إقتربت شهيرة رافعة وجهها بثقة تقرع الأرضية الخشبية بحذائها العالي
رفع مازن لها نظراته اللامعة بشئ مخيف رغم هدوئها
يقسم دخله علي حساب كلاً من لمس منها شعرة واحدة !
وقال بنبرة ساخرة
واضح إني وحشت عيلة الديب أوي في الكام يوم اللي فاتو !!!
جلست شهيرة أمامه بإبتسامة ونظرات مغرية لا يخطئها رجل
فقال مازن ناظراً لها ببرود شديد
- خير !! .. إنتي كمان ليكي حد تايه بدوري عليه !
لم تفهم مقصده لكنها توقعته فرؤيتها لخروج بكر منذ دقائق توحي بالكثير
وضعت حقيبتها الأنيقة جانبها وقالت واضعة قدم فوق أخري
- أكيد خير ياخالد باشا ! .. كفايا إني جاية أساعدك !
ظهرت بسمة عابثة علي جانب ثغره وقال بدهشة مصتنعة
- هتساعديني !! .. إممم إزاي بقي !!
****************************************
خرجت سلمي من المنزل تشعر بسعادة غريبة وقفت فجأة عندما تذكرت شئ وعادت مرة أخري
ففتحت مني لها الباب قائلة بإستغراب وضحك
- إيه غيرتي رأيك ومش هتعملي حلويات !
ضحكت سلمي متخطياها قائلة بسعادة
- لا هعمل ومقررة بس نسيت موبايلي
دلفت مني لغرفة مازن وإبتسمت بحنان عندما وجدت ماتيلدا تنظر لها بصمت
إقتربت منها قائلة بهدوء
- تعالي هساعدك وأعدي معايا بره أنا هعد أعمل حاجات علي ما تيجي ملاك
إبتسمت ماتيلدا لها تشعر بتحسس تلك السيدة منها رغم محاولاتها للإقتراب
ورغم كل شئ إلا أنها تشعر منها بحنان أمومي لم تختبره يوماً
وبالفعل بعد لحظات كانت مني تعدل من ملابسها بعد أن أجلستها أعلي الأريكة قائلة بسعادة
- إن شالله تتكلمي وتتحركي وتمشي زي ما حركتي إيدك
إبتسمت لها ماتيلدا بإمتنان شديد مفكرة هل تلك عائلة مازن العابدين ! ..
هل تلك عائلة زوجها ! .. والأن أصبحت عائلتها الجديدة !
تنهدت براحة غريبة بينما عادت مني للمطبخ لتُحَضِر الطحين إلي أن تعود سلمي ببقية المشتريات
أغمضت ماتيلدا عينها تتنفس بإرتخاء فكم تشعر بالحب منهم دون حديث .. كم نظراتهم مليئة بالحنان والعطف
لم تشعر بدفئ هذا المنزل في حياتها قط
إمتلئت عينها بالدموع وهي تنظر لأرجاء المنزل الدافئ كما لقبته مفكرة هل كانت ستشعر بهذا الحب والأمان إن لم يتخلي عنها والديها !
خرجت سلمي من غرفتها وشعرت بالدهشة للحظة عندما رأت ماتيلدا جالسة ولكنها إبتسمت لها بسعادة
فبادلتها ماتيلدا بسمتها الهادئة
إقتربت سلمي منها وتحسست خصلاتها الناعمة القصيرة قائلة بفرحة غريبة
- أنا هعمل الحلويات اللي كل واحد بيحبها وكان نفسي تكوني بتتكلمي عشان أعملك إللي نفسك فيه
حتي لو هتدوقي منه بس ومش هتاكلي
بس إن شالله أول ما تخفي خالص وتتكلمي هعمل إحتفال تاني وهعمل حلويات كتير
إلتفتت كليهما إلي مني عندما قالت
- بطلي رغي يا ملوكتي ويلا روحي هنتأخر أنا شغلت العجانة أهه وهنعد أنا وماتيلدا علي ما تيجي
أومأت لها سلمي ضاحكة وخرجت من المنزل تحاول التفكر بالأشياء حتي ترتبها ولا تغفل عن شئ
وبعد ما يقرب من النصف ساعة كانت تحمل جميع الأكياس عودة للمنزل
تنحي مصطفي جانباً حتي لا تراه
يشعر بالحنين إليها لا يعرف هل بسبب إفتقاده لها أم لتأكده من أخلاقها
فيكفي أن يقبل بها مروان العابدين زوجة له !
تحرك خلفها ببطئ يريد رؤيتها فقط لحين وصولها للمنزل مرة أخري
فمر عدة أسابيع وهو علي نفس الحالة ما أن يراها بالمصادفة يظل خلفها إلي أن تختفي
سار يبتسم بسخرية يشعر أن شعوره لها بسبب إشتياقه لشعور مازن ومروان بإمتلاك أخت رقيقة كمرام والأن أخته
ولكنه تسمر فجأة وخفق قلبه وهو يري رجلاً يبدو مريب يدخل خفية للمدخل بعدها
ولكن سرعان ما تذكره فهذا زوج إختهم مرام !!
*****************************************
دلفت سلمي تحمل الأكياس وقبل صعودها حتي شعرت بمهاجمة أحدٍ لها !
صرخت بفزع ولكن صرختها لم تخرج بسبب تكميمه لها بينما خرج صوته غاضباً
- جوزك دا *** لأنه سايب مراتي تقابل رجالة عادي
فأنا بقي عاوز أعرف إحساسه لما حد يقرب من مراته !!
إنتفضت بذعر عندما شعرت بحركة يده الجريئة أعلي جسدها
دفعها أكرم لجانب الدرجات الرخامية الراقية وسقطت الأكياس من يدها
وإلتفتت تبكي بذعر متوسلة له أن يتركها بينما تحاول إبعاد يده العابثة بها
فحاصرها هامساً بغضب مخيف
- لا ما زي ما جوزك عمل عليا راجل وإستغفلني
إنتي هتستغفليه وهتفق معاكي وهتنزلي مرام من غير ما حد يعرف حتي هي !!
نفت سلمي ببكاء تنتفض أمامه
وصرخت عندما حرك يده عليها مهدداً
- لو معملتيش كده هتزعلي أوي
ومروان مش هيعرف أنتي عارفاه عصبي وممكن يجي يقتلني وساعتها هقتله !
كانت تشعر بالدوار الشديد من ملامساته القذرة أعلي جسدها المرتجف
وقالت متوسلة بشهيق من بين دموعها
- انا .. انا والله .. أنا ..
أخذ هاتفها أمراً لها بالصمت ليهاتف رقمه قائلاً بتهديد
- هبقي أكلمك وأقولك إمت...
لم يكمل حديثه بل صرخ ساقطاً عليها
جذبه مصطفي قائلة بغضب
- إنت بتعمل إيه يا ****
بكت سلمي تنتفض بهستيرية تشعر بالذعر مما حدث ويحدث
بينما سدد أكرم لكمة قوية لمصطفي جعلته يرتد للخلف ثم جلس فوقه يضربه قائلة بصوت خافت حتي لا يشعر بهم أحد رغم هدوء المنطقة
- أنا مبعملش حاجة هم اللي عيلة *** ومراتي هاخدها لو غصب عن الكل !!
أنهي حديثه ناهضاً من فوقه وخرج مسرعاً
نهض مصطفي بألم مقترباً من سلمي المنتفضة
فهذه المرة الأولي التي تتعرض بها للتحرش وكم الذعر الذي واجهته
همس جانبها بقلقٍ حقيقي عليها لأول مرة يشعر به تجاهها
- إهدي يا سلمي خلاص إهدي .. صمت قليلاً وتابع بحشرجة خرجة صعبة
- أنا معاكي .. متخافيش !
نظرت له ببكاء تنتفض بقوة
وضع كفه خلف ظهرها ليطمئنها ولكن بمجرد لمسته حتي صرخت بفزع
أبعد يده عنها بسرعة متسائلاً بقلق
- عملك حاجة ؟! .. أذاكي !!
لم تجبه بل ظلت تنتفض وهي تعدل من ملابسها
فقال مصطفي وهو ينظر بينها وبين الخارج
- تعالي أطلعك متخافيش خلاص هو مشي
نظرت له لحظات بدموع وقالت بصوتٍ باكي متوسل أخر شئ توقعه
- متعرفش مروان حاجة !!
نظر لها بدهشة وكأنه لم يستوعب ما طلبته وقال متسائلاً بدهشة
- نعم !! .. وتحولت نبرته للغضب وكأنه إستوعب للتو
- لازم مروان ومازن يعرفوا مش دا أكرم جوز مرام أختهم !
أومأت له وقالت ببكاء وصوت متقطع من الشهيق
- في خلافات بنهم عشان خاطري يا مصطفي ساعدني مرة واحدة بس
متعرفش حد زي ما بقولك إنت متعرفش حاجة عشان خاطري أنا هعرفهم بس مينفعش بالحالة دي!
وأكملت هامسة بتوسل باكي
- مروان هيقتله أنا خايفة إسمع كلامي عشان خاطري !
إبتلع ريقه بشرود يفكر بما تطلبه وإنتبه عليها عندما شعر بكفها المرتعش الثلجي وصوتها المهتز
- أنا دايخة قلبي بيوجعني !
إقترب منها أكثر وأحاطها بحذر قائلاً بإطمئنان
- خلاص إهدي طيب تعالي أطلعك !
كانت تشعر بالحرج منه برغم أنه أخاها لكنه لم يعاملها يوماً جيداً
ولم يقترب منها بل أنها لم تشعر بشعور الأخوة والإحتواء إلا بدخولها منزل العابدين !
قرع مصطفي الجرس وعندما فتحت مني حتي صرخت بقلق وهي تنظر لحالة سلمي وله
فقالت سلمي مسرعة برغم بكائها
- متخافيش يا طنط أنا عجلة خبطتني ومصطفي قابلني صدفة !
جذبتها مني برفق وهي تنظر لها وتتفحصها بقلق وأجلستها
ثم أسرعت للداخل لتأتي بالماء
جلس مصطفي علي المقعد جانب سلمي ينظر لها بضيق فهو يري ضرورة معرفتهم بالأمر
تنهد بهدوء بل هي محقة هو يعرف مروان جيداً وخطأ أن يعرف بحالتها هذه
رفع بصره .. وخفق قلبه ..!
لمعت عينه بوميض غريب ..
وهي ينظر بدهشة لتلك الفتاه الهادئة برغم القلق الظاهر بحدقتها الخضراء
إبتلع ريقه يشعر بشئ غريبٍ .. بها شئ مُجذب !
تامل هيئتها الغربية كانت تبدو صغيرة بخصلاتها القصيرة الناعمة ذهبية كشمس صغيرة مُحيطة بأرضٍ خلابة
نظر حوله يتسائل من تلك الفتاه الجميلة وماذا تفعل عندهم
كانت ماتيلدا تنظر بذعر وقلق لسلمي لكنها لا تستطيع الحركة لتطمئن عليها !
خرجت مني بكوب ماء مهرولة تجاه سلمي وساعدتها لترتشف منه
ثم قامت بفك حجابها عنها وهي تمسح وجهها وخصلاتها قائلة بقلق
- حاسه بإيه ؟!.. أكلم مروان ونروح مستشفي أو أكلم مازن يجي !
نفت سلمي وناولتها الكوب تحاول التحكم بإنتفاضتها
بينما خرجت مرام علي صوتهم وبمجرد ما رأت حالة سلمي
حتي نظرت لمصطفي بصدمة سرعان ما تحولت لكره شديد وهتفت بعصبية
- عملك إيه ؟!.. في إيه ياسلمي !
ونظرت له بشراسة صارخة به
- عملتلها إيه ؟! .. إنت جاي عندنا ليه ؟!
إنتفضت ماتيلدا تشعر بالذعر والخوف الشديد مما يحدث
وقبل أن تقترب منه مرام زاعقة علي وشك البكاء !
قالت سلمي مطمئنة موضحة
- أنا عملت حادثة ومصطفي جابني متخافيش معمليش حاجة
ونظر الجميع فجأة علي دخول مازن فتنفست ماتيلدا المرتعشة بمجرد رؤيته
نظر بإستغراب لهم من الباب المُنفتح بينما إعتدلت سلمي تشهق بذعر من معرفة أحدٍ بما حدث
وقف مازن ينظر بذهول لهم لا يفهم شئ فنظر لماتيلدا المذعورة بقلق وشعر بالصدمة عندما رأي مصطفي فهمس بذهول
- مصطفي ..!!!
وتابع متسائلاً بقلق شديد
- في إيه ؟! .. إيه اللي حصل .. مالكوا ؟!!
قال مصطفي بعد أن نهض من مكانه
- مفيش أصل ..
قاطعته سلمي رغم أنه ما كان ليفصح لكنها خافت من أن يقص ما حدث
- أنا عملت حادثة ومصطفي ساعدني !
وبمجرد ما إلتقطت أذن مازن لكلمة حادث حتي إقترب منها مسرعاً وجلس القرفصاء أمامها متسائلاً بقلق
- حادثة إزاي ؟! حصل إيه ؟! حاسه بوجع فين ؟!
بكت فجأة وهي تنظر له تشفق علي ما حدث معها كم تريد أن تختبئ به وكم تريد رؤية مروان الأن والبكاء كثيراً
مسح مازن علي شعرها متفقداً رأسها عندما طال صمتها بينما هبطت دموعها بغزارة
نظر لمصطفي بقلق وسأله بينما يتفقدها
- إتخبطت إزاي عملت حادثة إزاي ؟!
طمأنه مصطفي يشعر بالضيق الشديد فلكم شعر بنظرات إحتياجها لمازن أكثر منه
رغم حقه بها .. إبتلع ريقه لا يستطيع لومها علي شئ فهو من أذاها وخسرها !
نهض مازن قائلاً بحنان
- متقلقيش خلاص جت سليمة إنتي كويسة ..
وعلي اللي بتقولوه فمفيش حاجة إهدي وإتنفسي بس
ثم نظر لوالدته طالباً منها بهدوء
- هاتيلها لمون أو عصير يا ماما بعد إذنك
ثم إقترب من ماتيلدا قائلاً لمرام الباكية بالفعل
- إقفلي الباب لو سمحت يا مرام .. وإهدوا خلاص خير
مسح فوق خصلاتها القصيرة بحنان مطمئناً فقلق وذعر نظراتها واضح بشدة
تنهد بضيق شديد ما كان يريد رؤية مصطفي لشعرها ولا أي شخص
ولكن حدث ما حدث وإنتهي الأمر
نظر لها عندما رفعت ذراعها ببطئ تتمسك بخصر قميصه وكأنها تطالبه بالأمان والهدوء !
أمسك كفها البارد وجلس القرفصاء أمامها هامساً بشئ لم يسمعه أحدٍ غيرها
ثم نهض بعد لحظات قائلاً بهدوء
- مرام خدي سلمي خليها ترتاح ثم قال بسخرية رغم ضيقة
- أنا شايف الكل بشعره.. خير !!
إبتلعت مرام ريقها وهي تضع يدها فوق رأسها فجأة فهي لم تشعر بخروجها هكذا بسبب قلقها من حالة سلمي
أخرج مازن زفيراً قوياً متنهداً بضيق لا يريد مضايقة أحد
يعلم أن ما حدث سبب الذهول والصدمة للجميع خصوصاً بسبب وجود مصطفي مع سلمي!
حول نظره لمصطفي والذي أنزل بصره بعد إطراء مازن الغاضب
فنظر لماتيلدا قائلاً بحنان وهو يمسح فوق خصلاتها
- دا مصطفي صاحبي من زمان .. متخافيش !
رفع مصطفي نظراته لها يشعر بنبضاته الغريبة
يحاول إختطاف لو بعض النظرات لها مفكراً هل هي قريبتهم ؟!
وتوقف قلبه فجأة علي تعريف مازن الهادئ لها
- دي ماتيلدا مراتي !!!!!
*********************************** Z
أنت تقرأ
نبضات عاشق.. أشعر بك2
Romanceوضع كفه فوق صدره عندما شعر بألم نبضاته المتسارعة بقوة نظر لها مبتلعاً ريقه يعلم أن ألم نبضاته بسبب نبضاتها !! كانت عينها ممتلئة بالدموع الغزيرة ورفعت كفها الثابت منذ فترة !! رفعت كفها بالفعل في محاولة للمس وجهه لا تصدق ما قاله ! نظر لكفها المر...