الفصل الثاني والأربعون

46.7K 1.4K 14
                                    

    تنهد الجميع براحة بعد خروج الطبيب الذي أخبرهم بوضع سلمي والجنين
وأن كلاً منهم بخير حتي الإختلال المشيمي قد أنقذ الأطباء الوضع
مال مروان علي الحائط بإرهاق لاصقاً جبهته فوق برودته هامساً بالحمد والشكر
ربت مازن فوق ظهره مباركاً له
وإحتضن والدته مباركاً لها أول حفيد في عائلة العابدين
ضحكت مني باكية بسعادة شديدة علي نجاة سلمي وقدوم حفيدها الغالي
نظر خلفه فوجد ماتيلدا جالسة جانب أخته تمسح فوق جبهتها
رفعت بصرها له وتجنبته مسرعة بتوتر وقامت بمساعدة مرام علي النهوض ليهنئوا مروان
إبتسم مروان لها بشكرٍ رابتاً فوق كفها فِيما إحتضن مرام ماسحاً فوق ظهرها بحنان هامساً
- اهه إطمنتي .. يلا علي البيت إنتي تعبانة ولازم ترتاحي
مسحت فوق ظهره قائلة بخفوت وبسمة صادقة
- أنا فرحانة اوي يا مروان بجد مبسوطة أوي .. حمدلله علي سلامتهم
إبتسم قائلاً بسعادة
- سلمي هتتصدم لما تعرف إنها جابت ولد ياخسارة الحاجات البامبي اللي إشترتها
ضحك ماجد قائلاً بسخرية
- لا ياراجل .. دا إنت اللي خسران .. ما هي جابت من جيبك
قال بسرعة منتشياً
- مهما كان المهم الحاجات الأزرق اللي أنا جبتها هتُستخدم
وبرده جه ولد وتابع بنبرة تشبه صوت الفتيات
- عشان كانت تقولي .. دي بنت يامروان وأنا حاسه وممتكلمش علي إنه ولد عشان بزعل يامروان
قالت مرام بوهن ضاحكة
- والله إنتوا كنتوا بتلعبوا ما كنتوا عرفتوا جنس الجنين إيه وخلاص
رفع مروان حاجبه بدهشة قائلاً
- لا والله .. علي أساس إن أنا اللي رافض ..
ما هي اللي صممت وقالت مش عاوزة وقلبي دليلي وقالي بنت طلع قلبها دليلها فعلا ..
ضحك الجميع علي سخرية مروان وشمتاته الواضحة
إنزوت ماتيلدا جانباً وتتبعتها نظراته
إبتلعت ريقها بإضطراب ووقفت صامتة مستندة علي الحائط تنظر أرضاً
تنفس مازن بقوة مبتعداً بنظره عنها وظل الجميع متوقفين قليلاً إلي أن نقلت سلمي لغرفة اخري
**************************************
قبلت زواجها ..!

قالها حازم ناظراً لهدوئها الشديد
إبتسم بمرارة بعد خروجه من مكتب المأذون الشرعي الذي أتم الإجراءات وأتي بشهوده.
يعلم ليس من حقه الحزن علي عدم فرحتها !
وكيف يحزن ؟!.. وأي فرحة التي يبحث عنها ؟!..
لقد كانت وكأنها تؤدي واجباً ليس أكثر .. ويحق لها !
فتح سيارته وساعدها لتركب داخلها وكأنها بلا حياه !
شعر بشهقاتها المكتومة من بكائها الصامت عندما إقترب وبدأ بربط حزامها
فرفع بصره لها وكان قريبٍ بشدة
ورأي دموعها التي تسيل بصمت
إبتلع ريقه وتسارع نبضه بجنون
من عينها ولونهم .. !
من رائحتها .. !
من تعبيراتها حتي الحزين منها !
إبتعد مخرجاً رأسه من السيارة وأغلق الباب بهدوء
صعد مكانه بهدوء شارداً مثلها بإختلاف حالة قلبهم !
فداخله قلبٍ خافق بنبضات عاشق ..!
وداخلها قلبٍ ساكن تلف معظمه ومنتظراً لتوقفه تماماً ..!
أدار محرك السيارة قائلاً بحنان هو نفسه مستغربه
- هنروح نتغدي الأول وبعدين نروح
وإنتي وعدتيني هتاكلي معايا بعد الزيارة
نظرت له بعين ممتلئة بالدموع وسالت من أصغر رمشة منها
أمسك حازم كفها وهمس فاركاً إياه بين قبضته
- هتبقي كويسة .. هتخفي صدقيني !
********************************
دلف مروان لغرفة سلمي ضاحكاً بحنان هاتفاً
- وردة قلبي أنا يا نااااس جابتلي وردة
إبتسمت سلمي سعادة بسلامة طفلتها والتي تعتقدها بنت
وهمست بنبرة خرجت حزينة دون إرادتها من لمحتها لماتيلدا
- هي فين نفسي أشوفها
قالت مني بحنان مقتربة منها
- هي في الحضانة دلوقتي ياحببتي حمدلله علي سلامتك وإقتربت لتقبلها ولكنها توقفت فجأة عندما هتف مروان عابثاً
- والله ما يحصل أول بوسة مني .. عيب ياجماعة !
ضحكت مني كما مرام وماجد بخلاف ماتيلدا التي بدأت تشعر بالألم
ومازن الذي يكبت غضب العالم داخله
قبلها مروان فوق جبهتها هامساً بخبث
- البوسة الكبيرة بقي في البيت .. أحم أحم قصدي اللية الكبيرة يعني السبوع وكده
توردت وجنتيها بحرج من وجود الجميع ورمته بنظرة غاضبة من تصرفاته الوقحة كما تراها من وجهة نظرها
بدأت سلمي تتناسي قليل من ألم قلبها علي أخيها في هوجة التهاني والقبلات
وتلك الطاقة الإجابية التي ملئت الغرفة بضحكاتهم وحديثهم
إقتربت ماتيلدا منها ببطئ تشعر بألام جسدها .. وكيف لا !!
فبخلاف تجربتها الأولي هي لم تتناول شئ منذ الأمس في شقتهم
حتي بعد أن أصرت بحرج علي مازن أن ينزلوا ويبيتوا في غرفته كما كانوا
لتلك الليلة فقط علي الأقل لتعتاد !
وفهم مازن مخاوفها منه وإرادتها للشعور بعائلته حولها وكأنهم سيحمونها منه إذا أذاها!!
ووافق بالفعل حتي لا تخاف منه فيكفي ما سيواجهوه من نبض !
وبالفعل شهدت غرفته علي أجمل ليالي عمره ..
إبتسمت ماتيلدا رغم شعورها بالإختناق والإضطراب وإنحنت علي سلمي مقبلة إياها بوجهٍ شاحب
لم تنظر لها سلمي بل تهربت بعينها منها
لا تصدق أنها كانت علي علاقة بأخيها ولم تخبر أحد !!
تشعر بالغضب منهم والأسي علي مازن ..
إبتعدت ماتيلدا عنها ببسمة هادئة تشعر بالإرهاق
لا تستطيع نسيان وجهه وبكائه وفي نفس الوقت لا تصدق أن هذا هو مصطفي صديقتها القديمة !!
سبب تأنيب ضميرها !
تراجعت خطوة للخلف وشهقت بفزع عندما إصطدمت بأحد
أمسكها مازن بصمت
ونظر لها بغضبٍ وضيق فإضطرابها وتهربها منه يعني أن في شئ خاطئ بالفعل !
أغمض عينه يشعر بنيران صدره تزداد متخيلاً قرب مصطفي منها من قبل وإخفائها الأمر عنه !
إقترب مباركاً لسلمي مقبلاً رأسها بحنان ونزلت أول دمعة من عينها
تشعر بالمرارة والخداع .. تشعر بالخذلان من فعلة أخيها ..
ولا يردد عقلها غير ..(لا يستحق) !!!
قطب مازن جبينه من رجفتها ودموعها وسألها بإستغراب
- مالك ؟! .. حاسه بوجع ؟!
رفعت بصرها له ونفت ببطئ ماسحة دموعها
قال مروان حينها بدعابة
- مراتي ناقص تتباس من طوب الأرض والله
وتابع بثقة
- بس خلاص بقي طوب الأرض برده إتبرعلها بدمه فهسمح المرادي
نظرت له سلمي قائلة بتساؤل
- إيه دا هو أنا إحتجت دم ؟!
غمز مروان لها بعبث قائلاً
- إنتي كنتي محتاجة دعم مش دم ياحبيبي بس الدكاترة بقي وحركاتهم البايخة زي أخويا دا مثلاً
مرضيوش يدخلوني وقالوا نديها دم أحسن
فأنا مطلعتش فصيلتك للأسف بس مازن طلع نفس فصيلتك سبحان الله وماجد كمان بس دم مازن كفي ووفي ..
إبتسمت له بحبٍ صادق حقاً .. لم تكن مجرد جملة حينما قالت أنها لم تشعر بالأخوة إلا بمعرفته ..
شعرت ماتيلدا بسير الأرض أسفلها وتشوش الصورة أمامها
تنفست بقوة مغمضة عينها وعندما فتحتها شعرت بوضوح الصورة مرة أخري
نظرة أرضاً تحاول الثبات ولكن ألام قدمها وجسدها تزداد
وعندما رفعت بصرها تفاجأت بتشوش الصورة مرة أخري ودارت الغرفة للحظة
مدت ذراعها ممكسة بكنزة مازن ببطئ حتي لا تلفت الإنتباه وتثير القلق
خفق قلبه بقوة من مجرد مسكتها وإستدار لها بإستغراب
وتلاشي غضبه وضيقه وهو يري عينها الغائرة وشحوب بشرتها الشديد
إقترب منها محيطاً خصرها بهدوء وهمس بتساؤل خافت سؤال خرج قلقاً برغم جديته
- مالك ؟!
إبتلعت ريقها وأجابته بنفي من رأسها تتبعته بهمسة واهنة
- عاوزة أطلع من هنا .. حاسه دايخة وكله فرحان بسلمي مش عاوزة أقلق حد
تنهد بقلق وسار بها للخارج قائلاً بهدوء
- هنجيبلكم حاجة تشربوها
وبمجرد خروجه لحق به ماجد قائلاً
- مصطفي لسه في الشقة يا مازن أنا قفلت عليه وهيتحاسب متقلقش ولا تشيل هم
إلتفت له مازن قائلاً بضيق
- حسابه معايا أنا يا ماجد ..
وأحسن حاجة عملتها إنك حبست الكلب دا علي ما أرجعله
تحاملت ماتيلدا علي نفسها لتقف معتدلة بعد أن تركها مازن دون شعور من غضبه من الموقف
وحماسه للذهاب لمصطفي كما يقول
رفعت كفها البارد بإرتعاش تمسح وجهها ومالت دون شعور ساقطة أرضاً فوق ركبتها
إلتفت مازن لها بفزع ممسكاً بها لتنهض
أغمضت عينها بقوة وعاودت فتحها تحاول التركيز وأمسكت ذراعه بكفٍ مرتعش تحاول النهوض
أنب نفسه بشدة من إغفاله عنها وأحاطها جيداً من ظهرها ناهضاً بها
وقفت مستندة عليه هامسة
- مش عارفة .. أتنفس ..كويس !
ركض ماجد لياتي بطبيب بينما سار بها مازن حتي المقعد الحديدي
وإنحني عليها ليقيس نبضها من رسغها ووجده منخفض بشدة !
رفع بصره لها بقلقٍ وجلس القرفصاء أمام مقعدها ماسحاً بإحدي كفيه فوق وجنتها هامساً
- إتنفسي ومتخافيش مالك في إيه .. حتي لو غلطتي هنتناقش .. إهدي ومتخافيش كده
قطبت جبينها مما قاله وأدركته أنه يفهم الوضع كله خطأ
همست بإرهاق وقد بدأ بكائها
- انا مكنتش أعرفه يا مازن والله !
ضاقت عينه بصدمة فكان يعتقد أن مصطفي قد إقترب منها من قبل وهي أخفت الأمر
ولكن حديثها يوحي بالاسوء !
جز علي أسنانه وسأل بحدة بعض الشئ
- ليه هو إنتوا أصلاً تعرفوا بعض ؟!!
أومأت ببكاء قائلة بإنتفاض
- بس مكنتش أعرف إنه هو أنا...
قطعت حديثها علي إقتراب ماجد وكمال الذي أخذ وضع مازن وقام بقياس ضغطها
وحلل معدل السكر لديها ووجد إنخفاض في الإثنين
أغمض مازن عينه يشعر وكأن غضبه يحارب قلقه عليها
وإنتصر القلق مؤقتا بل القلب وكيف لا .. وقلبها داخله !
*********************************
طلب حازم الطعام من النادل ونظر لشرودها الحزين
وظل الصمت بينهم هي لا تشعر بشئ إلا طارق كالمعتاد
وهو لا يريد أن يقطع تفكيرها..
إلي أن أتي العامل بالطعام
وبعد تناول الطعام تحت الصمت المُطبق بينهم
أخذها وسار معها بهدوء لضعف حركتها الحالي وإنطلق مرة أخري علي منزله
دلفت نرمين لغرفتها وجلست فوق الفراش بإرهاق تشعر بإستنزاف قوي لكل مشاعرها وحواسها
إقترب حازم وأغلق الستائر فوق الحائط الزجاجي
وإلتفت علي دخول المساعدة فقال بهدوءٍ أمراً
- إتفضلي إنتي أنا هساعدها !!
لم تشعر نرمين بشئ حتي أنها تقريباً لم تري دخول المساعدة من الأساس ولا تواجد حازم بالغرفة !!
فتح حازم خزانة ملابسها وأخرج بعض الملابس المريحة لها
إقترب منها وقام بوضعهم فوق الفراش جانبها قائلاً بنبرة عادية
- تحبي أساعدك تغيري ؟!!
رفعت بصرها له ألياً علي صوته وفجأة نظرة له بدهشة
دارت عينها في الغرفة وكأنها تبحث عن المساعدة
فأجابها هو دون أن تسأل
- جت وأنا خلتها تطلع .. أنا اللي هساعدك بعد كده !!
قطبت جبينها وتحولت نظراتها للغضب قائلة بحدة
- أنا إتفقت معاك مش هتلمسني !
إبتسم لها وأجابها بهدوء ٍ غريب
- مين قال إني هلمسك ؟! ..
بس مش هخلي حد يساعدك يا تلبسي لوحدك يا أنا اللي هلبسك !
إضطربت حركتها وأمسكت الملابس من جانبها قائلة بإضطراب
- لا هلبس لوحدي .. بس خليها تساعدني حتي !
رفع حاجبيه بالنفي متابعاً بهدوء حازم
- يا أنا يا إنتي ..
تنفست بقوة ونهضت ببطئ متألمة قائلة بضيق
- لو سمحت أخرج هلبس أنا !
أومأ لها بهدوء هامساً قبل خروجه
- حاضر !
خرج حازم وأغلق الباب خلفه ولاحت بسمة صغيرة أعلي شفتيه
كان يعلم أنها سترفض وهذا ما أراده !
يريدها أن تتحرك ولا تظل هكذا خاملة مُتعبة لا تقوي علي شئ حتي إن كان بسيط
يكفي بطئ حركتها اليوم وإرهاقها الشديد من أضعف الحركات
تنفس بقوة متجهاً لغرفته ومر قبلها علي المساعدة منبهاً إياها بعدم مساعدتها لنرمين في شئ
وإن طلبت منها شئ مهما كان بسيط فقط تأتي وتخبره !
*************************************
إقترب ماجد من مرام قائلاً للجميع
- إحنا هنرجع بقي .. عشان مرام لازم ترتاح
وانا هاجي بليل أطمن عليكوا وساعتها هروح طنط مني
أومأت له مني بشكر
- معلش تاعبينك معانا ياماجد ..
إبتسم لها مضيقاً بين حاجبيه قائلاً بدعابة
- أنا والله جوز بنتكوا .. والفرح خلاص أهه خلال أيام
فمتعتبرونيش غريب أنا زيي زي مازن ومروان ياطنط متشليش هم
خرج ماجد ممسكاً بمرام المضطربة كعادتها من قربه
همس بخفوت عابث
- المفروض متتوتريش دا أنا اللي.. شيلتك .. ولبستك .. عشان أجيبك المستشفي يعني..
صمت عندما نظرت له بدهشة وكأنها إستوعبت للتو ما قاله
ضحك محيطاً جسدها الصغير متابعاً بدعابة
- بس إنتي محتاجة غذا وتتخني شوية .. كده مش هتنفعي !
إتسعت عينها بصدمة وأتت أمامها مشاهد من عنف أكرم معها
فإرتعشت دون شعور مبتلعة ريقها بصعوبة
علم ماجد تفكيرها وكبت غضبه من تفكيرها وتذكرها لذلك الحقير وقال بهدوء
- متقارنييش .. ومتخافيش ..
يلا عشان منتأخرش مازن وماتيلدا هيجوا معانا
نهضت ماتليدا من فوق الفراش عندما أتي ماجد ومرام
قال كمال ملقياً بالأبرة في سلة المهملات
- حاولي ترتاحي بقي النهاردة حتي ..
أومأت بصمت وساعدها مازن علي إرتداء معطفها الثقيل وساروا جميعاً للسيارة
لم يستطع مازن الحديث في شئ أمام أخته وزوجها لا يريد أن تتشوه صورة ماتيلدا أمامهم
من علاقتها بمصطفي وخداعهم للجميع !
حتي هو نفسه لا يستوعب معرفتها المُسبقة بمصطفي كما أخبرته !!
صف ماجد سيارته عندما قال مازن بهدوء
- مرام هتطلعي ترتاحي في شقتي إنتي وماتيلدا !!
نظرت له بإستغراب وقالت برفض
- لا يامازن هنام في أوضتي عادي متخفش عليا
أجابها بهدوء منافي للعاصفة المتزايدة داخله
- لا ياحببتي أنا مش قلقان بس في شقتي أفضل عشان تبقوا مع بعض
همست ماتيلدا بإضطراب
- مازن إنت لازم تسمعني الأول ..
قاطعها بنظرة من عينه وصمتت بدموع وقلق يجتاحها
نزل ماجد مفضلاً فكرة مازن فمرام لا تعلم شئ عن وجود مصطفي
ولا يوجد داعي للخوف والإضطراب لأي منهن
صعدوا جميعاً مرام وماجد في المقدمة وخلفهم مازن وماتيلدا
أمسكت ماتيلدا كفه هامسة ببكاء
- أنا مكنتش أعرفه يا مازن .. هو ..
صمتت علي نظرات مرام عندما إلتفتت تنظر لها بإستغراب من همسها تشعر بشئ غريب
تشعر بطاقة سلبية حولها لم تري نظرات أخيها هكذا من قبل وكأنه ليس مازن !!
وشعر مصطفي بحركة علي الدرج في الخارج فضرب الباب صارخاً بعصبية
- إفتحولي .. مين بررره ؟!
صرخت مرام بذعر متمسكة بماجد وشهقت بذعر عندما سمعت سباب أخيها الذي إقترب من الباب
- أنا اللي بره يا *** وهفتحلك حاضر !!
نظرت بفزع بينه وبين ماجد وماتيلدا الباكية وقالت بخوف
- في إيه مين دا ؟ّ! .. مصطفي أخو سلمي ؟! .. في إيه يا مازن ؟!
جز مازن علي أسنانه بغضب وصرخ بغضب
- إطلعوا علي فوق يلا ..
إرتعشت مرام ناظرة لبكاء ماتيلدا التي إقتربت ممسكة بكتفه قائلة ببكاء
- لا يامازن .. متأذيش نفسك .. أنا مكنتش أعرف إن هو نفسه
وتزايد غضب مازن علي صرخات مصطفي من الداخل
- إياك تقربلها يا مازن .. هي مكنتش تعرف .. ملكش دعوة بيها !!
فقد مازن أعصابه لأول مرة في حياته وفتح الباب بقوة دافعاً مصطفي بغل للداخل
دخل ماجد خلفه مسرعاً حتي لا تحدث كارثة يتورط بها مازن كما دلفت مرام وماتيلدا خلفهم ببكاء !
أمسكه مازن بقوة من ملابسه وتتالت الصفعات التي حاول مصطفي صدها
لكنه لم يفلح بأغلبها بسبب قوة وسرعة الضربات التي تأتي واحدة تلو الاخري بعنف
هتف مازن بعصبية
- أنا غلطان إني وثقت فيك ياكلب وشكلك خت هدوئي بالغلط يا****
إقترب ماجد ودفع مازن للخلف هاتفاً به
- متوديش نفسك في داهية لو عاوز تحبسه هلبسهولك قضية بس متورطش نفسك
حاول مصطفي النهوض ممسكاً بأنفه والتي بدأت بالنزف مجدداً وقال بضعف من شدة ما ناله
- غصب عني أنا اللي حبتها قبلك أنا اللي عرفتها قبلك !!
شهقت مرام بصدمة مما سمعته بينما إزداد بكاء ماتيلدا بيأس
هتف مازن بغضب صارخاً بصوت مخيف
- بره هيقولي حبتها برده هيقولي حبتها وعرفتها .. منين يا *** منييييين
ودار عودة لها عندما يأس من إقتربه من مصطفي بسبب إحالة ماجد للأمر
أمسكها من كتفها يرجها بغضب صارخاً بوجهها
- منين تعرفوا بعض .. منييين إنطقي حبك إمتي وليه مقولتليش ؟!
نفت برأسها وهتفت من وسط بكائها
- والله ماكنت أعرف .. هو ريم اللي كلمني علي الفيس ..
أنا مكنتش أعرف يا مازن والله ماكنت أعرف هو قالي ..
رمش مازن بعينه وكأنه لا يستوعب وتوقفت يده عن رجها
نظر جهة مصطفي دون تركها وعاد بنظره لها سائلاً بذهول
- ريم مين ؟! .. الأكونت المزور اللي كان بيكلمك علي إنه بنت وطلع راجل وإسمه ...
صمت فجأة مُقطب الجبين فكان إسمه مصطفي حقاً كما أخبرته من قبل
نظر لرعشتها وبكائها عندما قالت بوهن
- والله ماكنت أعرف .. والله يامازن أنا كنت طالعة عشان سلمي..
والله هو حبسني وقالي .. أنا مكنتش اعرف إنه هو صدقني .
ظلت نظراته علي عينها الباكية بإستجداء تحت صراخ مصطفي الباكي
- غصب عني حبتها .. أنا كمان إتصدمت لما عرفتها ..
عرفتها من إسمها الغريب ومامتها الألمانية وبلدها
مكنتش أعرف حاجة وإتصدمت .. غصب عني حبتها قلبي مش بإيدي مش بمزاجي
إنت شوف يامازن أد إيه أنا إتألمت وإنتوا قدامي
شوف إنت أد إيه إتألمت وهي مع بكر قدامك أنا عشت إحساسك وأصعب لإنها بتحبك
غصب عني مكنتش عاوز أخونك وعمري ما قربت منها
إسألها عمري ما حاولت ..
عشانك يامازن ولإنها متستاهلش إنت عارف حياتها وعاشت إيه كويس
أنا غصب عني يا ناس أنا موجوع وبموت محدش عايش وجعي ولا حد هيحس بيا
أختي سقطت بسببي أنا عشان عرفت إني بحبها وصممت إني همشي أو هتقولك
أنا خسرت كل حاجة أنا كنت إتعدلت يامازن بس كله باظ خلاص !
إبتلع مازن ريقه بصعوبة من نبرة ألمه .. من شعوره
وهو الذي جرب مثله .. بل أقل !!
هي حقاً لم تكن لبكر ولم تحبه وكانت مُطلقة !
كيف كان سيشعر إن كانت لبكر كما له ؟! ..
ألم يعش هو الألم ووجع القلب معتقداً أنها ملك بكر !!
فاق من شروده علي سقوطها المفاجئ بين يديه فاقدة للوعي بعد أن تحملت بما يكفي !!
************************************** سؼY *

نبضات عاشق..  أشعر بك2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن