[ ووجـدت من يدلني انهُ العبد ]

3.7K 196 85
                                    

إن الله يرسـل لنا رسائل عـديدة

ودائمـاً ما  تصـل إلينـا رسـائل من قبل الله عن طريقة واسطة ،أحياناً تكون علـى شكل حـدث، وأحيانـاً رؤيـة صادقة ، واحيانـاً تأتي على هيـئة  إنسـان

(2)

علـي ذو الخمس والعشـرون ربيعاً والوجـه المنيـر، وجههُ الذي يأخذك  إلى عـالم مختلف فور رؤيتك إياه ،يأخذك لعـالم مليء بالنـور و السكينة ، يقف وحيـداً في ذلك النادي المغلق من أجل حراسته كما طلب منه رئيسه بالعمـل النقيب حسين ، ولأن علي ليس مـن النوع الـذي يحب أن يضيع دقيقة واحـدة من عمـره هباءاً ؛لأنه يؤمن بأن هـذا  الجسـد ما خلق ألا من أجل عبادة الله ،وإطاعة أوامره ،وأخذ العلـم الذي ينفعه لـدار الدنيا والآخرة

جلـس علي يـطالع کتاب أحضـره له صديقه رضا بعنوان

[ هِمتْ فاتح القـلوب ]

يحكي قصـة الـشهيد الشُبه المثالي إبراهيم همت ، ذلك الشهيد الذي لم يملك حتى منزلاً يؤيه هو وزوجته ،استشهد ولم يترك شيءً وراءه سوى ذكرى جميلة وسيرة عطرة.

[ من الممكن أن يصل الكثيـرون لمرحلـة الرحيل والتحليق لكن لن يرحلوا  مالم يريدوا  ذلك بشدة ويسعوا إليه ]

طالعها علي وقـد رفرف قلبـه بتأثر لتلك الكلمات

"ويسعـوا إليه" تأملهـا اكثر وأخـذ يرددها كثيراً وهـو يتحرك  ذهابا وإيابا ، أصبح حاله مضطرب، نظر إلى السماء وهو يمسك جهة قلبه بيده اليمنى وأخذ يردد  قائلاً:

[ إن قلـبي يهوى التحلـيق إليك يا الله وأنت تعلـم بأن عشقك قاتل ولا يُحتمل فارحم قلبي يا رحيم ]

قالها ليجهش بالكاء، بكاء يشبهُ بكاء الثكلى على ولدها أو أسوء حالاً ،من يراه الآن لا يصدق أن هنالك أشخاص مثل هذا الشاب في هذا  الزمان ولم َ لا فهـو عاشـق ! أوليس هـذا هـو حال العشـاق؟ مجانين بمعشوقهم!.

قطع حـبل خـلوته صوتٌ أتى من قـرب البـوابة الرئيسية، أصوات ضحك لعـدة أشخاص لاح من بينهم ظل غسق،تلك المتمردة على خالقها كما أوحى به مظهرها،أطرق برأسه تأسفا وهو يسمع كلامها وهي تقول:

غسـق بسخرية :  لقد قُلت لكِ أنه جبان  ولا  يجرؤ على فعلها ،ألم أقل لكِ.

رؤى بسخرية :  كنتِ محقة، إنه جبان.

ياسر : قولا ما يحـلو لكما ولكني لن أدخل معكما هـذا النادي ،إنه مظلـم وأنا لـدي ضعف نـظر ولا أرى جـيداً في الـظلام.

غـسق بسخريه : أووه صحـيح لقـد صـدقتك يا عزيزي ،عـلى أية حـال أنا سـوف أدخل ورؤى ستدخل معي أيضاً ،إذا أردت أن تبقى وحـدك هنـا فأبقى، هيا بنا  يا رؤى.

رؤى : هـيا بنا ، إلى اللقـاء

ياسر : هي أنتما  انتظراني أنا قـادم

غـسق و رؤى : هههههه جبان

[ سـاعد الله قلـبك مـولاي يا صاحب الزمـان ]

قالهـا عـلي وهـو رافع رأسه للسماء وقـد فـرت دمعة من عينيه اعتصر قلبه الألم ممـا راه الآن ، شاب عاصِ وفتاتان شبه عاريات يتقدمون نحو النادي ويبدو أنهم سكارى !

أين خـدر فـاطم الذي عصـر وراء الباب !
كيف تستطيع هاتان الفتاتان أن تلبسا مثل  هذه الثياب ! مولاتي فاطم العفو منكِ من تقصـير فتيات جيلنا فقد جعلن من أجسادهن معـرضاً للعرض أمام الرجـال ...

تذكر علي أن عليه أن يمنع أي شخص من دخـول هـذا المكان حسب الأوامر التي وجهت إليه ،أزعجه حقاً أن يقف أمام هذا  الصنف من البشر ويتكلم معهم لأنه كان متأكدا بأنه سيتعرض للسخرية والإهانة ، لكن لم يكن أمامه أي خيار آخر فهو شرطي ويجب عليه حفظ أمن بلده، وقف أمام البوابة الرئيسية وأنزل رأسه ثم نطق قائلاً:

علي : عفـواً ولكن يمنع الـدخول لهذا  النادي، إنه مغلـق من قبل السلطات المختصة، أرجو منكم أن تعودوا من حيث  أتيتم.

غسـق تقف أمام علي وتنظر اليه من فوق لتحت : واو شـرطي وسيم ومهذب

رؤى و ياسر : هههههه

غسق بسخرية : نعلم بأنه مغلـق يا وسيم رغـم ذلك جئنا للمـرح قـليلاً ، ثم لمـا  تنزل رأسك هـكذا تخاف من النظر إلي؟

عـلي بهدوء : أختاه أنا  أفعـل ما يروق لي، خـذي أصـدقائكِ وانصرفي من هنا من فضلكِ بدون أي مشاكل.

غـسق بغضب : أنا لستُ أختك يا هذا ! ثم مـن تظـن نفسك كي تُملي علي الأوامر.

عـلي : أنا من أنا؟،لا أحـد، ما أنا سـوى عبـد.

رسائلك غيرت حياتي (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن