الفصل الحادي والعشرون

42K 1.3K 95
                                    


    إنطلقت أول رصاصة تشق السكون تعرف مكانها جيداً !
فصرخ مازن بألم عندما إخترقت الرصاصة جسده !!
ولكنه كان يعلم نوايا أخيه ووالدته بالتقدم والتصدي للرصاص فدفع الجميع
كما دفعته مني ومروان بقوة ليبتعد
وإنطلقت الطلقة الثانية ..!
والثالثة ..!
والرابعة..!
و... وجميعهم عرفوا أماكنهم جيداً !!
صرخت ماتيلدا بهستتيريا مع صوت الطلقات بينما سقطت سلمي أرضاً فاقدة الوعي !
تسمر الجميع بصدمة وألم وما كان يقطع السكون غير صوت شهقات مرام المتتالية بعنف وكأنها تختنق وتجاهد لتتنفس!
ظلت ماتيلدا مخفية وجهها خلف كفها المرتعش تصرخ بقوة باكية ممسكة بكفها الأخر قلبها تسمع نبضاته الصاخبة !
مالت تنتفض فوق الأرض بعد أن جلست مع صوت الطلقات ..
...........................................
فلاش باك ...
قبل ساعتين ...!

دلفت نرمين للقصر ببطئ حتي لا يشعر أحد بها ..
سارت بخطوات بطيئة بشدة حتي إقتربت من باب مكتب بكر ولكنها وقفت بذعر عندما إستمعت لصوته المخيف في الداخل
إبتلعت ريقها بقلق من تصورها إمساكه بها !
تدارت حتي تستمع لما يقوله عَله يساعدها في العثور علي طارق إن كان قد أمسك به !
ولكنها سمعت ما هو أخطر!! ..
كتمت شهقتها من حديثه علي الهاتف عقلها ينطق بإسم العابدين بصدمة !
سارت مسرعة مرة أخري لغرفتها ثم هبطت منها تركض للخارج تحاول الهرب
وبمجرد ما خرجت من القصر حتي شهقت بقوة تتنفس بصعوبة تشعر بالذهول
إختفت وسط الأشجار في الحديقة تحاول الإتصال بطارق عدة مرات لتخبره بأن خالد الزياد هو مازن العابدين!!
وأن بكر يجهز لزيارة كبيرة لمنزله..
وعلي حد ما سمعت أن بكر ينتوي قتل الجميع !!!
شهقت بضيق تنفسها المحبوس داخل صدرها
وبدأت بالبكاء عندما لم يأتيها إجابة من طارق علي إتصالاتها
إستدارت تركض بكل قوتها من القصر بأكمله تبكي لا تعلم كيف تتصرف لا تريد موته !!
وقفت ترتجف تحاول الإتصال بخالد كما كانت تدعوه ولكنها وجدت هاتفه مغلق
شعرت بخدر رأسها وشلل تفكيرها وكأن عقلها لا يستطيع العمل أكثر
أشارت لأول سيارة أجري وطلبت من السائق أن يأخذها علي الشرطة !
وبعد قليل ترجلت أمام مركز الشرطة تركض تريد البلاغ عن ما سيحدث علهم يستطيعوا نجدتهم
ولا تعلم أن الشرطة بالفعل متوقفة أسفل البيت ولا يستطيعوا التحرك !!
ولكنها وقفت فجأة مذعورة !
أدارت وجهها بصدمة للجهة الاخري وتحركت مسرعة تحاول الإختباء !
إختبأت بالجدار وإتسعت عينها بصدمة بعد أن رأت ماجد يخرج من الداخل !
همست بضياعٍ وكأنها لا تصدق
- ماجد !!!!!
إبتلعت ريقها بألم كما إمتلئت عينها بالدموع الغزيرة فلا طريق لنجدت خالد الأن !!
عادت مرة أخري للطريق وقفزت في أول سيارة أجري قابلتها وهتفت بالسائق أن يسير دون وجهة معينة إلي أن تفكر
ظلت تبكي بقوة داخل السيارة يتابعها السائق عبر المرأه بفضول
وبعد ساعة تقريباً كان تترجل أمام شركة مازن بعد أن ذهبت لمطعم العابدين الشهير ولم يقبلوا بإعطائها العنوان
وأعطوها عنوان شركته
دلفت للداخل تدعو أن تمر الأمور بخير لا تعلم ماذا تفعل وكيف تصل لخالد قبل ذهاب بكر إليه
وبعد تصميمها بأخذ العنوان رفضوا بطريقة مهذبة أن هذا ليس من صلحياتهم
وقاموا بإعطائها رقم شريكه لتتصل به عله يفيدها مادام الأمر هام كما تقول !!
خرجت نرمين تسب وتلعن هذا اليوم فالوقت يمر
بكت بشدة لا تريد أن يقتل بكر أحداً ..
وقفت ترتجف من البرد تحاول الإتصال بهذا الشريك وبمجرد ما أجابها حتي هتفت بتوسل
- لو سمحت .. لو سمحت أنا نرمين أعرف خالد .. قصدي مازن
لوسمحت أنا محتاجة عنوان مازن العابدين ضروري في مشكلة كبيرة هتحصل !!
نظر رامي للجميع علي طاولة الطعام ونهض بهدوء معتذراً
نظرت له إيليف بفضول بعد أن شعرت بصوت إمرأة علي الهاتف من قوة إرتفاع صوت نرمين
إبتسمت ديالا من نظرات إيليف الحارقة لرامي بسبب شعورها بالغيرة
دلف رامي لغرفة الصالون الواسعة وسأل بهدوء
- وحضرتك مين ؟! .. ومشكلة إيه اللي هتحصل ؟!
صرخت نرمين بعصبية وقلق
- مش وقته بقولك مشكلة ..
وعندما وجدت أن لا فائدة من إعطائها العنوان قالت ببكاء
- أنا نرمين الديب .. بكر هيقتل خالد .. أنا لازم ألحقه وهو تلفونه مقفول !
تسمر رامي بصدمة مما قالته تلك الفتاه علي الهاتف
وتبدو محقة فلا أحد من ناحية بكر الديب يعلم بالعابدين كما قال له مازن من قبل !!
قطع شروده بكائها المتوسل
- عشان خاطري إديني العنوان ..أنا لازم ألحقهم والله ما بكذب
أنا عارفة ماتيلدا ومازن دا كان إسمه خالد الزياد ..!
صمتت وكأنها تهذي وتابعت بتوسل ورجاءٍ
- بلغهم بس متتصلش بالشرطة لإن رجالة بكر هناك في القسم أنا لسه جاية من هناك دلوقتي وشفتهم
والشرطة مع بكر ساعدني بلييز
قال رامي مهدئاً رغم القلق العاصف به
- تمام إهدي أنا هبعتلك العنوان وهروح متخافيش !
قالت مسرعة قبل أن يغلق
- بكر واخد رجالة كتير معاه أنا سمعته.. مأجر ناس غير رجالته كمان !!!
إبتلع رامي ريقه بعد أن أغلق الهاتف وإلتفت ذاهباً للداخل بسرعة هاتفاً بقوة
- روهان .. قوم معايا بكر وصل لمازن العابدين وهيقتله !
نهض رؤوف هاتفاً بقلق
- في إيه يارامي ومين بكر والعابدين دا ؟!
قال رامي بإرتباك بينما ذهب روهان مسرعاً ليأتي بسلاحه
- متقلقش يابابا إن شالله خير .. بس معيش وقت أفهمكوا دلوقتي !
نهضت ديالا بذعر لا تفهم شئ ولكن حالة رامي لا تطمئن بالخير
فرامي لا يضطرب ولا يقلق بل دائماً ثابت هادئ مهما كان الأمر !
وبعد قليل إنطلق كلاً من رامي وروهان تجاه منزل العابدين
قام روهان بطلب فريق دعم علي منزل العابدين ولكن بطريقة سرية
حتي لا يصل الأمر لرجال بكر كما قالت ما تدعي نرمين بوجودهم هناك
كان حازم ينفخ بعصبية واقفاً أسفل المكان يحاول التدخل دون خسائر
فرجال بكر أكثر مما توقعه وكأنه أتي بجيش !!
وقف يركل الأرض بغضبٍ منتظراً لفريق الدعم
فإن تدخل الأن دون فريق الدعم حتماً سيلقي الجميع حدفه دون مساعدة مازن أو الوصول إليه حتي !
أمسك هاتفه يصرخ بهم بالإسراع فلا وقت لديه ..
أغلق الهاتف يسب ويلعن عما ألت إليه الأمور فبكر جن بالتاكيد ليختال مازن وعائلته في وسط بيته وبكل علانية !!
*******************************
دخلت نرمين الشارع مسرعة من الجهة الأخري
توقفت مذعورة مما رأته من رجال أمام المنزل
إبتلعت ريقها بصدمة فلقد تأخرت وبكر هنا بالفعل !!!
مسحت وجهها وقامت بنفش شعرها وتقدمت رافعة رأسها لأعلي بثقة حاولت إصتناعها
فأوقفها الرجل العملاق قائلاً بقوة
- ممنوع يا فندم .. محدش هيعدي ! وإمشي من المنطقة دي !
نظرت له بقوة وقامت بفتح حقيبتها الصغيرة وأخراجت بطاقتها رافعة لها في وجهه قائلة ببروداً
- أنا نرمين إبراهيم الديب .. وعارفة إن ممنوع حد يعدي!
بكر مكلمني وجاية عشانه ..!
ثم مالت عليه هامسة بطريقة مخيفة
- عارفة إن المهمة نخلص علي بيت العابدين ..
إتفضل شوف البطاقة وحسابك مع بكر بعد كده علي الحركة دي !!
إضطرب الرجل بعد أن رأي بياناتها وقال معتذراً حتي لا تشكوه لبكر فليس حمل بطشه
- أسف يافندم مكنتش اعرف إتفضلي !
صعدت الدرجات مسرعة تشعر بالتوتر الشديد
وتسمرت عندما رأت بكر من الباب المُنفتح
إبتلعت ريقها بذعر عندما إنطلقت رصاصة بكر أعقبها صوت خالد الذي تعلمه جيداً !
فأكملت الدرجات تفتح حقيبتها حتي سقطت محتوياتها عدا السلاح الذي إلتقطته منها
بعد أن أتت به من غرفتها قبل الخروج من القصر !!
وبدأت بالطلق بذعر دون إرادة بل دون شعور بما تفعله !!!!
..........................
............................
وإنطلقت الطلقة الثانية .!
الثالثة ..!
والرابعة ..!
وجميعهم عرفوا أماكنهم جيداً في جسد بكر !!!
إبتلع بكر ريقه بعد أن تلقي جسده الرصاص فجأة
سقط بكل قوته أمام مازن الساقط فوق ركبتيه ممسكاً صدره النازف
وصلت سيارة رامي تفرك بالأرضية بقوة
هبط منها معه روهان والذي وصل فريق دعمه بسرعة البرق بسبب عدم تأثير بكر عليه
كما الحادث بمنطقة حازم
وبدأت التعامل دون رحمة فنوايا بكر ورجالة البشعة ظاهرة دون تخمين
وبدأت طلق الرصاص بالتبادل يتساقط الرجال خلفه من رجال بكر ورجال الشرطة وكأنها مجزرة
صرخ رامي بألم عندما أصابته طلقة !!
دفعه ماجد الذي وصل لتوه مع فريق الدعم الأخر !
*************************************
وقفت نرمين مصدومة تنظر لما فعلته
ويرتفع صوت طلقات الرصاص بالأسفل بطريقة مثيرة للذعر
سقطت مرام علي جانبها فجأة بعد أن فقدت وعيها تماماً
وتسمر الجميع بهدوءٍ تام عكس الصخب الخارجي بسبب إنطلاق النار بالأسفل
مالت ماتيلدا علي الأرض كوضع السجود تنتحب لا تريد رؤية أحد تتمني أن تنفصل الأن
صرخت ببكاء تحاول إختراق الخيال لتنعزل عن هذا العالم
ظلت تصرخ بقوة تلعن اليوم الذي تعالجت فيه ..!!!
كان مازن أول من تدارك الموقف بسبب صراخ ماتيلدا القوي
أمسك صدره يشعر بألم شديد وهتف بصوتٍ مرتفع
- ماتيلدااااا .. إهدييييي .. أنا عااايش .. إسمعيني !
أنهي هتافه لها ليهتف بنرمين التي تبدوا غير واعية لشئ تحرك السلاح بين يديها بإرتعاش
- نرمين إهدي .. أنا هنا .. متخافيش ياحببتي سيبي المسدس.. إنتي في أمان ..سيبي المسدس إرميه !
إبتلع مروان ريقه يتنفس بسرعة شديد مذهولاً من سرعة الأحداث
ونظر فجأة لوالدته المترنحة وأسرع إليها فتلقتها ذراعيه قبل أن تسقط أرضاً
هبط بها ببطئ تحت هتاف مازن والذي نهض يحاول الحركة
- مامااااا .. إتنفسي .. عشان خاطري إتنفسي!
نيمها علي جنبها اليمين يامروان وإرفع رأسها لفوق شوية
أغمض عينيه عدة دقائق لا يعلم إلي من يتجه أولاً إلي نرمين أم ماتيلدا !
وقرر التوجه لماتيلدا حتي تصمت فمازالت تنتحب بقوة
إقترب منها ببطئ يعلم محاولاتها لإختراق الخيال حتي تنعزل
جلس مرة أخري صارخاً بألم يحاول الضغط علي جرحه ليقل النزيف
حرك يده بإرتعاش يمسح فوق خصلاتها هاتفاً بها
- فوقي .. إفتحي عنيكي أنا مازن .. فوقي أنا هنا !
صمتت فجأة عندما إلتقطت أذنها صوته ..!
صمتت ترتجف بنحيب وبدأت برفع رأسها من علي الأرض ببطئ تحاول النظر تتمني رؤيته
وألا يكون هذا خيالها !!
شهقت بفزع عندما وجدته بالفعل أمامها
نهضت تبكي بقوة فسقطت مرة أخري وكأن قدميها لا تحملها من كم الضغط داخلها
قال مسرعاً يحاول تهدئتها رغم لهاثه وكلماته الثقيلة
- متخافيش ركزي إتنفسي .. حاولي تقومي وتعالي شوفي سلمي ساعديني !!
تركها متجههاً للباب ليأتي بنرمين ولكن كان حازم أمامها يحاول أخذ السلاح منها
ظلت نرمين تنتفض بقوة ناظرة للسلاح بين يديها وكأنها لا تسمع أحداً
قال حازم بهدوء
- نرمين .. متخافيش إهدي هاتي المسدس ..
إبتلعت ريقها قلبها يخفق بعنف
فكرر حازم بهدوءٍ حتي لا تُذعر
- متخافيش من ضرب النار .. خلاص الشرطة تعاملت هاتي المسدس ..
نظر خلفه علي صعود كلاً من رامي المُصاب في ذراعه وروهان
فأشار لهم بالصمت حتي لا تضطرب وتطلق مرة أخري فمازالت غير متزنة !
نظر له روهان نظرات فهمها حازم سريعاً كسؤال عن أمان الوضع في الأعلي
إقترب حازم منها بهدوء يريد أخذ السلاح بينما مر من جانبه روهان ورامي للشقة
أسرع رامي للداخل بذهول من حالة الجميع فمني جانبها مروان أمام الباب فاقدة وعيها كما مرام
وسلمي التي يحاول مازن معها بذعر فسقطتها كانت قوية !!
دلف مقترباً من مازن مسرعاً عندما رأي حالته النازفة بشدة
نظر لروهان عندما قام بطلب دعم أخر من سيارات الإسعاف
إتجه مازن ببطئ لجثة بكر جثي بصعوبة تحت هتاف رامي به بأن يستلقي حتي تصل الإسعاف فجرحه خطير
جس النبض في رقبه بكر وتنفس الصعداء عندما إلتقط نبضٍ رغم بطئه !
نظر للخارج لنرمين المرتجفة بصدمة قبل أن تفقد وعيها بين ذراعي حازم بعد أن إلتقط منها السلاح
ومر الوقت سريعاً تنطلق فيه سيارات الإسعاف بكثرة واحدة تلو الأخري من منزل العابدين للمرة الثانية !!
كان رامي داخل السيارة مع مازن بينما أخذ مروان ماتيلدا في سيارتة وإنطلق خلف سيارات الإسعاف
قال مازن بألم قبل أن يفقد وعيه
- أهلي يارامي ..أهلي .. ماما وسلمي ..ونرمين وإختي كانوا ..
قاطعه رامي بهدوء مطمئناً
- بسس .. إهدي الإسعاف خدتهم هتبقي كويس بس إهدي
همس مرة أخري بألم وكأنه يحارب دواره بقوة
- قول لحازم.. يبعد نرمين بلاش تتأذي..
أنهي همسه البطئ مبتلعاً ريقه بصعوبة وأغمض عينه مستسلماً أخيراً لإغمائه
وصلت السيارات المشفي بعد فترة
وكانت الإهتمام علي درجة عالية بسبب حضور عائلة شهمي وصديق الطبيب الراحل كمال
***************************************
صرخت سيلان بقوة عندما فتحت عينها وتبينت حالتها
جذبت ملابسها الممزقة بيدها السليمة تنتفض بقوة تحاول أن تخفي بها جسدها
ثم رأت قماشة بيضاء كبيرة وكأنها مفرش ملقاه علي الجانب
سحبتها بضعف تضم جسدها الهزيل بها وبدأت تبكي بقوة بعد أن رأت دمائها عليها
حاولت النهوض عدة مرات لكنها فشلت
رفعت كفها السليم تمسح جانب ثغرها من اللُعاب السائل منه
تشعر بخدر رأسها الشديد وعجزها عن إغلاق فمها أو فتح عينها اليسري جيداً !!
أغمضت عينها تحاول التنفس من فاهها المفتوح وزحفت ببطئ حتي إستندت علي الحائط خلفها تنتفض بقوة
نظرت للباب بعد فترة عندما فُتح ليدلف منه أيان !!
لم تستطع بلع ريقها فسال أكثر رعباً منه
وكأن إشارات مخها لا تُرسل فلا تستطيع التحكم في حواسها !!
نظرت له بعينها اليمني المتسعة واليسري المفتوحة قليلاً تحاول الإتساع كالأخري
إقترب أيان منها ببطئ حتي جلس القرفصاء أمامها
قرب أصابعه من فمها واضعاً قرص بعد قد أخذه من علبة شفافة قبل إلقائها جانبها
دفع القرص داخل حلقها بالقوة هامساً بشر
- إبلعي .. إبلعي دي حبوب منع الحمل مش ناقص بلاوي ..
صمت قليلاً يتابع نظراتها المذعورة قبل أن يتابع همسه المخيف
- المرة الجاية مش هغتصبك وإنتي مش حاسه ..
لا هفوقك الأول عشان تحسي ولاوني متأكد إنك حاسه بالوجع دلوقتي
سال لعابها من بين أصابعه وبدت وكأنها تجاهد لتفتح عينها
رفع أيان ذراعه ببرود للرجل خلفه ليأتي بالطعام
وبالفعل إقترب الرجل واضعاً صينية بها خبز وشئ أبيض في صحن صغير !
نظرت للطعام ثم رفعت عينها له أو بالأحري رفعت عينها اليمني إليه بعد أن إنغلقت اليسري دون إرادتها
إبتسم أيان بطريقة مخيفة بل مرعبة قائلاً بخفوت
- الصرع ظبطك .. جسمك مبقاش يلقط إشارات من دماغك صح !
ظلت تنظر له لا تعطي ردت فعل رغم ذعرها وإنتفاضتها
ضحك بقوة تلك المرة قائلاً بحزن مصتنع
- مش كنتي تعرفيني إن عندك صرع .. إيه مخك باظ ؟!..
أنهي حديثه مفرقعاً بأصابعه أمامها هاتفاً
- هااااي سمعاني .. ولا مبتستوعبيش خلاص !
نظرت عينها اليمني لأصابعه أمامها
فصفق متابعاً بالثناء
- برافوا عليكي .. كده تبقي لسه حاسه وبتوصلك إشارات بسيطة !
إعتدل في وقفته قائلاً بتحذير بارد
- حاولي تتحركي وكلي بإيدك السليمة
ولو مكلتيش مش هسيبك تموتي لا هقطعلك التانية قبل ما أقتلك .. !
فإختاري تاكلي بأدب ولا بقلة أدب !
غمزها بوقاحة متابعاً
- الحبوب دي تاخديها يومياً .. ولا أقولك أنا هديهالك عشان أتأكد برده إنك بتخديها !
تحرك تجاه الباب يصلها صوته المخيف
- ساعة كده هزور الديب حبيبك وهاجي أشوف كلتي ولا لأ .. عشان هغتصبك تاني ..!!
وأعتقدت إنك عرفتي إني مبكررش الكلمة..!
ولا برجع فيها لو مهما حصل .. !!
خرج أيان من عندها تاركاً إياها وسط الظلام والذعر
لا تبكي ولا تتحرك فقط إستلقت ..
إستلقت تتشنج دون إرادة وقد تزايدت نوباتها بكثرة مخيفة !!
******************************     

نبضات عاشق..  أشعر بك2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن