[ بباب الله الـذي منـه يؤتى ]

1K 119 26
                                    

 يا غائباً عنا وانتَ حاضر فينا
أقبل فإن ليالي الإنتظار قد مزقت قلوب العاشقين



 (٣١)

مر  أسبوعين كاملين وأنا أنتقل من كتاب إلى كتاب، ومن حياة إمام الى آخر ،ومن إعجاب إلى انبهار ، شخصهم رائع وجامع لكل الصفاة والخصال الجيدة  لهذا أصبحت متيمة  بهم.

سلوكي تغير كثيراً أشعر بٲنني أريد أن أقتدي بهم فالحب ليس مجرد كلام !

كنت قد عزمت أن أقرأ  حياة الإمام الأخير وهو المهدي من آل محمد

ثم بعدها أرسل رسالة قصيرة لعلي أشكره  فلقد أدى لي خدمة  لن أنساها ما حييت.

بسم الله

نطقتها وأنا أفتح الكتاب الذي توسطه إسم (المهــدي) فتحت الكتاب وبدأت القراءة وكانت
بدايتي مع ولادته وهنا كانت بدايتي مع صاحب الزمان

عام ٢٥٥  للهجرة ولد محمد المهدي منذ ولادته كان معجزة  في بطن أمه سبح الله ولم يظهر على والدته اي آثار الحمل ربما لم أستغرب هذا الشيء لٲنني اصبحت اعرف أي المنازل قد خصها الله بـآل محمد وما ذُكر في الكتاب زاد يقيني وهو ٲن قصة ولادة الإمام تشبه قصة ولادة النبي موسى عندما أخفي إعلان ولادته بسبب ظالم زمانه الذي قرر أن يقتل كل مولود خوفاً من أن يٲتي المخلص الذي سيهدم حكمه.

خمسة أعوام فقط كان عمره عندما تولى الخلافة بعد إستشهاد أبيه وهذه الحادثة ايضاً تشبه حادثة نبي الله عيسى إذا إنه أصبح نبياً وهو طفل حديث الولادة

محاولات لقتله بائت بالفشل وغيبة قد حلت ليختفي أثره من كل مكان لتأتي هذه الآية تتبع الكلام

{ ويريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويٲبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون } التوبة آية ٣٢

إبتسمت بشوق وحب وأنا أقرأ  بنهم كل حرف وكل كلمة عن هذا الطفل العجيب، كنت أقرأ وكل ورقة كانت كالكنز لي فكل معلومة أقرأها كانت تزيد عشقي له وكل معجزة له كانت تحدث رعشة في قلبي، إستمر في غيبته الأولى سبعون عاماً وكانت اخباره تصل من خلال نوابه الذين اختارهم هو وكل نائب كان يلتقي به سراً

وفي اخر توقيع وصل للنائب الرابع وهو الاخير منه سلام الله عليه...

حيث كتب عليه السلام : ( «بسم الله الرحمن الرحيم :- يا علي بن محمد السمري : أعظم الله أجر إخوانك فيك ، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة ، فلا ظهور إلا بإذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد ، وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً ، وسيأتي لشيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ») .

ثم أكملت القراءة إلى أن قرأت ( وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله). وقد عنى مراجع الدين والعلماء من بعده .

نزلت دموعي حزناً وأنا أدرك بٲنه غائب عني ،حبيبي أبا صالح أما آن الأوان أن تعود  إلينا ؟ فنقر  بك عينا؟

أما آن أن تطوى ليالِ الانتظار فنراك بيننا؟ متى ستصلي فينا ونسمع الأذان بصوتك؟

بكيت  عليك والله بكيت ، بكيت بألم وفقد وخسران ، كنت أبكِ حسرة على ما فرطت به من ليالِ بعيدة عنك ابكي لنفسي أبكيِ لذنوبي التي كنت اؤذي قلبك فيها ابكي لصحيفة أعمالي التي تعرض عليك كل يوم اثنين وخميس!

أي ألم كان يعتري قلبك وأنت تقرأها ،الويل لي كل الويل!

حبيبي صاحب الزمان هل تسمعني؟ لا شك بٲنك تسمعني أنا واثقة  من ذلك لا  أعرف من أين أبدأ  أو بأي حجة سأوجهك؟

سيدي يا صاحب الزمان أنا التي لم تستحي من رب السماء ومنك فكنت أعصي بوقاحة وكأنني اعلن الحرب  على ربي !

لكن رغم ذلك لم أقطع منك رجائي ، أخبرني بمن يلوذ المذنب إذا كان يريد إعلان ندمه وتوبته؟
أيها الحبيب يا من ملئت قلبك الماً ها أنا الآن أتوجه بك الى الله وأستشفع بك إلى الله فكن أنت وسيلتي الى الله

قل له يارب إن غسق مذنبه وأنت الملتجئ  للمذنبين فبحقي إقبل توبتها فهي تقسم بي إنها لن تعصيك مرو أخرى !

كنت أردد تلك الكلمات وأنا أفترش سجادتي باكية مفجوعة حزينة خجلة لا أعلم بأية لغة أتكلم .

كان صباح يوم الجمعة فأمسكت هاتفي وبحث عن دعاء الندبة

لا أعلم كم إن صاحب الزمان رؤوف بي فقبل أسبوع قد كنت أبحث عن حياة الإمام زين العابدين وكنت قد قرأت عن أحد مناجاته  فقررت قراءتها وحينما كنت أبحث وجدت في الموقع كلاماً عن دعاء الندبة وآثاره وعجائبه.

وهو ندبة لصاحب الزمان وها أنا  أندب مولاي لأول مرة في حياتي

{ أيــن بــاب الله الــذي مــنــه يــؤتــى ؟! أين  وجه الله الــذي أليــه يتوجــه الأولــيــاء ؟! }

في هذا  المقطع تحديداً توقفت ولم أستطع أن أكمل

فالبكاء قد زاد  وما  للمذنب سوى البكاء والنحيب! بكيت وبكيت حتى أحسست بنور  يملأ  قلبي وانشراح

شعـرت حينها إن الله قد قبل توبتي

شعرت حينها بحضور قلبي عجيب ،شعرت بٲن صاحب الزمان قد حضرني ! أردت علامة او إشارة تثبت لي إن توبتي قد قبلت

يارب أريد أن يطمئن قلبي فأرسل لي  إشارة  تريح قلبي المنكسر
قلتها بدمعة منكسرة وأنا  أسجد
هبَ نسيم عليل جعل جسدي يقشعر ،رفعت رأسي عن السجادة ونظرت لقرآن والدتي الذي كان بقربي، دمعة فرح قد نزلت وأنا أرى الصفحة  التي فُتح عليها

{ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } المائدة آية ٣٩

أيمكنكم أن تحزروا ماذا حدث بقلبي حينها ؟أن تشعروا بما أشعر؟ هل جربتم يوماً أن تكونوا بقرب الله؟ أن تشعروا بإن الله راضٍ عنكم؟ وقفت حينها وصليت ركعتي  شكر لله
على قبوله لي،كانت أجمل صلاة صليتها طوآل الأيام التي مرت ،بعدها صليت ركعتين وأهديتهما  لصاحب الزمان وشكرته بقلب عاشق ووعدته أن لا  اؤذي قلبه مرة أخرى وأن أعمل جاهدة لأكون من الممهدين لظهوره المبارك.



رسائلك غيرت حياتي (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن