الفصل الحادي عشر

46.8K 1.4K 39
                                    

 صعدت مني للأعلي تبحث عن مازن تشفق علي حالته بعد أن أخبرها الطبيب بأزمة ماتيلدا
صعدت لشقتها ولا تعلم ما ينتظرها بالداخل !!
دلفت من الباب المفتوح علي وسعه بقلق فحالة البيت سيئة
إقتربت بذهول تنظر لجرار الدواء الملقي أرضاً والإبر حوله في كل مكان !!
وعندما إستدارت قُبض قلبها بقوة وهي تري الدماء فوق السيراميك علي الجانب !!
تسارع تنفسها بشدة وسقطت ألأكياس منها هاتفة
- ماااازن .. مرااام .. ملاااك !
وقطعت صوتها الهاتف بقلق وهي تري خروج ملاك بوهن منكسة الرأس من غرفة مرام
هرولت مسرعة واضعة يدها فوق صدرها إلي غرفة إبنتها
دلفت متخطية سلمي فوجدت مرام جالسة أعلي الفراش تهتز بحركة ثابتة ضامة ركبتيها لصدرها
هتفت بفزع مقتربة منها
- مالك يا مرام في إيه ؟!...إستدارت بذعر خلفها هاتفة بلوعة
- ملاااك في إيه ؟!
كانت سلمي واقفة ببكاء وخوف خلفها وقبل أن تجيبها قالت مرام بشرود وذعر
- مروان قتل أكرم !!!!
إتسعت عين مني بصدمة وقطبت جبينها وكأنها لم تسمع
وصل تنفسها للنهيج وهي تنظر لسلمي خلفها ومرام أمامها بذهول وصدمة
فبكت سلمي بقوة وشهيق مما جعل مني تنتفض صارخة بهم
- دم مين اللي بره ؟! .. أكرم ومروان فين .. إيه اللي حصل ؟!
أجابت سلمي ببكاء بينما تردد مرام جملة القتل بهدوء وثبات (مروان قتل أكرم ) !
- مروان ..ضربة بالنار ..ومازن جابله الإسعاف .. بس ..
رجتها مني بهستيريا هاتفة بذعر
- بس إيه ؟ .. مروان فين ؟!
بكت سلمي بإرتجاف ناظرة أرضاً وقالت بقلة حيلة
- جتله أزمة صدرية أو قلبيه .. مش عارفة .. وبكت بشدة هامسة
- مازن نقله المستشفي !!
لطمت مني صدرها وقد أصابت الرجفة جسدها بقوة
إتجهت للخارج مرددة بهستيرية وصراخ
- إبني .. إبني .. إإإإبني !!
إصطدمت بمازن الخارج من غرفته لا يعلم بوجودها فكان يصلي ركعتين ليهدأ
أمسكته صارخة بهستيريا وذعر
- إبني يا مازن ... أخوك حصله إيه ؟!!!
إبتلع ريقه من سؤالها لا يعرف كيف علمت ومتي أتت !!
رجته مني بقوة وهي تبكي
- مروان حصله إيه متخبيش عليا .. أخوك حصله إيه يامازن ؟!
تنفس بقوة وأجابها مطمئناً وهو يربت فوق رأسها
- متخافيش يا ماما متخافيش خير هو بس جتله أزمة
بس خير إن شالله انا لسه مكلم المستشفي ويعتبر بقي كويس
قالت ببكاء مصدومة تشعر بالخوف
- يعتبر !! .. يعني إيه يعتبر ؟!
وفجأة دفعته بقوة ضاربة صدره صارخة بهستيريا
- إبني عايش يا مازن صح .. اللي بره دا دمه؟ .. إنطق !
نفي مسرعاً وأمسكها من كتفيها قائلاً بإطمئنان
- والله لا بحلفلك متخافيش هو بيعمل تحاليل وكويس صدقيني
قالت مسرعة بلهف
- عاوزة أروحله .. مدام كويس مجاش ليه ؟!
أجابها بهدوء يحاول تهدئتها فليس بحاجة لخسائر أخري الأن
- أه كويس بس هيحجزوه لبكرة عشان نطمن أكتر .. ودلوقتي هيعمل إيكو متخافيش !
صمت كلاً منهم علي إقتراب سلمي الشاحبة والتي أمسكت بذراع مازن بوهن هامسة
- أنا دايخة يا مازن وقلبي بيدق أوي مش عارفة أتنفس !
وقبل أن تتخاذل قدمها حملها مسرعاً ودلف لغرفة مرام قائلاً بهدوء
- إتنفسي بس متخافيش هتلاقي ضغطك وطي
وضعها علي الفراش جانب مرام الجالسة بثبات وكأنها في عالم أخر وطلب من والدته أن تأتي بعصير
ظلت مني ثابتة مكانها وكأنها في عالم أخر هي الأخري
وعندما سمعت طلبه للمرة الثانية كانت عينها قد إلتقطت مرام والتي تبدو لا تشعر بأحد ..
تردد بجملة القتل بين الحين والأخر !
تحرك مازن يعلم تيبس عائلته من الصدمات وخرج ليأتي بالعصير بنفسه
جلست مني بإنهماك علي جانب الفراش جانب قدمي سلمي الباكية بصمت تستغفر ربها بدموع
دلف مازن حاملاً عدة علب للعصير البارد وأعطي واحدة لوالدته طالباً منها أن تشربه
ثم فتح علبه سلمي وساعدها لتنهض وتشربه مطمئناً لها بأن كل شئ سيصبح بخير قائلاً
- حالة مروان مستقرة ومفيش حاجة وهو كلمني علي فكرة دلوقتي والله وأنا بجيب العصير متخافوش
دار حول الفراش وجلس جانب مرام وفتح علبتها طالباً منها أن ترتشف القليل
مسح فوق خصلاتها بحنان مكرراً طلبه
في البداية لم تنتبه له ولكن بحركة يديه الماسحة فوق ظهرها وشعرها بإستمرار وصوته الحاني جانبها
نظرت له بدموع غزيرة وإحتضنته بقوة تبكي بعنف
ظل يربت فوق ظهرها وتركها تبكي فهذا أفضل كثيراً من شرودها وكتمانها !
نظرت مني لهم علي بكاء مرام
وإتسعت عينها فجأة عندما تذكرت حالة ماتيلدا وما قاله الطبيب بخسارتها !
إبتلعت ريقها مغمضة عينها بألم وسالت دموعها إشفاقاً علي إبنها
لا تعلم ما حل بهم !
*******************************
كانت ضحكات بكر تشق القصر وصمت فجاة هامساً بوحشية
- فلت ياخالد بس الجيات أكتر والله لجيبك لو في بؤء الأسد !
وضع المشروب داخل الكأس وإتجه لحاسوبه المحمول وجلس أمامه عينه تضئ بالشرر
وبعد نصف ساعة قام بالرد علي هاتفه وأنهي إجراءات الصفقته السويسرية
وضع الهاتف وأخرج من جرار المكتب العلوي سيجاراً بنياً فخماً
أشعل السيجار بين شفتيه وهمس من وسط التبغ المحيط به
- نشوف مين هيكسب الجولة التانية يا إبن الزياد !
إستعد !! .. إنهي همسه ضاحكاً بقوة !!
*******************************
دلفت نرمين لتلك الشقة الفخمة بكل ما تحويه الكلمة
جلست بسعادة فوق المقعد الواسع المخملي قائلة براحة
- اخيراً هصحي ومش هصطبح بوش بكر
وضعت شهيرة الحقائب جانباً وإتجهت للداخل قائلة
- بس خلي بالك مش صعب يعرف مكان الشقة !
أومأت نرمين ببرود وأجابتها بيأس
- عارفة إن عمري ما هخلص منه .. بس برده كده أحسن علي الأقل هبقي مرتاحة وأنا باكل بعد كده
جلست شهيرة بتنهيدة ووضعت قدم فوق أخري قائلة
- لو بكر جمد حسابك أنا هدفعلك الإيجار .. لأني متوقعة حاجة زي دي منه
إبتسمت نرمين بلطف لها سعيدة بمعاملتها
فأحياناً لا نهتم بمن حولنا إلا بإختبار شعور فقدانهم
نهضت شهيرة قائلة بهدوء
- أنا همشي دلوقتي وهدومك هبقي أجيبهالك بس بعد كام يوم
عشان بكر ميعرفش مكانك حتي لو بيراقبني
أنهت كلامها وخرجت من الشقة تفكر لما فعل بكر هذا فإن كان يريد موتها ما كان أخبرها بالسم !!
إبتلعت ريقها مفكراً بقسوة فبكر حتماً يخطط لشئ ونرمين كانت وسيلة !
**********************************
إتجه مازن للباب ركضاً بعد أن أخبرته والدته بما قاله الطبيب بالأسفل

نبضات عاشق..  أشعر بك2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن