الفصل الثاني والثلاثون

42.6K 1.3K 63
                                    

  تشبثت سيلان به بذعر هامسة برجاء
- لا متسبنيش .. متسبنيش والنبي خليك معايا
شدد كمال من ضمها مطمئناً أنه معها الأن ولا داعي للخوف
وبعد فترة نهض ليأتي بالطعام عندما أعلنت الصافرة عن الإنتهاء
دلف للغرفة حاملاً الطعام
نظرت له براحة وكأنها كانت تنتظر قدومه
أجفلت فزعة عندما سمعت صوتاً في الخارج فهدأها كمال بأنه صوت الرياح والبحر فلقد إزداد الجو برودة عما كان
جلس علي جانب الفراش وحمل الطعام فقالت هي بإرهاق
أنا مش عاوزة أكل .. أنا عاوزة أنام -
بدأ يحرك المعلقة في الطعام ليبرد قليلاً ثم قال بهدوء دون النظر لها
لازم تاكلي .. أنا عديت علي صيدلية وإحنا جايين وجبتلك أدوية عشان تاخديها بعد الأكل -
صمتت وإمتلئت عينها بالدموع وهي تنظر له بينما كان هو ناظراً لصحن الحساء كما هو
سقطت عبراتها عندما رمشت تشعر بألم داخلها كيف كانت ستقتله ؟!
كيف لم تفكر ! .. كيف يأمروا بقتل شخصٍ كهذا !!
توقفت أفكارها وسالت دمعتان معلقتان بأهدابها عندما رفع بصره لها
ساد الصمت بينهم وكانت أول خفقات لقلبه بخلاف ألم معدته الدائم بسببها !!
كانت عينها لامعة من دموعها ورغم شحوب بشرتها إلا أنها أصيب بإحمرارٍ محبب للنظر كما أنفها وشفتيها
إزدادت خفقاته بإزدياد شرورده داخل عينها فكانت كصفحة بحر أثناء الغروب تموج بدموعها كأمواجه
أنزلت بصرها عنه عندما شعرت بنبضاتها الصاخبة داخل صدرها
نظرت لعنقه ثم لصدره تحاول الهروب من نظراته لها مستغربة من نبضاتها التي لم تشعر بها يوماً!!
إبتسم كمال بهدوء من خجلها فهي في النهاية فتاه وكل فتاه لها خجلها مهما كانت!
قال رافعا المعلقة أمامها
- يلا عشان تاكلي وتاخدي العلاج وتنامي.. لو سمعتي كلامي هتبقي كويسة وان شالله هظبط امور الكشف عشان الأشعة والرسم الكهربائي.. أنا هساعدك
.. إبتلعت ريقها ناظرة له وللطعام بصمت

وبعد فترة وضع كمال الأطباق في المطبخ بعد أن أنتهي من طعامه هو الأخر
وقف متكئاً علي الطاولة الخشبية قليلاً يحاول التفكير فما سيحدث الأن
أغمض عينه بإرهاق يشعر بالتعب حقاً
عاد إليها وظل جالس إلي جانبها حتي راحت في سباتٍ عميق
تنهد براحة عندما شعر بإنتظام أنفاسها ونهض ليذهب
فعليه أن يحضر ملابس شتوية من أجلها فالبرد قارصٍ وأيضاً بعض الأطعمة الأخري فلا يوجد الكثير من أجل البقاء فترة
أغلق الباب جيداً خلفه وأخذ سيارته وذهب قبل أن تستيقظ !!
*******************************
تحرك أكرم بألم شديد فكان مستلقيا فوق الأرضية الصلبة وقد نال ضرب الرجال من طاقته وجسده حيز كبير
صرخ ينادي وهو يحاول التحرك والتحرر من قيود معصميه خلف ظهره
توقف عن الحركة رافعاً رأسه لأعلي ليري المُقبل عليه
فوجده رجلاً ضخماً متشح بالسواد .. هيئته تدل عنه دون حديث
صمت بقلق وإعتدل حتي جلس أرضاً ورفع بصره خلف الرجل عند الباب عندما دخل رامي !!
إتسعت عينه بإستغراب عندما تعرف عنه وهمس بذهول
- بشمهندس رامي !!
إقترب رامي مجيباً بسخرية
- أه يا *** بشمهندش رامي اللي هيفرمك عشان حظك ال *** رماك في طريقه
قال أكرم مسرعاً
- إنت مالك بيا .. إنت ملكش معايا مشاكل وكفايا اللي عملته في السوق !
ضحك رامي بقوة قائلاً بإستهزاء
- فعلا هي مش مشاكل هي مصايب .. الأزاز إعترف عليك !
خفق قلب أكرم ذعراً فبما إعترف ذلك الحقير وكيف يبيعه بعد ما تقاضاه منه
قال رامي مقترباً منه وسحب مقعد من الجانب وجلس عليه بالمقلوب
إستند بمعصميه علي ظهر الكرسي قائلاً بتشفي
- إعترف عليك من أول قلم ..
صمت ناظراً له ثم تابع بتساؤل شرس
- إنت تعرف إنك خسرتني واحد من رجالتي ؟!
قطب أكرم جبينه محاولاً إصتناع عدم الفهم
فِيما تابع رامي وضحاً
- ما العاهة المستديمة كانت للراجل بتاعي وإنت عارف فمتصعش ..
وتابع شامتاً به
- أصل مراد كان فوق أصلاً وإنت مختش بالك إنه طلع في الأول !
المهم تحب أشوفك زي ما شوهت الراجل بتاعي ولا أعملك أنا عاهة مستديمة عشان تبطل لف ورا البنات !!
إبتلع أكرم ريقه ذعراً فقال رامي ناهضاً
- أنا عادتاً مش بخير حد والله بس أنا محتار معاك أصلي سامع إنك بتلف علي طليقتك وقارفها
فأنا قررت أهديك بصراحة وأريحك بدل اللف الكتير والتعب دا كله !!
أنهي حديثه متجهاً للباب تحت هتاف أكرم النادم المذعور !!
**********************************
نهضت سيلان علي صوت طرقات علي الباب نظرت حولها بقلق تبحث عن كمال فلم تجده حولها
وتسارع تنفسها عندما نادت عليه مرة وإثنان ولم يأتيها إجابة!
شعرت بالتوجس وهي تنظر تجاه باب الغرفة مفكرة هل ذهب وتركها هنا حقاً؟!
شعرت بالهدوء عندما توقف الطرق إبتلعت ريقها وحاولت النهوض فنهضت ببطئ متأوهة من ألام عظامها
ولكن شهقت فجأة بذعر وهي تراه أمامها !!
وكأن أسوء كوابيسيها قد تجسد لواقع!!!
دلف أيان بملامح تحمل من الهدوء قدر ما تحمل من السخرية
فتراجعت خطوة بذعرٍ فسقطت جالسة أعلي الفراش خلفها
إقترب ببطئ كأسدٍ يتربص لفريسته
دلف كمال مسرعا للداخل عندما وصل في نفس اللحظة ووجد سيارات أخيه في الخارج
أسرع من الردهة لغرفة النوم تاركاً الحقائب من يده
وبالفعل وجدها جالسة كالأموات تنظر بذعر لأخيه المتحرك ببطئ والذي رحب به حالما رأه
- اهلا اهلا دكتور كمال!!
إقترب كمال منها فنهضت بقدمين متراخيتين تحتمي به
إقترب أيان دون إذن ملامساً خصلانها عندما أصبح جانبها فشهقت بذعر ملتصقة بكمال أكثر
نفخ كمال بضيق شديد
بينما همس أيان بإعجاب
- مبروووك ...
صمت قليلاً قبل أن يتابع ساخرا متجهاً للجلوس
- مبروك علي الشاور.. شكلك مستحمية ونضيفة .. أكيد متحمسة للجواز صح!
شعرت بالحرج من تلميحاته الوقحة فيما هتف به كمال بنفاذ صبر
- عاوز إيه يا أيان ؟!
وضع أيان قدم فوق أخري مبتسما وكأنه يفكر هامساً بتساؤل مستغرب خافت وكأنه يتحدث مع نفسه
ياتري هاعوز منكوا إيه ؟!! -
إنتفضت بقوة خلف كمال الواقف ناظراً لأخيه بنظرات إستهجان ثم سأل بسخط
- إنت عرفت منين اصلاً اني هنا؟!
إبتسم أيان ببرود مجيباً بعفوية
لو مكنتش حاطط أجهزة إشارات في كل حاجة تخصك كنت هعرف برده!! -
إلتفت كمال إليها وأمسكها من كتفها لتجلس وجلست بصمت كالمغيبة عينها تنظر لأخيه بذعر
رفعت قدميها مسرعة مقربة ركبتيها المرتجفة لوجهها محيطة جسدها المرتعش بأكمله بذراعيها
قال كمال بضيق
- لو سمحت يا أيان تخرج من هنا
عاد يبتسم مرة أخري قائلاً ببرود بل مقراً دون نقاش
- هطلقها دلوقتي وهاخدها عشان هتجوزها !!!
- وإنت عارف الباقي كويس !!!!
************************************

نبضات عاشق..  أشعر بك2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن