روحي يا الله تحتاج رشفة من كأس حنانك فهي قد ذبلت من كثرة المعاصي ، إلهي املئ قلبي بعشقك ، واسقه بقربك وسد ظمئي بوصالك ، وخذني اليك.
(١٠)
سيــدي ومولاي سـامح تقصـيري وغفلتي ،سـامح جهلي ووقاحتي فلاشك بأنني كنت وما زلت من المقصرين في حق نفسي ،إلهي قــلبي يتهشـم كل يـوم من أثر هــذا البــعد فإلى متـى سيطول بعدي عنك ؟
أعـلم والله أعلم ،إن بعدك بسبب جفائي وتأخر عروجي إليك َ إنما هو بسبب ذنوبي ، ولكن أولست أنت الله الذي يتوجه إليه المذنبين ، أوليس بابك يا الله مفتوح لا يُغلق على أحبائك؟أنت الرب الذي يتوجه إليه الأولياء والبسطاء ! الملكوتيين والمذنبين ! وها أنا أمد يدي إليك ، علك تسمع عبدك المذنب فتأخذه اليك.
كان بــكاء علـي كبكاء الثكلى على ولدها وهـو يناجي حبيب روحه ، أما أختهُ الصغيرة رقية المكفـوفة ذات الـتسعة اعـوام فلقد كانت تقـف قرب باب غرفته تبكي لبكاءه ، هي تسمع بكاء علي في كل ليلة ولا تعلم سببه! وعندما تسأله عن السبب يكتفي بالمسح على رأسها وتقبيلها ولايقول لها شيئا، إن علي بالنسبة لها الأم والأب والأخ وكل شيء ، هي لم تشعر بحنان والدتها يوماً لأنها ولدت للحياة ووالدتها رحلت في نفس الوقت ، أما والدها يكره وجودها ويعتبر بأنها سبب وفاة والدتها وقد أخذته الشرطة بعدما اُتهم بالسرقة !
الوحيد الذي أشعرها بحبه هو علي، وكم تتمنى لو كانت ترى وجه علي وترى ابتسامته، وجههُ ولحيته التي تلمسها بيديها ،طوله وكل شيء يخصه ، ولكنها لن تستطيع.
, يا مَنْ يُغَذينِي بِالنِّعَمِ صَبَاحَاً وَمَسَاءً , اِرْحَمْنِي يَوْمَ آتِيكَ فَرْداً شَاخِصاً اِلَيْكَ بَصَرِي , مُقَلَّداً عَمَلِي , قَدْ تَبَرَّأَ جَمِيعُ الْخَلْقِ مِنِّي , نَعَمْ وَأَبِي وَأُمِّي , وَمَنْ كَانَ لَهُ كَدِّي وَسَعْيِي , فَاِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي فَمَنْ يَرْحَمُنِي , وَمَنْ يُونِسُ فِي القَبْرِ وَحْشَتِي , وَمَنْ يُنْطقُ لِسَانِي اِذَا خَلَوْتُ بِعَمَلِي , وَسَاءَلْتَنِي , [ وَسَأَلْتَنِي ] عَمَّا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مَنِّي , فَاِنْ قُلْتَ نَعَمْ , فَاَيْنَ الْمَهْرَبُ مِنْ عَدْلِكَ , وَاِنْ قُلْتُ لَمْ أَفْعَلْ , قُلْتَ أَلَمْ أَكُنِ الشَّاهِدَ عَلَيْكَ , فَعَفْوُكَ يا مَوْلاَيَ , قَبْلَ سرَبيلِ الْقَطِرَانِ عَفْوُكَ يا مَوْلاَيَ قَبْلَ جَهَنَّمَ وَالنِّيرَانِ عَفْوُكَ عَفْوُكَ يا مَولاَيَ قَبْلَ أَنْ تُغلَّ الأَيْدٍَي اِلَى الأَعْنَاقِ , يا أَرْحَمَ الَّراحمينَ , وَخَيْرَ الْغَافِرِينَ .
انهى علي قراءة دعاء الحزين وعينيه متورمة من البكاء ، وهذا حال عشاق الليل ، فهم ينتظرون ليلهم ويعدون الساعات للموعد مع الحبيب فالليل وحده من يشفي قلوبهم المتعبة ،أراد أن يبدأ بمناجاة أخرى ولكن صوت شهقات رقية من وراء الباب قد إستوقفه فقام وهو مرتعب خائفٌ لاعتقاده بأنه قد أصابها مكروه ، فتح الباب ورآها تجلس وهي تضم قدميها وتضع رأسها في حجرها وتبكي بشهقات عالية.
علي بقلق يرفع رأس رقية : حبيبتي رقيه ما بكِ هل يؤلمكِ شيء ؟
رقية تهز رأسها وهي تبكي: لا
علي : أنت ِ جائعة ؟
رقية تبكي: لاا
علي: إذا ً ما لذي جعلكِ تستيقظين في هذا الوقت من الليل وما جلوسكِ هذا أمام الباب وبكائكِ يا عزيزتي؟ ؟
رقية تبكي أكثر وهي تقول: أنا أبكي عليك لأنك تبكي دائماً عندما أنام ليلاً ،تبكي كثيراً وعندما تراني تبتسم، لاشك إنك تبكي لأنك تتألم ولكنك لا تخبرني ،لماذا تبكي خلسه؟ أنا أحب علي ولا أريده منه أن يبكي، لا أريده أن يحزن !
علي: هههههه مجنونة تعالي إلي باصغيرتي *يحتضن رقيه*
رقية : لستُ مجنونه
علي بابتسامة : من قال لكِ أنني أبكي لأنني حزين ؟
رقية ببراءة : لأن البكاء للحزينين
علي بشرود وقد نزلت دموعه : بلى صدقتِ والله فهو للحزينين أمثالي
رقية: علي لماذا تبكي؟
علي يمسح على رأس رقية : سأخبركِ ولكن اولاً تعالي معي لنجلس قرب المحراب
رقية : لقد وصلنا حسناً تكلم
علي : حسناً يا رقية إسمعيني إن بكائي يا عزيزتي لأنني أحب أحدهم فأنا أحب واريد وصال محبوبي، وكل هذا البكاء ما هو إلا رجاءٌ له عله يُدنيني اليه.
رقية بتعجب :تُحب! ولكن السيدة إسراء قالت بأن الحب حرام وأن الله لا يحب من يفعل الحرام
علي بضحك: هههههه ولكن حبي ليس بالمحرم يارقية بل هو الحلال بعينه
رقية : وهل هنالك حبٌ محرم وحب غير محرم؟
علي : بلى يا عزيزتي، إنما حبي ليس لمخلوق بل لخالق كل المخلوقات، عشقي يا عزيزتي هو لذلك الجميل الذي ليس كجماله أحد، ولا ينافسه أحد بجماله ،العطوف الذي ليس هنالك أعطف منه، الرؤوف الذي ليس هنالك أرأف منه ،حبيبي وليس لي حبيب سواه ،قريب مني وهو أقرب إلي من الوريد ،يسمع كلامي ويراني أينما اذهب وكلما اخطأت، لم يتركني بل أرجعني اليه حتى بعد تقصيري معه، ولذلك دائماً ما أطلب منه الوصال لأنني لا أحتمل كل هذا البعد ،أما الحب المحرم هو حب العلاقات بين المرأة والرجل بدون زواج ياحبيبتي.
رقية :حسناً فهمت ، ولكنك لم تخبرني للأن من يكون حبيبك يا علي ؟
علي : محبوبي هو الله يا رقية ،وإن ما اقوم به من مناجاة وبكاء في كل ليله هو له وحده.
أنت تقرأ
رسائلك غيرت حياتي (مكتملة)
General Fictionلقد وافق على طلب الصداقة ! اهذا معقول؟ هل ساستطيع الوصول الى معتقداتك وتغيرك بهذه السهوله ؟ بٳبتسامةٍ واثقه نطقت ولما لا انت من اليوم فريستي ساريك من انا .