الفصل التاسع والثلاثون

44.9K 1.4K 17
                                    

    شعرت ماتيلدا بالإرتباك الشديد عندما أغلق مازن باب الشقة خلفه
إبتلعت ريقها تحاول تنظيم نفسها الذي بدأ في التسارع
إبتسم مازن وهو ينظر لظهرها وحاول كتم ضحكته من تسمرها المفاجئ
وكأنها صُدمت أنها أصبحت معه في شقتهم
إتسعت بسمته حتي بدت نواجذه مفكراً بإستغراب
هل تخاف منه لتلك الدرجة !!
سار متخطياً لها قائلاً بإعجاب ليغير جو الإضطراب المسيطر عليها
- ذوقك جميل فعلاً تقريباً كل حاجة في الشقة إخترتيها زي ما أنا بحب
رفعت بصرها له وإبتسمت محاولة مجاراته تعلم أنه يتحدث هكذا ليُلهيها عن إضطرابها
بادلها مازن البسمة قارئاً أفكارها وقد علم أنها عرفت إن غرض كلامه إلهائها ليس إلا
وتحولت بسمته لضحكة لم يستطع كبتها تلك المرة
زمت شفتيها بصمت فقال هو بتفكير عابث
- ياتري هنقضي الليلة كلها هنا .. نقرأ أفكار بعض ؟!
وتابع مقترباً منها غير منتظراً لإجابة
- متخافيش مني .. لو مش عاوزة بلاش وهنزل أبات عند أمي !
إتسعت عينها ناظرة له من طريقته المنحدرة في نطق أمي كأولاد الشوارع وهمست بذهول !
- أمي !
أومأ مازن مؤكداً
- أه أمي .. ماهو مش معقول هبقي عريس غضبان وكمان هقول ماما !!
ضحكت مما يقوله وسارت معه عندما إقترب وجذبها برفق تجاه الغرفة هامساً بمكر
- تعالي ياحببتي الله يهديكي ..
تعالي ننام وبطلي تفكري في الحاجات العيب دي !
توقفت عن سيرها بصدمة ناظرة له
فتابع ماطاً شفتيه
- إيه ظلمتك ؟! .. تنكري إن دماغك جابت كل الحاجات الوحشة ؟!
فتحت فمها لتصرخ به وأغلقته لا تعرف ما تقوله فكم هو وقح !
رفع مازن كتفيه بلامبالاة متجهاً للغرفة كاتماً ضحكة ستنفجر إن ظل أمامها أكثر وقال بإستغراب
- مش عارف ليه البنات كده .. بتفكروا ليه في قلة الأدب ؟!
لحقته هاتفة به بعصبية وقد فاض بها
- قلة أدب ؟! .. والمفروض أفكر في إيه في يوم زي دا وأنا عارفة نيتك ؟!
ألقي مازن سترة بدلته فوق الفراش قائلاً بتساؤل
- وأنا نيتي مالها يعني ؟! .. برري بقي تفكيرك الوحش بأي كلام!
أغمضت عينها بنفاذ صبر تشعر بالحرج و لا تعرف كيف تصرخ به
فكيف يدعي البراءة ويظهرها هي الوقحة !
وهتفت بضيق رغم خجلها الشديد
- مازن أنا مش بهزر .. ودماغي مش قليلة أدب طبيعي أفكر واتوتر عشان يعتبر النهارة فرحنا وأنت...
شهقت ولم تكمل عندما جذبها بقوة محاوطاً خصرها بتملك كعادته هامساً بعبث
- طب منا عارف كل اللي بتقوليه .. بس حبيت أتأكد إنك واخدك بالك إن الليلة دي تعتبر ليلة فرحنا والمفروض يعني صمت متابعاً حديثه بغمزة وقحة وتابع
- بس الحمدلله طلعتي عارفة أهه
نظر تجاه الشرفة وقال مبتسماً بدهشة عندما تعالي صوت الأمطار في الخارج
- تحسي الكون نفسه مش مصدق إننا مع بعض الدنيا بتشتي من ساعتين
لم تحاول التحرر منه علي قدر ما كانت تحاول الهدوء لتنظيم ضربات قلبها الذي سيقتلها من سرعته !
إبتلعت ريقها بصعوبة عندما وضع كفه فوق قلبها يضغطه بينما الأخري يجذبها إليه
وإقترب مغمضاً عينه ملامساً وجنتها اليمني بجانب وجهه الأيمن ملامساً أذنيها بفمه هامساً
- متركزيش في قلبك ركزي معايا انا !
إبتلعت ريقها وتسارع تنفسها من طريقته وهمست بخفوت شديد عندما بدأ قلبها بالطرق وكأنه سيُفتك بصدرها
- مازن .. مازن قلبي هيوقف !
قاطعها مقبلاً وجنتها برقة
- هششش ..مش هيوقف .. متركزيش في النبض !
أنهي طلبه الخافت محركاً رأسه أمامها وقد قرر تقبيلها هامساً بعاطفة قاتلة
- بحبك !
وقررت هي الإستسلام مغمضة عينها هي الأخري
حتي إن فقدت حياتها وتوقفت نبضاتها ستكون قد فازت بقبلة من مازن العابدين
بطلها المجهول أو بطلها فقط كما بدأت تلقبه !
وتسارعت خفقاتها بجنون كما فعلت خفقاته فهمس من بين قبلته العاصفة
- متكتميش نفسك .. إتنفسي !
تنفست بقوة لا تسمع شئ فقط تسمع صوت النبضات وكأن قلبها أصبح موضع أذنيها
وقطع صمت الغرفة صوت تنفسهم المرتفع وصخب خفقاتهم المكتومة !
إبتعد عنها ببطئ عندما شعر بتراخي قدميها
ضمها إليه مبتسماً بسعادة لم يشعر بها من قبل وعاود همسه الهادئ
- إتنفسي وإهدي ..
وتابع ماسحاً فوق خصلاتها بحنان يحاول تهدئتها
- عاوز أصلي بيكي
إزداد تشبثها بكتفيه وكأنها تدعم نفسها حتي لا تسقط !
وأومأت بصمت رغم أنها لم تسمع ما قاله !
*************************************
كان مصطفي يتقلب فوق الفراش وكأنه مستلقاً فوق جمرٍ مشتعل
نفخ بضيق يشعر بالإختناق من تفكيره بهم
نظر للباب وأذن للطارق فدلفت سلمي حاملة غطاء اخر قائلة بحنان
- إتغطي بدي كمان يا مصطفي الدنيا برد أوي النهاردة
أومأ لها بشرود ثم نهض متصنعاً تبديل ملابسه لتخرج وتتركه وخرجت بالفعل قائلة بهدوء
- لو إحتاجت اي حاجة قولي
نفخ مصطفي بضيق هامساً بغضب
- الله يخربيت دا يوم .. خلاص مش طايق!
أغلقت سلمي الباب خلفها وشهقت بذعر فجأة عندما حاوطها مروان من الخلف
كتمت فاهها ودفعته هامسة بغضب
- إكبر بقي الناس عندنا منظرنا هيبقي زفت لو حد شافنا
ضحك بخفوت وهمس بعبث
- أنا حر دا بيتي !
وقبل أن تجيب كانت تسير خلفه لغرفتهم وبمجرد ما أغلق الباب حتي قالت بحرج
- مش قادرة أتخيل لو مصطفي كان شافنا ولا ماجد
ضحك مرة أخري ولكن تلك المرة براحة وقبل وجنتها اليمني ثم اليسري ثم جبهتها لتكون شفتيها في النهاية
هامساً بين كل قبلة وأخري بل بين كل نبضة عشق وأخري
- أنا .. حر .. أنا .. في بيتي !!
أغمضت عينها ضاحكة بينما قال هو
- بغض النظر إني متأكد إن محدش فيهم هيخرج
بس لو حتي كانوا هيخرجوا كنت هاجي أخضك عشان بحب صدمتك لما تتخضي
أحاطت عنقه متسائلة بدلال بات يعشقه
- وبتحب إيه كمان غير خضتي ؟!
ضحك بشدة من سؤالها فها هي قد تعلمت من عبثه وأجابها بمكر ونبرة عابثة تعلمها جيداً وتضحكها بشدة
- كتييير أوي وأنا مش جايلي نوم .. ممكن أعد أعدهوملك !!
ضحكت بخفوت حتي لا تظهر ضحكتها ولا يشعر بهم أحد ...
فالجميع أصر علي مبيت مصطفي وماجد اليوم بسبب سوء حالة الجو
فلاش باك ...
نهض ماجد عندما إزدادت الأمطار قائلاً
- إحنا نلحق نروح بقي قبل ما الدنيا تطين أكتر من كده الشتا بيزيد
قالت مني برفض
- مستحيل طبعا محدش هينزل من هنا باتوا عندنا النهاردة
الدنيا برد والجو شتا أوي.. دا إنتوا تتعبوا لو نزلتوا دلوقتي بعد دفا البيت
حاول ماجد الرفض كما فعل مصطفي لكن مني صممت متابعة
- والله ما حد هينزل قلت .. مش ناقصين تعب دا مرام عشان خرجت في الشتا بتاع الصبح سخنت
وربنا يستر ومتقلبش بتعب جامد كالعادة
بيتوا الليلة دي ما تتكلم يا مازن يرضيك ينزلوا
ضحك مازن قائلاً بدعابة
- أقول إيه بقي دا إنتي مُقنعة بطريقة تخوف .. وبعدين هم إقتنعوا خلاص
ضحك الجميع فقال ماجد بحرج
- مش عاوزين نعمل قلق يعني
قاطعه مازن ضاحكاً
- لا ياحبيبي مفيش قلق إنتوا هتباتوا مع مروان أكيد
وتابع بضحك شديد
- أنا عريس يا بابا أكيد البعيد بيشوف صح ..
وطبعاً مش هتباتوا مع ماما ومرام يبقي مين أنسب مكان أكيد مروان
ضحك مروان بينما قالت سلمي بحماس ناظرة لأخيها
- وأنا موافقة جدا ً ..
**********************************
وضع كمال العلبة البلاستيكية بغضب فوق الطاوقة متسائلاً بصراخ
- مبتاخديش الدوا ليه .. ردي عليا !
لم تنظر له سيلان وكأنه لا يصرخ
وكأنها لم تسمع السؤال الذي سأله ثلاثة مرات إلي الأن !
تنفس بقوة محاولاً التحكم بأعصابه وسأل للمرة الرابعة ولكن بنبرة أقل عنفاً
- ليه مبتاخديش الدوا ومفهماني إنك بتاخديه ؟!
رمشت عدة مرات قائلة بهدوء
- باخده حتي عد الحبوب
أغمض عينه بغضب من كذبها وهتف بعصبية متقدماً تجاهها
- كذابة أنا شفتك وإنتي بترمي القرص !
تراجعت سيلان ببطئ خطوات للخلف ولم تستطع الرد بعدما رأها كما قال
جذبها كمال من ذراعيها وأجلسها علي الفراش ثم جلس القرفصاء أمامها محاولاً الهدوء كما طلب منه الطبيب
- إحكيلي ليه بطلتي تاخديه .. إنتي مش عاوزة تخفي ؟!
إبتلعت ريقها ونفت برأسها بصمت
قطب كمال جبينه من نفيها وسأل مرة أخري بعدم فهم
- لا !.. مش عاوزة تخفي ؟!
نفت مرة أخري هامسة ببكاء
- لا مش عاوزة !!!
إتسعت عينه للحظة وقطب جبينه بشدة متسائلاً بعد أن إلتقط كفها بين قبضته ماسحاً فوقه بعطفٍ
- ليه كده ؟! .. إنتي كنتي عاوزة تخفي وواظبتي عليه شهرين ..
ليه دلوقتي سبتيه ومبقتيش عاوزة ؟!
سالت دموعها بصمت فأمسك كتفيها هازاً لها بقوة هاتفاً بضيق
- ليه كده ؟! .. إنتي مكنتيش ضعيفة كده .. مالك؟!
وهنا إنفجرت صارخة بوجهه ببكاء
- مش ضعيفة أنا مش عاوزاك !!..
مش عاوزة أبقي مراتك ولا بنتك .. مش عاوزة أشوف حد!!
أنا عاوزة أموت وأخلص !
خفق قلبه من صراخها وكأنها علي حافة الأنهيار وسأل بذهول دون إرادة
- ليه ؟! .. مالك أنا ضايقتك ؟!
أجابته بيأس باكي
- تعبت ياكمال من دور بنتك اللي أنا محتاجاه عشان مكنش عندي أب ..
وتعبت من دور مراتك قدام أي حد ممكن يصادفني ويعد يسألني انا مين وبنت مين
عشان إبن النيري يختارني ويتجوزني ..
خايفة أقابل أخوك تاني وأنا عارفة إنه بيكرهني وهيفضل
وممكن يقتلني في أي وقت .. تعبت وخايفة من كل حاجة !!
نهض كمال من أمامها وجذبها من فوق الفراش ضاماً لها بشدة وكأنه سيخفيها داخله
قائلاً بهدوء يحاول تهدئتها بالربت فوق خصلاتها وظهرها
- ملكيش دعوة بحد .. سيبك من الناس ..
الناس كده كده مش هتسكت.. وأيان عمره ما هيعملك حاجة لإنك مراتي
وأنا إتجوزتك علشان كده .. متخافيش منه خلاص
أغمضت عينها ببكاء متشبثه به دافعة بجسدها عليه
متذكرة حديثهم عندما سألته عن سبب كره أخيه لها
فلاش باك .....
كانت سيلان جالسة فوق الفراش في غرفة كمال بعد أن أخذها لبيته
أمسكت كوب النعناع الدافئ الذي صنعه من أجلها ليدفئها
بينما كان هو يرتب عدة أعراض داخل خزانته .. ولكم يعشق الترتيب !
رفعت بصرها ونظرت لظهره بصمت ثم همست بتساؤل قبل أن تفقد شجاعتها
- هي مين نرمين اللي إنت بتحبها دي ؟!
إلتفت كمال لها مستغرباً من سؤالها ثم أغلق درفة خزانته وسار تجاهها
دار حول الفراش وجلس جانبها متناولاً كفها الحر بين يديه مجيباً بهدوء
- نرمين دي ياستي تعتبر كانت مريضة عندي
بنت كويسة ومحترمة بس حظها وحش اوي
يعني جوزها مات من سنين وكان عندها اخ مفتري ..إنتي تعرفيه .. !!
تحركت عينها بحيرة وفجأة إتسعت ناظرة له هامسة بخوف
- بكر !
أومأ لها بصمت وتابع بعدها
- كان بيضربها ومبهدلها وكل ما أشوفها بتصعب عليا جدا
لإنها مش قادرة تصده ومتستاهلش إلا بيحصلها وعجبني أخلاقها وإخلاصها فلقيت نفسي معجب بيها
سألته بهدوء رغم حزنها
- طيب ليه متجوزتهاش ؟!
إبتسم لها بحنان هامساً
- عشان مليش نصيب معاها وربنا كاتب إن إنتي اللي هتبقي مراتي!
عضت علي شفتيها عندما إرتفعت وتيرة نبضاتها من همسه بالكلمة الأخيرة
وتخطت الموقف متسائلة بتوتر ظهر له بوضوح
- طيب وايان ليه بيعمل كده ؟
تنهد بضيق ولمعت عينه بحزن مجيباً بخفوت
- عشان خايف عليا .. انتي بتفكريه بواحدة تانية غدرت برده
تنهد بأسي موضحاً
- أيان ليه أخت من الأم وكان ليها صاحبة غدرت بيها وأذتها
فهو إتعقد خلاص ولوهلة حس إنك هي لما غدرتي بيا خاف يخسرني خصوصاً إنه كان بدأ يقلق عليا لما عرفته إني أعجبت بنرمين عشان بكر وكده
فبدأ يراقبني عشان خاف لبكر يعرف بإعجابي ليها ويقتلني زي ما قتل جوزها الأولاني
وبسبب مراقبته ليا وصلي بسرعة بعد ما سبتيني في الشقة
أنزلت عينها التي إمتلئت بالدموع عندما تذكرت تلك الحادثة وما فعلته أو بالأحري أُجبرت علي فعله
وتابع هو حديثة قبل أن تبكي
- المهم يعني هو كان واخد حذره من عيلة الديب ولقي الغدر جاي من حد تاني خالص
ودا فكره بمشكلة اخته عشان كده كان مُتحامل عليكي
وهو إتجوز البنت اللي أذت أخته وللأسف بهدلها ودا اللي خلاني أتجوزتك بسرعة عشان كنت عارف إنه هيتجوزك وهيبهدلك وأنا مقدرش أشيل ذنب أتنين كفايا هي !
لان نفسي أساعدها ومش عارف بسببه لإنها ببساطة مراته
كانت سيلان مصدومة مما تسمعه لا تصدق أن أيان متزوج
لا تصدق أنه عاش تجربة كتلك من قبل
الأن فقط عَلمت مدي خوفه وذعره عندما طلب كمال نجدته ..عَلمت سبب بغضه لها ومعاملته معها
فاقت من شرودها علي خفقات قلبها السريعة وقوة ضخ الدم في عروقها
إبتلعت ريقها تشعر بقبلات كمال فوق جيدها وقد توقف عن تهدئتها بالكلمات ليأخذ معها منحني اخر !!
حاولت الإبتعاد رغم الخدر الذي سيطر علي جسدها
وظهرت تلك النبضات الخاصة بقربه !!
وشعرت أن قدمها لا تستطيع التحرك !
أغمضت عينها عندما همس بخفوت قبل أن يتابع قبلاته
- أنا شكلي حبيتك .. نبضات قلبي دي مش طبيعية ..
وعمره ما نبض بالطريقة دي !!
شدد من ضمها إليه دافناً وجهه في عنقها هامساً بعاطفة
- حاسس معاكي بإحساس غريب
رفعت ذراعها متعلقة برقبته بإضطراب وتردد بينما همس هو
- نبضات قلبي إتحولت
لنبضات عاشق ..!!
و بتقولي مش هينفع تبقي زي بنتي خلاص !!!
*********************************      

نبضات عاشق..  أشعر بك2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن