الفصل الحادي والثلاثون

46.4K 1.3K 34
                                    

خرجت سيلان من مكتب المأذون الشرعي بذهول جانب كمال..
لا تصدق أن كمال قد تزوج بها حقا بعد ما فعلته به
..تزوجها ليحميها من أخيه!!!
ضمت قبضتيها بإرتجاف إلي صدرها من البرودة القارصة للجو..
نظرت أمامها بقلق من الظلام الدامس للمكان تشعر أن أيان سيخرج الان من هذا الظلام ليقتلها!!
إلتفتت بذعر عندما وضع كمال يده فوق ظهرها لتسير معه..
إبتلعت ريقها بإضطراب تشعر بإرتجاف جسدها الشديد!
لا تعلم هل من البرد حقا..!!
أم من الرعب المسيطر عليها ..!!
أم من فكرة كونها أصبحت زوجة لكمال حقا..!!
رفعت بصرها إليه تنظر بشرود لعينه وملامحه
ما كانت تحلم بزوج مثله في أكثر أحلامها جنونا حتي..
ذلك الطبيب الرائع ..هو حقا طبيب بكل ما تحويه الكلمة ..
طبيب في مشفاه يداوي البشر..
وطبيب بقلبه يداوي الضعيف الكسير!!
خلع كمال سترته عندما رأي إرتجاف شفتيها من البرد أجفلت عندما إقترب ووضعها عليها فإختفت داخلها لطلاما كانت بالنسبة إليه طفلة صغيرة!!!
إبتلعت ريقها ونظرت أمامها بإرهاق كم تريد سماع صوته.. تشعر أن نبرة صوته تدفئها وتعطيها الأمان!!
لكنه لا يتحدث وهي تعلم.. بل أن حديثه أصبح نظرات لائمة.. حائرة.. مصدومة أحيانا!!!
سار جانبها ببطئ حتي لا تسرع بخطواتها
يعلم ألم حركتها الحالي بعد ما عاشته..
بينما أمسكت هي سترته بقوة تضمها حول نفسها تستمد منها بعض الدفئ أو الامان!
أغمضت عينها تستنشق رائحته لتستعيد مشاهد رؤيته للمرات الأولي!!
فتح سيارته وساعدها لتصعد تحت تأوهاتها الشديدة من ألام عظامها .. وهذا طبيعي يكفي صراحة أيان عندما أخبرها أنه لم يغتصبها لكنه كان يوصي بضربها لتشعر بالألام عندما تستيقظ...!
إلتفت كمال حول سيارته يشعر بالضيق من حالتها ومما فعله أخيه بها...
لقد خسرت نصف وزنها تقريبا دون مبالغة!
صعد فوق مقعده وقام بتشغيل المحرك ملقيا ملف أوراقها فوق تابلوه السيارة بضيق..
نظرت سيلان للطريق جانبها ترتجف حتي بدأ نفسها يكون هالات كسحب بيضاء فوق الزجاج من شدة البرودة
نظر لها كمال بصمت أثناء قيادته فلاحظ بخار تنفسها وجسدها المرتجف
إنحني مشغلا التكيف علي الساخن حتي تدفأ قليلا
تنفست مغلقة عينها تتمني أن يقود بها دهرا..!
وبعد قيادة طويلة ومرهقة نظر في ساعتة براحة فالطريق قد أخذ منه 4 ساعات فقط!!
نظر لها فوجدها نائمة دون شعور بشئ مستلقية برأسها علي الزجاج جانبها شاحبة بشدة
تنهد تنهيدات من عمق روحه عله يخفف من هذا الألم القارص لمعدته المصاحب برؤيتها وشعوره بها!!
قام بصف السيارة أسفل بيت صغير بعد أن إخترقت الرمال بعجلاتها لتقف علي الحصي الرخامي الراقي للمدخل!!
ناداها بخفوت عدة مرات لتفيق لكنها كانت بالفعل داخل عالم أخر..
هبط بهدوء من السيارة ودار يفتح بابها
إستيقظت فزعة تصرخ بقوة عندما شعرت به
كتم فاهها مسرعا وقال ناظرا لها
- بسسسس أنا كمال إهدي ...
إبتلعت ريقها بذعر وراحت تنظر حولها بتوجس
أمسك كفها البارد وكأنها مومياء فتري منذ متي لم تتناول الطعام..
جذبها للخارج برفق لتنزل من السيارة ناظرا لها عن قرب من تقلص المسافة بينهم
فأحاطت رقبته هامسة بصوت خافت من بين أسنانها المصطكة من البرودة
- كمال...
لم تكمل عندما تشنجت بقوة بين ذراعيه
وقد بدأت نوبتها العنيفة بمهاجمتها!!!
أحاطها كمال جيداً بسرعة وتراجع بها خطوات للخلف ووضعها فوق الرمال حتي تنتهي نوبتها
فلا يصح أن يظل مقيداً لها أو يضعها فوق الحصي حتي لا تتأذي أكثر ..
ظلت سيلان تتلوي بأنين خافت تحارب نوبتها القوية وكأنها تحارب العالم بأكمله!
مسح كمال فوق خصلاته بقوة ناظرة لساعته ..فنوبتها تخطت ال 4 دقايق تلك المرة وكم هذا مُروع!!
إقترب منها عندما سكنت فجأة كما تشنجت فجأة
إنحني وحملها برفق فكانت بين ذراعيه كالجثة حقاً بذلك الجسد المُتراخي تماماً وتلك البشرة الشاحبة وكأنها خالية من الدماء ! أنزلها ببطئ أمام الباب ليتمكن من إخراج المفتاح فأمسكها بقوة وكأنها ستقف أمامه
لكنها مرفوعة عن الأرض بفعل ذراعه الذي أحاط خصرها جيداً ..
ثم إعتدل وحملها مرة أخري دالفاً بها للداخل
أضاءة الأضوء وإقرب من الأريكة الكبيرة علي الجانب ووضعها فوقها بهدوء
نظر حوله وهو ينفض ملابسه من الرمال وبدأ بفك أزرار قميصه المتسخ ملقياً به أرضاً
نظر لها أمامه ورفع يده تلقائياً متحسساً جرح بطنه المتسببة به.. !
مرت لحظات يتحسس جرحه وهو يطالعها بنظرات شاردة يعلم أن ما فعله خطأ !!
كما يعلم جيداً أن هذا الحل الوحيد لإقصائها عن أخيه!!!
******************************************

نبضات عاشق..  أشعر بك2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن