الفصل الثامن والعشرون

43.6K 1.3K 42
                                    

    أمسكت سلمي المحارم الورقية تجفف وجهها وفمها بإرهاق
خرجت بهدوء من دورة المياه ونظرت لمروان الذي إقترب منها متسائلاً بقلق
- إنتي لسه تعبانة ؟!
نفت برأسها بحركات ضعيفة وقالت بنبرة خافتة يبدو عليها التعب
- متخافش أنا كويسة .. معدتي قلبت من ريحة الأدوية يمكن !
قال مروان بحنان وهو يمسح فوق ذراعها
- مفيش ريحة دوا بيتهيألك عشان بس جو المستشفي وكده ..
تعالي أروحك ترتاحي
نفت مرة أخري وقالت بهدوء مطمئنة
- قلتلك متقلقش أنا كويسة والله أهه خلاص هطلع أشم هوا بره وهبقي تمام
إلتقط كفها بين قبضته بحنان هامساً
- لوحسيتي بحاجة عرفيني متشليش هم حد الكل بخير الحمدلله ..
أنا هروح دلوقتي البيت أجيب حاجات وأطمن علي مرام برده !!
***********************************
جلست مرام تنتفض تحاول التفكير لكنها لاتستطيع تشعر أن عقلها قد تيبس تماماً
بينما نظرات مراد كانت هادئة متفحصة لها !
كانت جالسة علي الأريكة الكبيرة عند زاويتها بالأخص
أما مراد كان جالس فوق المقعد أمامها كما فضل حتي يكون بعيد عنها كل البعد !
رفعت رأسها له هامسة بتساؤل مذعور
- هو أكرم ممكن يكسر الباب ويدخل ؟!
أجابها مطمئناً
- لا طبعاً الباب مُصفح ودا مستحيل
ولو جاب مفتاح من الهوا وفتحه أنا معاكي اهه ومش هيقدر يقربلك !
وأنا حاولت أتصل بمازن ومروان بس تلفوناتهم مقفولة .. وأنا هفضل هنا لحد ما حد يجي
نظرت له بصدمة وبكت فجأة هامسة بخوف
- مروان هيقتله ليه قلتله ومازن تعبان مش هيعرف يتصرف
هدئها بنبرة خافتة رغم حزم نبرته
- لسه موصلتش ومقولتش لحد بس لازم أتصل وأقولهم عشان لازم حد يجي !
إبتلعت ريقها ونظرت لقدميها التي تهتز بسرعة كبيرة
أغمض مراد عينه من سذاجتها أوبرائتها أو غبائها لا يعلم بماذا يصنفها
كيف تسمح بوجوده معها دون معرفة أحد !..
تنهد بهدوء مستغفراً داخله معنفاً نفسه علي تفكيره
فلم يفكر بتلك الطريقة .. لم يحاول بشتي الطرق تبرير تصرفاتها بالسوء رغم تأكده من طيبة نيتها !
فتح عينه ينظر لها بل هو يعلم لم يفكر هكذا .. !
نعم يريد تشويه صورتها حتي لا يتعلق بها أكثر .. يريد أن يخمد حبه لها !
مسح وجهه بضيق من حالتها يشعر بالغضب منها ومن نفسه
برائتها وعفويتها تجذبه ..!
رقتها وضعفها يجذبه .. !
قلة حيلتها وإضطرابها يجذبه ..!
كل ما فيها يجذبه وهو لا يريد ..
لا يريد أن يكون الثاني لا يستطيع .. ليس لديه تلك القوة !!
إنتبه من شروده لها عندما وقفت بإضطراب قائلاً بإرتجاف
- طيب أكلمه وأقوله يمشي يا إما هتصل بإخواتي ؟!
نهض من مكانه وإقترب منها ببطئ قائلاً
- متكلمييش حد .. ومتدخليش اصلاً خلاص مفيش بنكوا كلام
بقي طليقك .. إهدي واعدي لوسمحت
جلست مرة أخري تهتز بحركة بسيطة دليل علي إضطرابها
زم شفتيه وجلس جانبها تلك المرة رفع يده بعد تردد للحظات ووضعها علي كتفها يربت فوقه بحنان
إنتفضت واقفة من جانبه بإرتباك
فأمسك كفها البارد وجذبها لتجلس مرة أخري قائلاً بحزم
- إهدي يامرام .. أعدي وأهدي لوسمحت
جلست تنظر له وقد تزايدت نفضتها فقال هو بهدوء
- متفكريش في أكرم .. متخافيش منه أنا أقدر أحميكي !!
خفق قلبها تلك الخفقات الغريبة المصاحبة لإهتمامه بها فتابع هو بحنان
- أنا عارف إنك معجبة بيا دلوقتي علي فكرة !!
إتسعت عينها ونفت برأسها بحركة بسيطة وكأنها رد فعل من عقلها
رغم شعورها أنها لم تفهم ما قاله من صخب خفقاتها !
إقترب مراد بعد عدة دقائق من تبادلهم للنظرات هامساً بعاطفة
- أنا كمان لسه معجب بيكي ..ومش قادر أنساكي !!
تنفست بقوة مغمضة عينها عندما شعرت بإقترابه!!!
**********************************
كان أكرم يحاول الإتصال بالرجل لكن الهاتف لا يستجيب معه بسبب سوء شبكة الإتصال
خرج من السيارة غاضباً يسب ويلعن
نَزل صديقة هو الأخر قائلاً بقلق
- والحل يا أكرم لازم نعمل حاجة !!
صرخ به بعصبية محاولاً الإتصال
- منا بحاول أوصله بس مفيش شبكة ..أتصرف إزاي ؟!
إقترب منه صديقه بعصبية صارخاً
- دلوقتي مش عارف تتصرف..!!.. أنا غلطان إني مشيت وراك !
أنا هطلعله واللي يحصل يحصل !!
كل هذا حدث في ثوانٍ عندما توجه صديق أكرم تجاه البيت ولكنه توقف علي هِتاف أكرم
- الخط جمع.. جمع بيرن أهه !!
إقترب مسرعا مرة اخري يستمع لهتاف أكرم المتوتر في الهاتف عندما أتاه الرد
- عبده متعملش حاجة للراجل اللي طلع مش دا اللي أقصده !!
قال عبده الازاز بعصبية
- يعني إيه يا باشا دا طلع لنفس الشقة اللي أنا براقبها
وإتعاملت معاه خلاص !!!!
هتف به أكرم بصوت مرتفع
- صوتك بيقطع.. مش سامعك ..المهم متعملش حاجة للراجل اللي طلع ياعبده سامعني
نظر للهاتف بضيق عندما إنقطع الاتصال وما هي الا دقائق حتي نظر أكرم وصديقه تجاه عبده المُقترب منهم بثورة زاعقاً
- إيه الكلام يا هندسة إنت مش قلت عاهة مستديمة للواد اللي هيطلع للبيت !!
قال أكرم بضيق
- مش هو دا اللي أنا أقصده معرفش إزاي التاني مجاش ودا اللي جه
صمت ينفخ بضيق ثم سأل بفزع
- أنا مسمعتكش إنت عملتله حاجة ؟!!!
**********************************
تنفست مرام بقوة مغمضة عينها عندما شعرت بإقتراب مراد منها !!
إبتلع مراد ريقه بألم وإقترب أكثر حتي يقبلها !!
ولكنه إبتعد فجأة عندما دفعته ناهضة من جانبه تبكي بقوة
تنهد داخله براحة من رد فعلها
شعر بسعادة لا تُوصف ورغم تأكده من أخلاقها
لكن شعور داخله يُلح عليه بإختبارها وها قد نجحت في اللحظة الاخيرة !
نظر لها عندما إرتفع صوت بكائها المستغفر وصوتها الذي خرج متقطع
- إمشي يا مراد أنا خايفة عشان خاطري متعمليش حاجة ..
عشان خاطري أنا مش كده أنا مستاهلش .. !
نهض مسرعاً معتذراً بهدوء
- أنا أسف بجد .. إنتي عندك حق متخافيش مني ..
انا أسف إهدي .. همشي متخافيش .. إهدي خلاص !
إبتعدت عدة خطوات تضم قبضتيها لصدرها ترتجف ببكاء صامت
إبتسم مراد لها بحنان ورغم حالتها إلا أنه سعيد بشدة
هو كان يريد حدوث هذا بل كان يتمني أن تصفعه ..أن تبكي ..أن تبتعد أن تثبت له عفتها وأخلاقها بالدليل وبالفعل .. !
وها قد أخذ مراده !!
إتجه بخطوات بطيئه للخارج قائلاً
- أنا هخرج عشان فعلاً ميصحش أفضل هنا معاكي .. أنا أسف بس مش هسيبك
أنا هعد علي السلم بره لحد ما أوصل لحد من أهلك أو حد يجي ..
فمتخافيش إنتي في أمان برده ..أسف!
لم تجيبه ولم تفكر تريد خروجه حقاً تشعر بالحزن مما كان سيحدث بينهم
هل هذا جزاء إخوتها ووالدها
رفعت بصرها لصورة مُعلقة بها كلمات قرانية مكتوبة بخط والدها وسالت عبراتها أكثر !
نظرت بذعر علي صوت أكرم الذي فتح الباب
وقف أكرم بذهول أمام الدماء فوق السلاميك أمام باب الشقة !!
صرخت مرام دون معرفة هوية هذا الشخص ..
صرخت بمجرد رؤيتها للجسد النازف أمام الباب !!
************************************
قالت سيلان باكية بقوة رافعة يدها المبتورة أمامه وكأنها تشكي إليه أخيه ..وألمها ..وضعفها !!
- قطعلي إيدي ياكمال !!!!
إتسعت عين كمال وهو ينظر ليدها بصدمة وخفق قلبه داخل صدره كالمطرقة
رفع نظراته المصدومة من يدها المبتورة إليها
عندما بدأت تتشنج بقوة باكية تحارب نوبة صرعها !!!!
فاق من ذهوله مبتعداً عنها ونظر حوله بسرعة باحثاً عن وسادة أو شئ
ثم خلع سترته بسرعة وقام بطيها عشوائياً وإقترب واضعاً لها أسفل رأسها حتي لا تصطدم أكثر
إبتعد عنها بعد أن رفع رأسها قليلاً لأعلي
نظر في ساعته ثم إتجه لأخيه صارخاً بغضب
- إنت إتجننت إزاي تقطع إيديها ولييه .. ليه كده يا أيان ؟!
ظلت نظراته ثلجية متابعاً نوبتها ببرود ثم قال بسخرية
- والله حرام هدومك دي تتوسخ .. مش بفلوس دي ؟!
أغمض كمال عينه لا يصدق مدي بروده بعد ما فعله
وقف أمامه قائلاً بتشدد
- بطل البرود دا .. يعني إيه تعذب البنت وتقطع إيديها ؟! ..
خلاص مبقاش عندك قلب ؟!
رفع أيان يده ووضعها فوق قلبه قائلاً بتشكك
- لا في نبض يبقي بيدق يبقي في قلب ..صح !!
ضم كمال قبضته بقوة وقال بغضبٍ جازاً علي أسنانه
- أخرج يا أيان .. أخرج لو سمحت كلامنا بعدين
ولو سمحت تبعت حد يجيب العلاج اللي هكتبه !
رفع أيان حاجبيه بالنفي وأجاب بهدوء شديد لا يلائم الموقف
- إنت اللي هتخرج مش أنا !!!
نظر كمال للخلف عندما توقفت نوبتها ورفع يده ينظر في الساعة
صمت لحظة مغمضاً عينه بقوة يحاول تمالك أعصابه وهمس بحزن
- الحالة إتطورت كانت بتبقي أقل من 3 دقايق !!!
*********************************
بعد ساعتين تقريباً ...
دلف أيان لداخل غرفة مظلمة وجلس يتابع بكر ببرود !!
كان بكر ملقياً علي فراشٍ عندما فتح عينه لتتواجه مع عين مخيفة
نظر بصدمة لأيان الذي خرج صوته مخيفاً بعد أن إقترب منه
- أهلاً بيك في جحيم أيان النيري !!!!!!
إبتلع بكر ريقه يحاول إستجماع الصورة فمازال ذلك المخدر الذي إستنشقه مؤثرا عليه
إبتسم أيان بسمة غريبة وهمس
- رجالتي أغبية شكلهم تعبوك في الحركة والشيل والحط .. بس متقلقش هحاسبهم !!
صمت قليلاً متابعاً بكر وهو يغمض عينه بقوة ليعود فتحها محاولاً التركيز
- إنت واحشني اوي ياراجل .. كل دول حرس وشرطة ليه يعني الوزير جوا ؟!
نهض فجأة من فوق مقعده وإقترب من طاولة ووضع بعض الماء في كوب
حمله متوجهاً تجاه بكر وسأل بهدوء
- إنت عطشان ؟! .. قولي حاسس بإيه عشان أساعدك !!
رفع الكوب وتناول محتواه ببرود قائلاً براحة
- الحمدلله .. العطش وحش برده !!
إبتلع بكر ريقه مجدداً وسأل بوهن
- عاوز إيه يا أيان .. وليه جايبني هنا !
أجابه بهدوء شديد
- جايبك نصيف ! ..
إقترب وجلس مرة أخري علي المقعد قائلاً
- أنا كنت هجيبك من زمان بس مبحبش الشوشرة
فإستنيت شوية وزي ما إنت عارف الصبر مفتاح الفرج
والفرج جه لما قامت خناقة بين إتنين تبع مازن حبيبك .. ولا أقول خالد !!
ضحك متابعاً بسخرية
- أصلي عارف إنه إداك علي قفاك !! ..
المهم يعني الدنيا إتقلبت هناك كانت عاركة نضيفة وإنت عارف إخلاص الشرطة الكل راح يحل الخلاف معادا واحد سابوه .. وزي ما هو مخلص للبلد وتعاون معاك أخلص ليك وتعاون معايا !!
وضع قدم فوق أخري قائلاً بإرتياح
- بس كان ليك شوقة والله .. عموماً هسيبك ترتاح وهجبلك أحسن دكاترة في العالم وهعمل معاك الصح
وهجبلك دكاترة بشري مش بيطري مع إني عارف إنك حيوان
بس يلا كله في ميزان حسناتي يابيكو !!!
نهض من محله وزر الزر الأوسط لحلته مقترباص من بكر
وقف فوق رأسها وجذب خصلاته بقوة قائلاً بهدوء مخيف
- المريض بيحتاج الراحة وانا هريحك أوي !!!!
**********************************
صرخ رامي بعصبية
- إنت هتستعبط عاوز تقنعني إنك متعرفش إنه مش جوا ؟!
قال الشرطي بإرتباك
- لا طبعا .. أنا هبلغ الأمن فوراً
إقترب منه رامي هامساً بغضب
- أمن !!! .. دا أنا هخرب بيت أبوكم !
تحرك من الرواق تجاه غرفة مازن مجرياً إتصالاً وعندما أجاب الطرف الأخر هتف بعصبية
- روهان .. إبعتلي ناس تحمي مازن وأخت بكر في المستشفي
هنا في لعب *** وبكر مش موجود في أوضته !!
طرق الباب بعد أن أغلق الهاتف
وعندما دلف بهدوء كان صوت أجهزة الإنظار قد شُغل في المشفي بصخب معلناً حالة الطوارئ !!
نهضت ماتيلدا فزعة من الصوت تنظر حولها وصرخت عندما وضع مازن يده خلف ظهرها لتهدأ
نظر مازن لرامي قائلاً بقلق من حضوره وإعلان الطوارئ في المشفي فجأة
- في إيه ؟! .. حصل حاجة ؟!
أومأ رامي مطلقاً سباباً بذئ قائلاً بعصبية
- إبن ال*** هرب !!!
صرخت ماتيلدا بذعر وسألت مازن بصدمة
- بكر اللي هرب صح ؟! .. بكر ؟!
رفع يده لتهدأ محاولاً الإستفسار من رامي
- هرب إزاي بكر مستحيل يتحرك وفي زفت شرطة علي أوضته
لوي رامي فمه بسخرية مجيباً
- مفيش الكلام دا أنا لسه جاي من أوضته مش موجود فيها !
هتف مازن مسرعاً بعصبية وقلق
- بلغ حازم وروح لنرمين بسرعة البنت مش حاسه وممكن بكر يعمل فيها حاجة !
************************************
إتجه رامي مسرعاً لغرفة نرمين وعندما دلف وجد الممرضة بالداخل
قال براحة من وجودها
- كويس إنك هنا .. هي مفاقتش لسه ؟!
نفت وهي تعدل من هندامها قائلة بنبرة طبيعية
- لا يا باشا هي مفاقتش الا مرة بعد ما كانت واخدة مهدئ أول ما جت
وبليل أنا كنت هنا والله زي ما حضرتك وصتني
خرجت بس تاني يوم وقت صلاة العصر رجعت لقتها بتعيط بإنهيار وبتصرخ بطريقة مش طبيعية
والدكتور جه وإداها مهدئ ومن ساعتها كل ما تقوم بتفضل تصرخ جامد وتعيط
فبضطر أنده للدكتور يديها مهدئ عشان تهدا
أومأ لها بضيق ثم سأل بتشكك
- متأكد محدش جالها ؟!
نفت بتأكيد ثم قالت بضيق
- مفيش .. الا بقي لو حد جه وقت صلاتي قبل إنهيارها !
تنفس رامي بقوة وخرج من الغرفة أمراً
- متسبيش الأوضة لحظة واحدة أنا مش بديكي شوية !
أغلق الباب خلفه ووقف في الرواق ينفخ بضيق يشعر بالغضب من هروب بكر.. فكيف فعلها !!
وبعد فترة توجه بنظراته تجاه أخيه الذي إقترب قائلاً
- مقدرش أحط شرطة من عندي ..المكان مش تبعي
لكن جبت حراسه متقلقش محدش هيحصله حاجة
بس عرف الرجالة علي أهل مازن كلهم عشان الدخول والخروج
غير كده لو حد هوب هيفرموه إنت عارف !
**************************************
كان كمال جالساً بهدوء بل بصدمة
مازال لا يصدق ما فعله أخيه بها .. نظر لها متأملاً
فمر حوالي ساعتين وهي غائبة عن الوعي وكأنها تهرب من واقعها
نفخ بضيق من كل ما حدث وأغمض عينه متنهداً بقوة
يكفي أن أيان خرج وتركه في النهاية بعد مشاجرتهم الكلامية الحادة
الأن فقط عليه إسعافها قبل أن تفقد حياتها
نظر تجاه الباب عندما دلف الرجل حاملاً كرتونة كبيرة أمام رجل أخر
نهض من فوق الأرض قائلاً بهدوء
- حطوها هنا ..
أومأ له الرجل بطاعة وبدأ بإخراج المكونات مكان ما أشار
بينما قال الأخر
- ودي الحاجات اللي سعدتك طلبتها
وبعد عدة دقائق كان الرجلان قد إنتهوا من نصب الأريكة التي فُتحت فأصبحت فراش
أمرهم بالخروج وإتجه إليها ببطئ ثم إنحني وجذبها إليه حاملاً لها برفق
تأوهت بألم لكنها لم تفتح عينها بل بدأت بغرز رأسها داخل صدره بقوة دون شعور
إبتلع ريقه بألم يشعر بالشفقة عليها فحالتها مذرية حقاً ..
يعلم محاربتها للحياه الأن .. يشعر برغبتها في الموت !
وضعها ببطئ فوق الأريكة الواسعة وأخرج الوسائد من كرتونة أخري وضعها الرجال
أخرجهم من الأكياس ووضع أحداهن أسفل رأسها بهدوء و جذب الأخري ووضعها أسفل قدمها
جلس جانبها ونظر لها عندما فتحت عينها بضعف
سالت عبراتها بصمت وهي تنظر له
ظلت نظراته هادئة حتي لا يستطيع عتابها
يشعر أنها أخري ليس في الشكل والهيئة فقط
لكن سيلان الأخري كانت قوية ..مشاغبة ..شرسة ..!
وليس تلك الضعيفة التي تنظر له بإستجداء وبكاء
نظرات ألم .. حزن .. صدمة أحيانا!
همس بعد صمت بصوته الدافئ
- هتبقي كويسة .. أنا هساعدك !
بكت أكثر وكأنه يجلدها بكلماته .. يجلدها بمساعدته .. يجلدها بعفوه !!
وهل عفي عنها !!!
أغمضت عينها تبكي بقوة هامسة بصوت متقطع
- أنا أسفة .. أسفة .. أسفة !!
إبتسم بسخرية بل بألم .. فعلي ماذا تتأسف ؟؟!
هل تتأسف لخداعه.. أم لتخطيطها بأذيته .. أم لإستغفاله ؟!
بكت فجأة بشدة أكثر عندما حركت يدها وقالت بنحيب
- قطعلي إيدي !!
إبتلع ريقه وأمسك يدها المبتورة ناظراً لوجهها قائلاً بحزم
- خلاص اللي حصل حصل .. إهدي أنا هساعدك وهخرجك من هنا !
لم تستمع إليه وظلت تبكي بشدة
بينما شعر هو بخفقات قلبه عندما أمسك كفها يشعر بشئ غريب !!
لا يعلم هل شعوره لأنه طبيب!!
أم شعور خادع لانه لا يريد تصديق فعلة أخيه !!
إقترب منها أكثر وبدأ بفك اللفافات من حول يدها
فصرخت بألم شديد قائلة بتوسل
- لا مش عاوزة أنا خايفة !
أنهت توسلها وهي تجذب يدها منه ناهضة بصراخ من الام جسدها !
إقترب منها أكثر حتي أصبح أمامها وأمسك وجهها بين كفيه حتي أصبح وجهها علي مسافة قريبة منه هامساً
- سبيني أشوفها حاسس بحاجة غريبة !!
ظلت تنتفض ببكاء تبعد يدها عنه تنفي برأسها المقيدة بين قبضتيه
- لا والنبي عشان خاطري .. لا أنا عاوزة أموت إقتلني قبل ما يجي !!
أمسك فمها بقوة كاتماً له صارخاً بها لتفيق
- إهدي .. متخافيش أنا حاسس بإيدك أكبر من الطبيعي !!
لم تفهم ما يقصده فأخذ يدها عنوه تحت صراخها المتوسل له بتركها
وبدأ بفك اللفافات البيضاء التي أصبحت حمراء من الدماء !
خفق قلبه وهو يري حروق يدها وذلك اللاصق بعد أن أزال الشاش والقطن !!
همس لتهدأ رغم مشاعره العاصفة به بإختلافها
- مش مقطوعة إهدي .. إتنفسي لان في حرق وهيوجعك !!
أغمضت عينها بقوة مغطية وجهها بكفها المرتعش السليم
لا تسمع ما يقوله ولا تجرؤ علي النظر تشعر بنزف يدها موضع البتر مجدداً !!
بدأ كمال بفك اللاصق فكانت يدها مضمومة
بحيث كان الإبهام داخل كفها لينغلق عليه باقي الأصابع !!
فتح أصابعها فصرخت بألم من تحريكها
قال بقوة جاذباً يدها من علي وجهها لتري بينما يده الاخري ممسكة بكفها المحروق بشدة
- بصي .. مش مقطوع .. بصي متخافيش !!
صمتت فجأة عندما إخترق صوته القوي أذنيها وفتحت عينها ببطئ تشهق بقوة
نظرت بصدمة لكفها بين يديه وكأنه أعاده لها مرة أخري ..!!
شعرت أنها داخل حلم وكمال ليس حياً من الأساس !!
بكت بشدة بينما بدأ هو بتفحص يدها بحذر
فكانت مكوية بطريقة حادة ومتضررة بشدة !!!
أغمض عينه بقوة من فعلت أخيه يعلم أنه فعل هذا لتشعر بألام حادة داخلها
فتصدق بترها بعد أن لفها بتلك الطريقة الدقيقة
صرخت سيلان وبدأت تنتفض عندما أخذ كمال محلولاً وبدأ بوضعه فوق يدها
هتف بها لتهدأ
- إهدييي لازم أعقمها إيدك بايظة خالص .. !!
إهدي وإتنفسي.. إتنفسي جامد !!
*******************************    

نبضات عاشق..  أشعر بك2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن