نظرت ماتيلدا لمازن الواقف أمام المرأه يرتدي ملابسه
كحالتها منذ أمس تتأمله دون إرادة !
فطوال الليل كان نائماً بسبب إرهاقه الشديد
فكم مر من أيامٍ وليالٍ لا يغفو غير ساعة أو ساعتين طول اليوم خوفاً عليها
والبارحة فقط إستطاع النوم قليلاً بعد إطمئنانه علي حركة يديها
فيكفي إن إحتاجت لشئ ستستطيع إيقاظه بالحركة
شردت تتذكر هدوء نومه ولكم ظلت ساعات تتأمله
تتأمل ملامحه وكل قطعة به .. كانت تشعر بمشاعر غريبة فلكم شعرت بالأمان والدفئ بين ذراعيه
عندما سقطت من أعلي اليخت ولكم تمنت من صميم قلبها قربه
لكنها لم تتخيل يوماً أن يصبح زوجها ويبقي معها ليس بمكانٍ واحد فقط
بل بغرفة وفراشٍ واحد !
كانت تتأمله وهي لا تصدق أن الراقد جانبها خالد الزياد بحق ..
فما يكون شعورها وهي تتأمله وتعلم أن هذا الرجل مازن العابدين بنفسه !
ويكفي إسمه ليخفق قلبها ! ..
بطلها المجهول صاحب أول نبضات قلبها
خفق قلبها أكثر عندما تذكرت ملامستها الخرقاء لصدره وكأنها تتأكد من حقيقة وجوده
إبتلعت ريقها عندما شعرت بالخفقات المتسارعة داخل صدرها فنظرت تلقائياً إليه تفكر هل شعر بها !!
وبالفعل بمجرد ما رفعت نظراتها حتي إلتقطتها عينيه الباسمة بعشقٍ
أمسك رابطة عنقه يعدل منها وقال بينما ينظر لعينها من خلال المرأه أمامه
- أنا مش هتأخر بس لازم أبدأ أنزل !
تحركت عينها بحيرة وقلق ولاحظ نظراتها فقال مهدئاً
- متخافيش ومتفكريش في الوحش محدش هيقدر يلمسك
إنتي هنا في بيت مازن العابدين
بكر بيدور علي خالد الزياد ودا ملوش وجود !
نظرت إليه بحيرة كم تتمني أن تنطق لتسأله من هو خالد الزياد
ولما إختلق شخصية أخري للتقرب من بكر وسَجنَه !
وعلي ذكر إسم بكر وتخيله خفق قلبها ولكن بألم وقلق تلك المرة
إبتلعت ريقها تحاول الهدوء فبعد ما عاشته مع بكر لا تستطيع الإطمئنان مدامه موجود
إقترب مازن وجلس أمامها ثم قام بفتح إحدي العلب الكرتونية من العصائر قائلاً بحنان
- حاولي تشربي تاني إنهي طلبه الهادئ وهو يقرب الممص منها
فتحت شفتيها تلتقطه وشربت القليل بالفعل
إبتسم لها بسمة حانية بينما نظراته هادئة بشدة ورغم هدوئها
إلا أنها تُسرع من خفقاتها .. وكأنها تُشعل جمراً داخلها !!
*********************************
وضعت سلمي الأطباق علي مائدة الطعام قائلة لمني بسعادة
- أنا هعمل لكل حد اللي بيحبه النهاردة إحتفالاً بماتيلدا ومازن إللي رجع يضحك تاني
قالت مني بإبتسامة وراحة
- فعلاً عندك حق مازن رجع طبيعي شوية إبني وأنا عارفاه مهما كان بيداري وهادي بس كنت بحس بيه
جلست سلمي جانبها وقالت وهي تكتب شئياً داخل الورقة
- كده مازن بيحب البقلاوة ومروان كنافة ومرام رز بلبن وحضرتك بلح الشام
ورفعت رأسها مفكرة وتابعت بحزن
- كان نفسي أعرف ماتيلدا بتحب إيه وأعملهولها !
إبتسمت مني لها بحنان لم تتخيل طيبة وحسن تلك الفتاه
فكم هي نضيفة ورائعة من الداخل قبل الخارج وقالت تمسح فوق ظهرها بحنان أومومي كبير
- وإنتي يا حببتي نفسك في إيه ليه مش حاسبة نفسك .. شوفي بتحبي إيه كمان ونعمله !
إبتسمت بحرج وقالت بإرتباك
- منا بحب الكنافة برده !
ضحكت مني من خجلها فمازالت تتصرف وكأن مروان غريب عنها وقالت بدعابة
- ودي صدفة بقي ولا عشان مروان بيحبها !
نظرت لها قائلة بسرعة وتبرير
- لا والله صدفة يا طنط والله العظيم مش عشانه
قهقهت مني وهي تنهضت قائلة
- وحتي لو عشانه ياهبلة فيها إيه !
زمت شفتيها وقالت بخفوت لنفسها بعد ذهاب مني
- صحيح فيها إيه !!
*********************************
قالت مرام بخفوت حتي لا يظهر صوتها الغاضب
- إحترم نفسك يا أكرم أنا محترمة غصب عنك !
أتاها صوته الساخر برغم غضبه
- محترمة !! .. صمت قليلاً قبل أن يتابع متوعداً
- دنا هكسر عضمك .. وطلاق مش هطلق وأعلي ما في خيلكم إركبوه !
نفخت بعصبية وهتفت بضيق
- إنت مريض فعلاً وأنا بكرهك وهطلقني يا أكرم !!
ضحك بصوت مرتفع حتي أنها أبعدت الهاتف عن أذنها بضيق وقال بهدوء شديد
- طيب يا روح أكرم وريني هتعملي إيه !
ولسه لينا حساب عسير علي البشمهندس مراد اللي قابلتيه بدون إذني !!
إبتلعت ريقها من طريقه المهددة وقالت تحاول الهدوء والتريث حتي تصل لحلٍ دون خلاف
- يا أكرم إسمعني إحنا متفقناش مع بعض ملهاش لزمة البهدلة والفضايح
خلاص كل شئ قسمة ونصيب
قاطعها مسرعاً وكأنه يثبت علي كلماتها
- أيواااا .. كل شئ قسمة ونصيب وإنتي قسمتي ونصيبي ومش هسيبك
فإتلمي وإرجعي وشوفي إخواتك وخليهم يلموا الدور هم شركات شهمي اللي صلتوها عليا !
تنهدت ببكاء وقالت بإرتجاف وضيق
- أنا مش هرجع يا أكرم إفهم بقي أنا مبقتش بحبك
كرهتك من إللي شفته منك تعبت وخلاص مبقتش قادرة أتحمل
أجابها بإستهزاء شديد
- وإنتي شوفتي مني إيه !!
إبتلعت ريقها بضيق ولم تجيبه فأكمل بوقاحة
- ما تجاوبيني .. إيه مكسوفة !!
معقول في بنا كسوف بعد إللي عشناه سوا !!
أغمضت عينها تبكي بصمت فقال هو متسائلاً بسخرية
- بزمتك موحشتكيش !!
أبعدت الهاتف عن أذنها قاطعة للمكالمة وبدأت بالبكاء
وهل لها غيره لتفعله !..
********************************
نهض بكر هاتفاً لا يصدق ما سمعه
- إنت متأكد إنه خالد الزياد ؟!
أجابه الرجل الضخم بهدوء شديد
- أيوا يا بكر باشا هو ظهر من ساعة بالظبط في شركة الزياد !!
دار بكر حول مكتبه عينه تلمع بطريقة غريبة قائلاً بتوعد
- أخيراً خرجت من جحرك يا زياد .. أخيراً !!
قال الرجل بهدوء
- تحب نصفيه يا باشا !
نظر له بكر بإبتسامة شيطانية وقال نافياً
- لاا نصفيه إيه .. هرجع حاجتي منه الأول وبعدين هسويه علي نار هادية
وفي الأخر أنا إللي هصفيه بإيدي دا وعد عليا !!
عشان بس يعرف نهاية اللعب مع الديب إيه!!
***********************************
قال كمال ببرود وهو يتفحص جرح تلك الفتاه الهادئة رغم إتساخ كفيها ووجهها وكأنها كانت تقوم بإصلاح إحدي السيارات
- أنا هبلغ عشان الحرج إللي في رجلك وإيدك دا !
نظرت له ببكاء وقالت بتوسل تمسح فوق خصلاتها القصيرة المشعثة
- لأ عشان خاطري دا مجرد جرح عادي لإني وقعت وأنا بجري !
رفع حاجبيه وهو يرتدي الجوانتي الأبيض الجديد قائلة بسخرية
- والله !! .. ووقعتي علي إيه بقي ؟!
ثم أمسك أطراف خصلاتها الكستنائية الواصلة لكتفها قائلاً بسخرية
- وإللي علي شعرك دا من الوقعة !! .. ثم تابع بسخرية
- مش دا دم برده !!
نظرت له بصمت وبكاء شديد كطفلة خائفة
وبمجرد خروج الممرضة من الغرفة بعد عدة دقائق
حتي تحولت نظرتها بطريقة غريبة مخرجة مُدْيَة من جانبها !
نظر كمال بصدمة للسكين بين يدها بينما يستمع تهديدها الخافت
- هتخيطه يا دوك ومش هتبلغ وإشتغل بدل ما أشتغل فيك !!!
حول نظراته لها ونطق بهدوء منافي لدهشتة
- نزلي القصافة دي .. دا إنتي تروحي في داهية لو لمستيني بس !
أغلقت المُدْيَة بحركة سريعة وبسيطة ورفعت كفها تضعه فوق صدره قائلة بسخرية
- أهه لمستك هيحصل إيه ؟!
ورفعت رأسها تنظر له متسائلة بسخرية
- إيه المستشفي هتنفجر !!
نظر لكفها فوق صدره وأجاب ببرود وهي يجهز الإبرة والخيط الطبي
- لا مش هتنفجر وإرفعي إيدك عني !
رفعت يدها ببطئ ولا مبالاه وقالت بنبرة قوية
- منا قلت كده من الأول .. إقفل الجرح ويا دار ما دخلك شر !
أمسك المقص دون إجابتها وسحب مقعداً متحرك جلس عليه وبدأ بقص بنطالها
فقالت بضيق وهي تنظر له
- هو مينفعش بدون ما تقص أمه يعني بقي شورت أهه هخرج إزاي بيه؟!
لم ينظر لها وبدأ بوضع البنج
**************************************
أراح مازن ظهره فوق مقعده الجلدي منتظراً دلوف بكر عليه بعد أن أخبرته زينة بحضوره
دلف بكر بطاقة غضب كبيرة فقابلته إبتسامة مازن الساخرة مما أفقده صوابه
فهتف بصوت شيطاني متوعد
- فين ماتيلدا يلا !
ضحك خالد ضحكة مستفزة قائلاً بسخرية
- يلا !! ..
وفجأة رفع رأسه يكمل ضحكته القوية دون إجابه
إقترب بكر منه متوقفاً أمام مكتبه وقال بتهديد
- لو باقي علي حياتك هتفكر صح وهتعرفني مكانها !
رفع خالد حاجبيه وقال مفكراً
- ماتيلدا مين ؟! .. أه طليقتك ! ...
إيه دا هي طليقتك تايهة ياحرام ؟!
جز بكر علي أسنانه وهتف بغضب
- متستعبطش عليا أنا كده كده هوصلها !
تنهد خالد مريحاً ظهره للخلف علي مقعده وقال بنبرة هازئة
- أنا مش جمعية خيرية والله
ودور علي اللي تايه منك في حتة تانية ويلا بره عشان مش فاضي للهيافة دي !!
ظلت نظرات بكر غاضبة مهددة لحظات إلي أن قال بخفوت متوعداً
- نهايتك وحشة أوي يابن الزياد
إنت حتي دماغك حتي مش هتقدر تصورلك انا محضرلك إيه !!
نهض مازن من فوق مقعده برود وإقترب بثقه من بكر قائلاً بتحدٍ كلمات متقطعة ومشددة
- أعلي .. ما في خيلك ... إركبه !!!
أنهي كلمته دافعاً له دفعه قويه أعلي صدره هاتفاً بإحتقار
- بره يلا !!
خرج بكر من الشركة يسب ويلعن وكأن شياطين الأرض محيطة به من كل صَوب
صرخ بالرجل العملاق هاتفاً بعصبية
- وديني علي القصر !!
أومأ الرجل وركب السيارة الرباعية السوداء مسرعاً
أطفي بكر هاتفه بعد أن أنهي مكالمته ينظر لوجهه المنعكس علي الشاشة السوداء !
رفع عينه المشتعلة للأمام هامساً بشر مخيف
- إنت اللي إخترت يابن الزياد !!
****************************
صعدت شهيرة بهدوء وما وصلت للأعلي حتي وقفت بثقة أمام السكرتيرة زينة قائلة
- عاوزة أقابل خالد الزياد !
نظرت لها زينة بهدوء وقالت وهي ترفع سماعة الهاتف
- دقيقة بعد إذنك !
ودلفت شهيرة للمكتب بعد أن أعطي مازن الإذن
إقتربت رافعة وجهها بثقة تقرع الأرضية الخشبية بحذائها العالي
رفع مازن لها نظراته اللامعة بشئ مخيف رغم هدوئها
يقسم أنه سيحاسب كلاً من لمس منها شعرة واحدة !
وقال بنبرة ساخرة
واضح إني وحشت عيلة الديب أوي في الكام يوم اللي فاتو !!!
***********************************
أنت تقرأ
نبضات عاشق.. أشعر بك2
Romanceوضع كفه فوق صدره عندما شعر بألم نبضاته المتسارعة بقوة نظر لها مبتلعاً ريقه يعلم أن ألم نبضاته بسبب نبضاتها !! كانت عينها ممتلئة بالدموع الغزيرة ورفعت كفها الثابت منذ فترة !! رفعت كفها بالفعل في محاولة للمس وجهه لا تصدق ما قاله ! نظر لكفها المر...