفه وتبين له بأنها معجبة به ثم تجعله يتعلق بها وعندها تُخيره بينها وبين دينه .
أعتقد أن الخيار الأخير هو الأفضل فهو كغيره من الرجال سيجري خلفي بالتأكيد ولكن علي َّفي بادئ الأمر أن لا أعترف له كي لا أقابل بالرفض بل عليَّ أن أتكلم معه وأتعرف عليه وأدعي بأن طريقة تفكيري تشبه طريقة تفكيره حتى في الأفعال والأقوال ثم شيئاً فشيئاً أستدرجه وأجعله يتغير .
قالتها بِمكر وكأن شغلها الشاغل أصبح ذلك الشاب ! فلقـد أسرعت وفتحت حسابا جديدا باسم. *عاشقـة مـولاتي فــاطم*
وليس الإسـم غريباً فهي تشاهد دائماً مثل هذه الاسمـاء في مواقع التواصل وتكرهها بشده ! فهي كما لا تؤمن بوجود الله لا تؤمن بوجود هؤلاء الأشخاص ،لا بالأنبياء ،ولا أبنائهم .
ضغطت إرسال طلب الصداقة وجاءها القبول مباشرة ، فدخلت لخانة الدردشة و أرسلت قائلة :
غــسق: مرحـباً هل استطيع أن أطلب منك خدمة؟
عـلي: وعليكم السـلام ورحمـة الله وبركاته أهلاً بكِ أختاه تفضلي علني أستطيع مساعدتك.
غسـق : (سحقاً كيف نسيت سلام المسلمين عليّ أن أتدارك الأمر) أرجـو المعذرة منك فصديقاتي دائماً يتضايقن من السلام لذلك خلت بأنك مثلهن.
علي : أختي إن السـلام هـو تسليم لأمـر الله فأنت عنـدما تؤدين السـلام على شخـص فأنكِ تعتبرينه مسـلماً والمسـلم هـو من يسلم لوجود الله عـز وجـل والسـلام على المسلم ابتدئ له أجـر عظيم في الإسـلام وبصفتنا أسلمنا لله فعلينا أن نؤدي السلام فهو لله لا لغيره.
غسـق في سرها : افففف تباً هذا ما كان ينقصني محاضرة من أول رسـالة كيف أستطيع تحمله !،
كتبت له : كل كلامك صحيح وأنت محق وأنا أعتذر
علي : ليس عليكِ أن تعتذري لي فما يهمني إنكِ عرفتِ خطئك ، والآن تفضلي كيف أستطيع مساعدتك؟
غـسق : الحقيقة أن حالتي الصحية غير جيده وأنا مصابة بمرض ودائماً ما تصيبني وعكة صحيه ، ذهبت لأنواع الأطباء في البلاد ولم أجد طبيباً واحداً يستطيع أن يحدد علتي ولقد قرأت أن المؤمنون أمثالك يستجاب دعائهم فهل لك أن تدعو لي بالشفاء ؟ لعل الله يقبل دعائك
علي : ولِمَ لا تطلبينه أنتِ؟
غسق : قلت لك لأنك أقرب لله!
علي : من الذي خدعك وأخبركِ بأنني أقرب لله منكِ ؟ ومن أقنعك أن الشفاء قد يأتي من طريق آخر؟ ولكن أوليس طريق الدعاء لكِ مفتوح؟ أولم تقرأي في القران أن الله قال ( أدعوني أستجب لكم) أنسيت أن الله ذلك الذي أخرجك من بطن أمك ،بل هو الذي كونكِ و أوجدكِ فيها وأوجد الإنسان من العدم ؟ وخلق لكِ في صدر والدتكِ رزقاً حسناً، وعلّمكِ وأنتِ أجهل ما تكوني لاتعرفين كيف تزمين شفتيك على صدرها لترضعي ؟ أنسيتِ الذي خلق الرحمة وهو الرحمن الرحيم بعباده، ليس هناك آه إلا ويسمعها، ولا ألم إلا ويعلم موضعه، ولا زفرة إلا ويرى نيرانها في الفؤاد، هو الذي قال( نحن أقرب إليه من حبل الوريد ) الله يسمع ويرى ألمكِ ومرضكِ وكل شيء ، هـو فقـط ينتظـر أن تأتي إلــيه وتطلبي منه حتى يعطيكِ ، فالله يحب العبد أكثر مما يحب العبد نفسه.
( هـو فقـط ينتظر أن تأتي اليه )
هذه الكلمات من الرسالة الأولى قد أصابت غسق بصدمة، كلمات علي قد لامست قلبها منذ البداية ولعلها ستكون نوراً يضيء لها عتمة قلبها.
أنت تقرأ
رسائلك غيرت حياتي (مكتملة)
General Fictionلقد وافق على طلب الصداقة ! اهذا معقول؟ هل ساستطيع الوصول الى معتقداتك وتغيرك بهذه السهوله ؟ بٳبتسامةٍ واثقه نطقت ولما لا انت من اليوم فريستي ساريك من انا .