الفصل التاسع عشر

42.4K 1.3K 47
                                    

    كانت تصرخ بقوة فأقذع الألفاظ محاولة التحرر منهم إلي أن أوقفوها أمامه
لا ينكر دهشته في البداية فبغض النظر عن برائتها الخادعة !
إلا أن هيئتها في الحقيقة مختلفة كثيراً عن الصور !!!
ورغم ذلك أجاد إخفاء تعابير وجهه بصرامة قاتمة
فكانت نظراته باردة بل مخيفة
رفع نظاراته السوداء فظهرت عينه المخيفة تطلع أشعة سوداء .. رغم أنها ملونة !!
إبتلعت سيلان ريقها بصدمة تعرف تلك العينان جيداً .!!!.
تعرفهم حتي مع الإختلاف ..!
فتلك مخيفة بها توهج وغضبٍ أسود .. عكس حنان وبرائة الأخري !!!
صرخت بفزع والرجال تجذبها كالذبيحة من حيها
بينما كان الجميع متفرجون صامتون!!
ليس ليتخلصوا من تلك الفتاه المشاغبة التي تثير دائماً الجلبة والمشاكل
ولكن خوفاً من بطش ذلك الرجل المخيف مع رجاله خصوصاً بعد رؤيتهم للأسلحة معهم !!
هتفت سيلان بعصبية تحاول التحرر من بين الرجلان المحاطين بها
نظرت بفزعٍ عندما خرجوا من شارعها لتري سيارة سوداء كبيرة في إنتظارهم !
ظلت تركل بقوة في الأرض الترابية تحتها وهي تصرخ
- دنا هوديكوا في ستنين داهية.. إوعي سبني .. إنتو مييين؟!!
توقف الرجال بها فجأة عندما توقف أيان أمامهم !!
إلتفت إليها ينظر متأملاً لها بطريقة مخيفة
فإحتدت عينها ولم تظره له خوفها وهي تصرخ به
- ما إنت لو راجل ومش بتخاف كنت جيت لوحدك يا*** لان...
صمتت عندما صفعها بقوة
نظرت له تشعر بالدوار الشديد وسال خيط من الدماء من جانب فمها
إبتلعت ريقها تشعر بتخدر نصف وجهها محل صفعته
بل تشعر وكأن أسنانها تحركت من مكانها إن لم تكن سقطت !!
إلتفت مرة أخري ببرود شديد للسيارة وجذبها رجاله خلفه
قاموا بدفعها داخل السيارة محاوطين لها
بينما قفز هو في المقعد الأمامي أمراً السائق بالتحرك!!
تحركت السيارة تشق طريقها للمجهول
ظل أيان يتابع الطريق بعد أن وضع نظاراته مرة أخري فوق عينيه
ولم يدع رجاله يخدرونها حتي تموت رعباً من تفكيرها قبل أن يقتلها حقاً
وبالفعل ظلت سيلان تنتفض بينهم بالسب والوعيد
صمتت تلهث عندما أتاها صوته المخيف متسائلاً بطريقة غريبة
- تحبي إيدك تتقطع بسكينة باردة ولا سخنة ؟! ..
صمت قليلاً قبل أن يتابع بهدوء
- فكري علي ما نوصل !!!! ..
إنتفضت بينهم تصرخ بكل طاقتها عل أحد ينجدها
وفجأة بدأت إنتفاضتها بالتزايد وقد إنتابتها النوبة الصرعية !!!
إلتفت أيان ناظراً لها لثانية متابعاً تشنجها بإبتسامة باردة
ثم إستدار مرة أخري للطريق وكأن شئ لم يكن !!
تدلت رأسها للأمام بعد عدة دقائق أو بالأحري بعد إنتهاء نوبتها
فسال لعابها بغزارة مختلطاً بالدماء!!!
*********************************
نهضت ماتيلدا ببطئ حتي لا يشعر مازن بحركتها
فمنذ يومين ونومه قليل وكأنه مازال مصدوماً بقتل كمال
سحبت الغطاء عليه بهدوء وخرجت من الغرفة للمطبخ فوجدت سلمي واقفة أمام المُوقد
بينما مرام جالسة فوق الطاولة شاردة وكأنها داخل عالم أخر
إقتربت ببطئ حتي وقفت جانب مرام رفعت كفها بتردد تمسح فوق ظهرها !
إلتفتت مرام لها بدهشة فقابلتها ماتيلدا ببسمة هادئة رغم إرتعاشها علي شفتيها
إبتلعت مرام ريقها وإلتفتت تنظر للفراغ أمامها كما كانت وظلت صامتة
إبتسمت سلمي بحنان ولم تعلق بينما إقتربت ماتيلدا أكثر تحاول مواساة مرام لا تعلم لما تشعر بها
من الممكن بسبب عمرها وتجربتها السيئة .. فهي أيضاً تعرضة لتجربة سيئة في البداية !
رمشت مرام بعينها فجأة فسقطت دموعها بصمت
مالت ماتيلدا عليها حتي وضعت رأسها أعلي كتفها
بينما كفها يمسح فوق خصلات مرام ببطئ وهمست بعد عدة دقائق
- دكتور عفيف هيساعدك .. وافقي تعدي معاه !
وتابعت همسها الهادئ بحزنٍ
- أنا مختش مازن منك! .. إنتي أخته وهو بيحبك ..
بيحبك أكتر مني كمان بس عشان ليا ظروف صعبة كان كده معايا!
إتسعت عين مرام من همس ماتيلدا وتذكرت ذلك اليوم عندما بكت أمامها أثناء فقدانها الوعي
حينها رأت دموعها تسقط رغم إنغلاق عينها ..
الأن تأكدت أن كلماتها إخترقت ضباب عقلها وقد سمعتها بالفعل كما شعرت !!!
**************************************
حركت سيلان رأسها بألم شديد وفجأة إعتدلت متأوهة تنظر حولها بذعر
نهضت من مكانها بسرعة فكانت مُلقاه علي الأرض في غرفة مظلمة
نظرت حولها بخوف تحاول تبين مكانها وإن كانت وحدها أم لا!
شهقت بفزع عندما إنفتح الباب فجأة ليدلف منه ذلك الرجل المخيف خلفه رجلاً أخر! ..
كان منظرهم مثيراً للرعب خاصتاً بسبب ظلام الغرفة والنور الخارجي من الباب
والذي أظهرهم كخيال كبير ومخيف !
تراجعت عدة خطوات فسقطت أرضاً من دورانها
شعرت بالبرد الشديد كما تشعر بعد نوباتها ورفعت رأسها تنظر لإقترابه البطئ
وقف أيان ينظر لها بطريقة غريبة هادئة رغم إشتعال عينيه
إبتلعت ريقها تعرف تلك العينان جيداً وهمست بذعرٍ
- إنت من طرف الدكتور !!
إرتفع جانب ثغره ببسمة شيطانية وهمس بصوتٍ منخفض لكن ذبذباته وصلتها كالرصاص
- مفيش الله يرحمه .. إيه متجوزش عليه الرحمة ؟!
إبتلعت ريقها مرة أخري تشعر بالدوار الشديد
نظرت خلفه للرجل الضخم ثم للباب في النهاية تفكر هل تستطيع الركض والهرب منهم !!
إتسعت عينها علي صوته البارد يقطر ثلجاً مناسب لبرودة الجو
- فكري تعمليها وأنا أصطادك زي ما بصطاد الحيوانات !!
صمتت ترتجف .. عقلها يعمل بسرعة رهيبة تفكر كيف تخلص نفسها من هذا المأذق
إقترب أيان وجلس أمامها حتي إختفت أمام ظله
كانت تشعر وتسمع صوت نبضاتها المذعورة السريعة
قال بلهجة غريبة متسائلاً بسخرية
- الله إنتي بتغيري شكلك .. شكلنا كده خدناكي علي غفلة !
فتحت فمها قليلاً تتنفس بقوة بينما تابع هو
- عاملالي راجل وبتلبسي بروكة ولد !!..
إقترب أكثر ناظراً داخل عينها بقوة هامساً
- وعنيكي طلعت ملونة كمان .. لا برافو كده محدش هيطمع فيكي.. صح !!
لم تجيبه بل إزدادت رعشتها لا تستطيع التفكير تشعر بنوياه السيئة تجاهها
أخرج مديتها من جيب سترته قائلاً بهمسٍ خافت وكأنه سر
- مش دي مطوطك ؟! ..
حبست أنفاسها وهي تنظر بين وجهه وعينه المضيئة رغم الظلام ومديتها!!
فيما تابع هو بكلمات خافته مخيفة
- جبتها من جسم كمال .. كنتي غرزاها صح !!
ظهرت لمعة أسنانه وكأنه إبتسم وتابع بتهديدٍ مُرعب
- هقطعلك إيدك بيها ..! ..
ها فكرتي تحبيها سخنة ولا باردة !!
صمت لحظة قبل أن يتابع كلماتة البطيئة التي تقطر غضبٍ
- أهلا بيكي في جحيم أيان النيري !!!!
رمشت عدة مرات بذعرٍ
الأن علمت لما عينه تشبه كمال رغم إختلاف نظرتهم
إستلقت علي ظهرها تتنفس بطريقة سريعة قبل أن تتشنج مرة أخري !!!
ظل يتابع حركتها العنيفة وهي تتلوي أرضاً
كانت تنتفض مصدرة صوتٍ غريب وكأن مس كهربائي متصل بها !!
*********************************************
صرخ بكر بهياجٍ
- تفجير عربيتك دا كان قرصة ودن يا شرنوبي! ..
ولسه هعمل أكتر لو مجبتليش مين الواد اللي بيعمل العمليات دي
قال شرنوبي بعصبية علي الهاتف
- إسمعني يا بكر .. لو أذيت حد من عيلتي انا مش هسكت وعليا وعلي أعدائي لان ...
- إسمعني إنت يا زفت أنا منتهي منتهي إنت عارف الواد دا خسرني كام لحد دلوقتي ..
عارف الخطر اللي حواليا من المافيا اللي بتعامل معاهم بسبب الخسارة .. ومعنديش اللي أخسره خلاص
كانت تلك كلمات بكر الغاضبة القاطعة لحديث الرجل
صمت قليلاً وتابع بصوتٍ خافت كالفحيح
- الواد واقف بقاله يومين .. يعني بيخطط لعملية أكبر .. وأنا مش هستني أكتر !
إنت مش قليل يا شرنوبي ولا سهل نبش في التراب وطلعه
أنهي حديثه ملقياً الهاتف بغضب
***********************************
دلف مروان للغرفة فوجد سلمي تبكي
زم شفتيه وجلس جانبها يمسح فوق خصلاتها وظهرها
شهقت من بكائها هامسة
- مش مصدقه إنه مات دا إنسان كويس جداً حتي وقت الحادثة بتاعي كان بيعاملني كويس وكان طيب
إبتلع مروان ريقه يشعر بالمرارة وقال بحنان
- ربنا يرحمه .. عمره إنتهي خلينا ندعيله بالرحمه أحسن
رفعت عينها الباكية إليه وسألت بإختناق
- هو حقيقي إتقتل زي ما بيقولوا ..
أومأ لها بصمت ثم تابع موضحاً
- في حد سرقه وتقريباً راح وقت السرقة فالحرامي قتله
إزداد بكائها بقوة مُخفية وجهها خلف كفيها
تنهد مروان يشعر بالقلق عليها ولكن لا يستطيع منعها عن الحزن والبكاء
جذبها برفق ضاماً لها وبدأ يربت علي ظهرها علها تهدأ ولو قليل
بينما سألت هي بصوتٍ متقطع من بكائها
- طيب الشرطة مش هتجيب الحرامي وياخد جزائه يامروان ؟!
شرد قليلاً قبل أن يجيبها فما يحدث غريب حقاً
إنتبه من شروده علي شهقاتها فأجابها بخفوت
- مش عارف والله يا ملاك .. بس البيت كان فيه كاميرات ومتشالة للأسف ومفيش دليل ولا بصمات
إبتعدت عنه وسألته مرة أخري
- طيب مش إنتو بتقولوا أهله أغنية أوي يعني ممكن لو في حاجة غلط يدفعوا رشاوي ويجيبوا القاتل
إبتسم من برائتها فما علاقة الغني بأن يأتوا بالقاتل
شرد هامساً بقلق
- أنا حاسس إن أخوه اللي شال الكاميرات .. حاسه يعرف القاتل وهينتقم !..
صمت قليلاً وتابع مفكراً
- أيان مش سهل .. بالعكس علي حد معرفتنا بيه يخلينا نتأكد إنه عارف لان مستحيل سكوته !
إحتضنته مرة أخري بقوة هامسة ببكاء
- أنا خايفة يا مروان !
مسح فوق جسدها مرة أخري قائلاً برجاءٍ
- ممكن تنامي شوية الحزن دا غلط عليكي ومازن قال كده .. لازم تهدي إنتي حامل دلوقتي
أومأت له تفرك وجهها في صدره تحاول التوقف عن البكاء
لكنها لا تستطيع .. تشعر بإنقباض قلبها مما يحدث
***********************************
شعرت نرمين بالذعر عندما علمت بمقتل الطبيب كمال
ظلت تسير في الغرفة ذهاباً وإياباً بتوتر شديد لا تعلم كيف قُتل
نفخت بضيق تشعر أن حياتهم محاطة بالخطر وكأن شبح الموت يهاجم الجميع
جلست ترتجف فقد مر أكثر من ساعتين تحاول الوصول لطارق ولكن هاتفه مغلق !
إبتلعت ريقها تشعر بالخوف مذعورة من فكرة وصول بكر إليه وقتله !!
نفخت بضيق تحاول الهدوء فبالطبع بكر ثار بعد حريق المخازن الجديد
نظرت في ساعتها بإرتجاف لا تعلم لما لا يتصل بها منذ يومين
هاتفت شهيرة لتعلم أين بكر وعندما أجابتها شعرت بالذعر أكثر
وضعت الهاتف جانباً بعد أن إنتهت من المحادثة
ورفعت كفها المرتعش فوق صدرها تتنفس بلهاثٍ
خائفة بشدة مما سمعته من شهيرة بحالة بكر الهستيرية من تكسير وتدمير كل شئ في القصر
بسبب حرق المخازن الجديد فلم يمر عدة ساعات من الحريق الأول حتي حدث الثاني
مسحت فوق خصلاتها تنتفض بقوة قلقة من فكرة عثور بكر علي طارق فهذا هو التحليل الوحيد
فمنذ حريق المخازن مر يومين لا يهاتفها مطلقاً وهاتفه مغلق
أغمضت عينها تنفخ بتوتر شديد لا تعرف ماذا تفعل وبعد مرور ساعة تقريباً
قررت الذهاب للقصر وسرقة الأوراق من مكتب بكر
حتي تهدده بهم إذا أمسك بطارق ..لتطمئن علي عدم قتله علي الأقل
نهضت ترتجف وبدأت بتبديل ملابسها بسرعة
تدعو داخلها أن تنجح ولا يكشفها بكر !
***********************************
دلفت ماتيلدا للغرفة مرة أخري بعد عدة ساعات فالساعة أصبحت التاسعة ومازن لم يأكل شئ
إنحنت عليه مُقبلة جانب عنقه بحنانٍ هامسة
- قوم عشان تاكل إنت بقالك يومين مش بتاكل وكده غلط
أجابها برجاء رغم إرهاق صوته
- معلش سبيني دلوقتي .. شوية وهقوم !
مسحت فوق خصلاته وقبلته مرة اخري قبلة طويلة هامسة بعاطفة
- أنا بحبك ..
أنهت همستها معتدلة وذهبت للخارج مرة أخري حتي لا تضغط عليه
خرجت مغلقة الباب بهدوء وسارت للخارج فوجدت الجميع كما هم
نظرت لمني عندما سألتها بقلق
- مرضاش يقوم برده ؟! ..
نفت برأسها وقالت بهدوءٍ
- شوية وهيقوم قالي كده ..
قال مروان بحزنٍ
- سبوه ياجماعة .. كويس إنه وقف علي رجله إمبارح وقد يحضر العزا ..
سبوه دلوقتي موت كمال كان صدمة خصوصاً إنه إتقتل !
نظرت ماتيلدا علي جرس الباب وإتجهت تفتحه مؤنبة نفسها علي كل شئ
تشعر أن كل الأذي الحادث بسببها
بينما قالت مني متنهدة بحزن
- ربنا يعدي الأيام دي علي خير !.. أنا قلبي مقبوض كده ممكن يتعب
فتحت ماتيلدا الباب وتسمرت بصدمة قلبها يخفق بذعرٍ وهي تنظر أمامها
لا تريد تصديق ما تراه !
هل بكر الديب أمامها من جديد !!
وتوقفت الصورة بين صدمة ماتيلدا .. !!
وبسمة بكر .. !!
وعين مازن التي فُتحت فجأة من نبضه المُتسارع !!
****************************************    

نبضات عاشق..  أشعر بك2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن