الفصل السادس والثمانون

16.2K 1.4K 84
                                    


لا افقه شيئا مما يقول.. اللغة تبدو مألوفة لكني حتما لا اعي منها حرفا.. ما الذي افعله هنا؟.. تنهدت واضعة يدي على وجنتي.. لا تزال تؤلمني.. ذلك الوغد كريستوفر دومينو صفعني على نفس الجانب الذي صفعني عليه ايفري.. لقد فعلها لمجرد التسلية فليس هناك ما يحتاج ان يعرفه من معلومات.. قواه تفعل كل شيء.. تذكرت عندما استجوبني للمرة الثانية، في تلك المرة لم يترك شيئا اعلمه إلا وقد جعلني ادلي به رغم عدم اهميته.. وعندما طالبت بمعرفة من انا.. لم يخبرني لكن عدما اصررت هوى بكفع على وجهي واخبرني انه إن عاجلا او اجلا كان سيخبرني من انا..

"اسمك هو كيسارا ارثميثكيرا.. انت عقيد في جيش ابيس.."

لم اصدقه في البداية.. انا عقيد في الجيش؟!!.. كيف يمكن هذا؟.. لكن مع الوقت ادركت انه ربما لا يكذب فما الذي يدعوه ان يفعل؟.. ثم إن راجعت الأحداث بدقة لكن من الغريب لفتاة في سني ان تتقن اكثر من لغه.. ثم قدرتي على استخدام السهم والقوس بدقة متناهية.. بالتأكيد انا لم اكن مجرد فتاة عادية ربما هذا ما شك فيه ليام..

"لقد افقدكي الذاكرة لكي لا نستطيع استخدامك.."

ضحك وهو يكمل:

"لكن صدقيني الرئيس اريان سيجد الف وسيلة ووسيلة لإستغلالك وانت في ايدينا.."

تلك الجملة الأخيرة ارعبتني وانتصب لها شعري.. ما الذي قد يفعله بي اريان؟.. لماذا يحتاجني اصلا؟...

اريان لم يكن يمزح حين قال انه سيبقيني تحت ناظريه لكنه حرص على ان يريني ان يُمكن ان انتهي إذا فكرت للحظة بالهرب.. لازلت اتذكر كيف قاومت وهم يقتادونني الى ما ظننته في البداية الزنازين لأكتشف انها غرف التعذيب.. ما رأيته فيها لن انساه ما حييت.. تذكرت الصرخات.. تذكرت البكاء والعويل الذي يمزق نياط القلب.. ثم رأيت النساء وما يفعلونه بالنساء.. حينها لم اعد قادرة على الوقوف او المقامة او اي شيء على الإطلاق سوى البكاء.. عندها ادركت ما قد تؤول اليه ابيس ان نجح اريان فيما يريد.. لكن لماذا؟.. ما الذي يجعله بهذه القسوة.. بهذا الإصرار.. لماذا؟..

سرت في جسدي قشعريرة اعادتني الى الرجل الواقف امامنا، الذي تابع حديثه وحاولت الإصغاء لكني حقا لا افهم حرفا من الرودوسية.. ومجددا وجدت نفسي اتسائل ما الذي افعله هنا؟.. كل ما يمكنني التفكير به هو ان اريان لابد يحتاجني بشدة وإلا كنت الأن جثة هامدة.. هذا الرجل لا يرحم احد فلماذا يبقيني حية؟.. لابد ان اعلم..

وقفت في مكاني خلف الكرسي الذي يجلس عليه اريان الفا في غرفة الإجتماعات.. لقد اصر على تواجدي امام عينيه على مدار الساعة.. ويبدو انه قد وجد انه سيكون من الممتع مشاهدتي وانا اسمع اخبار انتصارتهم على حدود ابيس.. اكاد اقسم اني اراه يبتسم من الحين للأخر لمجرد انه يعلم ان تلك الأخبار تعذبني..

The Legend Of Abyss||أسطورة أبيسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن