[ غسق لها ربٌ يحميها ]

1K 109 25
                                    

الهي
تركت الدنيا وأتيت طالبة رضاك، فأنظر إلي



(٣٤)

فتحت عيني على ظلامٍ  دامس  وبردٍ  قارص ، كم الساعة الآن هل فاتتني صلاة الفجر ! هذا ما فكرت به فور إستيقاظي ولم أفكر بأي شيء آخر، نظرتُ  إلى النافذة ووجدتُ أن الشمس   لم تشرق  للآن.

( الحمد لله)  نطقتها وأنا أحاول  الوقوف بسرعة  لكنني شعرت بٲن جسدي يتمزق من الألم يبدو بأن الضرب المبرح الذي تلقيته الليلة السابقة لم يكن بالهين ابداً !

ما هذا الظلام، لم  لا يوجد ضوء في هذه الغرفة؟ هذا كان سؤالي الثاني، بحثت في الغرفة عن زر الإنارة وقد وجدته بصعوبة،،رغم إنه منزلي إلا أن الغرفة مظلمة لدرجة كبيرة ولا أستطيع أن أرى  أي شيء ويبدوا أن بحثي كان بدون فائدة   فالكهرباء قد فُصلت عن الغرفة ،تأكدت من ذلك بعد أن رأيت ضوءا ضعيفا  من تحت الباب ولاشك بأن والدي هو من فصل الإنارة ...

إلهي لقد تركت الدنيا وأتيت طالبة رضاك فأنظر إلي ، حاربت من عرفتهم من أجلك ، تركت زينة الدنيا لأجل حبك،تألمت ولاقيت العذاب حباً بك وليس من أجل أن لا تلمسني نيران جهنم ذات يوم ! وأعلم أنك ستقف معي ولن تتركني ،وما  أرجوه  فقط بعض القوة منك يارب فاعني ...

نطقت بها ووقفت بصعوبة بالغة ، لا ماء في الغرفة يجب علي أن أتيمم لذلك  توجهت للنافذة  المغلقة و مسحت أطراف الزجاج بيدي ليلتصق بعض الغبار في  كفي فتيممت به ثم نظرت حولي أبحث عن أي شيء يمكن ان أستخدمه غطاءً للرأس ولم أجد إلا مئزرا قديم فقمت بلفه حول شعري وجسدي وبالتأكيد لم أجد تربة كربلاء فلا يوجد لدي إلا واحدة فقط في هذا المنزل وقد أخفيتها في غرفتي، بحثت عن حصى ولم أجد لكنني وجدت خشبة صغيره ، أمسكت بها ووضعتها على الأرض وبدأت الصلاة

سمعت حينها صوت الباب يفتح  ولم أكترث له وأتممت صلاتي حتى أديت التشهد ووضعت أصابعي على الأرض وسجدت ثم بدأت بتسبيحة الزهراء وأنا في وضع السجود  لم أشعر إلا بركلة  قوية من قدمه قد مزقت خاصرتي...

نظر إلي بحقد وكره وغضب وهو ثَمل ورائحة الخمر تفوح من جسده وفمه ليقول صارخاً بوجهي: هل تتحدينني؟ أحبسك لليلة كاملة واجردك من قطعة القماش تلك لأجدك ساجدةً على الارض تلُفين نفسك بمئزر قذر ٍمثلك !
ما هذه السخافة التي تقومين بها!  لِمن تسجدين ؟ لربكِ؟ أين هو؟ لِمَ لاترينه؟لِمَ لا يساعدك إذا كان موجودا ؟
لا تكوني ساذجة وغبية واُتركي هذه الافعال السخيفة وهذا الدين الذي بني على الخرافات وعودي الى ماكنتِ عليه.

قمت بدفعهِ عن جسدي ليقع على الارض بسبب ضعف جسده من كثرة احتساءه الخمر!

نظرت اليهِ بشفقة وحسرة على ما يفرط به ِمن دنياه كم أنت مسكين يا أبي !

غسق: أتعلم يا أبي أنا حقاً أشفق عليك ولكني  لا ألومك بل ألوم نفسي أنا فأنا قد  كنت مثلك من قبل، كنت جاهلة مثلك  أبحث عن الماديات والأسباب وأرفض الحق واُكذبه، كنت أريد أن أرى أشياء تفوق إدراك البشر مثل أن أرى الله لأؤمن بوجوده متناسية أن الإنسان له حدود لا يمكن أن يتخطاها مهما مرت به الأزمان وتطور العلم ، فالجاذبية ستبقى جاذبية ولن يستطيع جسمك أن يطير لأن هنالك جاذبية ،والعقل سيبقى في داخل الرأس ولن يخرج لتراه، والهواء سيبقى مخفياً عن العين وهكذا الله فهو أعظم من أن تراه عين الإنسان الوضيعة في عدسة حجمها سانت متر واحد ! ساترك ربي حينما تستطيع أنت أن تخلق لي بشراً أو تبصر الهواء أو ربما حينما تطير وتخالف الجاذبية أو أن تُغرق رٲسك بالماء بدون أن تختنق وتموت وتحيي نفسك من جديد ،حينها فقط ساترك ربي !

رسائلك غيرت حياتي (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن