أقوى العلاقات والتي من المستحيل أن تنهدم
هي العلاقات التي تبدأ بعشق الله وتنتهي بعشق صاحب الزمان
(٣٩)
" مــوافقة"
قلتها لأسراء بخجل وأنا خافضة الرأس، إحتظنتني هي بسعادة ولكن سرعان ما توقفت وهي تسمعني أقول
" ولكن لدي عدة شروط لن أقبل بالزواج ما لم تتحقق"
قلتها بنبرة جدية وهدوء وأنا أنظر لأسراء لتنظر إلي منتظرة مني أن انُهي كلامي ، أخذت نفساً عميقاً ونطقت قائلة:
أنِتِ تعرفين كل حكايتي مع علي وما فعلته له ،كنت فتاة حمقاء تسعى لكسبه لا غير أما الآن فلم أعد كما أنا ولم يعد لي أي رغبة به شخصياً وإنما قبلت به لأنه شاب مؤمن كان سبباً رئيسياً بهدايتي وليس فيه أي عيب خَلقي أو خُلُقي يدفعني لرفضه ، أنا حقاً مدينة له جداً فمهما شكرته لن أعطيه حقه ولكن هذا لا يعني أن أتخلى عن حقوقي وأن لا أطلب ما
أريد كما أخبرتك ِ قبل قليل فأنا لن أستطيع العودة لبلدي ولن أترك الامام الحسين روحي فداه ولا كربلاء ،سأقبل به إذ ما حصلُتُ منه على موافقة العيش هنا داخل كربلاء قرب الحسين وبالطبع أيضاً لن أطلب منه ترك حياته فهذه ستكون أنانية مني لكني أريد ُ منزلاً صغيراً في كربلاء أجلس فيه، أريد ُ أن آتي للعراق كل سنة على أكثر تقدير لأزور حبيبي الحسين هذا أولاً أما الشرط ا لآخر فهو إنني أريد إجراء العملية قبل زواجنا كي أستطيع أن أقوم بواجباتي الزوجية وأن لا أكون عالة عليه وهذا فقط ما أريده، أعلم إنها شروط صعبه ولكنني لن أقبل الزواج بدونها.
قلتها لتقهقه إسراء بخفة على كلامي ثم تعود لحضني وهي تهمس بأذني : لن أخبره بالأمر أنا، أنِتِ من ستفعلين ذلك في الرؤية الشرعية فأنا واثقة بأنه لم يرى وجهكِ للأن فأنا أعرف ولدي جيداً هو لا يركز بوجوه النساء أبداً ، ستأتين معي الآن حيث علي ليراكِ .
قالت كلماتها وسكتت أردت أن أرفض ولكني و قبل أن أنطق بحرٍفٍ واحد قامت بدفع الكرسي خارجة بي إلى منطقة ما بين الحرمين!
يا إلهي أي ورطة قد أوقعِتِ بها نفسك ياغسق! !
كنت أنزل رأسي وأنا أفكر كيف سأبدأ بالكلام بل من أين سأبدأ وهل سأستطيع النطق حقاً ! ! شعرت بأن الكرسي توقف كما شعرت أن قلبي توقف معه من الخوف والارتباك والخجل ! رحلت إسراء ولم أستطع رفع رأسي عن الارض ولكن صوت رقية انتشلني مما أنا فيه ولكن سرعان ما عُدت لخجلي حينما نطقت: غسق أتعلمين بإنكِ ستتزوجين علي وستبقسن معنا.
إنفجرت خجلاً وزجرتها بحدة ليأتي لي صوت إسراء وهي تقول: يريد أن يكلمكِ وأرجو منكِ أن تقومي برفع النقاب ليراكِ فهذا حقه الشرعي ،كوني قوية ياغسق ولا تخافي فأنت لا تفعلين شيئاً خاطئاً وإنما هذه هي سنة رسول الله ،والآن سأذهب أنا ورقية لمكان آخر وانتما خذا راحتكما في الكلام .
قالتها لتذهب وتتركني بمفردي قمت برفع النقاب وأنزلت رأسي وانا ارتعش من الخوف
هيا ياغسق إهدائي ، هدوء، شهيق و زفير ، شهيق زفير وكل شيء سيكون بخير أنِتِ غسق القوية فأين قوتك ! !
نطقتها وقد هدأت قليلاً ثم سمعت صوت خطوات تقترب فعرفت أنه هو، لم أستطع أن ارفع رأسي إلا بعد أن قال
علي : الســلام عليكم ورحمـة الله وبركاته
غسق بإرتباك وصوت منخفض: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
علي يدير رأسه لجهة أبي الفضل ويجلس على الارض: إسمعيني جيداً أنا سأنظر إلى مولاي أبي الفضل وأنتِ انُظري لحبيبكِ الحسين ستشعرين بالتحسن وسيزول عنكِ الارتباك
غسق تنظر للأمام الحسين: حسنا ً
علي: إذن أنتِ غسق أم أدعوكِ زهراء ؟
غسق :بل أدعوني زهراء فهو أجمل بكثير
علي بإبتسامة: حسناً يا زهراء قولي لي من هي قدوتكِ ؟
غسق بإبتسامة وقد دمعت عيناها: أمي فاطمة الزهراء سلام الله عليها
علي : ولِمَ قلتِ أمي؟
غسق :لإنها أم لكل المؤمنات اللواتي يسرن على طريقها ويقتدين بها.
علي بإبتسامة : أحسنتِ و بارك الله بكِ ،والآن أخبريني ما هو هدفك في الحياة ؟
غسق بجدية وشجاعة: أن ابني عائلة مهدوية مناصرة لصاحب الزمان عجل الله فرجه وأن امُهد لظهوره المبارك
علي يضع يده على قلبه قائلاً : السلام عليك يا صاحب الزمان،هذا كل ما أردت أن أسألك إياه قالت السيدة إسراء أن لديكِ بعض الشروط فتفضلي وقولي ما لديك
غسق وهي تنظر للأمام الحسين: كنت قد أمرتني قبل قليل بأن أنظر لحبيبي الحسين لإشعر بالراحة وهذا هو طلبي أن ابقى بجنب حبيبي الحسين، أنا لا أريد منك سوى منزل صغير في كربلاء أتي إليه كلما بلغ بي الشوق ...
علي بإبتسامة: حسناً وأنا لن أمنعكِ من حبيبك فهو حبيبي أيضاً ،قد لا تصدقين بأنني كنت قد قررت في الأيام التي مرت الإنتقال إلى العراق وطلبت إذن والدي في بيع البيت فوافق برحابة صدر وبما أن أبي سيتم الإفراج عنه في هذا الشهر فأنا أعدك بأن ننتقل إلى كربلاء الشهر القادم إذ ما شاء الله وتم زواجنا
قالها ورحل تاركاً إياي متجهاً إلى الحسين أما أنا كُنت أنظر إليه من الخلف ودموعي قد زينت وجهي وأنا أشكر الله على النعمة التي أعطانياها..
أتت اسراء فأخذتني في أحضانها مما جعلني أبكي قائلة: إسراء هل حقاً أستحق كل هذه النعم ؟ إن الله كريم ويحبني بعد كل ما فعلت!! لقد أعطاني كل ما تمنيته حقاً!
إن الله جميل يا أسراء أجمل مما تصورت، إن الله كريم أكرم مما تصورت! إن الله لطيف ألطف مما تصورت ! ،إن الله حنون أكثر من أي مخلوق!!
لما كنت غافلة عنه ؟ أين كنت عنه وهو الذي لم يتركني؟ أنا والله استحي من الله !
لتقول هي بدموعها: إن الله جميل ولأنكِ سترتي نفسك بجماله أعطاكِ الجمال، ولأنه كريم وهبكِ الكرم، ولأنه لطيف رزقكِ اللطف، ولأنه حنون أغرقكِ بحنانه، فمن سار إلى الله وصل وأنتِ قد سرتِ إلى الله فوهبكِ كل هذا العطاء فإياكِ أن تزلي عن هذا الطريق ياغسق تابعي السير إلى الله حتى تحصلي على الجنة الحق وليس جنة الارض الفانية.
(بعــد ثلاثة أعوام في منطقــة مــا بين الحــرمين)
غـسق: حســين ،حســين إنتظر لا تجري بسرعة قـد تقع يا ولدي
حسين يركض ويقوب: أريد أن أصل إلى الأمام الحُسين بسرعة...
عـلي: دعيه يا زهراء فلقد رأى الجمال فكيف لا يجري بسرعة ! أو ما ترين بأنه يريد الوصول قبلنا فشوقه قد جعله مجنوناً
غـسق: ولهـذا لا أريده أن يسير بسرعة فقـد يصل إلى حبيبي قبل أن أصل أنا إليه!
عــلي ضاحكاً: تغارين حتى من ولدكِ !!
غــسق تلحق بحسين : بل حتـى منك أنت!
(وَفِي ذلَِكَ فلَْيَتنَاَفسَِ المُْتنَاَفسِوُنَ )
مـن كـربلاء بدأ العـشق الإلهي حينما قال الإمام الحسين عليه السلام (إن كـان هـذا يرضيك فخذ حتى ترضى) وبكربلاء سينتهي حينما يصرخ المهدي عجل الله فرجه ونسمع تلك الصرخة ذات يوم ( يا لثارات الحسين)
بصوتك أيها العزيز يا قائم آل محمد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*النهاية*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرسالة الأخيرة:
في كل محطة من هذه الرواية واجهت حقـيقة كنت غافلة عنهـا وأجمل محطة كانت تلك الحقيقة التي غفل عنها الكثيرون وهي أن الله عاشق يحب عباده وهو الغيور الذي يريد من الإنسان أن لا يسير في طريق لا يرضاهُ له ولذا يأخذ بيد الإنسان ويرسل إليه ِ رسائلاً عديدة ...
أنظروا في حياتكم و استشعروا رسائل الله إليكم ) وَلا تلُْقوُا بأِيَْدِيكُمْ إلَِى الت هْلكَُةِ ،وتمسكوا بحبلِ الله المتين فإن حبل الله دائمٌ غير مُنقطع.
*تمــت بعــون الله *الكاتبة: حمامة الحضرة
بدأت الروايه 00:00 /1/7/2018
انتهت الروايه 00:00/ 8/5/2018
21 شعبان يوم الثلاثاء
أنت تقرأ
رسائلك غيرت حياتي (مكتملة)
General Fictionلقد وافق على طلب الصداقة ! اهذا معقول؟ هل ساستطيع الوصول الى معتقداتك وتغيرك بهذه السهوله ؟ بٳبتسامةٍ واثقه نطقت ولما لا انت من اليوم فريستي ساريك من انا .