الله الذي لا يتخلى عنا
حتى لو تخلينا نحن عن أنفسنا .
(١٦)
شعرت بالخـوف والرهبة من هذه الوجوه التي لم ألفها من قبل، كيف وصلت إلى هنا، وما هذا المكان المقزز ! كم الساعة الآن، هل حل الصباح أم لا؟ كيف أخرج من هنا ؟ ولمَ نظرات عمر مخيفة ولا تبشر بالخير؟ هذه الاسئلة التي راودتني فور استيقاظي.
حاولت أن أخفي ما أشعر به من خوف ورهبة وأن أكون على طبيعتي حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه.
عمــر بابتسامة خبيثة: استيقظتِ أخيرا ً أيتها الجميلة النائمة؟
غسـق بهدوء: نعم إستيقظت ، أخبرني ما هذا المكان وأين نحن؟
عمـر: أنه حيث يجـب أن نكون ، هذا المكـان أفضل بكثير من البار الذي نذهب إليه فهـو متحرر أكثر وفيه نستطيع أن نمرح ونلهـو كيفما نشـاء.
غـسق تقف وتحاول الإبتعاد عن عمر: ولكنه لم يرقني لذا سأخرج منه،هيا لنذهب
عمـر يمسك بيد غـسق: رويدكِ يافتاة إلى أين تذهبين ؟
غـسق تبعد يد عمر بقوة وتصرخ بغضب : اذهب لأي مكان يروقني وهـذا ليس من شأنك ، قـلت لي بأنك ستوصلني لمنزلي فـوجدت نفسي في مثل هـذا المكان المقرف ، كوني حبيبتك لا يحق لك أن تأتي بي لمثل هذه الأماكن أولا تخاف علي من هؤلاء الوحوش ؟ أولا تغار علي؟ أولا ترى مايفعـلون الآن؟؟؟ من الواضح بأنهم ليسوا إلا زير نساء ! وأنت تجلبني لمكان مثل هذا !
عمــر: هههههههه أنت ِ حقاً غبية من تضنين نفسك ،حبيبتي مثلا ؟ لا شك بأنك ِ مجنونة !
غسق بعدم استيعاب: ماذا؟
عمر: الحب من الأساس لا وجود له ، إنه مجرد شهوة لا أكثر ولا أقل تأتي وتذهب ! أما أنا أردت أن أخذ منكِ ثروة والدك ثم أخذ منكِ ما هو اكبر وأغلى وأدعكِ محطمة يا مغرورة، ما أنتِ إلا فتاة مدللة تحصل على ما تريد ومتى ما تشاء ، وأنا أردت استغلالك فصدقتِني بسذاجتك، لقد وقعتِ بنفس البئر الذي حفرتها لغيرك.
كانت تستمع لكلامه غير مصدقة ما يقول ، هل حقاً وقعت بنفس البئر الذي كانت تحفره لغيرها ؟ هل كانت محض أداة لمضيعة الوقت ، سعى لأموالها وجمالها فقط ولم يحبها كما كانت تعتقد !.
طأطأت رأسها ودموعها تجري ، لأول مرة بكت سذاجتها وتفكيرها وعقلها الأحمق ، كانت منهارة ولم تشعر إلا بيد عمر تمسك بوجنتها وتتحرك عليها وهو يقول : أخبرتك من قبل نحن ربُ أنفسنا ، نستطيع أن نفعل ما نشاء فلما تبكين يا جميلة؟ أنا فعلت ما أردت وسأفعل ما أريد وما عليكِ إلا أن تستسلمي لواقعك فلا شرطة بهذه المنطقة ولا أشخاص تعرفينهم ولا والدك ِ ولا امكِ يستطيعون إخراجك ، ومن حولي ما هم إلا أشخاص من نفس الطبقة ، أنسِ نفسك من أجل هواكِ ولنعش بعض المرح .
[ الله هو من إذا ما أصابني الغم والحزن ذكرت إسمه فزال عني غمي وغمرتني السكينة ]
تذكرتها ولا تعلـم كيف تذكرتها بذلك الوقت العصيب !
تذكرتها ولم تعلم لِمَ فكرت بأن ذلك الإله سيخلصها مما هي فيه الآن ، تذكرتها وياليتها بقيت في ذاكرتها بعد ذلك اليوم !.
[ يا رب عليٍ إن كُنت حقاً موجود فأغثني ]
قالتها ولم تسمع بعدها غير الضجيج وصوت إطلاق النار يأتي من كل مكان تلتها ضربة على رأسها أفقدتها الوعي.
فتحت عيناها لتجد نفسها بالمستشفى ، ووالدتها بجنبها تمسك القرآن تقرأ وتبكي ، فكرت حينها عن سبب بكاء أمها عليها ؟ أوليست من تؤذيها دائماً اذن ماذا تبكي ، ألا يجدر بها أن تكون سعيدة الآن !
رأتها فأتت مسرعة نحوها بينما أدارت غسق برأسها عنها ! نسيت دعائها في تلك اللحظة ، بل تجبرت مرة أخرى على والدتها وأدارت بوجهها عنها غاضبة ولا تعلم لماذا هذا الغضب من والدتها أم من نفسها !
شعرت بالغضب من كل شيء وكأنها أردت أن تخرج غضب خيانة عمر لها بهذه المخلوقة المسكينة فصرخت بها.
مريم بخوف: أنتِ بخير يا أبنتي ؟ هل أصابكِ مكروه ؟ هل رأسك يؤلمك ؟ هل فعلوا لكِ شيء ! أخبريني من الذي أخذكِ لمثل ذلك المكان وماذا كنتِ تفعلين هناك ، كل من في ذلك المكان كانوا لصوص و تجار مخدرات فلماذا كنتِ معهم؟؟
غسق بصراخ وغضب : أذهب الى أي مكان أشاء وأفعل ما يحلو لي ولا دخل لكِ أنتِ بما افعل .
مريم بحزن: أولا يحق لي أن أسأل حتى ؟ إنما كنت قلقة عليك لأنك أبنتي ولأنني أحبكِ وأخاف عليك ِ!
غسق بصراخ: أخرجي من هنا لا أريد أن أسمع كذبك ، أنتِ لا تقلقين علي أنتِ لم تحبيني يوماً كنتِ دائماً تفضلين رضا علي َّ حتى أتى ذلك اليوم الذي مات فيه بسببكِ أنت وبسبب دينك ، أبعدته عن المنزل كي لا يراه ابي ولكن ماذا حدث؟ لقد مات بسببك أنتِ اخرجتهِ خوفاً عليه من والدي ومعتقداته ولم تخرجيني لأنك ِ لم تهتمي بي ، أوتعلمين لماذا أخرجته ؟ لأنك أردته أن يعبد ربك! وأنا لن أحبكِ مثلما تفعلين لأنني سأموت مثلما مات رضا، هيا أخرجي من هنا وإتركيني .
مريم : أتعلمين كم يحبني الله؟ يحبني لدرجة أنه أرجع لي إبنتي الي ، أبنتي التي تجبرت عليه وكفرت به وما زالت تتطاول عليه ولكنه أرجعها لي اكراماً لحبي له فهو الذي لا يترك دمعة نزلت له حزناً الا وحولها لدمعة فرح،نعم مات رضا ولكنه مات مُسلما عكسكِ أنتِ وأباكِ ،إن أجسادكم هي التي تعيشُ فقط ،أما أرواحكم فلقد ماتت منذ زمن.
..................
أنت تقرأ
رسائلك غيرت حياتي (مكتملة)
General Fictionلقد وافق على طلب الصداقة ! اهذا معقول؟ هل ساستطيع الوصول الى معتقداتك وتغيرك بهذه السهوله ؟ بٳبتسامةٍ واثقه نطقت ولما لا انت من اليوم فريستي ساريك من انا .