الفصل السابع والعشرون

43.5K 1.4K 99
                                    

 إقترب رامي بغضبٍ ضارباً مصطفي بغلٍ

سقط مصطفي متأوها من لكمة رامي وقبل أن يتدارك نفسه كان رامي يجذبه من قميصه
الذي ظهر صوت تمزهقه صافعاً إيه بقوة
دفعه مصطفي صارخاً به
إنت مالك بيها.. إنت متقربلهاش أصلاً
إنت مااااالك .. ولاتكونش حاطط عينك عليها !!
كانت تلك كلمات مصطفي الصارخة الخاطئة التي ثارت من غضب رامي أضعافاً عندما جذبه من ملابسه بقوه ضارباً معدته بركبته بقوة
صارخاً به بعصبية
- ليه فاكرني *** زيك هبص لمرات صاحبي ؟!
إنحني مصطفي من شدة الألم لا يستطيع التنفس
ركضت ماتيلدا تبكي تشعر بالذعر من كل شئ دلفت لغرفة مازن ترتجف
خفق قلبه بقوة فنهض دون شعور من الفراش مما جعله يصرخ ألماً من جرح صدره
كما هتفت سلمي بإضطراب من نهوضه المفاجئ
- مااازن !
شهقت ماتيلدا ببكاء عندما لمسها مبتعدة عنه متراجعة للخلف
وما إبتعدت حتي إقتربت مسرعة تحتضنه باكية وقد نَست جرحه تماماً وكل شئ..
فقط ظلت تحتضنه بقوة مغمضة عينها بإرتجاف
تختبئ به من صورة مصطفي ونظرات عمار وغضب رامي وتهديد بكر.. من كل شئ!
وقفت سلمي تتنفس بسرعة تشعر بالقلق لا تعلم ما حدث لها لكنها لا تبدو بخير
كتم مازن أنفاسه من شدة الألم كما كتم أنينه وضمها إليه بقلق شديد محاولاً فهم ما حدث لها هامساً
- متخافيش انا معاكي .. إهدي .. إتنفسي إنتي معايا متخافيش !
تجمع جميع من في المشفي علي تعارك الرجلان عندما وصل مروان راكضاً من بين التجمع
بسبب سماعه لصوت كلاً من رامي ومصطفي !
تمسر لحظة مما يحدث وإقترب يفصل بينهم بقوة هاتفاً
- بس إهدوا إحنا في مستشفي.. في إيه؟!!
مسح مصطفي جانب فمه متحسساً رقبته المجروحة صارخاً بضعف
-إبعد المجنون دا عني.!
صرخ به رامي محاولاً تخطي مروان
- والله لوريك يا *** وهعرفك الجنان علي حق
نيتك ال*** هي اللي وقعتك في طريقي .. وانا كيفي أربي اللي زيك !
دفع مروان رامي بقوة للخلف زاعقاً بعصبية
- فهمني في إيه؟.. إيه اللي حصل ؟!
قال رامي مبتعداً للخلف مشيراً تجاه مصطفي
- ال*** دا مش مظبوط مع ماتيلدا من أول يوم شفته فيه.. إسالها !
إسألها .. النهاردة صدفة لحقتها وهي بتجري منه الله أعلم كان ناوي علي إيه
إتسعت عين مروان مما صرح به رامي
وإلتفت لمصطفي متسائلاً بثورة
- الكلام دا بجد ؟!!
قال مصطفي مسرعاً قبل أن يقع بينهم
- الموضوع مش زي ما إنتوا فاهمين !
أنا سمعت ماتيلدا بتكلم الراجل اللي ضرب مازن بالنار وبتتفق معاه علي الهروب !!!!
******************************
صعد مراد الدرجات مسرعاً كما وصفت له مرام فتلك المرة الأولي التي يأتي بها منزلهم
وقفت مرام تصرخ في الداخل عندما سمعت طرق الباب
فهتف بها من الخارج بينما يتصل بها علي الهاتف
- إهدي يامرام دا أنا إفتحي
إقتربت مسرعة من الباب تنتفض بعد أن وضعت حجابها بطريقة عشوائية
دلف مراد للداخل قائلاً بضيق
- الزفت دا مجاش تاني؟!
نفت برأسها بإضطراب قائلة بذعر
- أعمل إيه أنا مش عارفة أقول لمازن..
إنت شفته مبيتحركش وجرحه لسه خطير ومروان مستحيل أقوله .. هيقتله المرادي والله هيقتله وهيضيع !
وبدأت بالحديث غير المرتب وكأنها تهذي
إنت مشفتش لما رفع السلاح وضرب أكرم أول ما ماتيلدا ...
قاطعها رافعاً يده أمامها دون لمسها
- هشششش بس إهدي وإتنفسي متفكريش تعالي أعدي أنا معاكي متخافيش محدش هيقربلك هشوف حل
إبتلعت ريقها تنظر بشرود تجاه الغرف والممر وكأنها تائهة ولا تستوعب فقط عقلها يعمل بقوة
ماذا إن دلف أكرم للداخل هل سيقتلها أم سيعتدي عليها مثلما فعل بإختلاف أن تلك المرة لا يوجد جنين لتخسره !
أمسك مراد كف يدها لتنتبه إليه فصرخت بذعر
إبتعد قائلاً بهدوء
- متخافيش ركزي إنتي في أمان ولو طلع هنا تاني هنوديه في داهية بدون ما حد يتأذي خالص متخافيش
سحبها للأريكة متابعاً بهدوء
- حالياً هو طلقيك ومَضي تعهد علي نفسه بعدم التعرض وفي قضايا
دا يتسجن لو فكر يطلع بس .. إهدي بقي وإتنفسي!
جلست تشهق ببكاء لا تريد أن يعلم أياً من أخويها بوجود أكرم .. لا تريد خسارة أحد ..يكفي ما يحدث لهم !
*********************************
تنهدت مني بضيق لا تستطيع التفكير فمَر كثيراً من الوقت منذ وصولها للمشفي لا تستطيع التركيز في كيفية التصرف
لا تعلم ماذا يحدث وكيف تترك ماتيلدا بكر لمرضه ..
ما يؤلم قلبها ليس تركها له .. بل هذا حقها ولكن لا تتركه من أجل إبنها ..
لا تجعل من إبنها وسيلة للتخلص من بكر
دعت داخلها أن يلهمها الله الصبر ويحفظ أبنائها من كل شر وسوء
نهضت من الأستراحة ذاهبة لغرفة مازن هامسة بقلة حيلة
- جبتها منين بس يامازن .. وإشمعني الديب !
توقفت فجأة متذكرة اليوم الأول لماتيلدا عندهم عندما دلف بها مازن
شهقت بصدمة متذكرة هيئتها عندما كانت تنزف ممزقة الملابس فاقدة للوعي وللحياه
وضعت كفها فوق فاهها مفكرة هل بكر من فعل بها هذا !!!
إتسعت عينها بصدمة من تلك الفكرة ..
أسرعت بخطواتها لا تريد التساؤل والتخمين أكثر بل تريد أن تعرف كل شئ دون أن تظلم أحد.
********************************
جلست ماتيلدا ترتجف بينما أتت لها سلمي بكوب به ماء قائلة بقلق
- إهدي .. خدي إشربي ..
ثم نظرت لمازن قائلة برجاء
- وإنت أعد يامازن عشان جرحك كده غلط !
حينها نظرت ماتيلدا لصدره وكأنها تذكرت حالته الأن
بكت أكثر عندما رأت الدماء ظهرت فوق الشاش الأبيض وجبينه المتعرق بشدة
جلس مازن أمامها مهدئاً
- إهدي متخافيش أنا كويس .. قوليلي في إيه ؟! مالك ؟!
نظرت له ببكاء شديد هامسة بذعر
- بكر !
إتسعت عينه بصدمة فكيف فعل بها بكر هذا كيف تحرك ؟! ..وكيف تركه الحرس ؟!
مسح فوق خصلاتها وقد بدأ الإضطراب يحتل عقله فسأل بهدوء
- قوليلي عملك إيه .. متخافيش أنا معاكي أهه !
أخفت وجهها تبكي تشعر بإنهيار أعصابها من كل ما يحدث حولها وأجابت بنحيب
- هيقتلك .. بكر هيقتلك لو مرحتش معاه أنا خايفة .. أعمل إيه أنا تعبانة !
هيقتلك وهيقتل أهلي زي جدي .. هيقول للمافيا عليك ..
قاطعها يمسح فوق خصلاتها وكتفها محركاً ذراعه السليم
- بسسس .. ميقدرش هنا في حماية عليا وعلي نرمين ..
ميقدرش يقرب لحد قوليلي بس هو قرب منك إزاي ؟!
رفعت يدها من فوق وجهها ونظرت له ببكاء ثم إحتضنته فجأة تبكي بقوة
تشعر بالعجز والخوف تريد أن تنتهي من تلك الحياه
همست ببكاء مُتعب
- أنا خديجة يامازن أنا إتربيت خديجة إنت عارف ..
أنا خلاص مش قادرة أتحمل أكتر أنا بخاف .. هيقتلك وهيقتل كل أهلك وأهلي !
إبتلع مازن ريقه وظل يربت فوق جسدها ناظراً لسلمي المضطربة ترتجف
قال بعد دقيقة تقريباً من الهدوء
- بطلي عياط فهميني حصل إيه .. صدقيني عمره ما يقدر يقرب مني !
ونظر كلاً من سلمي ومازن علي الباب الذي فُتح ليدلف منه رامي ومروان وخلفهم مصطفي الممزقة ملابسه وتبدو أثار الضرب علي وجهه
تمسكت ماتيلدا بمازن أكثر دافنة وجهها بين رقبته وصدره عندما خرج صوت مصطفي
- إسألوها أهيه الست هانم !!
قطب مازن جبينه لا يعلم هل مصطفي يتحدث إلي أخته أم من !!!!
دفعه رامي للداخل وأغلق الباب بقوة قائلاً بنفاذ صبر
- أنا عاوز أفهم إيه اللي بيحصل عشان أنا علي اخري من *** دا
هتف به مصطفي بعصبية
- إحترم نفسك ولسه هرفع عليك قضية بالتعدي !
وقف مروان بينهم بسرعة عندما وجد رامي يقترب ليضربه مرة أخري
وتوقف الجميع علي هتاف مازن المرتفع بينما يشدد علي ماتيلدا المنهارة بين ذراعه
- لو سمحت إسكتوا .. في إيه اللي بيحصل .. بكر إتحرك إزاي ووصل لماتيلدا إزاي ؟!!
وإيه اللي عمل فيك كده يامصطفي ؟!.. ومالك يارامي وماله؟!..
جاوبوني بدل ما بتتخانقوا !
أنهي حديثه مغمضاً عينه بقوة وقد بدأ الألم بالتزايد حتي أصبح غير مُحتمل
إقترب مروان منه قائلاً بهدوء
- هنقولك كل حاجة بس نام عشان الجرح ..
أنهي حديثه رابتاً علي كتف ماتيلدا قائلاً بهدوء
- تعالي ياماتيلدا!! ..
أبعد يده عندما صرخت ببكاء متمسكة أكثر بمازن هامسة بهستيريا من نحيبها
- والله بكر هيخلص علينا كلنا .. والله هيقتلك !
أشار مازن لأخيه بأن يبتعد ورد عليها مهدئاً
- طيب إحكيلي كملي .. مش إنتي جيتي تحكيلي قوليلي عملك إيه ؟!
نفخ رامي بضيق فالأمور تزداد سوءا ما كان علي مازن الدخول وسط تلك العائلة الخطرة من البداية !
قال مصطفي بهدوء رغم ضيقه
- بكر متحركش .. هي اللي راحتله وأنا سمعتها بتكلمه
ولما جيت ألحقها خافت وضربتني وهربت
وساعتها البيه صاحبك شافني وفهم غلط وقام عامل كده فيا وأنا بقول أهه مش هسكت
نظر له رامي بغضب مطلقاً لفظاً خارج عليه !
قطع مازن الحديث بحزم
- لو سمحت خلاص إهدوا بقي خلوني أفهم أنا مبقتش قادر بجد وأعدي ياسلمي بلاش تدوخي !
قطع حديثه علي دخول والدته والتي صُدمت من حالة مصطفي وبكاء ماتيلدا بين ذراعي مازن سألت بفزع
- في إيه ؟!
أغمض مازن عينه لا يريد توتر أكثر الأن فيما قال مروان
- متخافيش يا ماما مفيش حاجة إحنا هنفهم دلوقتي أعدي بعد إذنك !
إقتربت مني هاتفة بمازن بغضب
- إنت إزاي قمت كده مش الدكاترة منبهين
ثم صرخت بعصبية
- إبعدي عنه ياماتيلدا كفايا كده بقي !
وكأن ماتيلدا فاقت علي صوت مني الموجه إليها بحدية وغضب
إبتعدت عنه ترتجف باكية بينما خرج صوت مازن مذهولاً من طريقة والدته
- مالك يا ماما بتكلميها كده ليه .. إهدوا ياجماعة بلاش توتر .. أنا كويس أهه
همست ماتيلدا ببكاء
- أنا خفت منه فرحتله والله يامازن هددني إنه هيقتلك ..
بعتلي مع الممرضة وقالتلي لو مروحتيش هيقتله وإنه قادر يوصل لل..
قطعت حديثها لا تعرف هل تفصح عن لقاء والدته ببكر أم لا !
مسح مازن وجهها من الدموع وهمس لها
- إهدي .. وإتنفسي .. وإنتي جيتي قولتيلي وأنا هحميكي .. هتشوفي بس إهدي
قام بسحب حجابها المُلتف حول رقبتها منذ أن أزاحته في غرفة بكر متابعاً
- لما أسمع الموضوع كله هحكم ساعتها ومتخافيش منه ولا مني ولا من حد .. إهدي بس !
************************************
كان أيان يقطع شريحة اللحم لقطع صغيرة ثم يلتقطها بشوكته ويأكلها
نفخ كمال بضيق قائلاً
- بلاش البرود دا معايا بيضايقني
قولي عملت فيها إيه ؟!
وضع أيان شوكته في الصحن وإستند علي ظهر مقعده بأريحية قائلاً ببساطة
- بربيها !!!
إتسعت عين كمال وقال مسرعاً
- يعني عايشة صح !
أجابه ببرود
- لحد دلوقتي أه !
تنهد كمال براحة وسأله بتوجس
- بتربيها إزاي ؟! .. هي فين ؟!
أخذ أيان الكأس الزجاجي الشفاف من أمامه متناولاً محتواه بهدوء وقال
- فين دي مش بتاعتك ..!
بربيها إزاي برده مش بتاعتك!
بس ممكن أغير (إزاي) ب (ليه) وأجاوبك!!!
ظل كمال صامتاً فقط مسح فوق خصلاته يحاول الهدوء حتي يفهم
فتابع أيان بنبرة هادئة
- جت في عيلتي.. ومهما كان مين وراها هي طرف!
إبتلع كمال ريقه بصعوبة يشعر بالقلق
هو يعلم معني كلمات أخيه بل يعلم بما ذكرته سيلان!!
ظل صامتا يفكر بينما تابع أيان تناول طعامه بهدوء!
قال كمال بعد وقت قصير
- انا هروح لمازن لازم اطمن عليه
أغمض أيان عينه متنهدا
- مش دلوقتي.. في شرطة في المستشفي
قطب كمال جبينه قائلا بإستغراب
- طيب وأنا مالي بالشرطة.. أنا لازم أروحله
نهض أيان من فوق الطاولة ووقف أمام النافذة واضعا يده في جيب بنطاله وسأل ببرود رغم معرفته بما سيختاره كمال
- إختار ياتروح لمازن يا لسيلان!! واحد بس فيهم حاليا!!
قال كمال مسرعا
- سيلان أكيد.. أنا عارف إن مازن في أمان وكويس بس أنا مش عارف دماغك والسواد اللي جواك وصلك لفين معاها!!
إبتسم أيان بسمة مخيفة وتحرك للخارج قائلا
- يلا بنا!!
نهض كمال يشعر بالغضب والقيود لكنه مضطر لمسايرته علي الأقل حاليا...
وبعد ساعتين تقريبا كان أيان يصف سيارته أمام مخزن كبير في منطقة خالية بل مقطوعة
نزل كمال من السيارة قائلا بسخط
- ازاي تسبها هنا مع رجالتك.. وايه المنطقة دي؟!
لم يجب أيان ودلف للداخل وتبعه كمان ينفخ بضيق
كانت سيلان في عالم أخر مغمضة العين ذاهبة في سبات عميق
إقترب كمال بصدمة من تلك الفتاه قلبه يخفق بجنون من حالتها أياكانت هويتها!!
إلتفت إلي أخيه صارخا به
- إنت مجنون البنت ميتة!!
إبتسم أيان بسخرية فكمال صدم دون أن يري كفها حتي بسبب الغطاء فوقها!!
قال كمال بغضب
- دي مش هي أصلا.. عملت إيه في سيلان ومين دي؟!... وإزاي تضربها كده!!؟
خرج صوت أيان ثلجي بعد لحظة قائلا بسخرية
- لا هي دي!!
إقترب كمال منها غاضبا بل ساخطا علي اخيه
وفتح عينها يريد مساعدتها فتبدو علي مشارف الموت
هتف بحدة بينما بدأ بتفحص جرح صدرها
- هاتلي كشاف او شوفلي نور قوي وإبعت حد يجيب الحقن والمحاليل اللي هكتبها
ضحك أيان بقوة قائلا
- مش جايبك عشان تساعدها.. أنا جايبك عشان تشوفها مش أكتر!
نهض كمال من جانبها مقتربا منه هاتفا بعصبية
- بقولك مش هي.. إنت جبت بنت تانية.. سيلان شعرها قصير زي الولاد وعنيها مش ملونة
دي شقرا وشعرها طويل وعنيها ملونة كمان.. شوف الكارثة اللي عملتها وبنت مين دي.. إتصرف خليني أساعدها قبل ما تموت
أشعل أيان سجارته قائلا ببرود
- لا ما هي إستغفلتك.. بتلبس بروكة وبتلبس عدسات وبتغير شكلها عشان تحمي نفسها من كلاب السكك او منك بما إنك راجل وممكن تطمع فيها!!!
نظر لها كمال بصدمة لا يصدق انها تغير شكلها بتلك الدرجة وأنا حقا تلاعبت به من كل شئ!
وبخلاف أي شئ فقلبه يتمزق من حالة تلك الفتاه حتي إن لم تكن سيلان
جلس جانبها قائلا بتوسل
- عشان خاطري يا أيان أياكان هي مين هاتلي العلاج البنت هتموت أنا لازم....
قطع حديثه بصدمة عندما سمع صوتها الضعيف
- كمال...
نظر لها قلبه يخفق بقوة ..
نفس الصوت لكن ليس نفس الشكل فكيف يصدق!!!
وخفق قلبه أكثر وأكثر عندما همست ببكاء
مرة أخري بإسمه!!!!!
********************************************
قال أكرم للرجل الذي حضر منذ دقائق صاعداً في الخلف
- فهمت هتعمل إيه ؟!
قال الرجل بنفاذ صبر وهو يفرك رأسه
- خلاص ياهندسة هي كيميا فهمت وأنا هستني الواد دا والليلادي هتقول عليه يارحمن يارحيم
قال أكرم مسرعاً
- متقتلهوش بس عاوز عاهة مستديمة كلامي واضح أنا بقول أهه
نفخ الرجل بضيق قائلاً
- تمام ياباشا المهم فلوسي عشان أمشي عدل للأخر !
أومأ له أكرم بإزديراء وأمره بالنزول
خرج الرجل من السيارة وسار بهدوء تجاه المنزل لتنفيذ ما إتفقا عليه !!
*********************************
قال مازن بعصبية بعد أن إستمع إليهم
- يعني بكر فعلاً يعتبر بيتحرك أهه أنا قلت من الأول لازم الشرطة تتغير دول مع بكر وإحنا عارفين اللي فيها
نظر لرامي قائلاً بعصبية
- كلم أخوك خليه يجيب شرطة من منطقته .. الشرطة التابعة لمنطقة بكر معاه وإحنا عارفين
قال رامي بتفكير
- معتقدش ينفع لإن كل مكان بنقطته وروهان من منطقة تانية خالص
أمسك مازن هاتفه وأعطاه لأخيه قائلاً
- كلملي حازم يامروان .. كلمه يشوف حل كده نرمين في خطر
قال رامي بضيق
- أنا قلت كده من البداية البنت عندها شبه إنهيار عصبي ومحدش يعرف سببه ومن ساعتها علي المهدئات مع إنها فاقت في الأول دلوقتي نقدر نتوقع إن بكر ال*** بعتلها حد خوفها ولا هددها
نهضت مني من محلها ومسحت فوق جبهة سلمي التي بدأت بالتعرق وبدأ الإضطراب يظهر عليها مما يحدث
فنظرت لها سلمي بحنان هامسة بإطمئنان
- أنا كويسة ياطنط .. متخافيش !
قال مني بهمس
- تعالي معايا نشم شوية هوا الضغط غلط عليكي
نهضت سلمي بهدوء ولم تطلب من ماتيلدا مرافقتهم بسبب سوء حالتها فمازالت تنتفض باكية بذعر
************************************
بدأت سيلان بالبكاء وهي تنظر لكمال معتقدة أنها داخل إحدي أحلامها
فقال بهدوء دون أي تعبيرات
- إهدي متخافيش أنا هساعدك
حاولت النهوض لتجلس فساعدها لتجلس ببطئ
ظل ينظر لها ولبكائها ونظراتها الهادئة له
يعلم أنها مازالت تظن أنها داخل حلم ليس إلا !!
إبتلع ريقه ينظر لملامحها وبشرتها الشاحبة بشدة لا يعلم بما يشعر مازال شعور الألم داخل معدته من حالتها متواجد لكن تلك المرة مصاحباً له ألم غريب ..
من الممكن أنه لا يصدق أن تلك الفتاه طعنته بعد مساعدته لها .. لا يستوعب هذا النوع من البشر !!
دلف أيان وتحولت نظراته للسخرية من المشهد بأكمله وخرج صوته البارد
- الهانم لسه فاكرة إنها في حلم ؟!
نظرت له بفزع وكأن الحلم تحول لكابوس !!
فقال أيان بسخرية ضاحكاً
- لا حلم ولا كابوس دا حقيقة .. كمال مماتش !!
إبتلعت ريقها وكأنها بدأت تستوعب الأن هل حقاً كمال أمامها ؟!
كانت تود أن ترفع يديها وتلامسه لتتأكد من حقيقة وجوده لكنها لم تتحرك وتركت يديها تحت الغطاء كما هم
بينما تابع أيان متقدماً منهم ببطئ
- لإنك غبية زي ما قلتلك دايما مختيش بالك إن أكيد معاه تلفون .. دخل من الباب وكلمك وحط مفاتيحه علي الترابيزة
صمت قليلاً قائلاً بتأكيد
- مفاتيحه بس !! .. إفتكري معايا كده !
ظل يتحرك يميناً ويساراً متابعاً بينما كمال صامتاً ينظر لها فقط يتابع دموعها وصدمتها وهي تنظر لأخيه
- قربتي وعملتي إنك تعبانة قام قرب هو بحس نية عشان يلحقك .. طعنتيه !!
إبتسم بسخرية متابعاً
- طعنتيه الأولي في التانية .. بس هو كان أذكي منك مسك إيدك بالسكينة عشان متسحبيهاش وإنك خفتي أو إتصدمتي باللي عملتيه فبعتي وسبتي السكينة جواه وكان دا لحظة عشان يبقي كأنه إنطعن طعنة واحدة بس لإن الطعنة التانية مسدودة بالسكينة
طلع تلفونة وهو بيحاول يوقف نزيف الطعنة الأولي وكلمني ولسبب هو عارفه أنا كنت دايما قريب منه
وصلت وخته ولما رجعت لقيت الشقة كأنها بتقولي حصل سرقة !!
ضحكت أوي من غباء اللي عملها لإنها باينة أوي جريمة بتتغطي بالسرقة زي ما قلتلك
خت الكاميرات وإتفرجت وشوفت وإستحلفت ووعت ونفذت وجبتك ولسه جحيمك مخلصش !!
إرتجفت من بكائها وبدأت بالنظر بيه وبين كمال
ثم بكت بقوة بصوتٍ يمزق القلب قبل أن تنظر لكمال فقط هامسة وكأنها تتوسله
- إنت عايش بجد ؟!!
لم يجيبها فتحركت حركة بسيطة تبكي وسألت مرة أخري بصدمة
- إنت مموتش .. إنت هنا صح ؟!
إنتفض جسدها وسقطت رأسها للأمام تبكي بقوة ثم رفعت يدها المبتورة قائلة بنحيب وكأنها تشكي إليه أخيه وألمها وضعفها
- قطعلي إيدي ياكمال !!!!
إتسعت عين كمال وهو ينظر ليدها بصدمة وخفق قلبه داخل صدره كالمطرقة
ورفع نظراته المصدومة من يدها المبتورة إليها
عندما بدأت تتشنج بقوة باكية تحارب نوبة صرعها !!!!
***********************************
قال رامي بضيق لمصطفي بعد أن إستلقي مازن وقام الطبيب بالتغيير علي جرحة
- برده إنت مش مظبوط هو أنا مشفتش نظراتك يلا !!
قال مصطفي مسرعاً
- إنت اللي بتفكر كده .. أصلاً أنا بحب أخته مرام وطالبها من أخوتها أظن دا أكبر دليل إن نيتي مش وحشة !!!
نظر رامي بذهول مما أفصح بها مصطفي
بينما تابع هو قبل أن يتحدث أحد
- قوله يامازن مش دا حصل ..
أنا بس إتصدمت إنها بتكلم بكر مش أكتر حتي معملتلهاش حاجة إسألوها هي هربت مني !
أشار لهم مازن بإنهاء هذا الحديث العقيم
وبعد فترة خرج الجميع وكانت الغرفة هادئة
بها مازن مستلقياً نصف نومه جانبه ماتيلدا نائمة رافعة ركبتيها قليلاً كطفل صغير نائم
بعد أن أصر مازن علي نومها علي نفس فراشه لتظل جانبه ولا تشعر بالقلق أكثر
إنحني قليلاً بألم وسحب الغطاء عليها وظل يتلاعب بخصلاتها لتظل هادئة في نومها
فمازالت ترتجف بين الحين والأخر !
*************************************
ذهب رامي بغضب تجاه غرفة بكر وقد قرر وضع حد له
نفخ بضيق هامساً بتوعد
- لو بتتعامل بنفوذك هتعامل بنفوذي
دلف للرواق عاقداً العزم علي تهديده وإرهابه وليري من منهم سينهي الأخر
دلف للغرفة بعد أن هدد الشرطي في الخارج بكل جرائه مستخدماً إسمه ومعرفته بخيانتهم وإتفاقهم مع بكر
دلف للداخل ينظر بصدمة للفراش الخالي !!!
ظل ينظر حوله لا يصدق أن الغرفة فارغة فكيف تحرك بكر !!!
شعر بالقلق من أذيته لمازن مرة اخري أو لأحد منهم خرج يصرخ بالشرطي مهدداً
وهنا كان بكر ملقياً علي فراشٍ عندما فتح عينه لتتواجه مع عين مخيفة
نظر بصدمة لأيان الذي خرج صوته مخيفاً بعد أن إقترب منه
- أهلاً بيك في جحيم أيان النيري !!!!!!
******************************** or-

نبضات عاشق..  أشعر بك2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن