الفصل الثامن والتسعين

18.8K 1.5K 216
                                    

شعرت بالألم يغزو فؤادي من جديد لكن هذه المرة لسبب مختلف تماما.. الم الفراق.. ما فعله بي شداد ذلك اليوم.. يوم محى ذكرياتي.. او بمعنى ادق يوم ختمها.. والأن انا اتذكر.. اتذكر كل شيء..

"انا احبك، لطالما احببتك، ولطالما سأفعل، أحببتك اكثر من اي شيء، احببت الطفلة واحببت الفتاة ثم اُغرمت بالمرأة"

تذكرت حتى بدأ الحزن يمتزج بما هو اكثر.. بما هو اقوى.. بالغضب..

احسست بيد ليام على كتفي وهو يسأل في قلق:

-كيسارا؟

فرفعت يدا الى عيناي امسح الدموع التي انهمرت كالمطر.. وقلت وانا انظر الى كل من شداد وارايان وقد توقفا عن القتال:

-انا بخير

وقبل ان اُكمل سمعت سيد شداد سائلا في دهشة:

-ماذا تفعلين هنا؟

بينما ارتسمت ابتسامة على فم ارايان وهو يقول:

-إذن فقد استطعتي الوصول الى ارض المعركة.. الينا.. فماذا الأن؟

حارات عيناي بينهما.. ثم قلت ما اعلم جوابه بالفعل:

-انا لا اتصور أن هذا النزال يُمكن ان يُوقف الأن؟

ومن مكاني امكنني رؤية نقاط سوداء كشباك العنكبوت تنمو على رقبة سيد شداد .. ما هذا؟

نظر كلاهما لبعضهما فتحجرت النظرات معطية اياي الإجابة التي ابغي لكني قلت في شيء من التوسل:

-ارجوكما..

لكن الرجلين قد عقدا العزم بدا الإصرار جليا في ملامحهما.. كلاهما ليس بريئا.. كلاهما قد قتل.. قد دمر.. قد خرب.. قد عُذب.. قد تألم..

تقدمت خطوة نحوهما وانا احاول مقاومة كم المشاعرة المتضاربة التي تعتلج داخلي.. امامي الرجلان.. ينتظرني خياران.. فهل اختار الصواب؟..

كسر ارايان حاجز الصمت قائلا:

-ليس بعد كل هذا.. ليس بعد ان اصبحت النهاية قاب قوسين او ادنى..

فما كان جواب سيد شداد إلا ان رفع سيفه في وجه ارايان وبصوت يحمل الكثير من الغضب:

-لم اكن لأسمح لك.. احدُنا يجب ان يموت.. وهذا سيُحدد هنا والأن

فرفع ارايان سيفه وانطلقا نحو بعضهما ففتحت فاهي في محاولة يائسة لإيقاف هذا القتال فأنا لا اريد لكلاهما ان يموت.. عندما لاحظت ما غفلت عنه حتى الأن، اتسعت عيناي في ذهول وانا استدير بكل سرعتي رافعة يدي امامي مُكونة مجال حولنا وانا اصرخ:

-ليام احترس!!

في ذات اللحظة التي اصطدمت فيها هالة سوداء بالمجال فأظلمت الدنيا للحظات قبل ان تنقشع الغمة.. هذا كان وشيكا لولا المجال لكنا في عداد الأموات الأن.. استرعى انتباهي صرخة مرتعبة إنطلقت من بين شفتي ليام وهو يحدق في المسخ الذي ارتسم امامنا في هول.. ثم صاح:

The Legend Of Abyss||أسطورة أبيسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن