الفصل الرابع والعشرون

42K 1.3K 29
                                    


    نظرت سيلان له ببكاء تنتفض بشدة
كانت نظراته لها غريبة عندما فتح مديتها ثم أخذ كف يدها السليم وفتحه بقوة وأعطاها إياها أمراً بقوة
- إقتلني نفسك .. أنا مش هقتلك لإنك مغدرتيش بيا بس برده مش هسيبك لو عايشة!..
خدي دي مطوتك اللي قتلتي بيها كمال..!! ..إقتلي نفسك!!!
أغمضت عينها تشهق من بكائها تنظر للمدية بين يديها
وفجأة إشتدت قبضتها عليها بقوة وتشنج جسدها وسقطت بها أرضا تصارع نوبة الصرع !!
وياليته ما أعطاها لها خاصتاً أن نوبتها أصابتها ومديتها مفتوحة بين يديها!!!!!
خفق قلبه بقلق وحاول أخذها منها لكن كان هذا شبه مستحيل !!
وبعد عدة دقائق هدأ كل شئ عندما تجمدت محلها مُستلقية علي وجهها !!
إقترب مسرعاً ورفعها ببطئ وسحب المدية من يدها التي إرتخت تماماً كباقي جسدها
نيمها علي ظهرها وجلس علي ركبتيه أمامها وقام بشق ثوبها الأسود بقوة عندما راي الدماء علي كفيه من ملامستها !!
إبتلع ريقه بصعوبة عندما رأي جروحها !!
أغمض عينه بغضبٍ .. فما كان يريد هذا كان يريد إخافتها فقط !!
بينما كانت هي في عالم أخر تري شخصاً يفيض الحنان من عينيه واضحاً !
إبتسمت له بينما بادلها هو بنظرات حزينة عاتبة
همست داخلها بألم
- كمال.. أنا أسفة !
لم يجيبها لكنه إقترب وضمها إلي صدره ورغم أنه مجرد خيال وفي عالم أخر وهي تعرف
إلا أنها كانت تشعر بذراعيه تضمها بقوة ..
تحتويها بأمان ..
تدفئها بحنان ..
ظل أيان يضمها إليه قائلاً بقلق رغم خروج نبرته الباردة
- هحاول أنقفذك .. متخافيش !!
قطبت جبينها من صوته فصوته مختلف عن صوت كمال كثيراً
إنخفضت ضربات قلبها كما إتضحت صورة كمال أمامها أكثر !!
إمتلئت عينها بالدموع تحت جفنيها تريد شكوت أخيه إليه !!
وشعرت بالراحة عندما نهض بها فشعر أنها رُفعت عن الأرض
وإطمئنت أنه سيأخذها ويذهب من هنا كما همس لها الأن ...
خرج بها أيان مسرعاً يحاول نجدتها قبل أن يتوقف قلبها
عندما شعر بنبضها الذي إنخفض بطريقة مخيفة !!
****************************
قال مروان بنبرة حاول أن تخرج هادئة
- مينفعش كده ياجماعة .. لازم تاكلوا .. يلا لوسمحت
بكت سلمي ونفت برأسها هامسة
- مليش نفس يامروان .. أنا عاوزة نروح تاني المستشفي لازم نبقي مع مازن
مسح خصلاته بقوة وأعاد مرة أخري بهدوء
- لو سمحت ياماتيلدا يا ماما يامرام كلوا حاجة ..
كده مينفعش ومازن كويس إنتوا شفتوه وإطمنتوا عليه..
إستغفرت مني ربها وأخذت قليل من الطعام عندما إلتقطت نظرات مروان الراجية لتأكل حتي يأكلوا البنات
وتابع مروان بهدوء بعد أن أخذت والدته الطعام تحثهم علي التناول منه
- محدش كَل حاجة من الصبح ومن الأخر كده اللي مش هتاكل مش هاخدها المستشفي معايا
إحنا مش ناقصين تعب تاني كفايا اللي إحنا فيه بالله عليكم
رفع كفه يسحب حجاب مرام المهمل جانباً عن رأسها
فنظرت له بذعر فجأة بمجرد ما لمسها !!
قطب جبينه من نفضتها وذعر نظراتها الواضح
ضيق بين حاجبيه عندما أتت فكرة إن كان أكرم قد تجرأ وأتي لها في المشفي !
حول بصره علي شهقت سلمي المكتومة من شدة بكائها
إبتسم بحنان فما عاد يعرف هل هذا من تأثير الحمل وهرموناته أم ماذا
لكنها تبكي دون توقف وهذا مرهق للغاية فكم ذبلت عينها في يوم واحد !
ووسط كل هذا كانت ماتيلدا في عالم أخر لا تسمعهم ولا تشعر بهم وكأنها جسد بلا روح !
أغمضت عينها من الدوار الذي يأتي ويذهب كل فترة
إبتلعت ريقها مفكرة ماذا يريد بكر من والدة مازن لما طلب مقابلتها ..
لم شعرت أنها رفضت مقابلته لتريح مازن فقط لكن نظرة عينها أنها ستذهب له .. !
ماذا إن كان سيأذيها ليحرق قلبهم .. ماذا إن إدعي وتبلي عليها بالشائعات !..
شعرت بالصداع الشديد من كثرة الاسئلة المتراكمة داخل رأسها دون أجوبة !!
نهضت ببطئ قائلة حتي يتركها مروان
- أنا هشرب عصير وبعدين هاكل ..
*******************************************
تحركت نرمين علي صوت وحركت هاتف يهتز !
فتحت عينها ببطئ علي هذا الصوت المزعج وبمجرد ما إستيقظت ورأت سقف الغرفة الأبيض حتي شهقت جالسة تنتفض وقد عادت للواقع !
نظرت حولها بفزع تضم جسدها بذراعيها وإنتبهت مرة أخري علي ذلك الهاتف الصغير الموضوع علي الفراش جانب قدميها
تسارع تنفسها وهي تنظر للهاتف بذعر تشعر أنه من بكر وإن أجابت ستنفجر الغرفة بها كما يحدث في الافلام
بكت بنحيب تشعر أنها ستموت من شدة الخوف المسيطر عليها
رفعت الهاتف بإرتعاش بعد أن توالي رنينه عدة مرات
إبتلعت ريقها وكتمت أنفاسها عندما فتحت الخط لتعرف من
وشهقت بقوة وكأنها عادت للحياه عندما سمعت صوت طارق
بكت بشدة وضمت ركبتيها إلي صدرها تنتفض هامسة ببكاء
- أنا قتلت بكر .. أنا قتلته ياطارق !!
أتاها صوته الهادئ
- هششش إهدي خالص إنتي مقتلتيش حد متخافيش بكر مماتش !
إتسعت عينها وشهقت بذعر قائلة بصدمة
- هيقتلني يا طارق .. خدني من هنا بكر هيجي يقتلني عشان خاطري !
قال مسرعاً قبل أن تنهار مرة أخري
- بسسس إهدي محدش هيلمسك انا معاكي ومأمن المكان كويس
متخافيش وبكر في العناية أصلاً يعني مش بيتحرك
بس إسمعيني كويس .. لما يجي أي شرطي ويحقق معاكي هتقولي إنك كنتي معزومة عند مازن في البيت ساعة ما بكر هجم عليكم وإنك متعرفيش أي حاجة وأغمي عليكي ..
هيسألوكي مين ضربه بالنار هتقولي معرفش أول ما شفته ضرب مازن بالنار أغمي عليا .. بس كده إتفقنا !!
تحركت حدقتها الملونة بقلق وكأنها لا تستوعب ما يقوله
فقال هو بنبرة هادئ مطمئنة
- أنا رتبت الموضوع خلاص بس أوعي تقولي إنك ضربته سامعاني ؟! ..
الحكومة هي اللي إتعاملت مع بكر .. انا اللي ضربته بالنار قصدي يعني ظابط اللي عمل كل حاجة سمعاني !
أومأت بصمت تسيل دموعها من عينها المتسعة بثبات
فتابع هو بصوتٍ هادئ
- متخافيش خالص أنا معاكي في كل مكان .. خليكي واثقة فيا بس !
إبتلعت ريقها وأومأت مرة أخري بصمت ثم همست بالموافقة لكي يسمعها !!
*******************************
خرج مروان من غرفته بعد أن أبدل ملابسه وأخذ بعض الملابس النظيفة لأخيه
وعندما خرج ونادي الجميع خرجت سلمي وماتيلدا مسرعتين
فقالت ماتيلدا بقلق
- أنا جبتله لبس كمان أعمل إيه تاني ؟!
إبتسم لها مروان بحنان وقال بهدوء
- متعمليش حاجة إهدي بس .. المهم شربتي العصير وكلتي ؟!
أومأت له رغم أنها لم تذق أياًمنهم حتي لكنها تعلم إن تذوقت شئ ستتعب أكثر
نظر مروان لوالدته التي خرجت بهدوء قائلة
- أنا هريح شوية يا مروان تعبانة وعندي صداع وفعلاً إحنا مش ناقصين يحصل حاجة جديدة
بس ساعتين وكلمني عشان تيجي تاخدي !
تنهد براحة عندما أتي القرار منها فهو لا يريد أن يأخذ أين منهن ولكن بسبب إصرارهم إذعن لرغبتهم رغم رفضه
ونظر تجاه مرام عندما قالت بهدوء
- وأنا كمان سبني يامروان هعد مع ماما حاسه إني تعبانة
ورغم إختيار الإثنتين بالبقاء إلا أن لكل منهن رغبة مختلفة فمرام تريد المكوث حتي لا تتواجه مع أكرم مرة أخري
فمازن الأن ليس بخير وإن قتلها أكرم حتي لن تقول لمروان فيكفي ما حدث من قبل !َ
بينما أختارت مني المكوث حتي تنزل وتذهب لتعلم بما يريدها بكر
فإن ذهبت معهم لن تستطيع مقابلته ولن يسمحوا لها !!
خرج مروان بعد أن جمع الأغراض وأخذ كلاً من ماتيلدا وسلمي
دلفت مرام لغرفتها وجلست علي الفراش تشعر بالقلق فأكرم عاد يحاوطها من جديد تشعر بالخوف والوحدة بسبب إلتهاء إخوانها الأن بما يحدث خائفة من أن يفعل أي شئ لها
قطع شرودها صوت والدتها
- مرام أنا هنزل أشوف ميرفت عشان قالتلي إنها تعبانة
أومأت لها وتمددت علي الفراش تريد النوم أو الهرب إلي أن يأتي الجميع
ولكن قبل أن تذهب في سباتها العميق نهضت وأغلقت الباب من الداخل جيداً
وجميع النوافذ إحتياطاً لأي شئ رغم تأكدها من أمان المنزل إلا أن هذا أشعرها بالراحة قليلاً
*********************************
خرجت مني من المنزل متجهة للمشفي
وعندما وصلت دلفت بحذر إلي أن وصلت لتلك الممرضة وطلبت منها أخذها لبكر
ورحبت الممرضة بذلك وأخذتها علي الفور !
دلفت بهدوء رغم القلق العاصف بها
إلا أنها تماسكت وجلست أمامه علي مقعد وضعته لها الممرضة أمام فراشه
إقتربت الممرضة ورفعت غطاء الأكسجين من فوق فمه وأنفه قائلاً بهدوء
- ياريت بلاش تطولوا عشان حالته صعبة والمجهود غلط عليه !
نظر بكر لمني وكأنه يتأملها للحظة
ثم قال بصوتٍ مُتعب بشدة من سوء حالته
- إنتي مش فاكراني ؟!
قطبت جبينها مستغربة من سؤاله فيما تابع هو
- أنا فاكرك وعمري ما هنساكي !!
***********************************
تأوه مازن بخفوت عندما حركته ماتيلدا ببطئ لتساعده علي إرتداء ملابسه
أتت بمقص مقتربة من كنزته الصوفية
فقال بضحك ليوقفها
- إيه دا في إيه ؟! هتقتليني ولا إيه ؟!
إبتسمت له وأجابت بصوت ضعيف من شدة ارهاقها وتعبها
- هفتح التيشرت من قدام عشان الكشف يبقي عادي ..
الدنيا برد ومينفعش تفضل عريان كده هتتعب فمش مهم نضحي بدا ونقصه المهم إنه مدفي جسمك
إبتسم مازن بطريقة غريبة وتركها تفعل ما تريد رغم أن الوضع لا يستدعي
وبالفعل بدأت بشقه ببطئ من نصف صدره ليكون الشاش ظاهر
وضعت المقص جانباً ورفعت له نظراتها الخضراء المجهدة
فبادلها ببسمة حنونة وأجابته بمثلها إلي أن رفعت كفها البارد تمسح فوق خصلاته وكأنها تتأمل وجوده بكل ذرة شعور بها
لم تتسع إبتسامة فمه بل ظهرت تلك البسمة الخفية التي لا يراها غيرها !!
ضحكت بخفوت وظلت تتأمله إلي أن تجمع غلاف زجاجي من الدموع فوق عينها فلمعت حدقتها الخضراء
همس بحنان رافعاً ذراعه السليم متحسساً وجنتها اليمني برفق
- متعيطييييش .. أنا معاكي اهه ..
أومأت له وكأنها تؤكد معلومة وجوده معها وإقتربت تضمه برفق شديد حتي لا يتأذي
وضعت رأسها فوق كتفه تمسح فوق ظهره
إبتلع ريقه عندما شعر بقبلتها علي جانب نحره !
ولم يتحدث يريد إستمرار هذا الشعور !
إبتعدت عنه تنظر له ورفعت كفها تجفف دموعها بينما ثبت هو نظراته فوق نصف وجهها الأسفل
إبتسمت له وكأنها فهمت ما يريده .. هذا إن لم تشعر به !
إقتربت ببطئ وتنفست بقوة قبل أن تلامس شفتيه بقبلة دافئة حنونه
مغمضة عينها تستمع لنبضاتهم الصاخبة
وإنفتح الباب فجأة بدخول مصطفي الذي كان يظن مازن وحده كما كان قبل أن يذهب ويأتي بالقهوة
وتسمر بصدمة من رؤيتهم وسقط الكوب من يده دون شعور !!!!!
*******************************
نظر مصطفي أرضاً للكوب الساقط بينما إبتعدت ماتيلدا بحرج شديد عن مازن
قال مصطفي بعد لحظة محاولاً تجميع شتات عقله
- أسف .. كنت فاكرك لوحدك !
قال مازن بهدوء متخطياً الموقف بأكمله
- تعالي يا مصطفي .. إطمنت علي نرمين ؟!
أومأ له بدوار وتنحنح ليخرج صوته مرة أخري متراجعاً عدة خطواط للخلف
- هجيب حد ينضف !
أنهي جملته وخرج مسرعاً وكأن شياطين الأرض تركض خلفه
وقف في الخارج يتنفس بصعوبة يشعر وكان قلبه يتمزق في الداخل !
إبتلع ريقه مغمضاً عينيه بقوة يشعر بدمائه تغلي
جز علي أسنانه كاتماً صرخة قوية داخل صدره فمشهد رؤيتها معه أشعل كل ما هو سئ داخله !!
إشتدت قبضته بعصبية وتحرك مستدعياً أحد لينظف الفوضي التي حدثت
تنفس بقوة عدة مرات بعد أن عاد ودلف بهدوء مرة أخري !!
نظر كلاً من مازن وماتيلدا علي طرقات الباب ودلوف مصطفي منه حاملاً كوبان من القهوة
فيبدو أنه قد أتي بكوب من أجلها !
إقترب مطمئناً علي مازن وناولها الكوب ببسمة عادية أتقنها جيداً !!
إستدار بهدوء وجلس علي الجانب فوق إحدي المقاعد في الزاوية يشرب قهوته مجيباً علي جميع تساؤلات مازن
متابعاً ملاكه المجهد من حين لأخر دون ملاحظة مازن حتي لا يحدث خلاف أو شك !!
إبتلع ريقه يتأملها بحنان رغم الغضب داخله فكم تبدو شاحبة ومرهقة !
كانت ماتيلدا تود الخروج لتتركهم وحدهم لكنها اثرت الجلوس بسبب دوارها الشديد وألم معدتها القوي المفاجئ..!
نهضت تحاول إستنشاق الهواء من النافذة المفتوحة ولكنها وقفت تشعر بسير الأرض تحتها!!
وسقط تاني كوب !! ..
ولكن تلك المرة من يد ماتيلدا !
نظر لها مازن بقلق عندما تحركت وكأنها تحاول الثبات بعد أن سقط الكوب منها
تحرك بألم وسأل هاتفاً بإضطراب
- مالك ياحببتي .. إنتي دايخة ..تعالي؟!
رفعت ماتيلدا نظراتها المهتزة له تشعر بالدوار يزداد بقوة ولا يذهب !
نهض مصطفي مسرعاً مقترباً منها
وشعر براحة غريبة عندما سقطت بين ذراعيه !!
هتف مازن بقلق
- نادي دكتور بسرعة يا مصطفي .. ماتيلداااا فوقي مالك !!
لكن مصطفي حملها مُتصنعاً الإرتباك من الموقف وقال بنبرة مضطربة
- متخافش خير .. هوديها يكشفوا عليها !!
أخذها لإحدي الغرف بمساعدة الممرضة وصرفها مبرراً أنها تريد الراحة ليس إلا
أغلق الباب بهدوء قلبه يخفق بجنون
إلتفت إليها ينظر لها نظرات غريبة ليست رغبة ولا حب لكن ..
إشتياق ونفور ..!
ألم وراحة ..!
حب وبغض ..!
ورغم تناقض مشاعره إلا أن جميعها يعصف به بشدة !
إقترب من الفراش كل خطوة بخفقه إلي أن أصبح أمامها أمسك كفها البارد يحاول تدفئتها !!
يريد إحتجازها أو خطفها .. يريد إبعادها عن الجميع !!
حركت رأسها بألم تشعر بالدوار والصداع الشديد
رفع أنامله يمسح فوق وجنتها بتملك مخيف رغم هدوء لمساته !!
فتحت عينها ..وتسارع تنفسها بخوف .. !
وهي تنظر له شاعرة بأنامله المتحسسة لوجهها !!!!
******************************** اللY3

نبضات عاشق..  أشعر بك2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن