الفصل الرابع والثلاثون

41.6K 1.3K 21
                                    

    فتح رامي الباب وكانت الصدمة بالنسبة إليه
فكانت الممرضة مُخدرة لا تشعر بشئ
ولا يوجد أثر لنرمين !!!!
دلف للداخل صارخاً وأتي علي صوته الحرس الخاص به
إلتفت بغضب مسدداً لكمة قوية لأقرب رجل له هاتفاً بغضب
- فين البنت يا *** ؟!..
وتابع صارخاً بعصبية شديدة
- إزاي تختفي أومال إنتوا لزمتكوا إييييه ؟!!
إعتدل الرجل بصمت كما إنكمش الرجل الأخر ناظراً أرضاً متلقين صراخه الغاضب!
إلي أن إقترب مُمسكاً بأحدهم من ملابسه هاتفاً بغضب هادراً
- إنطق كنت فين؟!.. والبنت إزاي تتاخد وإنتوا هنا ؟!
نطق الأخر قائلاً بأسف
- سامر كان في الحمام يا باشا وأنا اللي كنت موجود ولكن جه شرطي عشان الإستجواب للبنت ودخل ومكناش نعرف إنها مش هنا الا دلوقتي ساعتك !!
دفع رامي الرجل الممسك به وإقترب من الأخر محذراً بقوة
- لو ملقتوش البنت دي هحاسبكم بطريقتي
لا تقولي ظابط ولا إستجواب ولا زفت.. سامعني؟!!
أومأ الرجل مطيعاً قائلاً بحزم
- تمام يا باشا !
أنهي كلمته منطلقاً للخارج هو وزميلة !
***************************
إعتدلت ماتيلدا في جلستها عندما إستمعت لطرقات الباب
إلتقطت حجابها وإرتدته عندما أذن مازن بدخول الطارق
دلفت مني بهدوء مُغلقة الباب خلفها فإبعدت ماتيلدا حجابها مرة اخري وسحبت جسدها لأعلي الفراش وجلست بصمت!
إقتربت مني قائلة بحزم
- الحمدلله إنك بقيت كويس وبخير أتمني توضحولي إيه العلاقة بنكوا؟!
وإزاي ختها من بكر ؟!..وهي إزاي تسيبه عشان مَرضه وإنت ترضي بيها زوجة ؟!..
وكان مالها لما جبتها البيت أول مرة؟!..
جلست فوق المقعد بهدوء متابعة
- شايف كام سؤال في دماغي بسببكم ومرضيتش أفاتحها في الموضوع وإنت مش موجود عشان مبقاش ضغط عليها ولا إستغليت الموقف .. بس لو الكلام معجبنيش هنختلف يامازن !!
إبتلعت ماتيلدا ريقها ورفعت بصرها لمازن الذي قال مجيباً بهدوء
- واللي عملتيه صح يا ماما و مفيش مشكلة وأنا هجوبك علي كل دا
بس إنتي عرفتي منين إن بكر مريض ؟!.. وجبتي منين حكاية إنها سابته لمرضه وأنا ختها منه؟!
إرتبكت ماتيلدا من سؤال مازن فهو لا يعلم بمقابلة والدته وبكر
ولكن رفعت عينها بدهشة عندما قالت مني بثبات هادئ
- هو اللي قالي لما قابلته !!!
أومأ مازن برأسه قائلاً بضيق
- كنت حاسس إنك هتقابليه برده !
وتابع ملتقطاً كف ماتيلدا بحنان
- هي مسبتهوش ولا حاجة هو كان مطلقها من سنين
وأهلها عندهم عقائد غريبة المهم إنهم سبوها ومبقاش ليها غيره هو ودا قواه أكتر ورجعها تاني وطلقة بطلقة لحد ما بقت محرمة عليه وبما إنك عارفة مرضه يبقي أكيد عارفة إن مستحيل حد بوضعه يقبل بجوازها من راجل تاني كمحلل
واليوم اللي جبتها بتنا كانت مراتي من قبلها بشهور وأضطريت أتجوزها بسرعة عشان لو بكر عمل حاجة أقدر أجبها منه لو بالقانون حتي بس الأمور إتقلبت وطلع حية فعلاً
الحالة اللي جبتها فيها لما فكرتيها ولد صغير عامل حادثة وأنا خبطته
كان من بكر هو اللي عذبها وبهدلها وقص شعرها وقتل جدها وكان ناوي يقتل صحبتها ويقتلني
إذا مكنش ناوي يقتلها في النهاية كمان وأنا لحقتها عند أخر لحظة
نظرت مني لها بدهشة فِيما إسترسل مازن بالحديث
بينما إشتدت قبضة ماتيلدا فوق كفة بإضطراب من تخيلاتها المتتالية لأسوء سنين عمرها
إبتلعت شهقتها المكتومة بألم ناظرة للأسفل تستمع لحديثه المؤلم كما والدته !!
**********************
جلست سلمي محتضنة تلك الطفلة الصغيرة بحنان تضحك بشدة علي كلماتها المُبهمة وغضبها من أي شئ
قالت ديالا بضحك عندما أخذ طفلتها روهاندا هاتف سلمي مُلقية به بغضب
- معلش أسفة بس هي بترمي أي حاجة مدام إتخدت منها مرة
فعشان أنا خته منها وإنتي رجعتي ختيه رمته!
ضحكت سلمي بقوة جاذبة الطلفة قائلة بمرح طفولي كالصوت المتحدثة به للطفلة
- إنتي زعلتني إنتي.. إنتي إتقمصت وغضبتي إنتي..
نظرت لديالا قائلة بضحك شديد عندما زمت الطفلة شفتيها متجاهلة دعابتها معها
- بس هي عصبية والله .. مع إن شكلك هادية
إبتسمت ديالا بحنان لإبنتها ونظرت حولها ضاحكة وكأنها تبحث عن أختها قائلة بخفوت
- هش مش عصبية بس هي مجنونة كمان ..زي خالتها بقي
ضحك الجميع بينما توعدت إيليف لهم قائلة بمزاح
- حسابنا بعدين وسيبوا البنت ملكوش دعوة بيها إنتو عاوزينها باردة زيكم !
نفت سلمي ضاحكة مع الطفلة متابعة
- لالا هي كده جميلة أوي .. أنا عاوزة أخلف طفل عصبي !!
ضحك مروان حينها قائلاً بنفي بينما يرفع يديه في علامة كإستسلامه
- لالا أنا مش عاوز عصبيين .. حرام بقي !
غمغمت سلمي ضاحكة بقوة
- فعلاً كفايا هو عليا ..
أنهت كلماتها الضاحكة رافعة الطفلة لحضنها لتميل فوق بطنها وتداعبها بفمها وكأنها ستأكلها
إبتسم مروان بحنان وهو يتابع لعب وإنغماس زوجته مع الطفلة
وللحق كانت طفلة مُجذبة بشدة
غريبة الشكل وكأنها لوحة مرسومة من عيونها الضيقة الضاحكة وخصلاتها البرتقالية الخفيفة
نظر تجاه مرام فوجدها شاردة تماماً
زم شفتيه بضيق يعلم سبب شرودها
ومن غيرهم يعلم!!
فمرام تعد إبنتهم وليس إختهم فقط ..
يعلم تفكيرها وصراعها بالجواب علي الأسئلة الخاصة بمراد بعد ما حدث !!
***************************
تناول كمال كفها البارد ناظراً لوجهها الشاحب عندما بدأت تتحرك ببطئ
همس بصوت خافت
- حمدلله علي السلامة..
فتحت عينها بتثاقل تحاول إبعاد تلك الخيوط الوهمية المُكونة لغشاء أبيض فوق عينها
ضيقت نظراتها مغمضة العين لتعاود فتحها تشعر بالتشوش وعدم الرؤية جيداً
طالعت السقف الأبيض فوقها و مالت برأسها جهة اليمين عندما وصلها لذلك الصوت الدافئ!
نظرت له هِنية قبل أن تمتلئ عينها بالدموع من إستوعابها أنها مازالت علي قيد الحياه !!
نهض من مقعده منحنياً عليها ماسحاً عبراتها بحنان شديد طالباً منها الهدوء
أنهي طلبه الهادئ بل رجائه الخافت بقُبلة طبعها فوق جبينها الشاحب!!
شعرت بتلك الخفقات الغريبة مرة أخري تعصف بصدرها!
كل نبضة تسابق الأخري للظهور قبلها !!
إبتلعت ريقها مُغمضة عينها من تَهدُج تَنفُسها أثر تلك المشاعر القوية التي تجتاحها لثانِ مرة!
إنخفض كمال بقبللته بعد لحظة ليطبع غيرها لكن فوق وجنتها اليمني هامساً بأذنها
- محدش هياخدك ..ولا حد هيقربلك.. وأيان إنسيه خالص!
أنا قادر أحميكي .. إرتاحي بس ومتفكريش ..
سالت عبراتها أكثر بصمت بل بعجز
جلس جانبها محاوطاً رأسها بحنان وكأنه يُهيئها لما سوف يقوله !!!
***********************
دلف أيان لداخل غرفة بكر فوجد الطبيب علي حالته
إقترب متسائلاً بينما نظراته مُصوبة نحو بكر الغافي وكأنه داخل عالم أخر
- ها إيه الأخبار ؟!
نفي الطبيب بيأس قائلاً
- أنا حاولت كتير بس للأسف دخل في غيبوبة!!
مط أيان شفتيه ..ثم رفع صوته قائلاً ببرود
- وماله يدخل .. يطلع ..إحنا معاه وأديه مريح العالم منه شوية علي مايرجع
ظل الطبيب صامتاً
فِيما تابع أيان متجهاً للخارج مرة أخري
- لما يفوق بلغني عشان أحتفل بيه !!!
خرج مغلقاً الباب خلفه وقال لحرسه متجهاً لسيارته
- لو الباشا جه تاني إدوني خبر!!
*************************
كان رامي كالثور الهائج يفكر كيف يستطيع إعادة نرمين.. وأين بكر الأن !
فلقد بحث عنه بنفسه بخلاف بحث حازم وماجد وأخيه شخصياً عليه
ولكن لا يوجد أثر له وكأنه لم يكن !!
نظر للممرضة التي إقتربت بإعتذار منه وأخرجت هاتف من جيبها قائلة
- أنا لقيت التلفون دا وكان معاها يابيه .. والله خدروني ومحستش بالدنيا
أومأ لها بصمت ملتقطاً الهاتف منها قبل أن يأذن لها بالإنصراف والذهاب لأحد رجاله لتتقاضي ما إتفقا عليه !
نظر رامي الهاتف وحاول فَتحِه ليبحث داخله ولكن دون جدوي بسبب إنتهاء شحنه !!
خرج من المشفي وركب سيارته البيضاء ذهاباً لقصره
وبمجرد وصوله حتي أعطاه لإحدي الخدم أمراً إياه أن يشحنه ويجلبه له بمجرد أن يضئ
خرج للحديقة الخلفية حيث مكان جلوسهم
كما قالت منيرة زوجة عمه إليه بمتعاضٍ تجاهله بلامبالاة !!
إقترب من مَجلسهم فكان الجميع تقريباً من الرجال في الخارج
لم يُخبر مازن بأمر إختفاء نرمين بسبب شعوره بالضيق فقد كانت تحت مسؤليته
لولا هؤلاء الأغبياء من حرسه الذين غفلوا عن خطفها!
كان مازن جالسا علي إحدي المقاعد المريحة علي جانبيه كلاًمن مروان وماجد وحازم
الجميع شارداً كلاً في واديه وبُقعته الخاصة فهروب بكر سبب حالة من الفزع والقلق
خاصتاً بعد فعلته الأخيرة بمحاولة إغتيال مازن وعائلته !
إقترب رامي منهم مرحباً بالجميع وجلس بهدوء متابعاً تحريات وحديث ماجد عن إختفاء المدعو أكرم !
إلتوت شفتيه ببسمة مُتشفيه عندما أتت صورة أكرم المذعور أمامه وهو يتوسله تركه والعفو عنه!!
******************************
ظل كمال يمسح فوق خصلاتها بحنان كما يمسح عبراتها عندما تسيل
إستغربت سيلان من طريقته ومعاملته الغريبة
لكنها لم ولن تعترض فهي بأمس الحاجة لذلك الإحتواء
تشعر بالإرهاق والمرض حقاً رغم أنها كانت تشعر به من قبل
لكن الأن تشعر وكأنه نال من صحتها وعظام جسدها بشدة!
تنهد كمال قائلا بهدوء
- أنا خلاص رتبت كل حاجة هندخل نعمل أشعة رنين دلوقتي
وبعدها هتعملي الرسم الكهربائي علي المخ
لم تُجيبه بل ظلت مغمضة العين تسيل دموعها علي جانبي وجهها بمرارة
تتمني الشفاء فهي بأشد الحاجة للعلاج والخلاص من هذا المرض
تريد التخلص من هذا الصداع الشديد وألام تكسير الجسد بعد كل نوبة
والخوف والقلق مما سيحدث ..كل شئ!!
همس كمال بما يريد بعد عدة ثوانٍ من محاولاته لبث الدعم والأمان لها
- هنعمل كل حاجة وأنا معاكي مش هسيبك..
بس الدكتور إحتمال يحتاج إننا نحلق شعرك !!!
***************************
هبط مصطفي الدرجات بعد أن طرق الباب كثيراً
حاول الإتصال بمازن لكن هاتفاً كان خارج التغطية
نفخ بضيق شديد وجلس فوق أخر درجات يحاول التفكير
يشعر بالضياع والغضب !
يريدها بشدة لكنه لا يريد خيانة صديقة ..
لا يستطيع نسيانها وإخراجها من عقله ولا يريد خسارة أخته ومازن للأبد !
وضع رأسه بين كفيه متنهداً بألم جازاً علي أسنانه من سوء حظه
فهل خَلت الدنيا من الفتيات ليتزوج مازن بتلك !!
يشعر بالفضول القاتل لمعرفة كيف تزوجت بكر فكما علم أنه زوجها السابق!!
كيف وصل مازن إليها.. ولمَ الصراع عليها !
كيف يتعرف مازن للمدعو بكر فبعد ما سمعه عنه هو بعيد كل البعد عن حياه صديقه
فكر كثيراً وتوقع معرفة مازن ببكر عن طريق المدعو رامي شهمي بسبب الشركات وحياه الثراء المتشابة بينهم
نهض من فوق الدرج ساباً علي الجميع
لا يريد التفكير والتخمين أكثر
بل يريد رؤيتها !! ..
رؤيتها وفقط .. يشعر بالإشتياق لها حد الجنون !
يريد سماع نبرتها الناعمة.. ورؤية عينها الملونة حتي لو من بعيد !!
***********************
نهض الجميع للرحيل بعد إنتهاء حديثهم
إلتفت رامي علي قُدوم الخادمة التي إقتربت ببطئ وإحترام معطية الهاتف له كما أمر
أخذ الهاتف منها وصرفها تحت صوت الجميع بتبادل الحديث عما سيفعلوه غداً..
أخذ يقلب في محتويات الهاتف ويبحث عن أي شئ يساعده!!
وعندما وصل لسجل المكالمات كانت صدمته الأولي!!
إتسعت عينه دهشة عندما وجد رقم مسجل بإسم طارق!
ضيق عينه مفكراً من طارق هذا ؟!
فهل تقصد به زوجها الراحل كما فَهم من مازن ذات مرة ضمن الحديث عن زوجها الذي قُتل في السجن منذ سنوات !!
قطب جبينه مستغرباً من تلك المكالمة القريبة فكانت من عدة أيام فقط !!!
شعر بالتوجس ودون تردد ضغط زر الإتصال وكانت صدمته الثانية
عندما إرتفع رنين صاحب الهاتف أمامه!!!..
فصل الإتصال وأعاده مرة أخري مع رؤيته لحركة الواقف أمامه لإخراج الهاتف !!
قطعه وإتصل مرة ثالثة !!
وحينها تأكد وذُهل بل صُدم عندما رأي إرتباك ملامح الواقف أمامه!!
وحدث كل شئ في أقل من الثانية الواحدة
فلم يستوعب أحدا شئ
إلا ماجد واخر !!!
وكانت الصدمة الثالثة من نصيب الجميع
عندما سقط حازم أرضاً من اللكمة المُسددة إليه من رامي الغاضب!!!!!
***********************    

نبضات عاشق..  أشعر بك2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن